الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم للمحاكمة أم دعاية لصدام ؟؟

حمزة الشمخي

2005 / 7 / 24
الصحافة والاعلام


ظهر الدكتاتور صدام في 21 تموز 2005 على شاشة قناة العربية الفضائية ، في إحدى جلسات محاكمته التي إمتدت شهورا ولا تزال مستمرة ولا نعرف متى نهايتها ؟.
حيث يظهر الفيلم هذا الدكتاتور أمام القاضي ، وكأنه هو الذي يدير جلسة المحاكمة ، من خلال بعض اللقطات التي على ما يبدو قد تم إختيارها ، بعناية من أجل الدعاية والترويج لبعض إجابات هذا الدكتاتور السجين ، الذي ظهر مندهشا وخائفا ، ولكنه يريد أن يظهر بمظهر القوي المتماسك ، وهذا ما أرادت أن تظهره بعض لقطات الفيلم الدعائي للدكتاتور .
حيث تحدث عن الحكومة العراقية ومن أتى بها ، وعن عدم شرعية حضوره لهذه المحاكمة دون أن يلتقي بمحاميه أو يحضر معه .. والى غيرها من اللقطات المنتقات ، للدعاية الرخيصة والمصطنعة لرفع معنويات صدام المهزوزة أصلا من خلال نظراته وحركاته وصوته .
أن على الجهات الإعلامية الرسمية العراقية ، تقع مسؤولية الإشراف على مثل هذه الأفلام وغيرها ، قبل عرضها على شاشات التلفاز المحلية والعربية والدولية ، نظرا لحساسية مثل هذه القضية ، لكي لا تتحول من قضية قضائية لمحاكمة متهم بجرائم لا تعد ولا تحصى ، الى قضية سياسية ودعائية له ولزمرته ونظامه المقبور .
لأن من يريد أن يظهر جلاد العراق السابق أمام العالم ، بهذه اللقطات الإستفزازية ، للشعب العراقي والى كل من تضرر من النظام الدموي المنهار ومنهم بعض جيران العراق ، عليه أن يتحمل تبعات هذه القضية ، لأنه لا يجوز إطلاقا منتجة مثل هذا الفيلم ، حسب الرغبة والمزاج لهذا المسؤول أو ذاك ، وإنتقاء مثل هذه اللقطات دون غيرها .
وعلى ما يبدو أن هناك من يريد ، أن يجعل من محاكمة الدكتاتور على جرائمه ، تسويقا لنظام قد ولى الى الأبد ولزمرة قد سجنت وتنتظر محاكمتها العادلة على ما إرتكبوه بحق الإنسانية من قتل وظلم وتهجير وعنف وإرهاب .
ولكن أن هذه المحاولات البائسة من قبل البعض الذين يحنون الى عهد الدكتاتورية ، ولا زالوا في نفس المناصب والمسؤوليات السابقة !! ، بالرغم من إنهم كانوا من أزلام النظام المنهار ولا زالوا يتغنون به .
سوف يجدون هؤلاء ، أن هناك الآلاف بل الملايين من أبناء الشعب العراقي ، سيقفون بوجههم وإقصائهم من مناصبهم التي لا يستحقونها وتقديمهم للمحاكم ، إذا لم تتخذ الحكومة العراقية الإجراءات الصارمة والفورية بحقهم .
لأن هؤلاء لا زالوا يعملون وينشطون دون رقابة وطنية كافية ، والدليل على ذلك ظهور فيلم محاكمة صدام كدعاية له وليس فيلم لكشف جرائمه وزمرته ونظامه .
الى متى هذا السكوت يا حكومتنا العراقية عن مثل هؤلاء ؟؟ ، أليس من الواجب الوطني والوفاء لكل الذين ضحوا وناضلوا أن يحلوا مكان هؤلاء من بقايا الدكتاتورية ؟؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد