الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدنيون اولاًً

حيدر ناشي آل دبس

2014 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


علت الكثير من الاصوات المدنية مستنكرة ما آلت اليه نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة ’ وهذا من حقهم لاننا ننتظر ونطمح للافضل في عيش حياة رغيدة يسمو بها الانسان ‘ على خلاف ما مررنا به طوال السنوات السوالف من انحطاط لقيمة الانسان على يد من تصدوا للعمل في سبيل ابناء بلدهم حسب مايدعون لكن مالحظناه عكس ذلك ‘ هذه الاصوات تمتلك من الرصيد الفكري الذي يؤهلها ان تكون واحة لانتاج الفكر الحر مما يفتح آفاق واسعة لرخاء الانسان ‘ اصوات ثكلى بما نتج وما سينتج بقوادم الايام من تسلكات غير صحيحة بحقنا ‘ وقد ابدت امتعاضها بمختلف الطرق وخصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي ‘ مشاعر الخيبة بما نتج اشارككم بها ‘ لكن لننظر للجانب المشرق ان المدنيين اصبح لهم تمثيل حقيقي ‘ صحيح انه لا يوازي حضورهم ووجودهم المجتمعي ‘ لكن الظروف الموضوعية التي القت بضلالها حالت دون تمثيلهم بشكل اوسع ‘ فمن قانون انتخابات غير عادل الى ضعف الامكانيات المادية التي يمكن ان تساعدهم في ايصال برنامجهم ومشروعهم الوطني الى اغلب شرائح المجتمع ‘ بالاضافة الى عمليات التزوير التي جرت وبشكل منظم من قبل المفوضية العليا " المستقلة " للانتخابات ‘ فقد ابتعدت عن المهنية في عملها ‘ وتم شراء ذمم العديد من موظفيها ‘ فأدت واجبها مدفوع الثمن تجاه من جاؤوا بهم ‘ ولا بد ان نشير الى الظروف الذاتية في قائمة التحالف المدني الديمقراطي او القوائم الاخرى التي خاضت الانتخابات بذات التوجه لكن بأسماء مختلفة ‘ فالعديد من القوى او الشخصيات التي رشحت في هذه القوائم لم تعمل بالشكل الامثل في الدعاية او في التحرك او في الترويج لبرنامجهم ‘ فبقيت ساكنة ولا ارى مبرر لذلك سوى كسلها او عدم اهتمامها بما سيؤول له مصير البلد ان عادت نفس الوجوه الطائفية التي تربعت على دست الحكم طيلة السنوات الماضية ‘ وغيرها الكثير من الامور التي لا يسع المجال لذكرها والتي اثرت بشكلٍ او بأخر على نتائج الانتخابات ‘ اذاً فالايام القادمة حبلى بالمتغيرات والتي من خلالها ستتوضح اللوحة السياسية وما تفرزه كفيل برسم ملامح السنوات الاربع القادمة ‘ فيارفاقنا واصدقائنا المدنيين لا تعجزوا فالتغيير قادم ولا يمكن ان يكون التغيير بالطفرة مثل مانطمح لان التركة ثقيلة ‘ والخصوم شرسين بما يملكون من وسائل مشروعة وغير مشروعة استطاعوا توظيفها بما يضمن بقائهم في مواقع القرار السياسي لاطول فترة ممكنة ‘ والمدنية ضرورة لابد وان تترسّخ في بنيتنا الاجتماعية ‘ طال الزمن او قصر ‘ فملامح وجودها بانت في هذه الدورة البرلمانية وستتعزز في الدورات القادمة ان بقت جذوة الامل والعمل مستمرة وبوتيرة تصاعدية ‘ المدنيون قادمون وسيكون المستقبل لهم فهم اولاً في حرصهم وحبهم لبلدهم الذي يناضلون من اجل رخاءه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف