الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة انخراط المقاتلين الاجانب ضمن المجاميع العربية الاسلامية المسلحة

جواد كاظم البياتي

2014 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ظاهرة انخراط المقاتلين الاجانب ضمن المجاميع المسلحة العربية الاسلامية
بعد ان تأكد للمراقبين والمتابعين والمهتمين بفلسفة التكوين (الاحاديّ ) التكاثر للجماعات المسلحة بأن هذه الجماعات لاتجمعها صفة الوطنية او الدينية او اية صفة اخرى وهي اقرب ماتكون الى ( عمالة المسطر ) جاهزة لأداء اي واجب في اي مكان لقاء ثمن دون ان يكون لها تأثير او دور ايجابي في الحياة السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية .
ومن خلال الخبراء والمقربون من تلك التنظيمات فإن معظم هؤلاء المقاتلون هم قوم محبطون في مجتمعاتهم وفاشلون في تحقيق اي قدر من الاماني والآمال اما بسبب خجلهم او ضعفهم او لأسباب تربوية نشأت معهم او لإنكسارهم النفسي المفاجئ او قد يكونون من الناس الذين تقطعت بهم السبل من التائهين الذين لايستطيعون تحقيق طموحاتهم على ارض الواقع ومثلما هو مرسوم بخيالهم ، فيفكرون بالانتحار من خلال الانخراط في مثل هذه المجاميع لتحقيق احلاهم الرومانسية ، ولا تخلوا هذه المجموعات من مجرمين وقتلة يجدون في الانتماء الى هذه المجاميع ملذّات او ملاذات آمنة في تحقيق هواياتهم الشاذّة من خلال انتمائهم لهذه التنظيمات ، واخيراً فهم من المتأسلمين المتطرفين الذين يصعب عليهم تحمل إفرازات الحضارة والتقدم العلمي بكل اكتشافاته واختراعاته في شتى صنوف الحياة لأن دائرة معارفهم لاتقبل ان تتخطى النصف الاول من القرن الاول الهجري بأي حال من الاحوال .
إذن لاتبريرات واقعية لهذه التنظيمات لأفتقارها الى الاهداف الواضحة المقنعة للانسانية سواء كانت بالنظرة المادية او الخيالية في عالم لم يعد من السهل عليه العودة الى براءة اختراع إستخدام الثور في استخراج الماء من البئر .
لقد استقطبت المجاميع المسلحة سواء في افغانستان او العراق او اليمن والآن في سوريا الكثير من الاشخاص من دول اوربا خاصة من بريطانيا وفرنسا والسويد وهولندا واخيرا واحد من امريكا ، وهذه الدول متميزة بأن لديها اعلى معدلات الهجرة العربية الاسلامية ـ الافريقية ولأن هؤلاء هم أصلاً غير مؤهلين لتحمل مسؤولية بناء اوطانهم الاصلية فمن السهولة من وقوعهم تحت عمليات غسل الدماغ وانقيادهم نحو الموت في البلدان ذات الصفيح الساخن ،

خاصة مع خضوعهم الى قوانين صارمة لم يعتادوا عليها في بلدانهم الأم .
اما المقاتلون الاوربيون المنخرطون في الجماعات المسلحة الوافدون الى الشرق الاوسط من بلدانهم فهم بالاضافة الى كونهم صناعة عربية ـ اسلامية مهاجرة لبلاد الغرب فهم ليسوا اكثر من هواة مغامرة ليس لها اية علاقة بالايمان بأية قضية . وربما ان هؤلاء قد تخلّوا من زمن بعيد عن جميع الضروريات التي يحتاجها الانسان في تلك المجتمعات فعمدت الى سلوك المغامرة كإحدى ابواب التجديد او التغيير في الحياة بعد شعورهم برتابتها وصمتها وسكونها ، او انه من باب آخر ليس لديه القدرة على استيعاب وقبول كل ما تنتجه المجتمعات الغربية والعالم الحرّ بشكل اعم من علوم واختراعات واكتشافات وصناعات لاترقى اليها ولا تتحملها عقول هؤلاء ، وإن الشعور بالتخلف ولّد الاحساس بالحقارة ومن ثم الشعور بالغربة عن المجتمع وهذا مايدفعه لتفضيل العيش في عوالم ادنى يتمكن مع خطورتها على توفير ملاذ مريح له رغم إنه غير آمن بل انه اقرب الى الموت الذي يعتبره الخلاص الاخير من وضعه المأساوي البائس لكنه لايقوى على اللجوء لوضع حد لحياته بنفسه .
ان قيادات هذه الحركات المسلحة تعرف جيدا الى درجة
اليقين انها لاتستطيع تحقيق اي هدف من اهدافها او المسك به لفترة طويلة ، وانها قد قرأت التاريخ بشكل واضح بأن مثل هذه الحركات المسلحة لم تحقق عبر التاريخ العربي والاسلامي ـ والحركات الدينية يشكل خاص ـ اي انتصار دائم ، وحتى في التاريخ الاوربي كلها فشلت في تحقيق اهدافها وتقهقرت وتراجعت ومنها من حلّت نفسها وعادت لأقلمة حياتها داخل مجتمعاتها متصالحة معه . او تلك التي اندحرت وتشردت في انحاء الارض وقد كان ذلك في وقت لم تكن فيه الحكومات بهذه القوة والتنظيم المؤسساتي العسكري المخيف .
ومن المفيد القول بأن هذه الحركات لايمكن لها ان تستمر في العمل المنظّم مالم يكن لها تمويل واعداد وحواضن ومحركات ضخمة تحقق لنفسها فوائد خيالية من خلال سذاجة هؤلاء وإنجرافهم مع سيل الاموال وبعض الافكار التي تصدر لهم والتي لاتعني قياداتهم على الاطلاق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة