الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قذائف هاون

حكيم المصراتي

2014 / 6 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قذائـف هـاون

1)

في ليبيا مشهدان، متوازيان، ومتعارضان ..

- بنغازي تبكي كل يومٍ فوق صناديق الجثث، وهناك من يتباكى فوق صناديق الاقتراع.
- وليبيا بأسرها مصابة بسرطان اسمه [الإرهاب]، وهناك من يولول على انفلونزا [الشرعية].
فهل يتوقع البعض، أن يترك الليبيون السرطان، كي ينهش ما تبقى من جسد بلادهم، من أجل بعض الزكام والمخاط في (ريكسوس)؟

اعطسوا بعيدًا عنّا ..
*****
2)

لكن ..

الحرب على الإرهاب لن تكون نزهة قصيرة كما يعتقد بعض نشطاء الفيس بوك. كما أنها لن تنتصر بكبسة (لايك) ولن تنتهي بضغطة خفيفة على (تسجيـل الخروج). ولهذا السبب، من المفترض أن تكون عملية (الكرامة) محددة وحاسمة، وأن تكون خطتها قد وضعت بشكل جيد، مع تنسيق مسبق ودقيق مع القبائل الليبية. وليست مجرد مغامرة غير محسوبة النتائج.
*****
3)

ولم القلق؟

لأننا ببساطة نتحدث عن عشرات الوحدات العسكرية من الجيش الليبي، في مقابل عشرات الكتائب والميليشيات المسلحة التي تضم بينها تكفيريين يعتقدون أن الجنة تحت ظلال الرؤوس المقطوعة. أما المشكلة الحقيقية، فهي أن المعركة ستندلع فوق أكبر حاضنة للسلاح العشوائي في أفريقيا، وليبيا تملك حدودا هائلة ومفتوحة الذراعين لجميع متطرفي الأرض ومجرميها.
*****
4)

على أيّ حال .. لا أرى وسط هذه الغيوم السوداء سوى (بنغازي) الحزينة التي احترفت ارتداء أثواب الحداد، وأمست سُرادق العزاء فيها تنافس - في أعدادها - صالات الأعراس.

نسأل الله أن يبقيها بعيدة عن مرمى النيران. وبألا تؤول إلى مصير (كابول) الأفغانية عقب حرب التحرير، فقد استوت بالأرض، ونزح عنها ساكنوها فور اندلاع حرب شوارع ضارية بين عشرات الفصائل المتقاتلة، وذلك بعد تعنت رئيسها الانتقالي آنذاك ورفضه التنازل عن الحكم.
وهو المشهد الذي يكرره (المؤتمر الليبي) بحذافيره اليوم. فضلاً عن دعمه المفضوح للإرهابيين.
*****
5)

وفي النهاية، ليس الطقس وحده المقلوب رأسًا على عقب في ليبيا. بل كل شيء آخر يبدو مقلوبًا وعبثيًا. يمشي على رأسه ويتحدث من رجليه.

فمثلاً :

- الميليشيات التي كانت أول من شرعن أسلوب (البلطجة) في ليبيا، وحاصرت المؤتمر لتفرض قانون العزل السياسي بالصفعات الساخنة على أشداق النواب، تتحول اليوم الى حملٍ وديع يتحدث - بصوت ناعم - عن العسكريين الأشرار الذين هددوا الشرعية. رغم أن الشرعية نفسها ما تزال منفوخة الشدقين.

ومثلاً :

- رئيس الحكومة السابق (علي زيدان) الذي صرٌح سابقًا - وهو مغمض العينين - بأن اللواء حفتر شخص انقلابي مارق ينبغي جلبه للعدالة. يعود اليوم بعد ركله من منصبه، ليصرّح - وهو مغمض العينين أيضا - بأن حفتر ليس سوى مقاتل حر وشريف وصاحب أهداف نبيلة.

ومثلاً :

- قناة (الجزيرة) القطرية التي تلعن أفطاس الانقلابيين آناء الليل وأطراف النهار، لم تذكر في غمرة حماسها - ولو لمرة واحدة - كيف جاء أمير قطر السابق إلى سُدة الحكم. وإذا لم يكن الذي فعله الأمير مع والده يسمى (انقلابا)، فلابد أنه استخدم صناديق اقتراع غير مرئية، وأن نتائجها كانت على طراز نتائج التصويت في برنامج الاتجاه المعاكس.

ومثلاً :

- قناة (العربية) السعودية التي تلعن أفطاس الإرهابيين آناء الليل وأطراف النهار، لم تذكر هي أيضًا - ولو لمرة واحدة - أن جميع إرهابيي الكرة الأرضية يتم تعليبهم في السعودية نفسها، بعد أن يُختموا بختم الجودة الوهّابية، ويتم تصديرهم إلى شتى أصقاع الأرض كـ "وباء الكورونا"، وبدون ضريبة جمركية أيضًا.

- وفي وسط حالة عبثية ومتناقضة إلى هذا الحد، تصاب بالدوار والصداع، وتقرر النوم إلى الأبد. لكن حتى نعمة النوم مسلوبة منك يا صديقي. فأنت مجرد مواطن دائخ، في بلدٍ أسفله نفط ..

وأعلاه قذائف هـاون !
-------------------------
د. حكيم المصراتي
مايو 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني