الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القائد بين دار النعيم ودار البوار..

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)

2014 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من إنتمائي الصارم للحراك الشعبي والوطني من حيث المبدأ لكنني لا أنتمي إلى المدرسة السياسية التي تميل إلى قبول العشوائية في العمل الجماهيري ولا اعتبار العفوية هوية ثورية. بل لا زالت نظرية وجود ( القيادة - البوصلة ) على رأس كل حراك جماهيري نظرية فاعلة وواقعية وصحيحة.
ومهما اتسع هذا الحراك ومهما عظمت غاياته فإن وجود القيادات ذات الرؤيا المحددة الواضحة أمر لا بد منه ولا أبالغ أن لا مستقبل لأي حراك مع عدوم وجود قيادة.
لكننا أيضا نقف عند القيادة مسلحين بالتروي العالي والدقيق.
فالقائد لا يكفي أن يمتلك رؤيا .. بل هناك شروط تتعلق بهذه الرؤيا بالذات كي نؤيدها ونقف وراءها. فهي يجب أن تكون وطنية - تغيرية - عميقة وشاملة - ومسلحة باساليب العمل اي بطرق تنفيذها..
وإذا كان من نافلة القول أن نؤكد على السمات الإيجابية للقائد الوطني الغيور من نزاهة وصدق وإخلاص وتواضع وصمود وشجاعة وجرأة وصراحة والإندفاع للأمام بلا توقف إلا للمراجعة والتحلي بالصبر والصدق والزهد والتواضع والعلاقة المابشرة بمؤيديه إلا أننا يجب أن نعترف بوجود قادة استطاعوا ( وفي مختلف مراحل تاريخ مختلف المجتمعات ) أن يتربعوا بشتى السبل ( وما أكثر الصدف التي جاءت بهم) على مواقع الصدارة والتاثير ليسحبوا شعوا وبلدانهم نحو الهلاك والدمار.. ونحن في العراق كنا ولا زلنا نعاني من شر وأضرار هذه الحقيقة.
وكل السر يكمن في الرؤيا التي يمتلكها القائد. والرؤيا التي لا تعتمد في جوهرها على التغيير الجذري لا تخلق قادة بل أشباه رجال..
والرؤيا تتحدد فورا ومنذ لحظة إطلاقها بالهدف المركزي والإستراتيجي للحركة بمجموعها والتي يخلقها القائد أو على الأقل يتصدى لقيادتها.
فمحمد وقبله الأنبياء تحددت رؤاهم في التوحيد المطلق لله.
وغاندي حدد رؤيته في أن تكون الهند دولة مستقلة ذات كرامة.
والخميني حدد هدفه الأول في رحيل الشاه وبناء جمهورية إسلامية.
وهتلر حدد هدفه في أن تكون ألمانيا دولة قوية متحررة من قيود الإتفاقات المذلة.
وبن غوريون ومعه القادة الصهاينة حددوا هدفهم في بناء دولة لليهود أقوى من كل دول العرب مجتمعة ورغما عنا جميعا ..
والملك عبد العزيز حدد هدفه في توحيد جزيرة العرب كلها.
وقادة ماليزيا حددوا هدفهم في أن تكون ماليزيا دولة حديثة وصناعية وحين تحقق هذا الهدف طوروه في أن تكون ماليزيا دولة من العالم الأول.
وكل هؤلاء القادة كانت تكمن وراء أهدافهم المركزية رؤيا أخرى أعمق تتمثل بالتغيير الجذري للواقع وصولا إلى واقع جديد أكثر إنسانية وكرامة وسعادة لمواطنيهم وابناء شعبهم....
وهنا يحضرني كلام الأسكندر المقدوني الذي تسميه الأديان بذي القرنين حين قال لجنده أننا لسنا في معركة وحسب بل نحن نتقدم لنخلق عالما جديدا..
كل قائد لا يقود شعبه نحو عالم جديد أفضل من الواقع الحالي وأكثر كرامة لإنسانية المواطنين ومن أجل السعادة والأمن والرخاء لهم جميعا وحضارة جديدة ليجعل بلده دولة في مصاف دول العالم القوية العادلة فهو قائد يجب إزاحته واستبداله بقائد جديد ذي رؤيا جديدة..
وإلا فإن القوم سيبقون في دار البوار...
د. شاكر كتاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل