الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية

منعم زيدان صويص

2014 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


نشأنا مع القضية الفلسطينية وتطوراتها منذ نهاية الأربعينات من القرن الماضي، وأثر الموقف العربي من هذه القضية على نفسياتنا وأثخننا بالجراح التي تتجدد يوما بعد آخر ولا تندمل، وأكثر الإساءات إيلاما كانت مزيجا من الكذب والنفاق والمتاجرة بالقضية عبر أكثر من ستة عقود، ولا يزال مستمرا إلى الآن. لقد تنازعنا، وحاول كل واحد منا أن يُقنع الناس أنه يحب فلسطين أكثر من غيره، واتهم أحدنا الآخر بأنه "خائن" للقضية وعميلٌ لإسرائيل وداعميها الغربيين. وفي الحالات التي حاربنا فيها إسرائيل خرجنا إما مهزومين أو إدّعينا أنا كنا منتصرين، واستمر هذا الوضع إلى الآن، وربما سيستمر لعقود أخرى عديدة. والآن، في العقد الثاني من هذا القرن، يستمر خداع البعض للشعوب وتجهيلها. ولم يتغير شكل هذا الخداع، فالطريقة الوحيدة الناجعة التي تكسب إعجاب شعوبنا المخدوعة المظللة وتطيل أمد حكم الأنظمة الشمولية، هي نفس الطريقة، وأعني بها إدعاء البعض أنهم وحدهم يحاربون إسرائيل و"يقفون سدا منيعا في وجهها" بينما غيرهم يخونون القضية ويتآمرون على الشعب الفلسطيني. وفي جميع هذه الحالات إنخدعت الشعوب العربية بهؤلاء وصدقتهم، واطمأنت، مرة بعد أخرى، ان القضية بخير وأن زوال إسرائيل بات قاب قوسين أو أدنى، وفقدت ثقتها ببعض قادتها وتمنت لوأنها تزيحهم عن كراسيهم وتعيّن بدلا منهم أمثال هؤلاء الذين يقولون أنهم يخيفون إسرائيل ويبشروننا بزوالها القريب، واكتشفنا في النهاية أن لا فرق، في النتيجة، بين أولئك وهؤلاء.

لقد ذكّرنا خطاب السيد حسن نصرالله في 25 إيار، الذكرى الرابعة عشرة لإنسحاب الإسرائيليين من الجنوب اللبناني، بكل هذا الخداع الذي مارسه بعض الدماغوجيين العرب خلال العقود العديدة السابقة وحققوا نجاحات، ليس ضد إسرائيل وأنما ضد إخوتهم وأبناء أوطانهم.

إنسحبت إسرائيل من لبنان بعد غزو 1982، ولكنها بقيت تحتل ما عرف لاحقا بالشريط الحدودي لكي تمنع المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين من مهاجمة شمال فلسطين المحتلة، وقد نجحت في ذلك إلى حد ما، ولكن تكاليف هذا الإحتلال كانت باهضة جدا على إسرائيل، وخاصة بالأرواح، ووعد باراك الإسرائيليين بالإنسحاب إذا إنتخبوه ويحسن وضع إسرائيل الدولي بتطبيق قرار مجلس الأمن 425، والذى دعاها إلى الإنسحاب، فقررت، لكل هذه الأسباب، أن تنسحب، ولكنها توصلت إلى إتفاق مع حزب الله، بوساطة أطراف ثالثة، على أنها لن تهاجم جنوب لبنان إذا لم يهاجمها الحزب. وفيما عدا حرب 2006، إستمر هذا الوضع إلى الآن. منذ البداية كان هدف إيران، وحزب الله، الإستراتيجي هو إقامة دولة داخل دولة في لبنان وتقويه وجود إيران في شرق المتوسط، وقد نجحا في ذلك، وهذا النجاح إستخدم في تدخل حزب الله، نيابة عن إيران، في الحرب السورية وإطالة عمر النظام والإمعان في قتل السوريين والمساهمه في تدمير سوريا. هل هناك هدية قُدمت لإسرائيل في تاريخها أثمن من تدمير سوريا وتصفيتها كبلد عربى قوي محاذ لها؟

وفي محاولة لتحويل إنتباه الرأي العام العربي عن ما يحصل في سوريا وتدخل حزب الله وإيران في الحرب هناك، خصص نصر الله جزءا ليس باليسير من خطابه للوضع في الجنوب اللبناني، متحديا أسرائيل ومدّعيا أنها تعيش في حالة رعب منه، وهدد إسرائيل، محذرا إياها من الإعتداء على لبنان، وقال: "إن المقاومة تعمل في الليل والنهار على تطوير قوة ردعها، وهو ما يقلق العدو أيضا ويتحدث عنه دائما." ولم ينس نصرالله أن يُشرك سوريا وإيران بهذا الشرف، قائلا إن العدو الإسرائيلي يتطلع "إلى سوريا وإيران وإلى كل الأصدقا، وما يمكن أن يقدموه، أو قدموه، لهذه المقاومة." وقال نصرالله إن العدو خلف الحدود اللبنانية خائف، مضيفا: "نحن اليوم أمام جيش يجلس في المواقع، يخاف أكثر مما يُخيف،" مضيفا: "هذا واقع حقيقي، أنا ما عم بالغ." وقال إن العدو "خائف ومرعوب" لدرجة أنه يستعمل "روبوتات أو سيارات آليه موجهه،" وأضاف: "هناك خوف من هذه المقاومة وجهوزيتها." ودعا مستمعيه أن لا يخافوا من العدو "لأن هذه الأسطورة أصبت حكاية من الماضي يتسلى بها أطفالنا، وهذا العدو لن يجرؤ وهو يعلم أنه لن يجرؤ."

باختصار، نصر الله يود أن يقول لمستمعية أنه، رغم إنشغال حزب الله بمساعدة النظام السوري، جاهز للرد على أي إعتداء إسرائيلي وإخافة إسرائيل. أما عن سوريا فكرر نصر الله الإدعاءات التي أصبحت مضحكة حتى قبل أن تبدأ الحرب في سوريا، قائلا: "أعود وأقول لكم اليوم لماذا نقف مع سوريا، ولماذا نقف إلى جانبها وندافع عنها. للتذكير سأكتفي بأسطر قليلة. للتذكير أن سوريا كانت وما زالت قلب العروبة، وهي التي وقفت في وجه التمدد الإسرائيلي وحمت كل المشرق العربي، بما فيها دول الخليج، من أن تصل إليها يد إسرائيل، الطامحة إلى إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات والتي لا حدود لطموحها أصلا، وهي التي وقفت وحيدة إلى جانب مصر، وهي التي كانت وما زالت قلعة للصمود والتصدي."

ونسي نصر الله كيف ناصب حافظ الأسد العراق العداء عندما كانت تحارب إيران وكيف أرسل قواته إلى حفر الباطن عام 1991 لتسطفّ مع القوات الأمريكية ضد العراق، لأن أمريكا وعدته أن تطلق يده في لبنان. ومن المعروف تاريخيا أن إتفاقية الطائف، التي قبلت بالوجود العسكري السوري في لبنان، لم توقع نهائيا وتصبح فاعله إلا بعد تشكيل حلف دولي ضد صدام حسين مؤلف من الولايات المتحدة، ومصر، وسوريا، وفرنسا، وبمباركة من الجمهورية الإسلامية في إيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حسن نصرالله يكذب
يوسف يوسف ( 2014 / 6 / 2 - 06:17 )
من يذبح آلاف السوريين المسلمين لا يعرّه الكذب
يفاخر بفلسطينيته ويزاود على الفلسطينيين أنفسهم
وهو يضحي بالمصالح اللبنانية كي ينتصر للمصالح الفلسطينية
وهو في هذا يكذب حتى لو كان صادقاً فاللبناني الوطني في فلسطين لا بد أن يكون وطنياً في لبنان !

هو يكذب فهو يعلم علم اليقين أن الله سيسأله يوم الحساب .. كم مسلما قتلت في سوريا يا عدو المسلمين ونصير الشياطين ؟؟
سيلقى حينذاك في جهنم وبئس المصير

ذاك هو مصير الأفاقين الكذابين

اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً