الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكون البرلماني تاجراً

جواد كاظم البياتي

2014 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تجار معروفون .. مقاولون كبار .. اصحاب رؤساء الاموال .. بعض الشباب الذين يحق لهم بعد غسيل الاموال التي اتاحت لهم ظروف ما بعد 2003 الحصول عليها عندما غابت السلطة والقانون معاً .. اناس ليس لهم علاقة بالسياسة ولكن ربما يكون لهم علاقة بالسياسيين تقدموا الى مفوضية الانتخابات لتسجيل اسمائهم ودفع رسوم الاشتراك مع تقديم كل الشروط المطلوبة والانخراط ضمن كيانات معروفة او مستقلة ، والملاحظ في هذه الدورة من الانتخابات وهي الرابعة حضور كبير للكادر الوطني النسوي العصري بهيئته المعروفة المنفتحة الذي غطى الى حد بعيد على القسم المتلفح بالسواد الذي ساقته الظروف العمياء الى مسرح السياسة دون ان نسمع منهن اعلاناً او تصريحاً او رأياً واحداً خلال السنوات الاربع الخوالي.
لقد فسح الدستور المجال وبسهولة متناهية لكل عراقي وعراقية تنطبق عليه الشروط لترشيح نفسه لما يريد من الانتخابات بنوعيها مجالس البلديات والتشريعية او ما يسمى البرلمانية ، ولأن الامر لا يحتاج سوى قليل من الجرأة والاقدام وبعض المال فإن باب المفوضية العليا مفتوح لكل الشعب من اجل الدفاع عنه . لكن ما يثير السخرية ان التقدم للترشيح قرار تحدده الاجتماعات العائلية او موائد النوادي او الدعوات الاخوية . وبعكس الجيل الاول للأنتخابات او ما يعرف بكلاسيكيي السياسة العراقية بعد 2003 من الذين يتشبثون بالأنتخابات لأسباب سياسية بحتة طابعها حب الوطن او حب الطائفة او الدين او القومية او القبيلة ، فإن المتقدمين الجدد للأنتخابات من الجيل المتنوع موظفون ، تجار ، رياضيون ، فنانون ، صناعيون ومقاولون . ومنهم من نزل الى الانتخابات تحدياً لمطلقته او غيرةً من فلان او فلانة ، والخوف كل الخوف ان نصحو صباح يوم لنجد ان عدد اعضاء البرلمان ليصبح اربعة او خمسة ملايين لمواجهة المشاكل التي تتسبب بها نتائج الانتخابات وهذا يعني ان مفوضية الانتخابات لا شأن لها بتاريخ المرشح الوطني بقدر ما لها من معرفة انتمائه العشائري او الى قربه من ( قطب عال ) وحتى لو كانت المفوضية تفكر في رفد مجلس النواب بالعنصر الشبابي من كلا الجنسين فهذا يتطلب قاعدة بيانات لتاريخ العائلة النضالي في خدمة الوطن اضافة للمواصفات الذاتية للمرشح ومؤهلاته واختصاصاته . في حين ان بعض رؤساء الكيانات السياسية التي بلغت ( 276 ) كياناً لخوض سباق الانتخابات اخذت تدعو بعض معارفها من الذين يعتقدون ان لديهم اصواتاً مضمونة واغلبها ذات طابع عشائري من اجل الحصول على عدد من الاصوات التي تؤهل كيانه لدخوله البرلمان .
ومع ذلك فقد ثبت ان القدرة المالية في غالب الاحيان هي التي تدفع اصحابها الى الاشتراك في الانتخابات طاغية بذلك على الطابع الوطني الدافع لذلك الاشتراك وقد يكون ذلك طمعاً بالامتيازات التي سيوفرها له الفوز بالانتخابات البرلمانية فلم تعد الانتخابات النيابية لعبة الكبار من السياسيين في العراق ومن يؤمنون بالوطن كأنتماء ومصير بقدر ما اصبحت لعبة الصغار بل رهان للكسب في جمع الارقام مع كل الاعتذار لمن ناضل وتشرد وضحى من اجل معتقداته وعقيدته وفكره ومبادئه . ومع ذلك فإن العمل السياسي يحتاج الى حكمة وخبرة وكثير من الحلم والصبر والتي يحتاج اليها السياسي في تقرير مستقبل البلد عند اتخاذ القرارات ، وما عداها فإن البلد يكون على ظهر قرد معرض للأنهيار والتخلف في اي لحظة كما شاهدنا ذلك في السنوات الاربع الماضية حيث ادى الصراع بين الكتل المتقاطعة الاهداف الى تشرذم الوطن واهله ، وذلك في ظل برلمان مشلول يتكالب فيه البرلمانيون على امتيازاتهم المالية والادارية ولم ير الشعب العراقي غير حفنة من الموظفين الفاشلين الذين لم يتركوا بصمة واحدة للذكرى بأستثناء بعض القوانين ، حتى ان الصراعات داخل هذا البرلمان كانت تنعكس على الشارع فيدفع المواطنون ثمن ذلك بؤساً وجوعاً وجهلاً وموتاً ايضاً ، لذلك فأن اعادة تجربة من هذا النوع ستطيح بالعراق نهائياً والى الابد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات