الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهي عصور وعقول جاهلية

بروين زين العابدين

2014 / 5 / 31
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


أهي عصور وعقول جاهلية ؟؟  
بروين زين العابدين
 
وكأنني بالعصر الجاهلي عند العرب عندما كانت الفتاة توأد يخيم ويعود إلى وطني ولكن بمشهد أكثر جرماً وبعداً عن كل المفاهيم السماوية والإنسانية والبشرية ، هذا المجتمع الذكوري وعلى مدى التأريخ الذي شهدناه ونعرفه جعل من الفتاة وهي طفلة ثم الصبية والمرأة والزوجة المقياس لشرف المجتمع وسارية تعلق عليه القييم العشائرية والعائلة والأمجاد وحتى البطولات!
يصادر رأي الفتاة وتُبعد عن الدراسة ومواصلة العلم والتعلم بحجة إسم العائلة وشرفها في الإختلاط ، تقيد مشاعر وعواطف الفتاة بتزويجها وهي صغيرة أو كبيرة لمن يكبرها وهي لا تعرف عنه شيئاً ، تهان كرامة المرأة بالزواج عليها فقط لإشباع رغبات الرجل ونزواته البائسة والمريضة ، ثم يأتي الطلاق أو وضع سيناريو لحياتها إن شاءوا تحت بند صون الشرف والمحافظة عليها ، وإذا رفضت المرأة أية سلسلة من سلاسل هذه القيود تتهم بالعصيان والخروج عن الطاعة الزوجية وكل التهم جاهزة والسكين في يد الجزار!!
أما الرجل في مجتمعاتنا فيتباهي عندما يتزوج بصبية بعمر حفيدته ويفتخر بين أقرانه إذا وثقت به إمرأة وسلمت له تاج شرفها ويعتبر التجارة رابحة إذا تزوجت أخته أو إبنته واستلم مهرها ليكتمل ترتيب شعيرات شواربه إن كانت له شوارب ، أما إذا كان غير هذا حيث الأنياب الوحشية والأيدية الإرهابية ليفتخر بغسل الشرف بالدم :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى                     حتى يراق على جوانبه الدم
مفارقات عجيبة ونحن نعيش في الألف الثالث والعالم أصبحت قرية صغيرة بفعل كل وسائل الإتصال .
كل هذا وحادثة الفتاة الكوردية ( دنيا ) من قرية كلكجي ـــ قضاء الشيخان ذكرتني بجمال وطني العزيز وإسمه الأجمل كوردستان هذا الوطن الذي تلونت خارطته بالمآسي والمعاناة وعُمدت صخور جباله بدماء الأبرياء من أبنائه على مر العصور والدهور لنُمني النفس له بالإطار الجليل لهذه الصورة الجميلة ، إنه يحز في الوجدان والقلب أن يكون هناك نفر من أبناء المجتمع الكوردي مازالوا يتصرفون وكأنهم قبائل من الهمج ويضربون الدستور والقوانين والأعراف وكل أُسس الحضارة والإنسانية عرض الحائط .
الفتاة في ربيعها الخامسة عشر تزوج كبضاعة للتبادل ( كصة بكصة ولي كلام آخر في هذا المجال وفي وقت ومكان آخريين ) ثم تطلق وتزوج من رجل بعمر والدها وله ستة أطفال ليتمتع الوالد والأخ بالمهر وليتمتع هذا العجوز ويشبع نزواته الحيوانية ولتكون الفتاة هي الضحية ، هل هناك جريمة أكبر من هذا ، هذه الجريمة حدثت في وضح النهار وعلى الملأ وبتعاون شلة من المجرمين ، الوالدين والأخ ، الملا والشهود الذي حرروا شهادة مهرها بل وثيقة قتلها ، كذلك الرجل الذي سمح لنفسه بالزواج من فتاة قاصرة ، الدستور المهلهل الذي يسمح لمثل هؤلاء بالتجاوز عليه وهدر ما له من سمعة وحصانة ، وأخيراً المجتمع الذي ما زال في بعض حلقاتة يرقص ويطرب لسفك الدماء والتمثيل بالكيان البشري الذي هو من خلق القادر تحت لافطة الشرف والعار .
ولابد من القول بأن مثل هذه الأعمال الوحشية نقطة سوداء على جبين مجتمعنا ووطننا الذي نتمنى له من أعماقنا أن تكون صورته جميلة ونقية في كل المحافل ، وأن لا يشار له بأصباع الإتهام والإبتعاد عن الحضارة والمدنية ، والمجتمع الذي لا يحترم ويقدر المرأة وهي الاُم والأخت والابنة والزوجة فليس له مكان إلا في أنفاق الشر والجهل وخنادق النسيان.  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 31 - 21:59 )
المسيحيه و رؤيتها العنصريه تجاه النساء :
http://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=16761

اخر الافلام

.. ضجة في لبنان بعد الكشف عن عصابة -تيكتوكرز- تستدرج الأطفال لا


.. من بينهم مشاهير في تيك توك.. عصابة -اغتصاب الأطفال- في لبنان




.. كل الزوايا - سارة حازم: الرئيس السيسي أكد على دعم المرأة الم


.. المشاكل الأيكولوجية والحلول بوجهة نظر علم المرأة فيديو معدل




.. رئيسة الجمعية الدكتورة منجية اللبان