الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه النظام يعيد للواجهة حراسه الأقدر على ضمان استقراره

بشير الحامدي

2014 / 5 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إنه النظام يعيد للواجهة حراسه الأقدر على ضمان استقراره
ـ 1 ـ
كما للثورة ديناميكيتها للانقلاب على الثورة ديناميكيته.
وفي علاقة بالوضع القائم وبمستجداته وبتواصل الانقلاب على المسار الثوري عموما كم أستحضر معان و أطروحات نعوم تشومسكي.
نعم إنها استراتيجية الالهاء.
التحكم بالمجتمعات.
تطويع المضطهدين.
الالهاءات وتشتيت الاهتمام عن المصير والحقوق والمشاكل .
التخويف .
الترهيب.
التطويع.
كم أستحضر الأسلحة الصامتة للحروب الهادئة.
كم أستحضر أيضا أن الديكتاتور بن علي حكم 23 سنة بالتخويف بالإرهاب.
استراتيجيا بن علي في الحكم هي نفسها تتواصل ببقاء نظام بن علي رغم 17 ديسمبر الثوري وقوى 17 ديسمبر .
ولكن السؤال الأهم هو: لماذا لجأت قوى الانقلاب والآن بالتحديد إلى لعب ورقة الارهاب؟
جزء من الجواب هو نجاح هذه القوى في تفريغ الساحة من فاعل سياسي قادر على مواجهة الانقلاب على قاعدة مواصلة تنفيذ المهام الثورية وهي فترة قد شارفت على النهاية بعد أن وقع استقطاب كل القوى لمسار"الانتقال الديمقراطي" أي لمخطط الانقلاب أما الجزء الآخر من الجواب فهو التحضير للمرحلة القادمة وأهم ما فيها هو أن تصير وزارة الإرهاب غبر العصابة الأقوى فيها منقذ تونس في عيون الأغلبية وفي وعيهم و أن تصير الديكتاتورية ضامن أمنهم و أمانهم .
إنها الوضع الذي انجر عن عودة التجمع وعن غياب المحاسبة.
إنها محطة يفرضها ترتيب الوضع للانتخابات القادمة.
إنه النظام يعيد للواجهة حراسه الأقدر على ضمان استقراره.
إنه الوضع الذي يرتب لفرض نفوذ بيروقراطية السلاح.
ولا نفوذ بعد ذلك إلا للبوليس والاستخبارات.
ـ 2 ـ
لعب دور الضحية للتغول أكثر و أكثر.
من رأى تغول البوليسية في الأسابيع الأخيرة لن يفاجأ باستيقاظ "الخلايا الإرهابية النائمة" للتشريع للقبضة الحديدية وللتبرير لمزيد القمع والديكتاتورية.
لعب دور الضحية للتغول أكثر و أكثر.
ماذا تريدون من بلد توافقت جميع أحزابه وجمعياته ونقاباته على الإطاحة به وتقديمه لمغتصبيه على طبق.
ماذا تريدون من بلد خارت قوى مجموعاته الثورية ولم تعد تسمع لها صوتا ولا صدى.
ماذا تريدون من بلد استولى عليه اللصوص والمرتبطون والعملاء والوكلاء وترك للمخابرات.
ماذا تريدون من بلد أصبح مواطنوه على يقين من افلاس الخطاب المتداول كل الخطاب مثل يقينهم في أنه لا بدائل ممكنة والكل سماسرة ومنتجات "مضروبة".
ماذا يمكن أن يحدث في وضع كهذا وفي بلد كهذا؟
لقد صنع المنقلبون حالة من الرهاب المعمم داخل المجتمع.
إنه فعل مراكز القوى المتحكمة في المال والسلاح والمرتبطة بالمخابرات: الإعداد لديكتاتورية مقبولة من الأغلبية .
ديكتاتورية الطغمة المنقلبة عبر تعبيرتيها السياسيتين:الخوانجية والتجمع. و أداتها التنفيذية عصابة وزارة الداخلية.
لا معنى لأي فعل نضالي للحيلولة دون فرض ديكتاتورية عصابة السراق هذه خارج التعبئة على قاعدة طبقية للبطالة والخدامة والشباب على حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وليس الانتخابية .
وقتها سيسقط الإرهاب بالقوة ويلفظه الوضع بوصفه استراتيجيا لا تحقق شيئا وقتها فقط يمكن أن يطاح بإستراتيجية عصابة السرّاق وتتقدم الجماهير ......
ـ 3 ـ
هؤلاء هم من يخطط وينفذ ويستفيد من مخطط ما يسمى بالإرهاب.
هم الحلقة المركزية المتحكمة في ملفات الانقلاب على 17 ديسمبر.
هم مافيا السياسة والمخابرات في الظل.
هم مركز كل قرار وكل سياسة منذ التخطيط لتهريب الديكتاتور إلى اليوم.
هم الحلقة المركزية في الثورة المضادة الحلقة المركزية المتحكمة بالمال والسلاح والإعلام والتي تخترق كل الإدارات وكل المصالح وكل الأجهزة وكل الأحزاب وكل الجمعيات.
من هم:
هم الرأسماليون الفاسدون المندمجة مصالحهم مع مصالح رأس المال العالمي ممن صنعتهم سياسات بن علي.
هم غرفة من أصحاب المشاريع والبنوك و الأعمال يعاضدهم طاقم كبير من المتنفذين في كل مستويات الإدارة بما في ذلك مصالح البوليس والجيش لتسهيل أعمالهم وتمرير مخططاتهم وتنفيذ استراتيجياتهم .
مصالح هؤلاء فوق مصالح الأحزاب و الجمعيات والنقابات والشخصيات.
هم مافيا بأتم معنى الكلمة مصلحتهم الأولى و الأخيرة أن يتواصل النظام أي أن تتواصل مصالحهم وتحمى هيمنتهم الاقتصادية و السياسة.
هم المافيا التي وفرت الغطاء كي لا يحاسب فاسدو 3 عشريات ومجرمو 3 عشريات.
هم المافيا التي مكنت جهاز القضاء الفاسد من أن يتواصل.
هم المافيا التي مكنت البيروقراطية العسكرية الفاسدة من أن تبقى.
هم المافيا التي أبقت على البيروقراطية البوليسية المجرمة والفاسدة بل ودعمتها.
هم المافيا التي أتلفت ملفات القناصة وبرأتهم.
هم المافيا التي هربت الطرابلسية و آل بن علي وحفظت لهم ممتلكاتهم وأموالهم.
هم المافيا التي أوصلت النهضة للحكم في 23 أكتوبر 2011.
هم المافيا التي كونت الأحزاب التي فرخت من التجمع المنحل.
هم المافيا التي تخترق أغلب الأحزاب والجمعيات وتمولها.
هم المافيا التي تهيمن على مؤسسات الإعلام.
هم المافيا التي تحكم الآن وتتحكم في كل الوضع وتخطط وتنفذ استراتيجيا بقاء النظام.
عندما نعرف أن هؤلاء هم من يخططون وينفذون مخطط ما يسمى بالإرهاب نتأكد أن ما يحدث ليس إلا صراعا بين أجنحة هذه الطغمة لأن هذه الطغمة تشقها بدورها صراعات عميقة كثيرا ما لا تحسم إلا بقوة السلاح.
إن الاستنتاج الأهم في علاقة بكل ما تقدم وبكل ما يحدث هو:
لا سياسة بعد اليوم غير التي تخطط لها وتنفذها العصابة الأقوى في وزارة الإرهاب وزارة الداخلية.
ـــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
29 ـ 05 ـ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نحن والإعلام الغربي، 7 أكتوبر نموذجاً - د. احمد عبد الحق.


.. فرنسا: كيف نجح اليمين المتطرف بالصعود؟ • فرانس 24 / FRANCE 2




.. هل يتداعى -السد الجمهوري- أمام اليمين المتطرف؟


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف على أبواب السل




.. فرنسا: ماكرون -يخسر الرهان- واليمين المتطرف -على أبواب السلط