الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على حسن السعدنى يكتب : العلاقات المصرية الاماراتية

على حسن السعدنى

2014 / 5 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


تتسم العلاقات المصرية ـ الإماراتية بأنها نموذجاً يُحتذي في العلاقات العربية ـ العربية سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها علي أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة أو من حيث استقرارها ونموها المستمر أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسئولين فيها. ويرجع تاريخ العلاقات المصرية ـ الإماراتية إلي ما قبل عام 1971 الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. والتي دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، وتُعد مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليًا إقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب وقد أدى ازدياد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين وتوثق عراها من يوم إلى آخر، إلى ازدياد التعاون بينهما في جميع المجالات وخاصة المجالات الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى ازدياد حجم الاستثمارات الإماراتية بحيث أصبحت الإمارات المستثمر الأول في مصر ولعل افضل مثال على ذلك العلاقة المتميزة التي تربط بين مصر ودولة الإمارات وجلالة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، والذي كان له مواقفه التي لا تُنسى وأبرزها دوره في حرب أكتوبر 1973 أهم ما يميز العلاقات السياسية بين البلدين، قدرتها على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها في إطار تحكمه عدة أهداف مشتركة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك، والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية
العلاقات السياسية:
- شهدت السنوات الماضية تنسيقا وثيقا بين البلدين على الصعيد السياسي خاصة حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية وغيرها ، و تعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسئوليها على كافة المستويات للتنسيق حيال تلك المواقف ، وهو ما أظهر نجاحا كبيرا فى العديد من الملفات التى تحظى باهتمام الجانبين ، وكان استثمار تلك العلاقات السياسية المتميزة نصب عيني قيادة البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين. تم التوقيع بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة فى 22- 7- 2008 على مذكرتي تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين تنص مذكرة المشاورات السياسية على أن يقوم الطرفان بعقد محادثات ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تنص مذكرة التفاهم بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول المسبقة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، يسمح كلا الطرفين لرعايا الطرف الآخر الحاملين جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة الدخول الى أراضيهما والخروج منهما والمرور عبرهما بدون تأشيرة دخول وبدون رسوم والبقاء في أراضي الطرف الآخر لمدة أقصاها 90 يوماً.
العلاقات الاقتصادية
ترتبط مصر والإمارات بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة تزداد نموا عاما بعد عام‏ ,‏ على ضوء وجود ‏18‏ اتفاقية مشتركة تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين , كما بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والإمارات ‏1.4‏ مليار دولار في عام 2008 مقابل 826 مليون دولار في 2007 وبزيادة قدرها 69,8 , حيث سجلت قيمة الصادرات المصرية منها نحو 503 ملايين دولار مقابل صادرات إماراتية إلي مصر بقيمة 900 مليون دولار تحتل السلع تامة الصنع نسبة تزيد علي 57من إجمالي الصادرات المصرية للإمارات وتشمل قطاعات البطاقات الذكية ومنتجات النحاس والكابلات الكهربائية والاثاث وصناعات الحديد المدرفل والملابس والرخام .
- تم توقيع اتفاقية تعاون رباعية بين وزارة التربية والتعليم وبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي وشبكة الإمارات المتقدمة للبحوث والتعليم (عنكبوت) ومنظومة جاما التعليمية في شهر مارس 2014 لتوفير خدمات تعليمية وتدريبية للمؤسسات التعليمية في مصر، فضلا عن موافقة الإمارات على بناء 800 مدرسة مصرية على نفقة الحكومة الإماراتية ، وتم بناء الـ100 مدرسة الأولى منها ، وجاري البدء في الـ 100 الثانية، وذلك في إطار بروتوكول موقع بين البلدين لبناء هذه المدارس بمواصفات متطورة.

- ارتفع عدد الشركات الإماراتية في مصر من‏114‏ شركة عام‏2000‏ الي ‏460‏ شركة حاليا, وشاركت دولة الإمارات العربية في رأس المال المصدر لـ 456 شركة في مصر بما قيمته نحو 45,1 مليار جنيه مصري , وذلك منذ عام 1970 وحتي يونيو 2009 , وتشمل أهم المشروعات الاستثمارية التطوير العقاريومشروعات اكتشافات البترول والغاز،فضلا عن قطاع السياحة والصناعات الكيماوية والغذائية والتعدين .
- كما بلغ حجم الاستثمارات الاماراتية فى مصر 10 مليارات دولار عام 2010 ، منها مليارا دولار فى قطاع الزراعة والباقى فى قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والخدمات المصرفية .
- وقعت مصر والامارات فى 18/4/2014 اتفاقا للبدء في مشروع للتدريب من اجل التشغيل لتدريب اكثر من 100 الف شاب وفتاة لتاهيلهم وتدريبهم علي احدث البرامج الفنية والتقنية وفقاً لاحتياجات ومتطلبات مختلف القطاعات الصناعية بتمويل من الجانب الاماراتي بقيمة تصل الي 250 مليون جنيه ويتيح ذلك تيسير وتسهيل التحاق هؤلاء الشباب بسوق العمل وتوفير فرص عمل مناسبة لهم.
- أهم الصادرات المصرية: البطاقات الذكية، منتجات النحاس، كابلات وموصلات كهربائية، أثاث خشبي، ملابس، رخام.
- أهم الواردات: ذهب، بولي إثيلين، أجهزة هواتف، أقمشة ومنسوجات.
- تعود الزيادة في حجم التجارة بين البلدين إلى ارتفاع قيمة الواردات من الذهب والبولى إثيلين والألمونيوم والأقمشة المنسوجة، وزيادة الصادرات من المازوت والنحاس والفاكهة.
المنح والقروض
بلغ إجمالي المنح والقروض التي قدمتها حكومة أبوظبي لمصر ما يعادل 025 مليون دولار حتي شهر يونيو 7002م وقدم صندوق أبوظبي للتنمية منحا وقروضا إلي مصر تبلغقيمتها 325 مليون دولار , ساهمت في تمويل عدد من المشروعات من أبرزها امتداد ترعة الحمام ومساكن الفلاحين بالخطارة ودراسة جدوي اقتصادية لمشروع النقرة الزراعي ،بينما ساهمت القروض التي بلغت قيمتها 236 مليون دولار في تمويل مشروعات فندق عمر الخيام وكهرباء أبو قير وتطوير قناة السويس واستصلاح الاراضي بغرب النوبارية والصندوق الاجتماعي للتنمية وسماد طلخا.
الاطار التعاقدى:
(خاصة بالجوانب الاقتصادية والتجارية)
الاتفاقية
تاريخ التوقيع
اتفاقية التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والفني
19/07/1988
مذكرة تفاهم في المجالات التجارية والجمركية وإدارة المعارض وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
23/04/2000
اتفاقية تجنب الإزدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي
12/04/1994
اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات
11/05/1997
اتفاقية تعاون مشترك بين الاتحاد العام للغرف التجارية واتحاد غرف تجارة وصناعة أبوظبي
15/03/1988
اتفاق إنشاء مجلس رجال أعمال مشترك بين الاتحاد العام للغرف التجارية واتحاد غرف تجارة وصناعة أبوظبي
07/12/1993
اتفاق للتعاون المشترك بين الاتحاد التعاوني الاستهلاكي بالإمارات والاتحاد العام للتعاونيات في مصر
13/06/1991
العلاقات الثقافية
تحظى العلاقات الثقافية بين البلدين باهتمام كبير في السياق الشامل لدعم العلاقات بينهما، ولا شك أن القبول الإماراتي بما تحمله الثقافة المصرية من مضامين حضارية وفنية مختلفة قد ساعد على أن تصل هذه الرسالة الثقافية المصرية إلى المواطن الإماراتي، وفى هذا الإطار يتم سنوياً تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية المصرية بدولة الإمارات سواء على صعيد الفرق الفنية أو المشاركة في معارض الكتب، فضلاً عن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين في المجال الثقافي. أما على صعيد التعاون والبحث العلمي بين الجامعات والمراكز العلمية، توجد اتفاقيات للتعاون بين جامعة الإمارات وبعض الجامعات الحكومية المصرية وجامعة الأزهر، كما تم التوقيع على بروتوكول للتعاون بين مركز بحوث الصحراء المصري والمركز الدولي للزراعة الملحية والصحراوية بدولة الإمارات بهدف التعاون في مجال تطوير وإدارة الموارد المائية الطبيعية وكذا إجراء الدارسات وتنفيذ المشروعات التنموية في مجالات الزراعة الصحراوية وفي إطار تزايد العلاقات الثقافية يحظى الأزهر الشريف بتقدير المسئولين والمواطنين الإماراتيين كمرجع ديني معتدل، كما يرسل الأزهر كل عام في شهر رمضان عشرات من الأئمة والوعاظ لإحياء ليالي الشهر في مختلف إمارات الدولة.. إضافة إلى وجود تعاوناً بين الأزهر وجامعته ووزارتي الأوقاف في كلا البلدين لإصدار الكتب الدينية والمطبوعات للأزهر الشريف بدعم من الجانب الإماراتي.. كما قامت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية بإقامة مركز ثقافي إسلامي في مصر تحت مسمى "مركـز زايد للثقافـة والتكنولوجيـا" تابـع لجامعة الأزهر الشريف، بخلاف موافقة المؤسسة أيضا على ترميم عدد من المعاهد الأزهرية، إضافة إلى قيام الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة حاكم دبي بتمويل مشروع إنشاء مكتبة للأزهر الشريف يتم بثها على الانترنت، وترميم وحفظ المخطوطات الإسلامية القديمة الموجودة بجامعة الأزهر.. إلى جانب قيام الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، بتقديم الدعم لعدد من المشروعات البحثية والعلمية في مصر، منها مبنى دار الوثائق المصرية والمركز العلمي ومكتبة كلية الزراعة بجامعة القاهرة.
العلاقات الإعلامية
يرتبط البلدان ببروتوكول تعاون إعلامي وقع عام 1988 بغرض تعميق وتطوير ودفع التعاون الإعلامي بينهما، يشتمل على تبادل الرسائل الإذاعية والتلفزيونية، والتسويق الإعلامي التجاري، والإنتاج البرامجي المشترك في مجالي الإذاعة والتلفزيون، وتشجيع الزيارات المتبادلة للإعلاميين في البلدين والتنسيق في المؤتمرات والاتحادات، وتبادل الخبرات التدريبية وإقامة الأسابيع والمعارض الإعلامية، بجانب تشجيع التعاون وتطويره بين المؤسسات الصحفية في البلدين.
التعاون العسكرى:
- تواصلت فعاليات التدريب المصرى ـ الإماراتى المشترك «زايد ـ 1» فى 6/3/2014 الذى تشارك فيه وحدات من القوات البحرية والطائرات المقاتلة والهليكوبتر، بالإضافة الى مجموعات من الصاعقة والمظلات التابعة للقوات المسلحة المصرية والإماراتية، الذى يقام للمرة الأولى بين البلدين وتستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وشهدت الأيام الماضية أنشطة تدريبية مكثفة من الجانبين، وتنظيم محاضرات نظرية وعملية على الموضوعات والتدريبات التى يتم تنفيذها خلال المناورة.
وأكد اللواء أركان حرب محمد إسماعيل البدوى قائد القوة المصرية المشاركة فى التدريب، حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تعميق وتكامل العلاقات العسكرية والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على الحرب في غزة تتحول لأزم


.. هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تعود إلى الواجهة من جديد بعد




.. التصعيد متواصل بين حزب الله وإسرائيل.. وتل أبيب تتحدث عن منط


.. الجيش الروسي يحاول تعزيز سيطرته على شرق أوكرانيا قبيل وصول ا




.. مع القضم الإستراتيجي والتقدم البطيء كيف تتوسع إسرائيل جغرافي