الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزين جداً يا وطن

جلال حسن

2014 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



بعدَ كل مصيبة نكتوي بنارها نصاب بالخيبة، ونحزن حد العظم ونلوب كسمكة يقتلها الهواء، أي بلد هذا يتقاتل ابناؤه على تفجير المآسي كل يوم، حتى صرنا أضحوكة للفضائيات، وكثرتْ ولائم الفواتح و(جوادر) العزاء وزاد اللطم والنواح.
زادت المهازل والحجج والرعونة والحماقات ، صرنا نغص بالاحزان والهتاف ونرفع الاعلام ونغني للماضي المتقدم جدا على المستقبل. هل يعقل ان نعد موت الأبرياء يومياً ( شهداؤنا بالجنة وقتلاهم بالنار) من هؤلاء؟ أية جنة !! وأية نار!! من يضحك على من ! الكل يعتقد أنه على صواب ويمسك ناصية الحق حين تضيع بوصلة تأشيرالعدل والانسانية والرحمة! من زرع هذه الفتنة المسمومة في العراق؟ هل نسينا ما خلفه الاحتلال الأمريكي من مآس؟ هل نعلم وندرك أين نقف من تقدم ورقي العالم؟ هل نحتاج الى أعلام سود جديدة في عراق السواد والعروق؟
من يعد جثث الأبرياء؟ ومن يرفع شارة النصر في مدارس العراق؟ هل نحتاج الى (دمامات) لخفة الركض والمراوغة في معارك الفلوجة والأنبار وديالى والموصل وبين المآتم وحماس الطائفيات الجديدة؟ هل صرنا نضحك على احزاننا ؟. لا أدري أن كنا نبكي على الوطن أم الوطن يبكي علينا !!؟
أحدى عشرة سنة ونحن في مخاض دام عسير، موت مجاني في الشوارع، وأيام الأسبوع صارت دامية، لا فرق بين الايام، كل يوم يبكي على الثاني ويزايد على الذي يليه، أي قدر أحمق هذا؟ أية اشباح تسكن الشوارع والاسواق والبيوت، هل نسخنا عزرائيل؟ ومدن العراق صارت توابيت لأبنائها.
بلا أدنى شك نحن شعب مثل خلق الله نحب الأمل ونحب الحياة ولكن الموت يتربص لنا! النساء خائفات على أزواجهن وأبنائهنّ هذه حقيقة مرةّ. حتى جهاز التلفزيون صار نقمة علينا حين نقارن بين حالنا وبين حال الشعوب السعيدة التي تضحك للحب والفرح، أليس عندنا مدن جميلة لكنها بحاجة الى شرفاء ومخلصين وبنائين لكي يقوموا بسواعد من يؤثثها ويديمها، المدن لا تحتاج الى ماكياج من صبغ ودهان ولمعة كاذبة، المدن تحتاج الى بنى تحتية صلبة تقاوم الزمن وتعاند النسيان.
أحدى عشرة سنة ونحن نركض بوجوه متعبة ونطاوع الحكومة على برامجها من انتخابات وتصويت والتزام الصمت على أمل أن تفرج! ولكنها طالت من كثرة الوعود والتصريحات الرنانة من مسؤولين غير جديرين بتبوئ أي منصب حكومي ويتخاصمون مثل تلاميذ ابتدائية، والنتيجة مزيد من الفساد الإداري والمالي والروتين والتدهور الأمني. وأخبار الأنبار والفلوجة والموصل وديالى تثير وجع الرأس وتقودنا الى تساؤلات طويلة ودوامة حياتية.
هذا الوطن جميل وليس لنا سواه، ولدنا فيه وسجلت اسماؤنا في بيانات الولادة، وحتى المقابر صرنا نشتريها ونحن أحياء. فهل من حل؟ لست متشائماً، وكما قلت: أحب الحياة والفرح والمرح والسعادة والفن والمسرح والانهار والحدائق والهواء والأصدقاء وأهلي، وأريد السلام والأمان والعيش الكريم، ولكني حزين لما يجري في بلدي.. وحزين جداً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة