الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدوى التجسس الفرويدي

محمد خضر خزعلي

2014 / 5 / 30
السياسة والعلاقات الدولية


في عام 1932قام فروييد بدراسة وتحليل لشخصية ليوناردو دافنشي , ثم تحليل شخصية وودرو ويلسون , وبهذا العمل على الرغم من التأملية والبعد عن العلمية في التحليل , الا ان فروييد قد اظهر الى الساحة العلمية علم جديد يُعنى بمعرفة ماذا يفكر الاخر , وماذا سيقرر , وكيف يتحرك , من خلال فهم ما في عقله من خلال الدوافع اللاشعورية.
مع بداية الحرب العالمية الثانية وتدفق المهاجرين الى الولايات المتحدة , وجد الامريكيون بهذا العلم اسلوب تجسسي جيد , خصوصا ان للامريكان موروث تاريخي تعود جذوره الى عقلية الكاوبوي في الغرب الامريكي , حيث ينظر المتبارزين ببعضهما بعض ويتابعان حركات اعينهما والايدي وتعابير الوجه وحركات الجسد لمعرفة من سيطلق النار اولا.
وهنا قامت وكالة الاستخبارات الامريكية بدراسات نفسية تحليلية لكثير من الزعماء السوفيت والعرب والامريكان اللاتين وبعض رؤساء افريقيا وكوريا , ولكن في حالات كثيرة لم تكن النتائج كما تتوقعها التقارير التي يعدها المختصون لحساب وكالة الاستخبارات الامريكية.
وهنا واجه التجسس الفرويدي الكثير من الانتقاد الامر الذي ادى الى تقليل الميزانية الخاصة به والاعتماد على تفسيرات اخرى , ومن هذه الانتقادات:
1- تعطي صاحب القرار شعورا متضخما عن الزعيم محل التحليل مما قد يلهي صانع القرار بالامور الشخصية والطفولية بدلا من التركيز على العقلانية وفرضيات المدرسة السياسية.
2- الشخص النرجسي مثلا يختلف عن نرجسي من ثقافة اخرى , فمثلا صدام نرجسي لكن ليست كنرجسية هتلر او اتاتورك , فالثقافة العربية تلعب دورا مهما.
3- يذهب ديز استاذ علم النفس للقول بأن النظرية النفسية القديمة كالسحر والشعوذة والكثير منا لا يؤمن بصحتها , اما النظريات الحديثة فكثير منها خاطئ ومقدماتها بالية , وانصح بأن ينضم علم النفس الى عالم الاسطورة والوهم لانه كثير الاعتماد على اجتهادات فكرية متباينة.
4- ثم ان التهويل والتضخيم لدور التجسس الفرويدي يعود الى العقلية الامريكية التي تهوى التكبير والتضخيم , ولهذا هولت وضخمت من دور التجسس الفرويدي.
في الجهة المقابلة يذهب الاستاذ عبد الحي للقول بأنه وعلى الرغم من عدم الاتفاق حول جدوى التجسس الفرويدي الا انه يقدم في كثير من الاحيان فهم جيد للبنية السيكيولوجية لذاك القائد او غيره , وتفسر لنا لماذا انحاز الى قرار معين دون غيره , هذا الى جانب القدرة على التلاعب بسبب فهم تلك البنية سواء على مستوى القادة او على مستوى المجتمع.
*متى يكون التجسس الفرويدي ذو جدوى في دراسة وتحليل زعيم معين او مجتمع ما؟
1- اذا كانت الدولة تصنع سياسياتها من خلال المؤسسات ومراكز البحوث فأن جدوى التجسس الفرويدي تكون في ادناها , حيث يكون الرئيس او الزعيم هنا مقيدا بالديمقراطية ولا مجال للدكتاتورية في صنع القرار.
2- مدى التحصيل العلمي للزعيم والمجتمع , الامر الذي يخفف من سطوة اللاشعور على الزعيم , وينعكس ذلك على المجتمع بتحضر اكثر.
3- اعمال القانون من عدمه , حيث الدول التي تلتزم القانون وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتبتعد عن الرشوة والفساد , فهنا تكون قدرتها على التقدم اكثر من دول بعكسها , هذا الامر ينعكس على المجتمع من كونه محبطا او لا , ويرتبط اربطا وثيقا بجدوى الكاريزما التي قد تقود المجتمع الى حرب ما لأجل افراغ الكبت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة