الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الحسين شعبان (يا قلم ... من يشتريك؟؟؟؟)

علي الصفار

2014 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تابعت كتابات السيد (عبد الحسين شعبان) عن كتابه الجديد عن السيد (عامر عبدالله) وردوده على السيد (جاسم الحلوائي) والتي تثبت إن الرجل يمثل حالة إنسانية تكررت كثيرا مع أشخاص آخرين وفي أوقات متباينة،لهذا لن أدخل في محاججته من الناحية التاريخية بل أحاول أن أفسر أسباب هذا التوجه الفكري عنده.
في ردوده الطويلة على (الحلوائي) لم يكن (شعبان) يتوجه بخطابه الى (الحلوائي) أو الشيوعيين العراقيين، بل أتخيله وهو يكتب إنه يبحث عن زبائن لقلمه(رأسماله الوحيد)،لذلك كانت الردود بازارا له ليوصل رسالته بتخليه عن ماضيه (والحقيقة إن ماضيه هو الذي تخلى عنه ) فهو المفكر الذي إستحصل للكورد صكوك دولية بحق تقرير المصير وإنه يتطهر من (مجازر!!!) الشيوعيين في خمسينيات القرن العشرين محاولا لوي عنق التاريخ بشكل هزيل لا يليق بمكانته العلمية التي مهما إختلفنا عيها فهو على الأقل معروفا بها.وفي هستيريا التسويق حاول(شعبان) إستعراض ثقافته الماركسية والفلسفية والعروبية والكوردية والوطنية والحقوقية إذ لابد لواحدة منها تجد من يشتريها.
لمن لا يتذكر سبق ل(شعبان) أن أوقع نفسه في مطبات كثيرة حتى إنه لم يصمد أمام محاور له من التيار الديني في قناة الجزيرة عندما ذكر نصا على إنه آية قرآنية أنكرها المحاور وأكد عدم وجودها في القرآن مما أحرج (شعبان) بشكل مخجل تدل على إنساقه وراء مطامحه الشخصية التي تعمي بصيرته .أسوق هذه الحادثة لأشير الى إشارته في كتاباته على ضرورة إعتذار الشيوعيين عن أحداث كركوك والموصل كونه قد تطهرا منها (وكأنه الشيوعي الوحيد )،ويتمادى في ذلك وكأنه يتحدث عن مجزرة الأرمن أو كأن التركمان لازالوا يتذكرون تلك المجازر ( قتل فيها بحدود الثلاثين) كل ساعة متناسين مجازر النظام في الثمانينات ضد حي تسعين أو الأحداث اليومية التي تحصد منذ 2003 عشرات التركمان في كركوك(مثل غيرهم من العراقيين الذي لم يعودوا يتذكرون المقابر الجماعية لصدام ) ويحاول أن يبين وكأن الإعتذار سيعدل مسار التاريخ وهو تهويل غير مبرر علميا(لن أدخل في مدى حقيقتها)،لأن الحادثة قديمة ولم تصدر أي دراسة علمية محايدة عنها كما إن الحزب الشيوعي ليس في السلطة ويواجه معارضة تركمانية يتطلب منه الإعتذار لتهدئة النفوس0كما يحدث في دول أخرى) أو إن التركمان نفسهم حققوا جميع مطالبهم ولم يعد أمامهم غير إعتذار الشيوعيين (والكل يعرف إن التركمان هم من أكثر الخاسرين في العراق الجديد بعد أن أصبحوا بين مطرقة الكورد وسندان الحكومة) كما إن الحزب من أكثر الأحزاب الوطنية معاناة لأنه يمثل خطا وطنيا أغفل عنه العراقيون بسبب الشحن الطائفي والقومي، لدي اصدقاء تركمان سألتهم عن تلك الأحداث (ومنهم من عاصرها)لم يتذكر أحد منهم شيئا عنها بل كان حديثهم عن معاناتهم الحالية، كما إن الباحث التاريخي الذي يتناول حادثة ما عليه إن يتعمق بها وإذا لم يستطع فعليه تركها وهو ماتجاوزه السيد (شعبان) بطريقة لا يمكن تفسيرها ومع الأسف إلا بشروط ودوافع البازار الجديد الذي يبدوا إنه يحاول الدخول فيه .
أكثر من مرة رأيت السيد شعبان في مطار بيروت وبغداد وأربيل وهو يحمل حقيبته يتطلع من حوله متخيلا باحثا عن مجد معتقدا إنه المفكر المشهور الذي يشار له بالبنان، وهنا تكمن سر أزمته الشخصية ومنه حالات كثيرة ممن يشعر إنه ضيع (المشيتين على راي العراقيين) وهي حالة إنسانية يمر بها من يندفع كثيرا في التأييد والتطبيل والتبرير لينقلب بعدها الى العكس ،مثلما فعل الكثير من الشيعة الذين تسننوا زمن النظام الديكتاتوري وكانو يسبون (علي بن أبي طالب) كل ساعة وكأنه مسؤول عن مصائب العراق وكما يفعل السني الذي يتشيع ويسب (عمر) بشكل سخيف لتقديم الدليل على إنه اصبح شيعيا نموذجيا، (شعبان) هنا يشبه كثيرا أزمة الشاعر والشيوعي (يوسف الصائغ) الذي إختار أن يصطف مع سلطة البعث نهاية السبعينيات بحثا عن منصب يعوضه عما عاناه في السجون وبالفعل حصل عليه ولكنه خسر نفسه وكنت ألتقي (الصائغ) وأحس من نظراته بعمق مأساته فقد نزع ثوبه ولكن بقي عاريا ( صديق لي كتب عنه قصيدة أسماها القنفذ وفيها ينزع القنفذ جلده بإغراء من بقية الحيوانات ليكتشف إنه أصبح الأضعف ومحل إستهزاء الجميع)،ولمن لا يتذكر فقد أوصل (الصائغ) نفسه لحالة مأساوية حتى إن (شفيق الكمالي) الذي كان يرأس تحرير مجلة ( آفاق عربية) التي عمل بها (الصائغ) شتمه وشتم القادسية لأن الصائغ كان يقترح في كل معركة مع إيران (وكانت شهرية على الأقل) – يقترح- إصدار عدد خاص عن المعركة توكيدا منه إن قلمه لم يعد شيوعيا ففقد كل شيء حتى مات وحيدا .
ومن يتذكر (شعبان) في لقائه مع القذافي مع وفد (المقاومة العراقية) ودعوته القذافي لحماية الأساتذة العراقيين(وهو الذي يقتل المفكرين الليبين) وتنقله بين المنظمات القومية والدولية حاملا حقيبته التي لا تفارقه وأتخيلها تحتوي كل شيء، يكتشف إن الرجل يسابق الزمن الذي لم تعد فيه بقية ليحصل على المال أوالمجد، ولي صديق عمل في إعلام المعارضة أكد لي قبل سنوات إن السيد (شعبان) كان يستلم مكافآت من مخابرات صدام وأكتشف من قبلهم وطرد من المعارضة وهنا لا أذكر المثل طعنا في الرجل ولكن لأحاول أن أفهم سره الذي تفضح عينيه ما يحاول قلمه أن يخفيه أو يحاول أن يبرر خيانته لنفسه يتخوين الجميع ومنهم من يدعي إنه كان يدافع عنه في كتابه،لأن الإعتراف المزعوم لعامر عبدالله يدينه هو قبل الحزب لأن (عامر) ظل قياديا في الحزب لثلاثين سنة بعد حادثة كركوك .
نعم أساء (شعبان) لـ (عامر عبدالله) قبل أن يسيء للحزب الشيوعي، وهنا نحن أما قضية أخلاقية تتطلب وقفة إنسانية من الجميع،إذ هل يحق لنا التحدث نيابة عن الميتين/والغائبون على خطأ دائما كما يقول المثل الفرنسي/، وهل نحن أمام (هيكل) عراقي،فقد إعتاد (محمد حسنين هيكل) أن يسهب في شرح تفاصيل لقاآته مع الميتين، حتى إنه يتذكر شكل فنجان القهوة الذي شربه مع شاه إيران مثلا ولدرجة يوصف (هيكل ) بأنه يحمل نعوش الميتيت ليتاجر بها.هذا الإسلوب قد يكسب المال لكنه ومع الأسف لا أجد له وصفا إلا الرخص والإنسانية تستدعي أن نترك الميتيت في قبورهم مطمئنين إننا لن نلاحقهم في قبورهم،ومن جانب آخر لا يمكن لمن يدعي إنه مفكر أن ينسى شروط الكتابة التاريخية وأعني بها التوثيق ،الغريب إن (الحلوائي) ينبه (شعبان) لهذه الحقيقة التي لم يدركها (شعبان) وأعني بها تقديم الأدلة كشرط للكتابة الموضوعية التي يتبجح بها بإعتباره مفكرا له مؤلفات كثيرة بخلاف الحلوائي.
أعتقد إن (شعبان) لم يدرك اللحظة التاريخية ليكتب مثل هذا ( أو ربما إنه يعي لحظة ما فيها زبائن محتملين لانشعر بهم)،فقد كتب غيره مثل ماكتب، وهل ننسى السياب /ومالك سيف مثلا ولكن الفرق إنه في الحالتين كان هنالك زبائن،مع السياب كان البعثيون ومع مالك كانت التحقيقات الجنائية.والسؤال الأهم الذي لا نملك إلا طرحه بعد قراء الكتاب هو من هم الزبائن الجدد لقلم شعبان.
إن إنتقاد الحزب الشيوعي العراقي حق لكل عراقي(بما فيها غير الأعضاء) وقد كتبت شخصيا – ولازلت- أكثر من مرة إنتقادات حادة لمواقف الحزب، ولكن لا يمكن لأي محايد أن ينكر – ولست شيوعيا- إنه مهما إنتقدت الشيوعيين العراقيين على أخطائهم وهي غير قليلة ولكن لا يمكن أبدا الطعن في وطنيتهم وتفانيهم في حب الوطن خاصة بعد أن جربنا البعثيين الذين باعوا الوطن أكثر من مرة والأحزاب الدينية والقومية الحالية التي تمثل خيانة الوطن الصفة الأولى لهم وهو مالم يحدث مع الشيوعيين ،كنا نقول دائما إن الحزب الشيوعي أقرب للحزب التربوي منه الى الحزب الثوري الذي يتخذ قرارات جريئة،على العكس فأنه من أهم أسباب أخطائهم رومانسيتهم وإندفاعهم الوطني .
أعتقد إن السيد (شعبان) تماهى كثيرا مع شروط البازار فشرَق وغرًب كثيرا دون مبرر،لا أعرف هل يبحث عن مجد أم مال (ومعلوماتي إنه لديه الكثير) وهو في آخر العمر .
شعبان ظاهرة تتكرر في عالمنا العربي إذ بدلا من أن يسعى الإنسان وهو يقترب من قبره لتطهير نفسه من خطاياه الشخصية يسير الكثيرون خلاف المنطق.
دعوا (شعبان) يعرض قلمه لمن يشتري وساعدوه ليجد زبائن فهو بحاجة لدورة في التسويق ليعرف محددات السوق ليكتشف إن بضاعته لا تجد مشترين وعليه أن يسأل قلمه :
يا قلم ....من يشتريك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24