الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: دولة الإسلام السياسي: مشروع أثبت فشله.

صادق إطيمش

2014 / 6 / 1
مقابلات و حوارات



من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -131 - سيكون مع الأستاذ د. صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي-  حول: دولة الإسلام السياسي: مشروع أثبت فشله .

 


الإسلام السياسي بمفهومه الحديث الذي تبلور بعد تشكيل حركة ألأخوان المسلمين في عشرينات القرن الماضي خاض تجارب عديدة في مناطق مختلفة من العالم أراد من خلالها تحقيق هدفه ألأساسي المتمثل بالدولة الدينية . لقد إختلفت الرؤى وتعددت المفاهيم حول ماهية هذه الدولة بعد أن إختلفت وتعددت التنظيمات التي إنسلخت عن التنظيم ألأم وبعد أن برزت أحزاب وتنظيمات في المجتمعات الإسلامية وضع كل منها برامجه وتصوراته حول المحور الذي ترتكز عليه هذه الدولة والذي لم يتجاوز الطرح العام لبعض مفاهيم الدين الإسلامي التي فسرها كل على هواه ووظفها كل على ما يرى فيه من تحقيق لمآربه السياسية أو نزواته الشخصية أو الحزبية التي كثيرآ ما إبتعدت عن جوهر الدين وتعاليمه الحقيقية. لقد أتبتت هذه التجارب الدينية جميعآ وبدون إستثناء بأنها غير مؤهلة لتحقيق النظم السياسية التي يمكنها التعامل مع الواقع اليومي الذي يمر به العالم اليوم، ناهيك عن عجزها على التجاوب مع طموحات الجماهير التي تريد التجمعات الدينية المختلفة التحكم بها من خلال فرض مفهومها للدين عبر قوانين قديمة جائرة تتناقض والفكر الذي يدعو إلى تحقيق القناعة حتى بالنص الديني والعمل به ضمن الضوابط التي تحققها هذه القناعة. فأحزاب وقوى الإسلام السياسي جعلت من حقول تجاربها مناطق تعيش ضمن الخصوصية التي إكتشفها على حين غرة فقهاء هذا الخطاب الديني فأثبتوا بذلك مدى تخلف خطابهم الذي جاء بفشل تجاربهم هذه كحصيلة حاصل لتوظيف الدين وإستغلاله .

سنحاول التطرق لبعض هذه المشاريع الفاشلة لا لتعليل ومناقشة أسباب فشلها، إذ أن مثل هذا ألأمر لا يحتاج إلى جهد وعناء للوقوف على هذه ألأسباب التي لا تتعدى التجارة بالدين التي مارسها تجار يجهلون حتى ماهية البضاعة التي يتاجرون بها، بل لنرى حتمية هذا الفشل الذي صاحب كل هذه المشاريع بالرغم من تباين المنطلقات والتوجهات في توظيف الدين لتحقيق النظام السياسي الذي يتطلع إليه منفذو هذه المشاريع.

ولتوضيح الفكرة أكثر نحاول مناقشتها من زوايا مختلفة حسب إختلاف القناعات التي فرضتهاالجماعات الدينية المتعددة في محاولة منها لتطبيقها على الواقع العملي كنظام سياسي .
لقد لعب الإنتماء المذهبي لأحد المذهبين الكبريين في الدين الإسلامي، المذهب السني، بجميع مدارسه وتشعباته، والذي يمثل الغالبية العظمى من التعداد السكاني ألإسلامي العالمي. والمذهب الشيعي، الذي تشعب هو الآخر، والذي يمثل الأقلية الواضحة بين مسلمي ألأرض كافة. لعبت هذه الإنتماءات دورآ أساسيآ في تحديد معالم النظام ألإسلامي الذي تبنته وعملت على تحقيقه القوى المنضوية تحت هذه الإنتماءات وفي مناطق مختلفة من مناطق ألإنتشار السكاني ألإسلامي . وربما نستطيع القول " رُبَّ ضارة نافعة " حينما نرى فشل جميع هذه التجارب، إذا ما أخذنا بالمفاهيم العالمية الحديثة لتحديد الفشل والنجاح لأي نظام سياسي في عالم القرن الحادي والعشرين خاصة فيما يتعلق بالدولة المدنية الحديثة والاسس التي تقوم عليها.

لقد قامت دولة الطالبان في أفغانستان كدولة لها توجهاتها الدينية الإسلامية ضمن الثوابت السُنية التي تنطلق منها هذه الجماعة والتي جعلت منها نظامآ سياسيآ لا يمكن وصفه، من خلال ما حققه طيلة سنين تسلطه على رقاب الشعب الأفغاني، إلا بالهمجية والبدائية التي عطلت قدرات وقابليات هذا الشعب الذي بدى للعالم وكأنه يعيش في غياهب قرون ما قبل التاريخ. لقد أجبر هذا النظام التسلطي الرجعي البدائي في أفغانستان حتى تلك القوى التي ساهمت بتأسيسه ودعمه ماليآ وعسكريآ والمتمثلة بالمخابرات المركزية الأمريكية ونظام آل سعود في شبه الجزيرة العربية على التخلي عنه حيث لم تستطع هذه القوى حتى من إيجاد مبرر إيجابي واحد لإستمرارية وجود هذا النظام تستطيع التلويح به ولو من بعيد ضمن سياق دفاعها عنه. لقد كان سقوط هذا النظام الإسلامي السُني على يد من أقاموه ومولوه كنتيجة حتمية لإنتهاء دوره الذي وضعه له مؤسسوه في محاربة الشيوعية في المنطقة إنطلاقآ من محاربة التدخل السوفيتي في أفغانستان آنذاك أولآ، ولعدم إستطاعة هذه القوى التي جاءت بهذا النظام ترويض وتجميل الهمجية التي واكبت جميع تصرفاته واقترنت بجميع قراراته محليآ وعالميآ ثانيآ، بحيث أصبح من المستحيل ألإشارة إلى سبب إيجابي واحد لإقناع ألآخرين باستمرارية وجوده، ولجزع الشعب الأفغاني ثالثآ من تسلط عصابات الطالبان التي قننت، ضمن ضوابط شريعتها، كل تحرك في المجتمع الذي بدى وكأنه لا ينتقل من ظلمة إلا ليقع في أخرى أكثر إسودادآ وأشد تخلفآ . فسقط غير مأسوف عليه وسقط معه هذا المشروع المؤسس لدولة دينية إسلامية ضمن التوجه العام لمشروع الإسلام السياسي.

وكما فشل المشروع الأفغاني السُني فشل قبله المشروع ألإسلامي الجزائري الذي تبنته القوى ألإسلامية الجزائرية التي إنطلقت من ثوابتها ألإسلامية السُنية أيضآ، بالرغم من إختلافها عن ثوابت المدرسة التي يمثلها ألإسلام السياسي لدى حركة الطالبان. لقد أدى هذا التوجه ألإسلامي الجزائري الذي ظل يخطط لقيام الدولة ألإسلامية في الجزائر حتى تكبد الشعب الجزائري مئات ألآلاف من الضحايا التي شملت جميع طبقات المجتمع الجزائري ولم يفرق " المجاهدون المسلمون " بين الشاب والشيخ أو المرأة والرجل أو الرضيع والصبي في عمليات الذبح التي كانوا يهللون لها ويكبرون. لقد كان هذا المشروع مرتبطآ بالجريمة التي وجد لها منفذوها مختلف الفتاوى والتبريرات الدينية التي نسجوها وفق مقاسات فهم عقولهم، إلا أن ذلك لا يتعارض ووضع هذا المشروع الإجرامي ضمن محاولات ألإسلام السياسي الداعي لتأسيس الدولة الدينية ألإسلامية .

لا نريد ألإسهاب في تعداد مثل هذه المشاريع الفاشلة في مناطق أخرى كالسودان التي حاول فيها نظام البشير ـ الترابي فرض الإسلام السياسي بثوابته السنية أيضآ من خلال التبجح بتطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية التي إتخذت منها ذريعة لقتل أبناء الشعب السوداني في الجنوب وفرض القوانين المجحفة المنافية للحياة الإنسانية في عموم القطر السوداني بحيث كانت محصلة كل ذلك تقسيم هذا البلد الذي رضخت له قوى الإسلام السياسي الحاكمة في السودان وتبنته طالما ضَمَن لها إستمرار وجودها على قمة السلطة السياسية. أو في الصومال الذي جعلت منه المحاكم الصومالية السنية التوجه أيضآ ساحة للإقتتال ليس بين أبناء الوطن وحسب، بل بينهم وبين جيرانهم أيضآ بغية خلق مبررات القهر والإضطهاد والتحكم برقاب الناس بالعزف على وتر الدفاع عن الوطن.
ولعل اقوى الهزائم التي لحقت بهذا المشروع، مشروع دولة الإسلام السياسي، هي تلك التي حدثت بعد ما يسمى بالربيع العربي، حيث ساهمت الجماهير في مصر وتونس بشكل خاص على إسقاط هذا المشروع بعد ان حاولت قوى الإسلام السياسي في هذه البلدان تمريره من خلال قفزها على الإنتفاضات الجماهيرية التي ارادت تسخيرها لهذا الغرض.
ويعتبر الفشل الأخير الذي رافق محاولة المعقل الرئيسي لتجمع قوى الإسلام السياسي في مصر لتثبيت مواقع دولتهم الإسلامية اهم تلك التجارب واكثرها تأكيداً على المسار الحتمي لمثل هذه التوجهات التي ترتبط باستغلال الدين والتجارة بمفاهيمه في جميع طروحاتها عن فلسفة الدولة الحديثة وكل ما يتعلق بهذه الحداثة التي اصبحت سمة القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية. ويعيش الشعب المصري اليوم ردود الفعل الإجرامية لتجمعات حركة الأخوان في مصر على فشل تجربتها هذه التي لم يتحملها الشعب المصري لأكثر من عام فخرج بملايينه الثلاثين في نهاية ينويو من العام الماضي التي الغت ما سمته الجماعة بالشرعية الإنتخابية، وكأن الشعب الذي إنتخب مرسي، من وجهة نظر الجماعة طبعاً، هو ليس ذلك الشعب الذي عمل على إسقاطه وعزله. وإن دل ذلك على شيئ فإنه يدل على سرعة رد الفعل للشعب المصري الذي عاش حكومة الإخوان لسنة كاملة اكسبته القناعة الكاملة على عدم ملائمتها لما يتطلع إليه هذا الشعب فعمل على عزلها، والشعب هو صاحب الكلمة الأخيرة رضي الأخوان بذلك ام لم يرضوا.
اما في تونس فقد اسقطت الجماهير مشروع حزب النهضة وقائده الغنوشي بتحويل المجتمع التونسي المتحرر والمنفتح على العالم إلى مجتمع الدولة الإسلامية التي اراد الإسلام السياسي تحقيقها كبديل عن الدولة المدنية التي ناضل الشعب التونسي طويلاً من اجلها. ولابد من التأكيد في هذا المجال على دور الحركة النسوية التونسية والنضال الذي خاضته في سبيل ذلك.
ولا حاجة هنا للتأكيد على الدور التخريبي المدمر الذي جاء به الإسلام السياسي وفكره المتخلف وعصاباته الإجرامية إلى سوريا، حيث تحاول فصائله المتناحرة فيما بينها ان يؤسس كل منها لمشروع دولته التي يريد، حتى وإن إرتبط ذلك بالقتل والدمار والتخريب الذي يعاني منه الشعب السوري اليوم. لقد اعطى كل ذلك المبررات لنظام البعث الحاكم في سوريا ببروزه كمدافع عن الحريات التي انتهكها في هذا البلد من خلال حكم الحزب الواحد لعقود من الزمن. وفي نفس الوقت اصبح الشعب السوري على بينة من نوايا كل هذه الحركات الإسلامية ومشاريعها المتخلفة الذي يقف ضدها اليوم بكل قواه.
وبالرغم من ان الذي يجري في ليبيا اليوم من نشر الرعب والجريمة على الأرض الليبية من قبل قوى الإسلام السياسي والعصابات المسلحة المرتبطة بفصائله المختلفة ليس بذلك المستوى الذي يجري على الأرض السورية، إلا ان الحركة العسكرية الأخيرة التي اراد من خلالها الجيش الليبي طرد كل هذه الفصائل من ليبيا تشير بوضوح إلى مدى الخطر الذي يشكله الإسلام السياسي على هذا البلد واهله وإلى الفشل الذريع الذي رافق مشروع الدولة الإسلامية ليس في ليبيا فقط، بل وفي جميع دول الشمال الأفريقي.
هذه المشاريع الفاشلة للإسلام السياسي السني التي لا يرتبط فشلها بالمدرسة التي يتبنى ثوابتها هذا المشروع أو ذاك , بل بتوظيف الدين ذو الطبيعة الروحية التأملية العبادية التي تتغلب عليها الخصوصية الشخصية أكثر من تلك العمومية التي تجعل الدين رهينة لتقلبات وضع سياسي أو إقتصادي معين أو لمزاجات شخص أو مجموعة ما. هذه المشاريع التي رافقتها الجريمة وأشاعت مبدأ القتل وشرعنت إستعمال العنف حتى بدى وكأنه العلامة الفارقة للدولة الناتجة عنها، لا ينبغي أن يرتبط فشلها بتوجهها المذهبي، السني في هذه الحالة، بل بإرتباطها بتوظيف الدين لخدمة أهدافها السياسية وفشلها في هذا التوظيف الذي ربطته بالعنف دومآ، إذ أن التوجه الديني الآخر الذي خطط ويخطط لتأسيس مشروع الدولة الدينية إنطلاقآ من ثوابت الإسلام الشيعي لا يقل بؤسآ وهمجية ووحشية وتوظيفآ فاشلآ للدين عن نظيره السني ولا تتحقق له فرص نجاح أكثر منه، حيث إرتبط هذا التوجه أيضآ بعامل العنف المؤدي إلى الجريمة متنكرآ هو ألآخر لكل أساليب ألإقناع التي تشكل القاعدة ألأساسية لأي فكر بما فيه الفكر الديني.

فولاية الفقيه التي تبناها مشروع ألإسلام السياسي الشيعي في أيران أثبتت بعد مرور اكثر من ثلاثة عقود على تاسيسها مدى تخلف القائمين على هذا النظام عن الركب العالمي ومدى كذب الأطروحات الدينية التي يُسوِق لها مشايخ وملالي هذا النظام الدكتاتوري الهمجي الذي لم يكسب طيلة هذه العقود الثلاثة غير العزلة العالمية التي يفتخر بها أحيانآ حينما يقرع على طبول خصوصيته ألإسلامية التي ما إنفكت تردد ذلك النغم النشاز الذي يقرع طبول المؤامرة على ألإسلام والمسلمين، وذلك كلما دخل أزمة محلية أو عالمية لا يستطيع الإفلات منها إلا من خلال أحكام جائرة وسياسات عقيمة لم تجلب للشعب ألإيراني ذو التراث الحضاري الموغل بالقدم غير المتاهات والتخبط والدكتاتورية . لقد برهن هذا النظام الذي اسس ايضاً لشرخ عميق في الفكر الشيعي بتبنيه لنظرية ولاية الفقيه على انه لا يتحمل حتى قوى المعارضة التي وُلِدت في رحمه هو. وما القمع الوحشي الذ واجه به النظام المظاهرات التي تكررت في المدن الإيرانية وبمناسبات مختلفة إلا واحداً من الأمثلة التي تشير إلى ماهية هذا النظام. وحينما يصف البعض ولاية الفقيه بالديمقراطية وذلك لأنها تمارس الإنتخابات في بعض مؤسساتها التشريعية والتنفيذية، وليس القضائية، فإن هذه الإنتخابات لا تتعدى كونها كأي إنتخابات، في حكم دكتاتوري، لا يُسمح لمرشحيها ان يأتوا من خارج الحلقة التي تدور فيها نظرية ولاية الفقيه. وحتى بوجود هذه الإنتخابات الشكلية فإن القرار النهائي لأي إجراء من إجراءات الدولة وعلى كافة الأصعدة لا يمكن ان يجري العمل به إذا لم يوافق عليه المرشد الأعلى لهذه الولاية. فاليقرر البرلمان ما شاء له ان يقرر وليقرر مجلس الوزراء ما شاء له ان يقرر فلا يحظى اي قرار بالتنفيذ دون ان يمر على المرشد الأعلى الذي لم ينتخبه الشعب لهذا المنصب.

هذه النماذج التي تبنت مشاريع الإسلام السياسي في مجتمعات ينتمي أغلبها العام إلى المذهب السني أو المذهب الشيعي والتي حاولت تحقيق نجاح هذا المشروع من خلال أغلبيتها السكانية لم تسعفها هذه ألأغلبية بإنجاح مشروعها السياسي هذا الذي ألبسته الجبة والعمامة فبدى ظاهره دينآ وباطنه سياسة حتى بدت هذه الأغلبية تضع علامات الإستفهام التي تكبر كل يوم عن ماهية هذا الدجل ومدى جدوى هذا النفاق الذي يعيشه المواطن في كل مرفق من مرافق المؤسسات التي تبنت هذا المشروع.

إلا أن محاولات تبني مشاريع الإسلام السياسي لم تقتصر على المجتمعات ذات الأغلبية السكانية العظمى لهذا المذهب أو ذاك، بل تجاوزتها إلى المجتمعات ذات التوزيع السكاني المذهبي المتقارب، أي في تلك المجتمعات التي يتواجد فيها أتباع هذا المذهب أو ذاك بنسبة قد تجعل منه يفوز بفارق بسيط أو ليس كبيرآ جدآ على أتباع المذهب الآخر. لقد أظهرت مجريات ألأحداث في مثل هذه المناطق التي يمثلها العراق ولبنان أحسن تمثيل مدى فقر ألإسلام السياسي إلى وضوح المنهج وإمكانيات التعامل مع الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي والعلمي الذي تمر به المجتمعات التي يتواجد فيها، بحيث أدى به إلى أللجوء إلى العنف لتصفية الحسابات الشخصية والعائلية والمناطقية والعشائرية ليس داخل أتباع المذهب الواحد فقط، بل وبين أتباع المذهبين أيضآ وكل يحمل راية ألإسلام ويكبر ويذكر إسم ألله على منحر ضحيته والكل مسلمون والحمد لله .

إن ما يجري بالعراق اليوم لا يشذ عن هذا النمط الذي أصبح قاعدة ترافق هذا النوع من التوجه السياسي الذي يربطه مؤسسوه بالدين ألإسلامي. فأحزاب ألإسلام السياسي والمنظمات ألإسلامية الإرهابية داخل السلطة وخارجها ومن داخل العراق وخارجه أثبتت من خلال الوضع الذي تبلور عن سياستها وممارساتها على الساحة العراقيه بأن تحقيق مشروعها السياسي مرتبط بالعنف والجريمة، وإن والقائمين على هذا المشروع لا يختلفون في تخلفهم عن أشباههم من القائمين على مشاريع الإسلام السياسي ألأخرى خارج العراق، حتى وإن إختلفت أساليب القتل والعنف والنهب والسلب من مشروع إلى آخر. إنهم جميعآ يدّعون إنتسابهم إلى ألإسلام ولا يكفون عن تكرار مقولة وحدة ألإسلام أينما وُجد أتباع هذا الدين في مشارق ألأرض ومغاربها، إلا أنهم عاجزون تمامآ عن تحقيق وحدة أبناء الوطن الواحد المرتبطين ببعضهم البعض ليس إرتباطآ دينيآ وحسب، بل وإرتباطآ عائليآ واجتماعيآ ومهنيآ وقوميآ أيضآ .

إن عجز ألإسلام السياسي هذا عن تحقيق أبسط مفاهيم الدين الذي يريد تمثيله على مختلف ألأصعدة الوطنية والمتمثلة بوحدة الهدف إنطلاقآ من القناعة بوحدة الدين، إن دل على شيئ فإنما يدل على كذب ونفاق ودجل جميع القائمين على تحقيق هذا المشروع حينما يجعلون الدين طريقهم لقتل أبناء الدين الواحد الذي يتبجحون بالإنتماء إليه. ويبين بما لا يقبل أدنى شك بأن هدفهم ليس دينيآ، بل سياسيآ بحتآ ألبسوه لباس الدين ليمرروا تحايلهم على كثير من الناس في مجتمع كالمجتمع العراقي عانى عقودآ من الإضطهاد والحرمان والقهر والتعتيم المعرفي والإنفتاح ألإعلامي الذي جعله حكم البعثفاشية كالغريق الذي يتشبث بكل ما تقع عليه يداه. لقد أثبت القائمون على تنفيذ مشروع ألإسلام السياسي بالعراق أن المكاسب الشخصية البحته من مال وجاه ومميزات لم يكونوا يحلمون بها تأخذ الموقع ألأول ضمن توجهاتهم. يلي ذلك وضمن المرتبة الثانية من هذه الأولويات ألأهل والأقارب والعشيرة، أي صلة الرحم، مبررين ذلك دينيآ أيضآ بمقولة ألأقربون أولى بالمعروف، إذ أن سرقة أموال الوطن والتلاعب بمقدرات المواطنين من قبل القائمين على إدارة شؤون البلد يقع ضمن أعمال المعروف، حسب فتاواهم . ثم يلي ذلك وفي المرتبة الثالثة من أولوياتهم الحزب أو الجماعة التي أوصلتهم إلى هذا الموقع بغض النظر عن سلوكية وتاريخ وأخلاق أفراد هذه الجماعة التي تضمن لصاحب الجاه هذا أمنه وحمايته ونفوذه مقابل الجماعات الأخرى المنافسة، نعم المنافسة في توظيف الدين . وهنا لا تلعب حتى الطائفة أي دور ولا يفرز حتى ألإنتماء الطائفي أي عامل يحدد إستعمال الوسيلة الناجعة للتخلص من هذا الخصم أو ذاك قتلآ أو إختطافآ أو أية وسيلة مشابهة أخرى. المهم في ألأمر أن تؤدي هذه الوسيلة إلى ملئ خزانة الحزب لتكون عصاباته المسلحة مؤهلة في أي وقت للتخلص من منافسيه ألآخرين سواءً من الطائفة نفسها أو من خارجها من التنظيمات ألإسلامية ألأخرى , ويجوز شرعآ، حسب شريعتهم، إستعمال هذه الوسائل ضد التنظيمات غير ألإسلامية أيضآ. وفي المرتبة الرابعة من ألأولويات يقف ألإنتماء الطائفي ليشكل العامل المشترك مع الشركاء الآخرين في النهب والسلب والقتل والإختطاف .

فبإسم الطائفة تقام حفلات النصر على أعداء الدين والمذهب وبإسم الطائفة تُخلق المناطق المُغلقة ويجبر الجار على التنكر لجاره والصديق لصديقه والزميل لزميله وربما الزوج لزوجته أو بالعكس، فللدين الطائفي هذا ضرورات تبيح المحظورات حسب الفقه المعمول به عمومآ، فلماذا لا يجري سحب العام على الخاص والإكتفاء بألإيمان بالطائفة دون سواها. وفي سياق هذه الأولويات تفتش عن شيئ إسمه الوطن وقد تجده أيضآ، ولكن كمن يجد ألأوراق المهملة في سلة المهملات، التي قد يمكن ألإستفادة منها يومآ ما كمسوَّدات تُستعمل في ظرف إنتخابي طارئ أو صفقة تجارية عابرة أو لأي غرض آخر شريطة أن لا يمس بجوهر ألأولويات التي ليس لمصطلح الهوية الوطنية العراقية اي موقع فيها، وإن تجرأ أحد على النطق بها أمام دهاقنة ألإسلام السياسي فما هو إلا عَلماني كافر أو متآمر على الدين وأمته أو مجنون يهذي بمصطلح لا يقره الدين الذي لا وطن له، كما يدعون .
وضمن هذا السياق نستطيع القول بأن التجربة التركية التي قام بها حزب العدالة والتنمية ومحاولته تأسيس نموذج آخر للدولة الإسلامية كان إلى وقت قريب نشيد الطرب الذي تتغنى به كثير من قوى الإسلام السياسي، بالرغم من وقوف قوى اسلامية اخرى ضده. فقد حاول هذا الحزب تبني مفهوماً آخراً لتثبيت كيان الدولة الإسلامية غير ذلك المفهوم الذي كان سائداً والذي جعل من العنف طريقه لتحقيق دولته المنشودة. ولم يكن هذا الطريق غير تبني العمل المؤسساتي بغية الوصول إلى قمة الهرم السياسي من خلال هذه المؤسسات. وقد نجح الإسلام السياسي المؤسساتي التركي فعلاً بالوصول إلى الحكم من خلال العمل البرلماني ومؤسسات الدولة الأخرى التي حاز على قيادتها عبر الإنتخابات. وحينما إستمر هذا الحزب على ممارسة قيادة الدولة التركية لسنوات عدة حقق من خلالها تطوراً إقتصادياً فعلياً، بدأ يعبر عن مكنون فكره حول الدولة المنشودة التي يريد ان يؤسس لها من خلال المفاهيم الدينية التي يتبناها. وبالرغم من وصول هذا الحزب إلى قمة السلطة السياسية عبر الإنتخابات، إلا ان ذلك لم يمنعه من ممارسة سياسات قمعية تجلت على ابشع صورها في حربه ضد الشعب الكوردي والوقوف امام تطلعات هذا الشعب المناضل في الإدارة الذاتية في مناطقه والتمتع بحقوقه السياسية والإجتماعية والثقافية، ناهيك عن الإعتراف بوجوده كشعب كوردي اصلاً. وحينما استطاع الشعب الكوردي في تركيا تحقيق بعض مطالبه القومية، فإن ذلك لم يأت بموافقة حزب العدالة والتنمية على ذلك، بل بإجباره من قبل دول الإتحاد الأوربي التي وضعت شروطاً للبدء بالتفاوض مع تركيا لدخولها الإتحاد الأوربي، وكانت مسألة إحترام حقوق الإنسان في مقدمة هذه الشروط. إلا ان الذي يجري في تركيا اليوم وخروج الجماهير إلى الشارع إحتجاجاً على السياسة القمعية التي يمارسها حزب العدالة والتنمية تشير بوضوح إلى ان الإنسان الحديث لا يمكنه العيش بتوفير الخبز له فقط. وتشير ايضاً إلى النوايا الخبيثة التي يضمرها الإسلام السياسي حتى بشكله المؤسساتي هذا والتي تسعى إلى تأسيس الدولة الإسلامية التي ستكون لحمتها وسداها تلك المفاهيم المتخلفة والبعيدة عن مفهوم الدولة المدنية الحديثة. كما تشير الأحداث الجارية على الساحة السياسية التركية اليوم إلى التجربة التي سبق وأن مرت بها بعض دول العالم والتي تمخضت الإنتخابات البرلمانية الديمقراطية التي جرت فيها عن دكتاتورية مقيتة جرَّت الويل والخراب والحروب على بلدانها، وما هتلر في المانيا وموسوليني في إيطاليا إلا امثلة على ذلك.

وكما سقطت كل هذه المشاريع التي تبناها الإسلام السياسي لدولته المنشودة، سقطت معها ايضاً كل الشعارات الخادعة والمضلِلَة والمغرية في نفس الوقت والتي اطلقتها احزاب الإسلام السياسي كأسس لتقوم عليها دولتها هذه. وقد يأخذنا الحديث إلى معالجات اخرى ومعطيات مختلفة، غير التي نحن بصددها الآن لو اردنا التطرق بإسهاب إلى منشأ وانتشار ومن ثم سقوط هذه الشعارات مثل العودة إلى الخلافة الإسلامية، او الإسلام هو الحل، او الحاكمية لله في دولة الإسلام وغيرها من شعارات الإسلام السياسي التي طالما رافقت مسيراته وتجمعاته وكل خطابه السياسي. إلا اننا نأمل ان يتاح لنا المجال مرة اخرى لمناقشة هذا الموضوع مع قارئات وقراء الحوار المتمدن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تدين المجتمعات
سمر الاغبر ( 2014 / 6 / 2 - 19:34 )
اتفق مع معظم ما جاء في مداخلتك من حيث فشل التيارات الاسلامية وأهمها جماعة الاخوان المسلمين في الحكم بما فيها ادارة-دويله،امارة- غزة والتي لا زالت تحت الاحتلال فما بالنا ونحن نتكلم عن دول،ولكني ارى انه وبالرغم من هذا الفشل الا ان هذه الجماعات بطريقة او باخرى ساهمت في تدين المجتمعات الحال الذي يشكل خطورة اكبر في طريقنا للوصول للدول المدنية العلمانية وسط غياب او ضعف التيارات اليسارية المدنية كبديل قوي من المفترض منه الاجابة على جميع الاسئلة المطروحة والذي لا زال يراوح مكانه بالبكاء على تاريخه تارة وباستجداء مكان له في المعادلة السياسية بالمنطقة تارة اخرى، عبر ايجاد توافقات سياسية وفكرية لا تتفق غالبا مع فلسفة وجودها والى حين اعادة الاعتبار لهذه القوى او خلق بدائل قادرة على مواجهة الفكر الغيبي الظلامي سنستمر بالتغني بسقوط تجربة الحكم للتيارات الاسلاميه وسط تقاعس تلك القوى عن ايجاد البدائل ..احترامي


2 - رد الى: سمر الاغبر
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 2 - 23:27 )
السيد سمر المحترم شكراً للتعليق وتأكيدك على دور قوى اليسار في مواجهة هذا التيار الظلامي الذي لابد لنا من مواجهته فكرياً والتصدي لخطابه المضلل. لا يمكننا التغاضي عن محاولات قوى الإسلام السياسي زج مجتمعاتنا في غياهب الظلام الفكري والتخلف الحضاري وهذه مهمتنا جميعاً وعلينا ممارستها كل في موقعه ولا يحق لنا الهروب امام هذه الموجة التي وإن بدت قوية اليوم إلا انها لا تستطيع ان تصمد فكرياً امام قوى العلم والتطور الحضاري الذي يعيشه العالم اليوم، تحياتي


3 - لايوجد اسلام سياسي ,بل ارهاب احزاب اسلاميه
محمد سعيد ( 2014 / 6 / 2 - 22:34 )
تساؤلات تطرح ...هل فعلا توجد حركات او احزاب سياسيه اسلاميه ؟ ام انها حركات تجهيل وتحطيم اراده الانسان في التفكير السليم ,والدليل واضح وتؤكده الاحداث في العراق - الجديد- فما يحدث حاليا من تحشيد الملايين الجهله من البشر في مواكب المزارات للاضرحه وتابين ذكري ميلاد او وفاة او استشهاد امام تحول الي ادوات تسويق مربحه للاحزاب السياسيه الملتفه تحت عباءة ما يطلق عليه الاسلام .
فالاسلام السياسي الحالي باحزابه المختلفه فرضته اوضاع قاهره واستكمالا لمخططات استعماريه رهيبه قد تكون غير معلنه او معروفه للراي العام الجاهل حيث ظل الاسلام السياسي يستخدم وعبر التاريخ الحديث من قبل القوي العظمي ,خصوصا الولايات المتحده لتركيع الشعوب واستمرار قهرها .
عليه اصبح بالمنظور الواقعي , او ريما ارتضي حمله لواءه بانهم قوي مرادفه للارهاب الفعلي علي الكره الارضيه ,لان من تولي تنفيد اهدافه وغاياته انطلق من اراده الهيه عليا لايمكن تجاوزها, بل يصبح كل من عارضها كافرا وملحدا يستحق ليس فقط اللعنه والعقاب الابدي ,بل يجب ان يقتل ويباد , وهذا حسب مفهوم الاسلام السياسي ومن دون مواربه - ان الكافر مصيره القتل .. اليس هذا ارهاب حقا وحقيقه. . .
فكل ما يقال عن احزاب او حركات سياسيه اسلاميه لا تحدوا ان يكون كلاما طويائيا او انها من باب المجالات او المروغات والالاعيب السياسيه التي فرضت باطلا علي المسرح السياسي والحياه في بلدان الاستبداد الشرقي و عبر اساليب الدبلوامسيه السياسيه اليساريه القارصه, بالتالي تحولت الي حق مشاع او امرا واقعا لابد علي الناس قبوله والتمشدق به تحت رايات او شعارات -الاعراف والتقاليد والعادات والتراث الاجتماعي البائس -. خصوصا حينما تمكنت حفنه من هولاء الغلاة والقوي المتخلفه وباسناد الراسماليه العالميه المتوحشه من قهر الشعوب الاسلاميه وتضيع الوعي الاجتماعي العام وتجنيد جهله المجتمع لمارب خاصه لاعلاقه لها , من حيث المحتوي بالدين الاسلامي الحنيف وما جاء به من امال اصلاحات حقيقه مرتجي في عهد الرسول الاعظم والدوله الراشديه التي بعدهم علي ما يبدو توقف الاسلام وظلت السياسيه حاكمه التي لابد من تقييم اوضاعها وما قدمته للمسلم الفرد من انجازاات او مصائب وكوارث . ,


4 - رد الى: محمد سعيد
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 2 - 23:42 )
السيد محمد سعيد المحترم. شكراً لتعليقك. اعتقد شخصياً بوجود هذا المصطلح فعلاً على الساحة السياسية في المجتمعات الإسلامية. إن الفقر الفكري الذي يرافق الحركات الدينية التي وضعت السلطة السياسية كهدف لها للتأسيس لدولتها الدينية دفع بها إلى ان تجعل من حركاتها الدينية احزاباً سياسية المضمون دينية الشكل. لقد تمكنت هذه الأحزاب السيادينية ( السياسية الدينية) من الولوج إلى المؤسسات السياسية الرسمية في الدولة كالبرلمانات او النقابات او المنظمات المهنية وظلت تمارس السياسة اليومية شأنها شأن اي حزب سياسي حتى إستطاع البعض منها ان يحتل مواقع متعددة في مؤسسات هذه الدولة او تلك. وهذه المواقع التي حققتها هي التي ساعدت حقيقة على إكتشاف زيف هذه المنظمات وتلاعبها بمقدرات الجماهير خاصة بالنسبة للبسطاء من الناس الذين ظلوا مخدوعين بانتماءها الديني وغير مطلعين على خفاياها الإجرامية بدءً من تسلطها القمعي وانتهاءً برفضها لكل ما يخالفها حتى وإن كان على ملتها. إنها منظمات سياسية تتسلق على الثوابت الدينية لتجعل منها تسير في مسار المتغيرات السياسية اليومية حتى وإن كان ذلك على حساب إمتهان الدين الذي مارسته هذه الجماعات فعلاً.مع التحية


5 - الأصول والفروع في الفشل العلماني والفشل الإسلامي
المنصور جعفر ( 2014 / 6 / 2 - 23:38 )
القيمة الرئيسة للدين في التاريخ السياسي للمجتمعات كانت هي الإنتقال من الوحشية والبداوة إلى المدينية ذات العدل والسلام.. وقد تحقق جزء قليل منها بالنسبة لبعض المسلمين الأوائل ولم يتحقق الكثير منها في أكثر الأمصار والمجتمعات التي تم فتحها وإستعمارها بصورة توطنية ومن هذا الفشل التاريخي المتفاقم إلي اليوم إنبعثت والي الآن شعارات الحداثة والعلمانية بين النخبة الجديدة في مدن الشرق الأوسط الجديد الأوربية النفوذ كطريق حرية وإخاء ومساواة لكن بحكم حرية السوق والإستغلال والنتائج الطبقية والسياسية لقلة مترفة وأغلبية مستنزفة فشلت النظم العلمانية في تحقيق الكفاية والعدل داخل كل دولة ومجتمع وتبددت مبادئها وشعاراتها الوطنية والقومية بالصراعات الداخلية والضغوط الخارجية.

وصار الناس في عهد الإنهيار العلماني يتلاومون على سببين رئيسين الأول أن في فشلها هو الإستبداد السياسي للنظم التكنقراطية البيروقراطية والثاني أن السبب في فشلها هو الإستهتار والتلاعب الذي تمارسه الطوائف والأحزاب في عهود البرلمانات الليبرالية بما فيها من مصالح إقطاعية ودوائر مالية ذات نفوذ أجنبي ...

في الحالتين البرجوازينين التلاعب والإستبداد للحكم في العالم العربي كان المثقفين يتناولون بقليل من الإنتقاد دور السوق ونظام المصالح الرأسمالية في ثلم شعارات وممارسات الحرية والإخاء والمساواة وفعل السوس السوقي في المبادئي والشعارات بل ودور السوق في تعهيرها ...

من إنتشار الظلم الطبقي وتهميش المناطق والتفاوت المعيشي وفساد خطاب النخبة بين تقديم الأحلام وتبرير المصاعب والفشل في إنجاز الكثير والسكوت عن أكثر العيوب أهمية كانت النتيجة هي نمو سياسي جديد لفكرة الحكم الديني الإسلامي ... مدعوما منذ أوائل الخمسينيات بتوجهات بريطانيا والولايات المتحدة الإقتصادية وإجراءاتها السياسية في العالم الثالث عامة .والشرق الأوسط خاصة

الفشل القديم للشعارات الوطنية والإشتراكية والقومية والفشل الحاضر للإسلام السياسي وإنكشاف الطبيعتين الإنتهازية و الإرهابية فيه لا يجب ان يسعدنا بأنه بداية عهد جميل فهذه مجرد فروع وإنعكاسات من حالة الإنهيار الرأسمالي للجمهوريات العربية وأفكارها وأحزابها وبداية المقدمة المنطقية لإعادة إستعمارها بشكل جديد عبر حكومات مؤقتة وإنتقالية ((تقبلها)) النخب السياسية والنخب الدينية ... تكون المهمة الرئيسة لهذه الحكومات الإدارية المؤقتة والمشتتة هي تيسير عمليات مدنية وإقتصادية تحقق تغيير وضع المجتمعات من حالة الإصطفاف الوطني وتغيير وضع الدول من حالة الإتجاه الإجتماعي والإعتداد القومي -في العالم الأنجلوساكسوني القيادة- إلى حالة منفتحة موجبة لزيادة خصخصة الموارد والخدمات الإستراتيجية وتفعيل سيطرة (((العولمة))) و(((مقتضيات السلام))) في مشروع جديد أكمل تواً إستغلال وإنزاف الشعارات الوطنية والإشتراكية والقومية والإسلامية وجعل الساحة
الآيديولوجية خراباً وقاعاً صفصفاً


6 - رد الى: المنصور جعفر
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 3 - 00:00 )
السيد المنصور جعفر المحترم: شكراً لتواصلكم وتعليقكم . ما تفضلت به ، سيدي الكريم، فيه الكثير من الحقائق التي لا يجب ان تجعلنا نلجأ إلى تبرير تخلفنا بربط هذا التخلف بالغير دوماً او مقارنته بالغير. إننا حينما ننطلق من الحكمة القائلة - لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم - فإننا نسعى إلى محاولة تفهم واقعنا المتخلف الذي ساهم فقهاء السلاطين بقسم كبير في تخلفه هذا حينما جعلوا من الدين سلالم يتسلق عليها الحاكم الذي وضعوا انفسهم طوع بنانه حتى اصبحت المؤسسة الدينية تشرعن حكم الحاكم الظالم حينما فسرت - واطيعوا الله والرسول وأولي ألأمر منكم - وكأنها تعني الحاكم بعد الله والرسول بغض النظر عن طبيعة هذا الحاكم التي حرمت الخروج عليه بأي حال من الأحوال. إننا جيلنا امام مهمة قد تكون صعبة إلا انها ليست مستحيلة التحقيق حينما تتضافر القوى المؤمنة بالحرية والحداثة واحترام الآخر بشحذ هممها والتصدي لأي فكر ظلامي وخطاب مخادع وممارسات باسم الدين لا تجني منه مجتمعاتنا غير إستمرار المذلة والهوان والتخلف . مع التحية


7 - سنعاني من اليساروية أكثر مما عانينا من الأسلمة
فؤاد النمري ( 2014 / 6 / 3 - 06:04 )
ليس للدين أي أثر في تنظيم المجتمع حيث لا وجود للآلهة في الأصل والمتأسلمون اعتقدوا أن الأسلمة ستمكنهم من السلطة عن طريق تضليل الجماهير وتجلب لهم
بالتالي غار النصر
تسأل المتأسلم عن النظام الإجتماعي في حال استيلاء المتأسلمين على السلطة فلا يجد مهرباً سوى القول - الإسلام هو الحل - وهو يعلم في باطنه أن الإسلام المعلوم تسلط عن طريق الغزو والنهب والسلب بل إن نظام روما العبودي كان أكثر رحمة بالناس من نظام عمر بن الخطاب الذي كان يشرع نهب النساء في
الشعوب المغلوبة
كانت الأسلمة قد فشلت في إقامة العدالة الإجتماعية حتى بقيادة نبيها محمد إذ سرعان ما استولت قريش على مشروع محمد وشرعت نظام الغزو والفيء

اليوم وقد أفتضح أمر المتأسلمين كما في إيران وأفغانستان والسودان وأخيراً في مصر لم يعد المتأسلمون يشكلون عثرة على طريق التقدم الإجتماعي

العثرة الجديدة الأصعب والأكثر خبثاً والتي أخذت تتشكل منذ سبعينيات القرن الماضي بعد أن بدت التصدعات ظاهرة على الثورة الإشتراكية ومركزها الإتحاد
السوفياتي، هذه العثرة الجديدة تتجسد في اليساروية
تسأل اليساروي عن النظام الإجتماعي بعد أن يتسلم اليسارويون السلطة فلا يتهرب من الإجابة كما يتهرب المتأسلم فيجيب إجابة الواثق ودون أدنى تردد .. -الإشتراكية- !!
أقول عثرة اليساروية أدهى وأمر من عثرة الأسلمة حيث من الصعوبة بمكان أن تقنع اليسارويين وغير اليسارويين بأن الإشتراكية ليست نظاما إجتماعياً ذا علاقات إنتاج ثابتة ومحددة بل هي فترة عبور تؤخذ فيها الاستعدادات اللازمة للإنتقال إلى الحياة الشيوعية من خلال دولة دكتاتورية البروليتاريا

ما يتحتم عدم إغفاله في هذا السياق هو أن إزدهار الأسلمة ترافق معه إزدهار
اليساروية
انتفاضة الشعب المصري عبر السنوات الثلاث الأخيرة تمكنت من اجتثاث جذور شجرة الأسلمة لكنني أعتقد أن اجتثاث شجرة اليساروية يحتاج إلى ما هو أكثر من انتفاضة، إنه يحتاج إلى ثورة !!

على كل الماركسيين الخلصاء في العالم أن يهبوا بكل عزم وحمية إلى اجتثاث شجرة اليساروية قبل أن تشكل أكبر عثرة على طريق التقدم الإجتماعي


8 - رد الى: فؤاد النمري
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 3 - 12:03 )
الاستاذ فؤاد النمري المحترم، شكراً لمرورك وتعليقك الذي لا اتفق معك في بعض نصوصه خاصة تلك التي تتعلق بما تفضلت به حول عدم وجود اثر للدين في تنظيم المجتمع. لا اريد ان اتطرق إلى مفاصل التاريخ البشري التي لا تخفى عليك بالتأكيد والتي تشير إلى مرافقة الفكر الغيبي لحياة الشعوب في مراحل مختلفة من تاريخها. وبعد ان تطورت الحياة البشرية وارتبطت بمقتضيات الحاجات اليومية للفرد وما نشأ عن ذلك من إستغلال ، جرى شرعنة هذا الإستغلال بحيث اصبح هناك من يقف على قمته ممثلاً بالرب الغيبي تارة وبالرب المرئي تارة اخرى. وحينما تطلب مسار العملية الإنتاجية مزيداً من القهر ومزيداً من التحكم بحياة الناس برزت فكرة وحدانية ومركزية توجيه هذا الإستغلال الذي برز على شكل دين اطلقه اخناتون بتنصيب نفسه كإله واحد لا شريك له حتى إقتطفته الأديان التوحيدية التي لم تزل تعمل بنظرية الفرعون اخناتون حتى يومنا هذا فجعلت منها ادياناً وليس ديناً واحداً تسعى القوى الإستغلالية من خلالها إلى ترويض الإنسان من خلال التعامل مع عواطفه وليس مع عقله. وهذا بالضبط ما جرى تعميمه في المجتمعات التي تصف نفسها بالإسلامية حيث ساهمت المؤسسة الدينية بترسيخ المفاهيم الغيبية عبر سلطة الجهل وقوة الفقر التي تعاملت معها هذه المؤسسة من خلال المقولات التي جعلتها غير قابلة للشك او الطعن. واقعنا اليوم ، سيدي الكريم، هو إنعكاس للتخلف الفكري والفقر الثقافي التي تريد من خلاله المؤسسة الدينية شرعنة الإستغلال وديمومة التسلط. وما يجب ان نسعى إليه هو ، من وجهة نظري طبعاً، ليس القفز على هذا الواقع المزري ، بل العمل على تغييره من خلال إمتلاك وسائل التغيير بنشر العلم والوقوف بوجه الفكر الظلامي وخلق القاعدة العلمية الرصينة للثورة الإجتماعية على كل مظاهر التخلف التي يسميها الكثير ديناً له من القدسية والثوابت ما لا يجوز النقاش فيه إذ نجحت المؤسسة الدينية بنشر ثقافة - لا جدال في الدين - فجعلتها الطوق الذي تكبل به جماهير واسعة من الناس في المجتمعات التي تسودها اليوم بكل ما تحمله من الفكر الغيبي. أما ما تفضلت به حول ما سميته باليساروية فهذا امر قد يطول النقاش فيه وارجو ان تتاح لنا فرصة اخرى للتطرق إلى هذا الموضوع بتفصيل اكثر، مع التحية


9 - الطريق الى القمر
عبد صبري ابو ربيع ( 2014 / 6 / 3 - 07:40 )
سادتي الطيبين مع اسمى التمنيات
على مر الازمان والدهور الصراع موجود من اجل الكرسي ومن اجل السلطان ، تلك ظاهرة لا يمحوها الزمن وان ظهور الفلسفات الاجتماعية والمادية والوجودية وغيرها لم تصل ابداً الى المرتبة المثلى لتطوير وتغيير العقل البشري الى الاحسن او الى الافضل وتبقى الاهواء والرغائب والذاتية تتحرك وبشكل عنيف لا يوقفها الا التسلط ولا غيرا لتسلط . وقد اثبت التاريخ ان وقائع العلائق الساسية والاجتماعية تتدهور وتنحدر الى الخلف وليس الى الامام بسبب اطلاق الحرية الفردية وبشكل عبثي .
ان كلمة رائعة للامام علي فيها دروس ( يجمعهم الطبل وتفرقهم العصا ) مع ان الحركات الاسلامية لا يمكنها ان تحقق مآرب الانسان واهدافه الذاتية والعلنية لأنها تخضع لأرادة مطلقة خارج الحدود العقلية وارادة الانسان ومن يتبع طريق الاشتغال في هذا المنهج لا يحقق الاهداف مهما تنمكن من ذلك لان الانسان في طبيعته وتكوينه العقلي والجسمي والذاتي محب للحرية والتفكير وعدم الانقياد وهذا ينطبق على كل المناهج الفلسفية الاخرى غير الاسلامية .
ان الاسلاميين يخلقون اجواءاً غير قادرة على التكيف مع ما يدور في العالم من تجديد وتطور وانا اعتقد لو ان الامر يترك للناس وحدهم ومن يقرر ان يكون او لا يكون ........ وشكراً


10 - رد الى: عبد صبري ابو ربيع
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 3 - 12:17 )
الأستاذ عبد صبري المحترم، شكراً لمساهمتك في هذا الحوار. نعم سيدي الكريم لم تستطع النظريات الثورية وممارساتها العملية ان تصل بالمجتمعات إلى المرتبة المثلى لتطوير وتغيير العقل البشري إلى الأحسن والأفضل ، إلا انها ساهمت بالكثير هنا والقليل هناك بتحريك العقل البشري الذي هيمنت عليه قرون من التخلف كان العامل الديني من خلال توظيف الدين يشكل ركناً اساسياً من هذا التخلف. وما مرت به الشعوب الأوربية لمئات من السنين إلا مثالًا واحداً على ذلك، وهذا هو بالضبط ما حفز المفكرين على التفكير بنهج آخر تبلورت من خلاله فلسفة التغيير التي نحاول اليوم الإستفادة منها في مجتمعاتنا التي تعيش تلك الحالة المأساوية التي عاشتها اوربا في ظلمات القرون الوسطى. اتفق معك سيدي الكريم على ان الإسلاميين يخلقون اجواءً غير قادرة على التكيف مع ما يدور في العالم. ولكن هل نتركهم في غيهم هذا الذي لم نر منه غير الإنحطاط في كل مرافق حياتنا العامة والخاصة؟ أعتقد بانك تشاركني الرأي بوجوب عمل شيئ ما يفضي إلى التغيير،وما هذا الشيئ إلا الوقوف بوجه الفكر الظلامي وتعرية مقاصده وتفكيك خطابه الخادع وذلك من خلال العمل على زيادة وعي الجماهير بالتعليم المنهجي والتثقيف المبرمج لهذا الغرض، مع التحية


11 - الركون إلى الغيب
فؤاد النمري ( 2014 / 6 / 3 - 14:53 )
السيد صادق إطيمش المحترم

حقيقة الدين لا تنبثق مما تعتقد حضرتك أو مما أعتقد
علينا أن نترسمها عبر تاريخ الإنسان
عبر الحضارات المختلفة كان لكل شعب آلهته الخاصة المختلفة
بل نحن في العصر الحديث لكل شخص إلهه الخاص به المختلف عن إله الآخر كما توصلت المتخصصة في الدين المقارن السيدة كارن آرمسترونغ في كتابها الهام (تاريخ الله)

منذ البداية كان ملك المدينة هو الإله، ونظام العيش في المملكة المدينة كان يتحدد تبعاً لوسائل الإنتاج القائمة بداية ثم وفقاً لأوامر الملك، الملك الإنسان وليس الإله الملك

يؤول الإنسان إلى الركون للغيب بعد أن يعجز عن تفكيك مصاعب الحياة
وهكذا فلدين مآل وليس منطلق
تنتظم الحياة في سائر المجتمعات وفقاً لشروط الإنتاج المادية ولم يعلم قط أن الآلهة تدخلت في تنظيم المجتمع
هذه مسألة في غاية الأهمية بل تفوق أهميتها أهمية سائر المسائل الأخرى

ولذك قال ماركس في نقده لمفهوم الحق لدى هيجل .. نقد الدين هو الشرط الأول لكل نقد
تحياتي


12 - رد الى: فؤاد النمري
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 3 - 17:34 )
استاذنا الفاضل فؤاد نمري المحترم ، اتفق معك فيما ذهبت إليه حول مفهوم الآلهة ومحتواه لدى الشعوب المختلفة. إن الذي يهمني في هذا المجال هو ليس الآلهة بكل معطياتها، بل ذلك المتلقي لهذه المعطيات الإلهية التي تحولها المؤسسة الناشرة لفكرة الآلهة هذه إلى سياط تجلد فيها ظهور الخارجين على مركزية الإستغلال لدى هذه الآلهة او تلك. وحينما خرج المتلقي لهذه القدسية الإلهية ليثور عليها في اوربا مثلاً فإن ثورته لم تُجابه بالقمع من قبل - ممثلي الآلهة- من الملوك والأمراء فحسب ، بل جوبهت من المؤسسة التي شرعنت هذه الإلوهية وكل ما ترتب عليها من إستغلال وجور وظلم وخلقت بذلك نظرية وحدة التاج والهيكل الكنسي التي اطلق عليها ماركس قولته المشهورة في مواجهة المؤسسة الدينية لثورات 1848 حينما قال - المؤسسة الدينية تستعمل الدين بوعي كأفيون للشعب-. لذلك ، وكما تفضلت، فإن ماركس إعتبر نقد الدين باعتباره ظاهرة تُمارس بدون وعي لدى الكثيرين هو الشرط الأول لكل نقد. واعتقد ان مهمتنا اليوم، كدعاة لفكر التحرر، هي مواجهة الفكر الظلامي وتعريته وتفكيكه امام الجماهير مهما إتخذ هذا الفكر من مسميات. إذ بدون هذه المواجهة الفكرية لن يتم التغيير الذي يجب ان يكون هدفنا الأساسي في هذا الصراع، مع التحية


13 - دولة الاسلام السياسي
غالب المسعودي ( 2014 / 6 / 3 - 16:12 )
اشكركم سيدي على هذا التقديم الرائع والتحليل الصائب.
حينما نريد معالجة قضية دولة الاسلام السياسي كمرحلة سيكون هناك أكثر من الكلمة الجوهرية وأكثر من المصادفة, علينا أن لانمارس لعبة المجتمع وذلك بتقبل النهاية الخاصة,ففي الصراع من اجل بناء دولة مدنية ذا ت استقلال فكري وقابلة للبقاء لا نمتلك إلا أسلحة قليلة ولكنها نبيلة على الدوام,وبالرغم من أننا نجد أن فن النفاق وفن التظاهر هي من اشد الأسلحة فعالية إلا أن المثقفين الحقيقيين يعرفون أكثر من غيرهم كيف ينطقون كلمةلا في الوقت الذي يتحتم عليهم الكتمان لأنها الوسيلة الوحيدة للإبقاء على الحياة الخاصة, ومواجهة أفكار غير مرغوب بها تحت ظل حكم مجتمعي قسري,و من اوليات التصدي لهذا التوجه هو محاربة الكتمان ألقسري وهو عقيدة فلسفات الشرق وهو فن حماية كي لا تقدم العقائد الغيبية على مذبح المتعة اللفظية-النقد- وهو يمارس وعلى مستوى عال من الإتقان منذ االتصدع الأول في جدران المعرفة الإنسانية وينفض الغبار عن المشهد باستحداث شعور يبهر العامة ويحوله إلى نجاح شخصي ,وهذا احد اسباب بقاء دولة الاسلام السياسي رغم فشلها كممارسة ,وذلك لان الدين ذو طابع سيكولوجي ويتبجح بكونه خاليا من المنفعة وهكذا يشعر المرء بأنه متقدم على زمانه وتحرر نفسه من الشعور بالدونية و تسير الإحداث من المقدمة حتى نهاية المشهد وهي قطعة رهيبة من الكوميديا السوداء.


14 - رد الى: غالب المسعودي
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 3 - 17:42 )
السيد غالب المسعودي المحترم، شكراً لمشاركتك ولتعليقك القيم حقاً والذي اتفق معك بكل مضمونه والفكر الذي يشير إليه في مواجهة التخلف والفكر الظلامي. اشد على يديك وارجو ان تتكاتف القوى الرافضة لتقوقع مجتمعاتنا في شرنقة الفكر الغيبي الذي اوصلها إلى هذه الدرجة من التدني في كل شيئ ، وأن نعمل جميعاً بكل جد وعزيمة على التغيير الذي لابد منه طال الزمن او قصر، إذ لا بقاء إلا لما ينفع الناس. مع التحية


15 - التوظيف السياسي
عديد نصار ( 2014 / 6 / 3 - 21:45 )
ألمح الرفيق صادق في مطلع مقالته الى مسألة جوهرية، بحسب اعتقادي، ثم لم يتعمق فيها بالشكل الذي تستأهله، ألا وهي التوظيف السياسي لقوى الاسلام السياسي - الجهادي من قبل أجهزة المراكز الراسمالية، حين لمح الى دور السي آي إيه في إنشاء وتمويل وتدريب الجهاديين في أفغانستان.
فالنظام الأمريكي ليس نظاما يدعم قوى الاسلام السياسي- الجهادي ولا حتى الاسلام السياسي إلا لتأدية مهمة محددة تنبع من مصالح هذا النظام في توسيع هيمنته على العالم.
وما حدث مع جهاديي أفغانستان حدث ويحدث مع جميع قوى الاسلام السياسي - الجهادي في مختلف البلدان. إذ يمكن للمتابع المتمعن أن يدرك أن هناك اليوم شبكة استخبارية عالمية تحرك وتمول وتغطي مجموعات القاعدة والسلفيات الجهادية المختلفة (والمتصارعة) في اليمن والعراق ومصر وسوريا وليبيا ومالي وسواها، تؤمن انتقال الأشخاص أو على الأقل تتابعهم بشكل يسهل لهم الانتقال من بلد الى آخر وتؤمن لهم الأموال الطائلة وتيسر لهم التسلح بأسلحة لا تهدد سيطرتها أو مخططاتها.
ومعروف ان انتقال الأموال من بلد الى آخر تحت مجاهر عديدة تابعة لمراكز نظام رأس المال وأجهزته الاستخبارية والمالية المتنوعة. فكيف لمئات الملايين من الدولارات أن تنتقل الى -المجاهدين- في سوريا مثلا وبهذه السلاسة؟ وكيف انتقل -المجاهدون- الى مالي وبهذه السهولة؟
إذا صدق طرحي أعلاه فإن تلك القوى الظلامية وجدت بالأساس ليس من أجل قيام -دول- دينية، وإنما لتمزيق المجتمعات وإعادة إنتاج تخلفها بالشكل الذي يبقيها عاجزة عن إنجاز أي خطوة تتيح لها النهوض والتحرر، وما فشل تلك القوى بفرض أنظمة دينية مستقرة الا لأن وظيفتها الفعلية لا علاقة لها بذلك.
أما النموذج الإيراني، فقد تمكن في أواخر الحرب الباردة من إرساء مشروعه في إيران بعد أن اختطف ثورة الشعب الايراني واستخدمها في بناء نظام تحالف الملالي-البازار. هذا التحالف الذي تحول بعد أن تجاوز الحرب مع العراق الى نظام مافيوي - فاشي هو الأخطر من بين مشاريع الاسلام السياسي كونه يسيطر فعلا على بلد كبير وبمقدرات هائلة يسخرها لتوسيع نفوذه في المنطقة.
بالتأكيد مشروع الإخوان في مصر وتركيا وسواهما مختلف ولو انه لم يطف على السطح الا لنفس السباب التي سبق أن ذكرت فيما يخص الجهاديين، والمهمة التي توختها قوى النظامين الاقليمي والدولي من ذلك كانت الالتفاف على الانتفاضات الشعبية التي فتحت الباب عريضا على مسيرة طويلة لن تتوقف قبل حسم قضية التغيير.
عذرا على الاطالة
تحياتي


16 - رد الى: عديد نصار
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 3 - 22:44 )
الأستاذ عميد نصار المحترم، تحياتي وشكري الجزيل على التعليق الرصين الذي لا يسعني إلا ان اتفق مع كل كلمة فيه. المعذرة لعدم التوسع في بعض النقاط التي تشكل كل واحدة منها في الواقع موضوعاً خاصاً. المقصود من هذه المقدمة التي طرحتها هو فتح باب النقاش بغية التوسع في مواضيعه من قبل المعلقات والمعلقين . وها انت ، عزيزي عديد ، تطرح واحدة من اهم المواضيع في هذا النقاش والتي تتناول الدور المخابراتي للرأسمال العالمي في بروز هذه الفصائل المتخلفة وما هي الواجبات التي أُنيطت بها. اشكرك مرة اخرى على هذه الإيضاخات التي ارجو ان يتوسع بها كتاب الحوار المتمدن بغية كشف هذه الفصائل الإجرامية وحقيقة جهادها في سبيل قوى الإستغلال العالمي وبؤره المتحكمة بحياة الجماهير . مع المودة


17 - نحو جبهة وطنية عريضة
ابراهيم الثلجي ( 2014 / 6 / 4 - 10:28 )
شو رايك يا سيد طميش بما انك قلت ان هذا حوار واراه وكان الجمهور عوام وانت الاستاذ الذي يجيب مع احترامي لشخصك الكريم فاترك كل يتناول فكرته ويدلي بدلوه ليكون حوارا شاملا وليس معك فقط لانك تتكلم عن قضية عامة وليس مناقشة اختلراع خاص بكم
وهنا لم اسمع تساؤلا من احد عن سبب اندثار الانظمة الماركسية بالرغم من التاييد الشعبي القوي لها في عظمتها وتربعها على عرش الثروة في العالم اي لم تكن في حالة حصار اقتصادي وتجفيف منابع الاموال، فالاتحاد السوفييتي لوحدة يمتلك نصف الثروة العالمية النفطية ووالمائية وسدس مساحة اليابسة وانقلب عليه عملاء الجهاز السري البوليس السياسي بقيادة بوتين فبعد ان نهبوا ثروة البلاد وعزفوا سيمفونية الاشتراكية قلبوها راسمالية بعد ان امتلكوا المليارات سرقة واختلاسا، اي انهم هدموا البناء الاسشتراكي الرائع العلمي بايديهم فماذا تقولون
اما عن اليسار العربي فبعد معط ومزاودة وتمسح بالسوفييت تراهم اليوم يتربعون على عرش منظمات العمل الاهلي الممولة من الغرب وخاصة امريكا ويتقاسمون كعكة الحكم المالية مع جنرال مع ديكتاتور مع راقصة مش مهم، فاين ذهبوا وذهبت الاشتراكية العلمية
والامثلة كثيرة كثيرة وتكاد تشمل كل الوطن العربي والامين العام المتواضع يتغير بعد 40 عاما
في بدايات القرن الماضي شارك الجمهور بكل اطيافه النضال الوطني ولم يكن هناك شيء مستقل اسمه الاسلام السياسي لان الجميع مسلمون ومسلمون لله والعقيدة بدون اي فسق عن الحق
وابتدا التباعد عندما ادخل الاستعمار ورقة الطائفية والالحاد والتباهي به
فعند غزو العراق اعلنت امريكا بصراحة بان الورقة الطائفية هي مقتل العرب ف 8 سنوات من الحرب بين ايران والعراق لم تشعل اي طائقية وسنة من الاحتلال الامريكي خربت نسيجا عمره 1400 عام لم يعرف فيه العرب اي طائفية حقيقية
وما نعرفه عن مسلمي الشرق الاوسط بانهم هادئين لدرجة اننا كنا ايام الشباب نعتبرهم انهزاميين ويتجنبون العنف بكل اشكاله وفجاة حولهم الاعلام العربي لجبابرة وارهابيين
ليس هكذا نحل مشاكلنا كعرب مستهدفين لامتلاكنا الثروة النفطية واطلالة السواحل الاطول عالميا
الحل بالوحدة الوطنية الهادفة الخادمة لطلبات الشعب وليس ترويج افكار الماكينة الاعلامية الغربية مقابل شوية دولارات وبيع كلام والسلام
فهل حوكم سياسي اسلامي واحد بتهمة الاختلاس؟ او السرقة
هناك احزاب اسلامية الادعاء وملتصقة بالحاكم مثل الصمل فبماذا نصفها كجمهور عريض؟
وهل نحترمها
مع احترامي لفكرك فالطرح غير موفق بنظري ويا ليت الطرح كان اجبار احزاب الاسلام السياسي بالانخراط في جبهة وطنية يدا بيد مع الجميع لانتاج مجتمع صناعي زراعي يواجه الهيمنة والتسلط الاستعماري
اليسار العلمي الحقيقي علمنا بان لا نكون نخبويين كيلا نقصي احدا ويصبح المجتمع ابترا
والاسلام لا يستثني احدا فالرب واحد له الامر من قبل ومن بعد وهو على كل شيء قدير
واليه ترجع الامور زيفنى كل شيء الا هو الحي القيوم الماسك بزمام حركة الحياة وقد كتب على نفسه ان لا تاخذه سنة ولا نوم
مع المحبة وتفهمي لفكرتك فالاسلام لا ينحصر برجل ملتحي قد يكون دمه ثقيل او دجال او كذاب
انه منهج رب السماء لمخلوقات على الارض للتدبر والهدى ولن يضره شيء ان كفر الناس جميعا ولا يزيد في ملكه شيء ان امنوا جميعا


18 - رد الى: ابراهيم الثلجي
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 4 - 12:18 )
السيد ابراهيم الثلجي المحترم، شكراً جزيلاً على مرورك الكريم ومشاركتك في هذا النقاش من خلال تعليقك الذي تفضلت به والذي تناول مواضيع عدة اهمها: نحن يا سيدي الكريم ليس بصدد مناقشة الإسلام والماركسية وهما فلسفتان تختلفان تماماً في منطلقاتهما لذلك فإن اي تفسير لما ينتج عنهما من فكر او حتى انظمة مجتمعية لا يأخذ نفس المنهج الذي تطرقنا إليه في مناقشتنا لمشروع الدولة الفاشلة بالنسبة للإسلام السياسي. ويسعدني جدا الحوار معك في هذا الموضوع، إن رغبت طبعاً وفي مجال آخر غير هذا وعنوانب البريدي لديك وتستطيع التواصل معي للحوار المشترك وبكل سرور. تتحدث ، سيدي الكريم، عن نسيج عمره 1400 سنة خربه الإحتلال الأمريكي ولم يكن يعرف الطائفية. لو عدت إلى التاريخ الأول لهذا النسيج لعلمت، اخي الكريم، بأن الطائفية والإنقسام بدأ في هذا الدين بعد وفاة رسوله ، اي بعد مرور 22 سنة فقط على التبليغ بالرسالة. وبالرغم من الخلافات الدينية والسياسية التي سادت عصر الخلافاء الراشدين إلا ان هذا العصر يعتبر العصر الذهبي من ناحية الممارسات الدينية التي صبغت المجتمع بصبغتها اكثر مما صبغتها السياسة اليومية. ولذلك اسباب عدة لا مجال للتطرق إليها الآن. إلا ان ما يجب التطرق إليه إنطلاقاً من الطرح الذي تفضلت به هو ما ترتب على نشوء اول دولة إسلامية، بالمفهوم التظيمي للدولة، وما جره هذا النشوء على مَن كانوا ينطلقون من الوحدة الدينية للأمة وما هي سمات المسيرة التي إتسمت بها الدولة الأموية التي عبر قادتها الأوائل كمعاوية ويزيد من بعده وما تلاهما من - خلفاء - أترك لكم تقييم هذه المسيرة وربطها بالنسيج الذي تفضلت بذكره. اما الدولة العباسية فقد قامت اساساً على النهج الطائفي الذي جعل من سياسة الدولة الأموية ، التي صنفها بنو العباس على انها سياسة طائفية، حيث حاول العباسيون سلوك نهج طائفي آخر جعل هذا النسيج الذي تتكلم عنه نسيجاً مهلهلاً حتى وإن إرتبط بكثير من الإنجازات العلمية والتي كانت حضارية في وقتها. إن ذلك لم يمنع القائمين على هذا النسيج من توظيف كل وسائل العنف لحماية الحاكم أو الخليفة ايضاً.ولا اعتقد بأن الأحداث الدامية التي رافقت نهج الدولة العباسية بخافية عليكم. ولار نريد التوغل في سياسة الدولة العثمانية التي حكمت المنطقة العربية لمئات من السنين وكيف فجرت الحروب الطائفية مع منافستها على إستغلال المنطقة، الدولة الصفوية في ايران. وما نتج بعدئذ من سقوط لدولة الخلافة بكاملها من خلال سياسة اتاتورك وقيام الدولة التركية التي ادعت العلمانية والتي حولها اردوغان وحزبه في السنين الأخيرة إلى دولة إسلامية حيث افرز هذا السقوط حركة الأخوان المسلمين التي إتخذت من العنف سبيلاً لها لإعادة الخلافة الإسلامية. فعن اي نسيج تتحدث ، سيدي الكريم؟ وحتى لو فرضنا وجود هذا النسيج المتكامل ، فأي تكامل هذا الذي تستطيع من خلاله دولة مستعمرة واضحة الأهداف الإستغلالية والمطامع الجشعة ان تسير مقدرات امة بكاملها لا زالت تتبجح بانها أحسن امة أُخرجت للناس دون ان تقدم للبشرية اي دليل على هذه الأفضلية. إنني يا سيدي لا اقف مطلقاً وليس من حقي ان اقف ضد التوجهات والقناعات الدينية لأي فرد او مجموعة في المجتمع، لا بل بالعكس من ذلك تماماً حينما ترتبط الممارسات الدينية بالقناعة والسلام الإجتماعي. إلا انني ارى ان هذه القناعات والممارسات الدينية لم تعد هي السبيل الذي ينقذ مجتمعاتنا من التخلف الذي وصلت إليه والذي ساهمت المؤسسة الدينية في كثير من فصوله وأنشأت الكثير من اسسه. وياحبذا لو إستجاب إلى نداءك الكريم كل مؤمن بحرية الإنسان وكل من يعمل على إنتشال هذا الإنسان من غياهب الفكر المتخلف ومساعدته على اللحاق بالركب الحضاري العالمي المتنور وتم ما تدعو إليه من إنخراط المؤمنين بالعدالة الإجتماعية وبحقوق الإنسان، اي إنسان، في العمل الثوري الذي نستطيع من خلاله إصلاح انفسنا اولاً قبل ان نرمي بعبئ تخلفنا على الغير. مع التحيات


19 - هذا النقاش ضرورة الساعة
وليد الفاهوم -الناصرة ( 2014 / 6 / 4 - 14:09 )
أحيي الكاتب الأساس بهذا الموضوع الشائك والشائق ، كما أشدّ على أيدي كل المساهمين في هذا النقاش الهادئ . وأضيف أننا لا نستطيع الحديث عن الإسلام السياسي (قشّة لفّة) ، لأن هنالك فروق بين الإسلامي والإسلاموي أو المتأسلم الذي يرتهن لمختطات الغرب الإستعماري ، ويكون مثله كمثل الليمونة .. تعصر ويكون مآلها سلّة المهملات . لا أريد أن أدخل في قضية حكم الملالي ولكنني أريد أن أذكّر أن حزب الله مثلاً حزب ديني مجابه وممانع لأطماع الصهيونية والإستعمار ومخطط الشرق الأوسط الجديد . أعتقد أن هنالك إسلام واحد وفيه تعددية أمّا الإسلام السياسي فهو تعبير متناقض ، لأن الإسلام كدين ثابت ، وهو عبارة عن علاقة شخصية بين المؤمن وما ومن يؤمن به .. والسياسي متحرّك متغيّر ومتقلّب . والدين الإسلامي أصلاً ومنذ نشأته لم يحدد طريقة معيّنة للحكم ، وكل خليفة من الخلفاء الراشدين حكم بأسلوبه الخاص ، ومنذ البداسة لم يتدخّل الله في طريقة حكم البشر .. أو في حياة الناس السياسية ! إن الإسلام السياسي بشكل عام يسيّس الدين ويديّن السياسة .. ومن هنا الخلط ! كما وأريد أن أنوّه إلى أن هنالك فارق عظيم بين الدين السياسي والدين الإجتماعي الفطري عند الناس والعرب خاصة . سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين أم يهود .. على أساس أن اليهودية دين ، لا دين وقومية كما تقول الصهيونية ، والتي لا فرق بينها وبين الإسلام السياسي من حيث الخلط بين الدين والدولة أو السياسة . وهذه هي عقدة النجّار ! في يقيني أننا لا يمكن لنا أن نخرج من عنق الزجاجة الإسلاموية إلا بالوعي والثقافة والإصلاح الديني والخروج من تحت عباءة السلف والموروث الغيبي . بالوعي وحده يرتقي الإنسان وبالمجابهة وجرءة الطرح ... كل من موقعه !


20 - رد الى: وليد الفاهوم -الناصرة
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 4 - 15:45 )
عزيزي السيد وليد الفاهوم المحترم ، جزيل الشكر لمساهمتكم القيمة في هذا النقاش . حديثنا سيدي الكريم يدور بشكل اساسي حول توظيف الدين لبلوغ اهداف سياسية قد تتعارض مع الثوابت الدينية في اغلب الحالات. مهما اطلقنا على هذه الظاهرة في المجتمعات الإسلامية من اسماء فإن ذلك لا يعني إلا تسمية شكل الظاهرة اما محتواها فيظل هو هو التجارة بالدين لا اكثر ولا اقل . وهنا يجب الفصل بين من يتعلق بالدين علاقة تعبدية شخصية لا يكمن وراءها اي هدف آخر غير تحقيق القناعة الدينية ، وهذه مسألة شخصية بحتة ، كما تفضلت. وبين من يريد تحقيق مآرب لادينية عبر توظيف الدين لذلك. مثل هذه الفئات عملت على تأسيس احزاب سياسية إلا انها لم يكن بمقدورها إعطاء هذه الاحزاب ما يؤهلها للعب على المسرح السياسي في بلدانها. وبما انها تسعى وراء الحكم والمنصب والجاه فحاولت تعويض فقرها السياسي بالفكر الديني الذي جعلت منه واسطتها لتحقيق الأهداف السياسية. ولم تراعي هذه الأحزاب مدى التأثر السلبي الذي سيعكسه التوجه السياسي على الفكر الديني الذي تشعب بعدئذ إلى مذاهب وتكتلات وطوائف جعل الكثير منها العنف المُشرعن بالنصوص الدينية سبيلاً لها لبلوغ الهدف السياسي. هذه مشكلتنا، سيدي الفاضل ، في مجتمعات تتقبل ذلك الإستغلال لعواطفها على انه دين وعلى انه مقدس وعلى انه الطريق الوحيد إلى الجنة . مجتمعاتنا بحاجة إلى ثورة علمية تنقذها من الجهل والفقر المعرفي الذي تتخبط فيه . وإن هذه الثورة العلمية لا يمكنها ان تتحقق مالم نجري مراجعة كاملة لتراثنا بشكل عام وللديني منه بشكل خاص لنقف على بينة من امرنا ومن موقعنا اليوم بين شعوب العالم. ومن هنا لا استطيع إلا ان اردد ما تفضلت به : أننا لا يمكن لنا أن نخرج من عنق الزجاجة الإسلاموية إلا بالوعي والثقافة والإصلاح الديني والخروج من تحت عباءة السلف والموروث الغيبي . بالوعي وحده يرتقي الإنسان وبالمجابهة وجرءة الطرح ... كل من موقعه. مع التحية


21 - الاسلام السياسي يتقوى ويتجذر رغم محاولات إفشاله
[email protected] ( 2014 / 6 / 4 - 18:52 )
أستسمح الاستاذ الفاضل صادق إطميش في نقد مقالته، فمنهجيا تغيب المقاربة العلمية المبنية على الوقائع والتحليل العلمي إلى سيادة نزعة إيديولوجية استهدافية قبلية غايتها توظيف كل الاحداث والحوادث حتى وان كانت غير مكتملة لتقرير نتيجة واحدة هي فشل ما يسمى بالاسلام السياسي، أما على مستوى الوقائع والشواهد المسوقة لتقرير هذه النتيجة السابقة لأوانها، فتم الحديث عن النموذج المصري والتونسي وكيف أن الجماهير أسقطت مشروه الاخوان والنهضة تباعا، وهي مغالطة فجة ترتقي لمستوى الكذب الصريح والتزييف السمج، فالذي شاهدناه هو فوز الاخوان المسلمين في خمس استحقاقات انتخابية متنوعة( الاستفتاء على الدستور +مجلس الشعب+مجلس الشورى+الرئاسة..) رغم حجم المنافسة الشرسة ورغم تحالف الدولة العميقة الفاسدة مع تيارات علمانية ويسارية ومع قوى اقليمية ودولية، والأمر ذاته بالنسبة للنهضة التونسية حيث حصلت على غالبية مقاعد المجلس التأسيسي، أليست هذه مؤشرات حقيقية عن نجاح الاسلام السياسي شعبيا حيث لم يخسر معركة انتخابية قط، أما الاسقاط والافشال فتلك قضية أخرى ليس للشعب يد فيها، فالاخوان أسقطوا بانقلاب عسكري تم تدبيره من قبل سفيرة امريكا وملك السعودية وامير الامارات ونفذه وزير الدفاع بدعم يساري علماني ، وقد أثبتت الانتخابات المصرية الاخيرة التي لن تشارك فيها سوى 6 في المائة مدى شعبية الرئيس محمد مرسي والاخوان، أما النهضة فدخلت في توافق تنازلت بموجبه عن الحكومة لصالح حكومة تكنوقراط بعدما ادركت حجم المؤامرة في الداخل والخارج ولم يكن ذلك اسقاطا لأنها لازالت القوة السياسية الاولى في البلاد وفي المجلس التأسيسي، وستثبت الانتخابات القادمة مدى تجدرها الشعبي، ثم إن الكاتب المحترم تجاهل تجارب الاسلام السياسي الأخرى الناجحة والتي صارت مضرب الأمثال في العالم وهي التجربة التركية والتجربة الماليزية، وهو تجاهل يرقى لمستوى الخطيئة العلمية لأن مقاربة أي ظاهرة سوسيولوجية لا يمكنه أن يكون انتقائيا حسب هوى الكاتب ، ورغم تعريجه على التجربة التركية الا انه أصر على بخسها حقها متجاهلا انتصاراتها الكاسحة على المشروع الدكتاتوري اليساري العلماني القومجي الاتاتوركي المتخلف ومستحضرا بعض الاشكالات الطائفية الموروثة مثل القضية الكردية التي هي من الازمات الموروثة عن الدولة العلمانية أصلا، وقد أصر الكاتب على إدخال التيارات الطائفية والقوى العنفية تحت مسمى الاسلام السسياسي وهو خلط مقصود يتغيى الامعان في تشويه الظاهرة الاسلامية ، كما أن من مقتضيات الدراسة العلمية استحضار المدى الزمني للظواهر المدروسة فإذا كنا قد احتجنا لنصف قرن لنحكم على الدولة القومية والقطرية العلمانية بالفشل فهل سنحكم بالفشل على تجربة حكم لا تتجاوز شهورا يكتنفها من التربص الداخلي والخارجي ما يجعل نجحها شبه مستحيل. وأخير أود تنبيه الكاتب المحترم أن فشل حزب أو أحزاب سياسية معينة لا يعني بالضرورة فشل ظاهرة معينة ، ففشل الأحزاب ذات الطابع الاسلامي لا يعني أن ظاهرة الاستمداد القيمي من الاسلام سوف تنتهي بل إن هذا الاستمداد القيمي من الدين سيظل هو مصر إلهام لغالبية المثقفين والفنانين والادباء والسياسيين ومعهم الجماهير الشعبية بمختلف طبقاتها وهو ما يؤشر على عدم انتهاء ظاهرة الاسلام السياسي أو فشلها أو موتها بالنظر لصلابة الحاضنة الشعبية التي لم تفلح سياسات بنعلي ولا لا مبارك وغيرها من النظم العلمانية الكاسدة قيميا والمفلسة سياسيا ه في تجفيف
منابعها المتدفقة
تحياتي للأستاذ صادق إطميش


22 - رد الى: [email protected]
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 4 - 23:37 )
السيد او السيدة بلمودن؟ معذرة إن لم استطع إستحضار الإسم الصحيح اولاً وشكراً ثانية على المشاركة في هذا الحوار. تفضلتم بوصف ما تطرقت إليه في مقالتي حول فشل مشروع دولة الإسلام السياسي بأن ما ذكرته بعيد عن العلمية المبنية على الواق والتحليل العلمي والتي تسود فيها النزعة الأيدولوجية والقبلية. لمناقشة هذه المفقرة مما تفضلتم به ارغب ان اطرح موضوع العلمية اولاً. العلمية تعني ، سيدي او سيدتي، التعامل مع الواقع الملوس ؟ فهل يمكنكم إرشادي إلى مثل واحد من الأمثلة التي ذكرتها والذي لم يتعامل مع الواقع الملموس؟ حسناً لقد ذكرت اربعة امثلة من الأمثلة الكثيرة التي طرحتها عن فشل مشروع دولة الإسلام السياسي وتجاهلت الأمثلة الأخرى لأنها صدمة لكل من كان يتوقع نتيجة اخرى منها. ولكن مع ذلك لنرى اين العلمية في طرحك لهذه الأمثلة والتي ربطت ذكري لها بمواصفات لا تليق بحوار حضاري كوصفك لما قلت بالكذب والتزييف السمج وما شابه ذلك من الألفاظ التي ارجو ان لا تستعملها في نقاش كهذا، سامحك الله على كل حال. ما ذكرته حول المثل الماليزي ، سيدي الكريم، لا تستطيع ان تضعه ابداً وبكل معطياته في خانة توجهات الإسلام السياسي لا من قريب ولا من بعيد، بل بالعكس فإن الإسلام السياسي وقف موقفاً عدائياً وحتى عنفياً من هذه التجربة التي يغلب عليها طابع الدولة المتحضرة المتلاصقة مع الحضارة العالمية وليست الرافضة لها ، كما يبشر بذلك دهاقنة الإسلام السياسي الذين يشتمون الحضارة العالمية كل يوم في دولهم في الوقت الذي يلجأون فيه إلى هذه الحضارة للإستفادة من إنجازاتها العلمية . اما المثال التركي الذي إعتبرته مثالاً ناجحاً للدولة الإسلامية فذلك يشير إلى مدى بعدك عن الواقع العملي الذي تعيشه هذه الدولة التي كشرت عن كامل انيابها مؤخراً حينما إستغلت دكتاتورية البعث السوري للإنقضاض على الشعب السوري باجمعه، خاصة القسم الكوردي منه. ستقول لي حتماً بأن لدى تركيا الآن آلاف اللاجئين السوريين، وأنا اقول لك نعم ، ولكن هل العبرة بإشعال النار ثم محاولات إخراج من اكتووا بهذه النار من جحيمهم ، او ان العبرة في دولة تدعي بأنها تمثل دين الرحمة بأن تجعل من رسالتها الدينية رسالة سلام ووئام لا رسالة قتل وتشريد ينصب على الشعب السوري إضافة إلى ما يعانيه هذا الشعب من النظام ومن كافة العصابات الإرهابية التي إتخذت بدورها من الرايات والشعارات الإسلامية طريقاً لها لقهر العباد وتدمير البلاد. ولا يمكننا ان نغفل الإتفاق الأخير الذي تم بين المنظمة الإرهابية داعش التي تحمل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وبين الحكومة التركية على تنسيق هجماتها على المدن والقصبات التكوردية في سوريا التي لجأت إلى الإدارة الذاتية لتنظيم حياة اهلها. وماذا عن المظاهرات العارمة التي إجتاحت ولا تزال تجتاح كل تركيا إحتجاجاً على سياسة القمع التي تمارسها حكومة اردوغان؟ وماذا عن الفساد المالي ولإداري الذي يضرب باطنابه في حزب التنمية والعدالة حتى وصل ذلك، وكما تم الإعلان عنه في الأيام الأخيرة إلى رئيس الجمهورية نفسه؟ وماذا عن التنكر للحقوق القومية لشعب مسلم يعيش في هذه الدولة الإسلامية سواءً تعلق ذلك بالكرد او بالعلويين؟ هذا إذا ما غضضنا الطرف عن المعاملة التي تُعامل بها الأديان الأخرى التوحيدية المُعترف بها رسمياً من قبل الإسلام الرسمي. التجربة التركية، سيدي الكريم، فشلت فشلاً قياسياً لأنها إنطلقت من مفاهيم اخرى اراد تجربتها الإسلام السياسي غير تلك التي إتخذها الإسلام السياسي التقليدي والتي إستندت إلى العنف بكل إطروحاتها. اما التجربة التونسية فهي الهزيمة المنكرة بذاتها التي واجهها الغنوشي واتباعه حينما اجبرتهم قوى التحرر التونسي وخاصة الحركة النسائية التونسية وبعد ان شاركت عصابات الغنوشي عصابات قوى الإرهاب الأخرى بقتل بعض قادة حركة التحرر التونسية. إن مجيئ بعض قوى الإسلام السياسي إلى الحكم عبر الإنتخابات له من الأسباب ما يدعونا للقول بأن الجماهير الشعبية كانت تولي المنظمات الإسلامية بعض الثقة إنطلاقاً من كونها احزاب وتجمعات دينية تسعى لتحقيق العدالة الإجتماعية التي وضعتها ضمن شعاراتها السياسية. إلا ان هذه الجماهير ادركت بعد مرور وقت قصير على مجيئ الأحزاب الإسلامية على قمة الهرم السياسي كم هي كاذبة في طروحاتها هذه الأحزاب التي لبست لبوس الدين لتحقق اهدافاً سياسية ليس للدين ناقة فيها ولا جمل . وعلى هذا الأساس إنتفض نفس هؤلاء الناخبون للأحزاب الإسلامية بالأمس ليزيحوها اليوم. وغلا فماذا يعني خروج ثلاثين مليون على حكومة مرسي في مصر بعد ان إنتخبها اقل من هذا العدد بكثير؟ أليست هذه الملايين هي ملايين الشعب المصري؟ تفضلتم بالدعوة إلى إستحضار العامل الزمني لتقييم مثل هذه التجارب . ولا اريد ان اتوغل كثيراً في تحديد هذا العامل إلا انني استفسر من صاحب التعليق عن ماهية الدول التي سمت نفسها إسلامية وعاشت لقرون عدة ؟ هل حققت شيئاً من التعاليم التي تتبجح بالإنتماء إليها؟ فإن كان الجواب بنعم فأين يمكننا ان نرى هذا أفنجاز اليوم؟ وإن كان الجواب نعم فأين الخلل اذن؟ واستطيع ان اجيبك بالقول بأن الخلل قديماً وحديثاً في توظيف الدين لأغراض غير اغراضه الروحية المتعلقة بالفرد وعلاقته مع خالقه ومدى إيمانه بهذه العلاقة . إن دعاة الإسلام السياسي لم يهضموا لحد الآن ولم يستوعبوا خصوصية الدين وعمومية السياسة . إن تصرفاتهم التي لا تنم عن تعلقهم بالسياسة اكثر من الدين اوصلتهم إلى هذه النهايات المهلكة التي لم يستطيعوا معها إثبات وجودهم في مجتمعاتهم إلا عبر العنف والإرهاب والإكراه. ما ارجوه من الكاتب المحترم هو ان يستغني عن إسطوانة المؤامرة التي اصبحت مشروخة فعلاً . ذوي الوجوه المتعددة الدينية مرة والسياسية مرة من رواد الإسلام السياسي وخطابه المخادع وفكره المتخلف المعادي للحضارة الإنسانية هم المتآمرون الأوائل على شعوبهم . فالطالبان هي نتاج المخابرات المركزية الأمريكية ، واخوان المسلمون نتاج الحركة الوهابية التي تآلفت من حسن البنا ، وداعش والنصرة ومن لف لفهم من العصابات الإرهابية نتاج قطر ومن يتحكم بها على اراضيها من القواعد العسكرية، وحزب الله نتاج دولة ولاية الفقيه التي تسمي نفسها لإسلامية والضالعة حتى النخاع في الدكتاتورية، وهكذا دواليك اينما توجه وجهك نحو المجتمعات الإسلامية التي وصلت اسفل درجات التخلف والإنحطاط . ولا خلاص لهذه الشعوب لإلا بالدولة المدنية الديمقراطية التي لا تتعامل إلا مع المواطن من خلال مواطنته فقط وليس إلا. مع التحيات للكاتب


23 - no
sokratt ( 2014 / 6 / 4 - 22:37 )
استادي العزيز؛ من خلال قراءة موضوعك حول الإسلام السياسي؛ تبين لي انك غيبت التدخل الغربي في افشال جل هذه التجارب؛ لأن الغرب عدو ا لأسلام منذ الحروب الصليبية ولا زال؛ والله لن تعز الأمة العربية الآ بتطبيق شرع الله ؛ وارجع استاذي ألى التاريخ وانظر كيف تكونت الأمبراطورية الإسلامية العظيمة بفضل الأسلام؛ وليس بفضل الأشتراكية وغيرها من النظم الوضعية؛


24 - رد الى: sokratt
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 4 - 23:59 )
السيد الفاضل سوكرات المحترم. معذرة سيدي الكريم إن طرحت عليك السؤال التالي: كيف إستطاع الغرب تقويض وفشل هذه التجارب التي تدعي انها تستند على القدرة الإلهية. اما كان بمقدور إله هذه التجارب ان يحميها من الكفرة الذين سعوا إلى إفشالها؟ ألمر ليس بهذه السهولة ، سيدي الفاضل. المسألة وما فيها هي ان هذه التجارب لم تكن تمثل الدبن بأي حال من الأحوال. انها تجارب احزاب سياسية ارادت ان تتسلق على الدين فشوهت الدين وافسدت السياسة فعرت نفسها هي امام جماهيرها اولاً قبل ان تعري نفسها امام الآخرين. أعتقد باننا يجب ان نفتش عن عيوبنا اولاً قبل إلقاء تبعات هذه العيوب على الآخرين. اما ما تفضلت به عن الأمبراطوريات الإسلامية ، فإنني والله لأعجب كيف يستطيع اي عربي او سلم بان يفخر بالأمويين او العباسيين او العثمانيين . الأمبراطوريات الكبيرة الموجودة اليوم سواءً في امريكا او اوربا هي امبراطوريات عظيمة فعلاً ، إلا انها قامت على استعمار واستغلال الشعوب. فما الفرق بينها وبين ما سميته بالأمبراطوريات الأموية والعباسية والعثمانية التي يتغنى بها البعض اليوم؟وحيما تتحدث عن بطلان النظم الوضعية، فأين هي النظم الإلهية التي نرجوها لمجتمعاتنا؟ هل هي في الإسلام الشيعي او في الإسلام السني؟ وإن كانت في احدهما فبأي مذهب او اية فرقة من الفرق الثلاث وسبعين التي ينقسم إليها الإسلام وكل فرقة تدعي انها هي الفرقة الناجية؟ جميع هذه الفرق التي تدعي الحكم بشرع الله هي فرق يقودها وينظر لها بشر مثلي ومثلك وكل معطياتها وتفسيراتها بشرية وضعية وليس فيه من التعاليم الدينية إلى بمقدار ما يخدم تسلطها على المجتمع باسم الله لتبقى هي الفرقة السائدة ولترمي الآخرين في نهار جتنم. هذا واقعنا المرير مع الأسف الشديد وسوف لن ينتهي إلا بانتهاء التسلق على الدين وترك الإنسان يمارس عباداته الشخصية على إختلافها بالتواصل مع خالقه فقط وليس عبر فقهاء السلاطين والحكام الجائرين، مع اطيب التحيات


25 - تعقيب
محمد علي الامام ( 2014 / 6 / 5 - 06:56 )
السيد صادق اطيمش المحترم
جميع الاديان كان ولايزال هدفها ترويض الانسان ذاتيا وفق مبادىء وضوابط اخلاقيه متوازنه ومع ذلك فقد احتاجت على مر الزمن الى اصدار قوانين وتشريعات مضافه حتى بوجود الدوله الدينيه للمساعده في ضبط التصرف الفردي والجمعي وهذا دليل على ان وجود دوله دينيه بمعنى التفرد الديني بتسير الحياة عمليه محكومه بالفشل مسبقا لاسباب عديده ومنها تطور المجتمع الذي كثيرا ما يتعارض مع الدين ووجود اديان وطوائف اخرى قد تختلف مع الدوله في تشريعاتها والحاجه المستمره الى معالجات آنيه حديثه للكثير من التصرفات الجديده التي لايوجد لها توصيف في التشريع الديني .
بعد انتهاء الكنيسه من سيطرتها على الحكومات في اوربا وانطلاق البلدان باتجاهات جديده لم تسجل اي دوله تجربه دينيه ناجحه باستثناء تركيا اليوم ولاتزال التجربه في المخاض اما النموذج السيء الذي يمكن ان يقارن لاغراض الدراسه هي ايران والعراق وما نشاهده هو دليل واضح على فشل الاسلام السياسي الذي اعاد البلد الى عقود التخلف والرجعيه ..
شكرا مع تحياتي


26 - رد الى: محمد علي الامام
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 5 - 07:29 )
السيد محمد علي الإمام المحترم، شكراً على مساهمتك في هذا الحوار من خلال طرحك القيم هذا. اتفق معك فيما ذهبت إليه حول دور الأديان في المجتمعات وما يمكن ان يتمخض عنه وجود الولة الدينية. وقد اشرت إلى ذلك بوضوح في الأمثل التي تفضلت بطرحها. بالنسبة إلى تركيا فإنها ، من وجهة نظري، ليست تجربة في المخاض وإنها ليست ناجحة ايضاً . لقد نجحت هذه التجربة من خلال النهج المؤسساتي الذي تبناه حزب التنمية والعدالة التركي الإسلامي النزعة الذي كان هدفه الوصول إلى السلطة. وحينما وصل إلى السلطة وحقق بعض الإنجازات الإقتصادية كشر عن انيابه العنصرية وتوجهاته الدكتاتورية التي نرى معطياتها اليوم سواءً على الشارع التركي او في المنطقة برمتها حينما لجأ هذا النظام إلى التنسيق مع عصابات داعش وغيرها من عصابات الإجرام. هذا بالإضافة إلى فضائح الفساد المالي التي طالت حتى رئيس الجمهورية. يمكننا تشبيه النظام التركي بالنازية الألمانية التي وصلت إلى الحكم عبر الديمقراطية وحققت إنجازات إقتصادية كثيرة إلا انها تحولت إلى دكتاتورية سوداء لم تؤذ المانيا فقط، بل والعالم اجمع ايضاً. تحياتي


27 - الديمقراطية والتعددية هي الحل
مهدي المولى ( 2014 / 6 / 5 - 09:31 )
اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان اي فكر اي رأي اي اديولجية تفرض نفسها بالقوة وتدعي انها واحدها وحده الصالح وغيره خطأ نتيجته كارثة كبرى ومصيبة عظمى على ذلك الفكر الدين الحزب وعلى ذلك الشعب واعتقد ما حدث لهذه الافكار والاحزاب والاديان والشعوب خير دليل على ذلك
لهذا ليس امام الشعوب امام الانسانية الا طريق الديمقراطية التعددية الفكرية والسياسية اي الحكم للعقل ولا يمكن للعقل ان يحكم بالعدل الا اذا كان حرا
فكل ما يحدث من فساد وشر وظلم نتيجة للعقول المحتلة وكل ما يحدث من خير ومن اصلاح وعدل نتيجة للعقول الحرة
الديمقراطية تعني على كل مواطن ان يطرح فكره ووجهة نظره في اي تصرف اي قانون اي شخص ومن قيم واخلاق الديمقراطي ان يكون المنطلق هو المصلحة العامة لا من المصلحة الخاصةوالحكم في الديمقراطية هو المحصلة لافكار ووجهات النظر المختلفة لكل شرائح المجتمع المختلفة
وبهذا يتطور المجتمع ويتطور تدريجيا وتتلاشى ازماته


28 - رد الى: مهدي المولى
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 5 - 11:58 )
شكراً للسيد مهدي المولى على إهتمامه بالموضع وعلى مداخلته الجميلة التي اتفق مع مضمونها تماماً. ارجو ان يسعى كل إنسان مؤمن بالإنسانية ان يجعل من الديمقراطية والتعددية وقبول الآخر ونشر الفكر العلمي والثقافة الرائدة هدفاً له وواجباً وطنياً ينتظر الوطن تنفيذه من بناته وبنيه. مع التحية


29 - رد على رد الكاتب
فؤاد بلمودن ( 2014 / 6 / 5 - 15:39 )
الأستاذ المحترم السيد صادق أطفيش
انا إسمي فؤاد بلمودن وهو إسم مذكر وليس مؤنت، لا يهم.
تعقيبي على كلامك سيكون مختصرا، فلن أناقشك في الوقائع التي سردت لأنه لا شيئ منها يستقيم حجة لك في إثبات فشل الاسلام السياسي، سواء التجربة التركية أو الماليزية أو التونسية، ومرة أخرى أنا مكصر على نفي العلمية والموضوعية عن خطابك، فأنت لم تحدد معايير الفشل السياسي كما هو معروف في حقل العلوم السياسية وفي علم الاجتماع السياسي، هل معناه السقوط في الانتخابات وهو ليس مقياسا حتى في الدول الغربية فسقوط حزب لا يعني نهاية مشروعه، لأن الديمقراطية مبنية على التداول السلمي على السلطة، ولعل تعرف أنه لم تحدث انتخابات نزيهة وقدر للاسلاميين المشاركة فيها الا كان النصر والاكتساح الانتخابي حليفهم، فأين هو السقوط ، اللهم إذا كنت تعبر أن الاسقاط بالانقلابات كما حدث بمصر عملا شرعيا وقبلها بالجزائر، أو التدخل الأجنبي الاستعماري والحصار كما حدث بأفغانستان وفلسطين عملا مشروعاـ نحتاج استاذي صادق للكثير من من التأني قبل إطلاق الأحكام بصدد موضوع كهذا للأسباب الآتية:
الاسلام السياسي ليس ظاهرة واحدة متجانسة بل هي خليط من التجارب المتباينة مكانا وزمانا ونشأة ونضجا وتجربة وهو ما ينعكس على تجاربها السياسية مما يجعل النظر اليها على انها شيء واحد أشبه بوضع البيض في سلة واحدة
أن العمر الافتراضي للظواهر الاجتماعية أطول مدى حتى من عمر الإنسان، ولذلك فالتنبؤ بالفشل حكم متسرع وغير سديد فالاشتراكية كإديولوجية وفلسفة ظهرت في القرن 19 وطبقت مضامينها في القرن 20 ولم نحكم على فشلها الا فيث نهاية القرن بعد استنفادها لكل أوجه
الاعمال والتشغيل لأطرها النظرية والفلسفية،
أن وجود اختلالات في ونواقص في تجارب بعض تيارات الاسلام السياسي لا يعني انها فاشلة بل هو جزء من سنة التطور البشري التي يخضع لها الانسان وقد اثبتت التجارب ان التيارات الاسلامية لها قدرة على تقويم الذات ومراجعة اقكارها وتوجهاتها مما يؤشر على ان الاسلام السياسي نسق منفتح على الحكمة الانسانية وليس بنية جامدة وساكنة
وأخيرا المطلوب هو المساهمة في بث خطاب الوفاق الذي يسهم في ترشيد الظاهرة السياسية العربية ويوحدها بكل توجهاتها الاسلامية والعلمانية نحو المشتركات وليس بأن نملأ الارض صراخا بالنبوءات والتكهنات غير الواقعية لأنه انتهى زمن الانبياء بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، تحياتي لك استاذ صاذق


30 - رد الى: فؤاد بلمودن
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 5 - 17:07 )
الأستاذ فؤاد المحترم، شكراً على تعقيبك على حوارنا السابق. ولنبدأ بالأسماء. اعتذر لعدم إستطاعتي التعرف على اسمكم الكريم للمرة الأولى وذلك بسبب وروده بالأحرف اللاتينية. اما اسمي الذي وصلكم بالحروف العربية الواضحة فهو: إطيمش وليس اطميش او إطفيش كما تفضلت. النقطة الثانية التي تطرقت إليها والتي تذكر فيها إصرارك على عدم علمية طرحي للموضوع ، فهذا رأيك الذي احترمه ولكنني لا اتفق معه، بل وانفيه تماماً إذا انك حينما تربط العلمية بالواقع فإنني رجوتك ان تذكر لي تجربة إسلامية واحدة ناجحة من التجارب التي تطرقت إليها في مقالتي ولم تذكر لي سوى التجربة الماليزية والتركية والتونسية التي اثبت لك بالوقائع على الساحات الثلاث ماهية هذه التجارب وسقوط التجربتين التركية والتونسية وعدم وجود علاقة بين التجربة الماليزية والإسلام السياسي بمفهومه الذي نتداوله الآن. اما مسألة المؤامرة والإستعمار والتدخل الأجنبي وغير ذلك من مصطلحات الهروب من الواقع المرير الذي تعيشه المجتمعات الإسلامية والذي ساهم فيه الإسلام السياسي بشكل كبير فلا حاجة لتكرارها قبل ان يلتزم الإسلاميون قبل غيرهم بما يدعون الإيمان به وهو ان يغيروا ما بانفسهم اولاً . تفضلت بالقول بأن الإسلام السياسي ليس ظاهرة واحدة متجانسة بل هو خليط من تجارب متباينة. هل يعني هذا ان لكل من هذه الحركات السياسية إسلامها الخاص بها تفسر نصوصه وتؤل احكامه كما تشاء؟ وهل ان الفتاوى التي لم يقبلها اي فكر إنساني والتي إرتبطت بكثير من هذه الحركات السلفية منها وغير السلفية تشكل جزءً من هذا الخليط الذي ذكرته؟ الإختلالات والنواقص التي ذكرتها في - بعض - ,اضع بعض هذه بين قويسات، تعني ان الإسلام كدين والذي تدعي هذه الأحزاب السيادينية الإلتزام بثوابته وليس بمتغيرات السياسة اليومية اصبح خاضعاً لفقهاء هذه الأحزاب ليجعلوه سياسة فاشلة بلباس ديني. فإين مقومات هذا الدين الذي تتلاعب به احزاب وتجمعات سياسية بحيث يتحمل تبعات هذا التلاعب شعوباً وأوطاناً بكاملها . اتفق معك سيدي الكريم بضرورة العمل على توحيد القوى المناهضة لكل انواع الإستغلال ولا اجد شخصياً ما يحول دون إشتراك القوى الدينية في هذا النضال، بل بالعكس ، إلا ان هذه القوى ينبغي ان تكون القوى المؤمنة بكل الجوانب الإنسانية بالدين وعدم إجترار مقولات لا تساعد على التفاعل مع معطيات الحاضر المرير الذي تعيشه مجتمعاتنا والتي إبتعدت عن العلم والمعارف والمدنية والحضارة الإنسانية بحيث اصبحت مستهلكة لها لا مساهمة في إنتاجها. مع التحية


31 - السلفية فقه الاستبداد
سعيد مضيه ( 2014 / 6 / 5 - 17:48 )
قدم الكاتب عرضا لانتكاسات التيار الإسلامي، وهذه ليست مؤشرا يصلح للحكم على صحة أي حركةاو خطئها. ؛ فلربما يكون الفشل نتيجة اخطاء في الممارسة. اما حقيقة القصور في التيار الإسلامي فيتضح من النظرة التاريخية.
في العام 232 هجري صدر مرسوم سلطاني حظر ما كان متبعا وسائدا من تفسير عقلاني للقرآن بلغ اوجه على أيدي المعتزلة . طور هؤلاء محاولات الأوائل ممن استندوا الى فقه اللغة لتفسير المتشابه من آيات القرآن. امر الخليفة المتوكل بمنع التفسير العقلاني وحظر المناظرات والحوارات التي ازدهر في ظلها الفقه الإسلامي ومنح أبو الحسن الأشعري وحده حق الخوض في أمور الفقه . كان هذا معتزليا وانقلب على جماعته والتزم بالفقه الحنبلي، أدخل تكفير المعارضين واعلن انه إنما يعود إلى السلف الصالح؛ كانت دعوته سلفية العصر الوسيط تدهور بها وضع المسلمين وتمزقت دولتهم .وبدلا من العودة إلى السلف امعن الفقه السلفي التناقض مع صحيح الدين ، إذ ابتعد عن المصالح العامة للمسلمين.ظهر على سبيل المثال بدعة شفاعو الرسول لما انتشر الفساد والسلب ؛ كما ظهرت احاديث عن تنبؤات الرسول خلافا لنصوص القرآن الكريم. اما القصد فهو تبرير الفتن والكوارث الناولة بانها قدر من الله وليست من أسباب أرضية. من بعد الأشعري تعاقب الفقهاء يؤولون المقدس طبقا لرغبات الحكام وجورهم. الفقه الأشعري هو فقه الظلام والجور والاستبداد. ظهر عبر التاريخ بعد الأشعري الإمام أبو حامد الغزالي والإمام ابن تيمية . الأول وجه ضربة للعقلانية التي استمرت تزدهر في العلوم التجريبية والفلسفة- الكندي وابن سينا والفارابي وابي بكر الرازي والبيروني وغيرهم.
وجه الغزالي ضربة للعقلانية لم تبرا منها طوال العصر الوسيط. لكنه وعى خطيئته وادرك أنه في تدريسه وكتاباته لم يبتغ وجه الحقيقة ومرضاة الله ، بل المكانة وخدمة السلطان الجائر. وعى أنه على جرف وتوقف لسانه عن النطق . خرج سرا من بغداد إلى دمشق ثم إلى القدس حيث أمضى احد عشر عاما يؤلف كتابه المنقذ من الضلال.لكن الفقه السلفي طمس الوجه الثاني للغزالي وتمسك بفقه الاستبداد ، الذي تبرأ منه الغزالي.
ازدادت اوضاع المجتمعات العربية – الإسلامية تدهورا وتفشى النهب وفرض الخاوات والعمل القسري فخربت الزراعة والحرفة والتجارة وبات الحكام يعتمدون على قطاع الطرق والعيارين . بلغ الأمر ان أفتي الفقهاء إذا آل الحكم لصاحب الشوكة وجبت طاعته ولو كان فاسقا .وظهر في الفقه الضرورات تبيح المحظورات، ودرء الفاسد مقدم على جلب المنافع. الفتن وغياب الأمن الزم الناس بطاعة مغتصبي الحكم ولو كانوا على ضلال. في هذا المناخ ظهر ابن تيمية وعمل ديكورا للحاكم. لم يعد الفقهاء معنيين بتفقيه الناس أو نشر صحيح الدين.
أخذ محمد بن عبد الوهاب عن ابن تيمية وبفضل ثروة النفط انتشرت الوهابية في العالم العربي – الإسلامي.
السلفية المعاصرة مرجعيتها ابن تيمية الذي استحسن اغتصاب معاوية للحكم من الإمام علي. وعنه اخذ الحاكمية ، أي نقل الاحتكام إلى القرآن على غرار ما فعل معاوية حين رفع المصاحف على أسنة الرماح قي حرب صفين وكانت مقلبا اطاح بعلي وأدى الى شرذمة معسكره .


32 - رد الى: سعيد مضيه
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 5 - 18:45 )
شكراً جزيلاً للإستاذ سعيد مضية على مداخلته العلمية التي اعتبرها تأكيداً نظرياً للمارسة العملية البائسة التي تميز بها تيار الإسلام السياسي والتي حاولت توضيحها من خلال نماذجه على الساحة العربية الإسلامية. مع تحياتي


33 - تجارب الاحزاب الإسلامية بعيون علمانية
علي زغير ( 2014 / 6 / 7 - 20:37 )
أستاذ صادق تحياتي لك عنوان تعليقي هو خير مايلخص رأيي فيما كتبتموه عن دولة الاسلام السياسي مشروع اتبت فشلة ،رغم العداء وحالة التنافر المستحكم التي تسم العلاقة بين العلمانيين والإسلاميين إﻻ-;- ان المتتبع لماينتجه كتاب الطرفين من مقالات وابحاث تتمحور حول العلاقة البينية بينهما ونقاط اختلافهما سرعان ما سيكتشف بأن أغلب هؤلاء الكتاب يشتركون في ممارسة نفسية إسقاطية واحدة وهي ما أسميه الهامبتية الدامبتية نسبة الى احدى الشخصيات المشهورة في رواية ألس في
يبلاد العجائب هذه الشخصية التي يحلو لها ان تسمي الاشياء بما تشتهي وتصف الاحداث بما يتوافق مع منطقها الخاص وبذلك يغدو اﻵ-;-خر والعالم مجالا رحبا لممارسة دﻻ-;-لية عنفية تعمد الى الفصل بين الدال والمدلول عبر إستبدال الشحنة الدﻻ-;-لية العملية بأخرى مصطنعة الغرض منها التأسيس لمعنى ذاتي متوهم غايته النيل والحط والازدراء والتشفي وفي رأيي أن مقالتكم قد نالها الشئ الكثير من هذه الظاهرة فالمقالة موضوع المحاورة تنطلق في تعاملها مع ظاهرة الاسلام السياسي من موقف قبلي قوامه الايمان المسبق بظلامية وعدائية وتخلف وسطحية الاحزاب والحركات الاسلاموية بفرعيها السني والشيعي فعلى العكس من منزع البحث العلمي الرصين والذي يعتمد على التسلسل المنطقي في عرض الموضوع والتعامل معه بصورة تسلسلية تبدأ بالمقدمات وتنتهي بالنتائج المتمخضة بالضرورة عنها على العكس من ذلك نجد انكم قد قد قلبتم الامر رأسا على عقب فبدأتم بفرض النتيجة التي ترومونها منذ عنوان البحث ومرورا بالمقدمةالتي حفلت بمصطلحات الفشل والسقوط والعجز والنزوات والجائرة والخادعة والتخلف وغيرها من الألفاظ ذات الطابع الإزدرائي والتهكمي ولوتوقف الامر عند هذا الحد لقبلنا ولكن كاتب المقالة ومنذ البداية وبيقينية صارمة يخبرنا بانه سيحاول التطرق لمشاريع الاسلام السياسي الفاشلة ومناقشة اسباب فشلها ثم يؤمن على كلماته هذه بالقول ان مثل هذا الامر ﻻ-;-يحتاج الى جهد وعناءللوقوف على هذه الاسباب التي لا تتعدى التجارة بالدين لن اعلق على هذه الكلمات المتعالية بغير الإحالة على مراجعة ماكتب عن ظاهرة الاسلام السياسي من قبل الباحثين الغربيين لنعرف بعدها هل ان هذه الظاهرة هي من البساطة والوضوحا الى الحد الذي لا تحتاج معه الى الكثير من الجهد العناء


34 - رد الى: علي زغير
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 7 - 22:55 )
تحياتي وشكري للسيد علي زغير على ما تفضل به من تعليق وارجو مخلصاً ان يقدم لنا ما يراه من اسلوب علمي وواقعي بديل لمناقشة هذه الظاهرة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية وسيسرني جداً التعلم من طروحاته إن تفضل بها علينا، مع المودة


35 - الهزلي ينتفي بانتفاء الرصين، أوسكار وايلد
محمد السباهي ( 2014 / 6 / 8 - 20:10 )

العقل النقدي جزء من الهوية الثقافية، هذا ما أؤمن به، وهناك من يؤمن بإن الدفاع عن القبيلة
أهم الدفاع عن صواب الفكرة.

في الحقيقة أعددت رداً مناسباً على الخطاب الفوقي والمتعالي الذي طاشت به سهام ‘طميش في رده على الأستاذ على زغير، لكن هناك من منعي بقوة المحبة عن النزول لهكذا لهاث وعويل لا طائل منه.
- كنت أظن إني احرس معبداً، وإذا بي أحرس مرحاضاً في ثكنة عسكرية!
، الكسندر فايف


36 - رد الى: محمد السباهي
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 9 - 07:22 )
السيد محمد السباهي المحترم، شكراً على مداخلتك . لا ادري اين وجدتم التعالي والسهام في ردي على الأستاذ علي زغير حينما كتبت له راجياً ، وبكل صدق، ان يقدم لنا البديل في التعامل مع هذه الظاهرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية . وقد كنت صادقاً ايضاَ بابداء رغبتي بالتعلم من هذا البديل لاسيما وإنني ارغب في متابعة البحث في امر كهذا باعتباره إحدى الظواهر المؤثرة سلباً على مجتمعاتنا ، من وجهة نظري طبعاً. إن رجائي للأستاذ زغير هذا ينطلق من القناعة بأن من يمارس نقداً علمياً رصيناً يسعى من وراءه إلى تقويم ما تم عرضه، فينبغي عليه والحالة هذه ان يقدم البديل لما معروض كي يستفيد منه الآخرون. اما ان يظل النقد مجرداً عن البديل فإنه والحالة هذه ينحى منحى النظرة الفوقيه التي لا تجدي نفعاً في حوار كهذا. اما ما تفضلت بتسميته لهاثاً وعويلاً قاصداً حوارنا هذا فلا اعتقد بان الكثيرين الذين اشتركوا في هذه الحوارات التي تجاوزت 130 حواراً منطلقين من اهمية هذه الحوارات وعلى مختلف المستويات ، قد ساهموا في لهاث وعويل لا طائل تحته ، فالكلمة الخيرة، سيدي العزيز ، ستجد يوماً ما موضعاً لها تستقر فيه حتى وإن طال ظلام ليلها . مع التحية




37 - الإسلام هو الحل
مسلم وأفتخر ( 2014 / 6 / 9 - 13:46 )
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
كما ترون من نصر الإسلام نصره الله وأظهره على أعدائه، فهاهم الإخوان المسلمون ينتصرون في بقاع الأرض وما دخولهم السجن في مصر إلا بداية لانتصاراتهم على أعدائهم العلمانيين القتلة المجرمين الذين يوالون الإسرائيليين ولا يدعون حماس تقاتلهم..
الله تعالى سينصر جنده ويهزم الكفار ومن عاونهم على قتال المسلمين وإبعادهم عن الإسلام


38 - رد الى: مسلم وأفتخر
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 9 - 14:27 )
السيد لم يذكر حتى اسمه الصريح في حوار كهذا، لا ادري لماذا؟ ناهيك عن عدم علاقة ما ذكره بموضوع الحوار اصلاً


39 - الأسلام هو سبب المشكلة
حامد علوان ( 2014 / 6 / 10 - 14:07 )
عزيزي الأستاذ صادق لقد أصبت الحقيقة بمقالك الرائع هذا.الأحزاب الدينية لا يمكن أن تكون أبداًساعية إلى إسعاد وتقدم الجنس البشري وذلك بسبب أساسيات العقيدة التي تركز على إرضاء الإله ورسله وأئمته وإهمال إحتياجات البشر والوعد بتحقيقها في الدار ألآخرة لأنها حسب المفهوم
..الديني فالآخرة خير وأبقى ويذكرني هذا بالسلطة العنصرية البيضاء في جنوب أفريقيا حينما إستخدمت الدين للسيطرة على والأستمرار في حرمان الغالبية السوداء فكان جواب البيشوب الأسود دزمومد توتو أننا نريد جزء من الكعكعة هنا على الأرض وليس هناك في السماء..! المشكلة تقع في سهولة خداع الناس بإثارة عواطفهم الدينية ,وإذكاء تصوارت خاطئة حالمة حول النجاح الوهمي لعهود حكم الراشدين وبقية الخلفاء ..والتي سادتها صراعات دامية على السلطة وإنتفاضات ضد سلطة فاسدة ومستبدة يليها قمع وحشي ودموي
التحايل والكذب هي إحدى السمات ألتي إشتهرب به الأحزاب الدينية مثال على ذلك تبنيها لبعض القيم الغربية الليبرالية مثل الديمقراطية لتحقيق مأربها للوصول إلى الحكم لتنقلب عليه وتعتبره مفهوما كفرياً..فهو كالقطار كما قال أردوغان تركبه مرة واحدة حتى تصل إلى هدفك ثم تبدأ بعملية التحول إلى نظام إستبدادي فتبدأ بالسيطرة على أحهزة الأمن والشرطة والمحاكم وتلقي الأعلاميين في السجون وتحجب الأنترنيت والفيسبوك والتويتر ..فشل هذا التوجه هو حتمية تاريخية لأن إستمراره يؤدي إلى إنقراض تلك المجتمعات التي تَساق إلى عهود الكهوف وستُستبدل بمجتمعات تتبنى الحداثة والقيم الأنسانية التي تحافظ حقوق الأنسان وتنفتح على المجتمات الأخرى وتسعى إلى التعاون من أجل تقدم الجنس البشري وليس لإرضاء مفاهيم غيبية


40 - رد الى: حامد علوان
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 10 - 16:55 )
الاستاذ حامد علوان المحترم، شكراً على مداخلتك القيمة وما تفضلت به من موقف واضح تجاه ابرز ظاهرة سلبية تتجلى في المجتمعات العربية الإسلامية والتي ستقودها إلى التياه إذا ما استمرت دون التصدي لها بقوة وشجاعة ودون العمل على قيادة جماهير المنطقة نحو معالم الحداثة التي لا يمكن ان تتمثل إلا بالدولة المدنية الديمقراطية التي اجدكم من الساعين لها والعاملين على نشر الفكر التنويري وفضح الفكر الظلامي الذي تعكسه معظم حركات وتجمعات واحزاب الإسلام السياسي . تحياتي


41 - البديل هو التحلي بالموضوعية
Adill Ziger ( 2014 / 6 / 10 - 14:44 )
السيد صادق اطيمش تعليقي النقدي كان واضحا ومعززا بنماذج منتقاة مما كتبتموه وكنت انتظر ردا على ذلك فوجدتني امام دفع مقصود غرضه إبعاد النظر وتشتيت التركيز عما اثرناه من مأخذ وما شخصناه من وهن طبع معظم اجزاء مقالكم ومع ذلك سننزل معكم الى ماطلبتم ونقول ان الاسلوب البديل الذي نؤيده هو ما انطوى على الموضوعية واشتمل على التجرد ولن يتحقق هذا إﻻ-;- بحقيقة توخي الفصل بين ماهو ذاتي ايديولوجي داخلي وبين ماهو موضوعي خارجي وبغير هذا الفصل لن نصل الى اي نتائج محايدة يمكن الوثوق بهاولكي لانكون ممن يرد ابله وهو مشتمل سوف نورد مثالين لغرض المقارنة بين التعاطي الموضوعي ونقيضه المثالين يتمحوران حول موضوع الحركات الاسلامية في الجزائر النموذج الاول هو ماورد في مقالتكم التي وصمت مشروع القوى الاسلامية في الجزائر بأنه فشل وبأن هذه القوى هي حدها من تتحمل احداث العنف والقتل التي شهدتها الجزائر لسنوات هذا هو رأيكم في القضية الجزائرية وهو رأي مأدلج ومتحيز يظهر النتائج بلبوس المقدمات ويطمس المقدمات عمدا ﻷ-;-نها تفسر النتائج بما لا يشتهي ويحب وهذا ما يثبته النموذج الثاني ذو المنحى الموضوعي يقول الدكتور مايكل كولنز احد مؤسسي المؤسسة الدولية إستمات ان الجزائر هي أبرز النماذج على فشل خيارإستيعاب اﻹ-;-سﻻ-;-ميين داخل النظام العلماني من خلال العملية الديمقراطيةذلك الخيار الذي ادى الى تراجع النظام عنه بعد فوز الاسلاميين في اﻹ-;-نتخابات النيابيةالى الدخول في رحى حرب اهلية ....والواقع ان إلغاء الحكومة العسكرية للإنتخابات كان في التحليل الأخير دعوة صريحة للحرب .أما الدكتور ستيفن بيلتير فيؤكد من وجهة نظرنا فإن الجيش الجزائري هو الذي بدأ سلسلة العنف عندما رفض التسليم بنتائج أﻹ-;-نتخابات وانهال على اعضاء وأنصار الجبهة قتلا واعتقالا فقد قاد هذا القمع الشديد الذي تعامل به الجيش مع الاسلاميين الى اتجاه البعض منهم الى تكوين فصائل مسلحة عملت بطريقة انتقامية وانخرطت في مواجهة دموية عنيفة ....فوز القوى الاسلامية في الجزائر ، إلغاء نتائج الانتخابات الديمقراطية من قبل قادة الجيش العلمانيين ،إعتقال الجيش وقوى الامن لقادة واعضاء الحركات إﻹ-;-سلامية ،لماذا غابت كل هذه المقدمات عن مقالكم ياسيدي !!!لماذا بدأتم بعرض نتائج اﻷ-;-حداث وكأنها المقدمات المسؤلة عن حالةالعنف الجزائري ؟؟!! لماذا تعمدتم التضليل والتمويه بإضفائكم على ردة الفعل طابع الفعل الذي بدأه قادة الجيش العلمانيون ؟؟.لن اكتب اكثر من هذا علما ان تعاملكم مع الحالات الاخرى كان بنفس الطريقة وبذات المنهج الإقصائي ..ومرد هذا الخلل في رأينا يعود الى ان الكاتب صاغ موضوعة وهو يحمل صورة العدو لﻵ-;-خر الاسلامي الكاتب هنا تحول الى جزء من الموضوع يبحث عن الإنتصار ﻷ-;-فكاره ويحاول بكل جهد هزيمة غريمة اللدود عبر الإستعانة بالصور التمثيلية التبخيسية والتمادي في تنكب المصادرات الموضوعية ملاحظة أراء د.كولنز ود.بيليتر مأخوذة من كتاب مستقبل الاسلام السياسي /إعداد د.احمد يوسف / المركز الثقافي العربي /ط1/ 2001


42 - رد الى: Adill Ziger
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 10 - 17:43 )
السيد عادل زغير المحترم ، اشكرك جزيل الشكر على تعليقك الثاني الذي يوحي برغبتك بالإستمرار بهذا النقاش رغم وصفك له بعدم الموضوعية. ومن ناحيتي ارحب بهذه الفكرة راجياً ان يقودنا هذا الإستمرار بولوج درب الموضوعية ، وهذا هو بحد ذاته إنجاز عظيم إن تحقق فعلاً . لقد بدأت تعليقك الثاني والذي جاء باسم عادل زغير في حين جاء التعليق الأول باسم علي زغير- ارجو ان يكون الشخص المعني هو نفسه صاحب التعليقين الأول والثاني. لقد بدأت تعليقك الثاني ، سيدي الفاضل،بان تعليقك النقدي --
كان واضحا ومعززا بنماذج منتقاة مما كتبتموه وكنت انتظر ردا على ذلك فوجدتني امام دفع مقصود غرضه إبعاد النظر وتشتيت التركيز عما اثرناه من مأخذ وما شخصناه من وهن طبع معظم اجزاء مقالكم --
لقد فتشت عن هذه النماذج التي تفضلت بذكرها في تعليقك الأول ، الذي انقله لك نصاً ادناه ، فلم اجد اي نموذج من هذا النوع. فهل وصلني تعليقك ناقصاً او انه بنفس النص المرفق لكم ادناه؟
اما الأمر الثاني والذي جرى تركيز مقالكم عليه واعتبرتموه مثالاً لتقصي الموضوعية فقد تركز على المثال الجزائري الذي تطرقت له في مقالي كواحد من المشاريع الفاشلة لتوجهات الإسلام السياسي في بناء دولته الدينية ، بالرغم من انكم ذكرتم في تعليقكم الثاني هذا بانكم ستتطرقون إلى مثالين ، إلا انني لم اجد إلا مثال الجزائر اليتيم هذا . الموذوع الجزائري وسياسة جبهة الإنقاذ الجزائرية وكل ما تبنته من مواقف سياسية واجتماعية ودينية لا يشير إلى ما تفضلت به من خلال تقييمك لما حدث في الجزائر في تلك الفترة من العنف الذي ساد البلد والذي ساهمت الحكومة الجزائرية بجزء منه ايضاً. لو اردنا مناقشة هذه الفترة من تاريخ الجزائر لما استطعنا الوصول إلى اي تحليل منطقي وموضوعي دون ان يكون لعنف الحركات الإسلامية في الجزائر وعلى رأسها جبهة الإنقاذ الجزائرية مساهمة فعلية فيه . وإنني إذ اشاركك الرأي بدور الحكومة الفرنسية والحكومة الجزائرية بالدور الفعال في إجهاض الإنتخابات التي فازت بها جبهة الإنقاذ الجزائرية في ذلك الوقت ، إلا انني لا استطيع إخراج هذه الجبهة بفكرها المؤدلج للدين ومتاجرتها بثوابته ان تنحى نفس المنحى الذي سارت عليه مثيلاتها ألإسلامية فيما يتعلق بالديمقراطية وموقفها منها وهل هي غاية وهذف هذه الحركات ام انها وسيلة تريد من خلالها تحقيق هدفها بالدولة الإسلامية التي لا تعترف بمضامين الديمقراطية في الدولة المدنية الحديثة . وامثلة الدولة الإسلامية في ايران ، ودولة حزب التنمية والعدالة التركي ، ودولة الأخوان في مصر ، وما يجري الآن في العراق في دولة احزاب الإسلام السياسي ومسارها الديمقراطي امثلة شاهدة على ذلك.
فالمسألة إذن ، سيدي، هي ليس كما تفضلت بانني انطلق من موقف عدائي رسمت نتائجه إستناداً إلى ايديولوجية معينة، بل انني انطلقت من وقائع عاشتها ولا تزال تعيشها مجتمعاتنا والتي قد تؤجي بها إلى الهلاك لو لم يجر التوقف عندها ومعلجتها بتبني الديمقراطية الإنسانية ، لا الديمقراطية الوصولية التي تعمل على تحقيقها قوى الإسلام السياسي في المجتمعات العربية والإسلامية . نعم اوافقك الرأي تماما بان الديمقراطية هي الحل المنشود ، إلا اننا يجب ان نسعى لتحقيق الديمقراطية التي ستتأصل في المجتمع وذلك من خلال انسنتها وعدم إرتكازها على تلك الركيزة المهلهلة إنطلاقاً من مبدأ الأقلية والأكثرية فقط دون النظر إلى حقوق الفرد في المجتمع مهما كانت نسبة الإنتماء لهذا الفرد ومهما كانت نوعية هذا الإنتماء ، وهذا ما نصت عليه كافة الوثائق الراعية لحقوق الإنسان في المجتمعات المختلفة.مع التحية

هذانص تعليقكم الأول
أستاذ صادق تحياتي لك عنوان تعليقي هو خير مايلخص رأيي فيما كتبتموه عن دولة الاسلام السياسي مشروع اتبت فشلة ،رغم العداء وحالة التنافر المستحكم التي تسم العلاقة بين العلمانيين والإسلاميين إﻻ-;---;-- ان المتتبع لماينتجه كتاب الطرفين من مقالات وابحاث تتمحور حول العلاقة البينية بينهما ونقاط اختلافهما سرعان ما سيكتشف بأن أغلب هؤلاء الكتاب يشتركون في ممارسة نفسية إسقاطية واحدة وهي ما أسميه الهامبتية الدامبتية نسبة الى احدى الشخصيات المشهورة في رواية ألس في
يبلاد العجائب هذه الشخصية التي يحلو لها ان تسمي الاشياء بما تشتهي وتصف الاحداث بما يتوافق مع منطقها الخاص وبذلك يغدو اﻵ-;---;--خر والعالم مجالا رحبا لممارسة دﻻ-;---;--لية عنفية تعمد الى الفصل بين الدال والمدلول عبر إستبدال الشحنة الدﻻ-;---;--لية العملية بأخرى مصطنعة الغرض منها التأسيس لمعنى ذاتي متوهم غايته النيل والحط والازدراء والتشفي وفي رأيي أن مقالتكم قد نالها الشئ الكثير من هذه الظاهرة فالمقالة موضوع المحاورة تنطلق في تعاملها مع ظاهرة الاسلام السياسي من موقف قبلي قوامه الايمان المسبق بظلامية وعدائية وتخلف وسطحية الاحزاب والحركات الاسلاموية بفرعيها السني والشيعي فعلى العكس من منزع البحث العلمي الرصين والذي يعتمد على التسلسل المنطقي في عرض الموضوع والتعامل معه بصورة تسلسلية تبدأ بالمقدمات وتنتهي بالنتائج المتمخضة بالضرورة عنها على العكس من ذلك نجد انكم قد قد قلبتم الامر رأسا على عقب فبدأتم بفرض النتيجة التي ترومونها منذ عنوان البحث ومرورا بالمقدمةالتي حفلت بمصطلحات الفشل والسقوط والعجز والنزوات والجائرة والخادعة والتخلف وغيرها من الألفاظ ذات الطابع الإزدرائي والتهكمي ولوتوقف الامر عند هذا الحد لقبلنا ولكن كاتب المقالة ومنذ البداية وبيقينية صارمة يخبرنا بانه سيحاول التطرق لمشاريع الاسلام السياسي الفاشلة ومناقشة اسباب فشلها ثم يؤمن على كلماته هذه بالقول ان مثل هذا الامر ﻻ-;---;--يحتاج الى جهد وعناءللوقوف على هذه الاسباب التي لا تتعدى التجارة بالدين لن اعلق على هذه الكلمات المتعالية بغير الإحالة على مراجعة ماكتب عن ظاهرة الاسلام السياسي من قبل الباحثين الغربيين لنعرف بعدها هل ان هذه الظاهرة هي من البساطة والوضوحا الى الحد الذي لا تحتاج معه الى الكثير من الجهد العناء


43 - الدينية الزائفة و اللا دينية وجهان لعملة واحدة
جميل شيخو ( 2014 / 6 / 11 - 10:17 )

كل أشكال هذا النوع من الطرح الوهمي غير العقلاني وغير المنصف ينطلق من منطلق واحد هو إنكار ألوهية الله أو حتى إنكار وجوده تعالى بشتى الوسائل والأساليب المتناقضة غالبا . وقد رأينا ونرى في الممارسة الواقعية كيف أن اللادينيين مثلا ينخرطون في أنظمة سياسية إسلامية أو إمبريالية أو مخلوطة إذا أتيح لهم ولو مجال صغير ركيك .ه

قلت (المتناقضة)-لأن اللادينيين من جهة لايؤمنون بالله وبالإسلام بل يستهزئون حتى بأصوله . ولو كانت لهم سلطة لمارسوا التنكيل ضد أتباعه كما حدث في عهود وأمكنة كثيرة يعرفها الجميع والإتحاد السوفييتي خير شاهد . وهم من جهة أخرى يحاكمون المسلمين إلى عقائد الإسلام وأحكامه (ويصدرون الفتاوى) ضد المسلمين خاصة : هذا يجوز وهذا لايجوز وهذا أخلاقي و هذا غير أخلاقي .. جاهلين أو متجاهلين أن الاخلاق الأصلية مثل الصدق هي أخلاق إلهية حقانية وجودية مطلقة. وأن من لا يؤمن بالحق المطلق وهو الله ، لايمكن أن يؤمن بهذه الأخلاق أبدا بل سيحاربها حتما خاصة إذا تبناها الخصوم !.. لأنها عنده مسألة نسبية ظرفية خاضعة في أحسن الأحوال للرأي العام الذي تصنعه الدعاية والإعلام واللعبة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية .. ومن وراء ذلك لعبة التطور الداروينية ووهم الإنتخاب الطبيعي والصدفة . وهل الصدفة أو التطور تفرق بين الصدق والكذب أو بين الخير والشر ؟؟ .. ه

إن الله - ومن خلال أنبيائه وأتباعهم الحقيقين في أقوالهم وأفعالهم - هو أول المنتقدين للتضليل الديني الذي يمارسه بعض أو كثير من رجال الدين وحتى أدعياء النبوة على مر العصور . فالله تعالى ثم الأنبياء الصادقون ثم المؤمنون بهم لم يسكتوا على الدجالين والمتاجرين بالدين من أجل نصر الديني على اللاديني ولو بالدعايات و بوسائل غير محترمة كما يفعل اللادينيون في الترويج لأفكارهم . لان الله ليس محتاجا إلى أحد .. ه

فإذا كان المنحرفون من الإسلاميين يتاجرون بالحق والحقيقة وبالدين ، فكذلك يفعل اللادينيون يتاجرون بالعلم والعقل والحق و الحقيقة سواء بسواء .. ه

وإذا كان الإخوان أو غيرهم لديهم أخطاء قليلة أو كثيرة فهل يعني هذا أن الإسلام باطل أو أن الله غير موجود كما يريد أن يسوق العلمانيون واللادينيون ؟؟.. وهم حتى في هذا كما قلت متناقضون .. فكيف يعرفون الخطأ من الصواب والخير من الشر ودينهم (الطبيعي ) يقول بالنسبية (المطلقة !!!!) في كل شيء .ه ... إنهم لا يمتلكون شجاعة وصراحة نيتشه أو إيميل سيوران ..ه






44 - رد الى: جميل شيخو
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 11 - 11:43 )
السيد جميل شيخو المحترم، شكراً لمداخلتك التي اكدت لي مدى دكتاتورية الخطاب الديني المتعصب الذي لا يرى غيره في هذا العالم الفسيح المليئ بالأفكار والقيم والعادات والتقاليد التي تبنتها اعراف واديان بعضها سماوية ايضاً، كما يدعي من ينتمون إليها. ويؤسفني ان اقول لك بان مداخلتك لم تتطرق إلى ما تراه غير صحيح في الطرح الذي جاء حول الإسلام السياسي وشعاراته المضللة التي تسعى إلى خداع الجماهير قبل إقناعها بصحة هذه الشعارات وما يتمخض عنها من دول دكتاتورية لم يُكتب لها إلا الزوال إذ ان فكرها المتخلف لا يسمح لها بالتفاعل مع العلم الحديث والمجتمعات التي تسير صوب الدولة المدنية الديمقراطية التي لا تتخذ من اي دين واجهة رسمية لها ، إلا انها تحافظ وترعى جميع الأديان على ارضها مهما كان عدد المنتمين إلى هذه الأديان. فأين من ذلك الدول والمجتعات التي تدعي انها تتمسك بمبادئ الدين الإسالامي إلا ان جميع ما يخالف هذه المبادئ منتشر فيها بعكس الدول التي لا تدعي التدين.مع التحيات


45 - أخر المقال
علي زغير ( 2014 / 6 / 11 - 22:37 )
تحية طيبة وبعد لقد اثبتت لي ردودك سيد صادق بأن العلمانيين هم الوجه الآخر لﻹ-;-سلاميين رغم اختلاف المظاهروتباين الشعارات إﻻ-;- ان جوهر الممارسات يبقى واحدا فكلاهما يؤمن بالتقديس ويولع بحظور المقدس مهما اختلف شكله او تغير لونه وﻻ-;-يكفي إدعاء جهة ما من أنها تقدم العقل على سواه وتؤمن بالنقد والحوار المتبادل لافائدت من كل هذا مادامت وعبر سلوكها الفعلي تغلف افعالها وخطابها بهالة من العصمة التي لاتنفك عن إعادة انتاج القداسة وإعادة توزيعها انه الولع الأزلي بإستيلالد القداسة سيدي مثلما يحيط الاسلاميون نصوصهم البشرية بدائرة من التقديس العلني يفعل أكثر العلمانيون ذات الامر ولكن بطريقة غير مباشرة يفتح العلمانيون باب النقد ويدعون قبولة ولكنهم في الواقع يرفضون ما يوجه اليهم وذلك بإنتهاج اساليب عديدة منها الإجابة عن التساؤل الإشكالي بتساؤل آخر غرضه التمويه او اساءة فهم الملاحظات والشواهد النقدية بغية الرد عليها بما يتماشى ومنطق النص الذي لايقبل بحقائق النقد /النص المقدس بعدم الإعتراف بالنقص والخطأ واﻵ-;-ن لننتقل ال ردكم المموه ونبدأ بالقول استعجلتم القراءة فتعثرتم في الإجابة عد الى تعليقنا وإقرأه جيدا قلنا اننا سنورد مثالين يتمحوران حولة طبيعة التعامل مع الحالة الجزائرية الاول ﻻ-;-موضوعي وهو مأخوذ من مقالتكم اما المثال الثاني فتضمن رأيين موضوعيين عن ذات الحالة ولكن هذه المرة لباحثين غربيين من ذوي اﻹ-;-ختصاص في مجال العلوم السياسية الكلمات والصياغة كانت واضحة إلا ان إشتغال البنى اللاواعية للنص المنزه عن النقص هو ما دفع الى تعمد إساءة الفهم ونفس الأمر تكرر عندما ادعيتم بغياب النماذج المنتقاة عن تعليقنا الاول والنماذج موجودة وهي على نوعين الأول مجموعة الكلمات التبخيسية واللاعلمية التي وصفتم بها موضوع مقالكم مثل الفشل والتخلف والجمود والسقوط والعجز والنزوات الجائرة اما النوع الثاني من النماذج التي اوردناها في تعليقنا الاو ل فكان عن حالة التبسيط التي وصفتم بهااعقد الموضوعات واكثرها إشكالا في حياتنا السياسية المعاصرة وهو موضوع الحركات الاسلامية والسياسة وهذا النموذج نقلناه حرفيا عنكم في اخر تعليقنا الاول وأخيرا ما فائدة تشدقنا باﻹ-;-يمان بضرورة فتح ابواب النقد ونحن نغلق عقولنا !!؟؟؟؟


46 - رد الى: علي زغير
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 12 - 00:12 )
السيد علي زغير المحترم ، شكراً على سعة صدرك في مواصلة النقاش . لا اريد هنا وفي هذا المجال المحدود ان ابين لك خطأ ما ذهبت إليه بوصف العلمانيين بانهم الوجه الآخر للإسلاميين، وكل ما ارغب قوله هنا هو حتى المبتدئين في علوم السياسة والإجتماع واللاهوت لا يذهبون إلى ما ذهبت إليه في هذا التوصيف إذ ان للعلمانية منهجها وفكرها الذي تتبناه والذي لا يضعه في غير موضعه إلا الجاهل به. اما ما تلا ذلك في ردك من مصطلحات القداسة والعصمة في الخطاب العلماني وكل ما تفضلت به من اوصاف لهذا الخطاب فلا اعتقد باننا في حوار يسمح لنا ، او لي شخصياً ، ان اناقشك حول العلمانية والمنهج الذي تتناوله وما يحتم هذا المنهج من التمسك بالعلمية والموضوعية ، حيث ان موضوع الحوار ليس التعريف بالفكر العلماني ، بل بالفكر الديني وخطابه الذي وصفته بالمخادع بالنظر لمتاجرته بالثوابت الدينية من اجل تحقيق الأهداف السياسية ، وهذا ما لا يقدم عليه الفكر العلماني اساساً حيث انه يطرح ما يعتقد به وليس هناك ما يتاجر به امام الجماهير. اما ما يتعلق بردنا الذي تفضلت بوصفه - مموهاً - فإنه يتعلق بما طرحتموه حول التجربة الجزائرية التي لم اخالفك الرأي فيما يتعلق باشتراك الحكومة الجزائرية والفرنسية باجهاض نتائج الإنتخابات التي فازت بها جبهة الإنقاذ الجزائرية ، إلا انني حاولت ربط هذه التجربة بالتجارب الديمقراطية الأخرى التي اتت بقوى الإسلام السياسي إلى قمة السلطة السياسية لتمارس بعدئذ دكتاتورية الدولة الدينية وخرجت بعدئذ بالنتيجة التي لابد لمثل هذا النوع من التسلط لقوى الإسلام السياسي ان تنحى هذا المنحى وذلك لعدم إيمان هذه القوى اصلاً بالمفهوم العام للديمقراطية ، ناهيك عن استيعابها لكل ما يرتبط بالديمقراطية من حقوق الإنسان مهما كان الثقل العددي لهذا الإنسان في مجتمعه. ومع ذلك يبقى نموذجك الذي تفضلت بطرحه هذا يتيمأ إلى جانب التجارب الأخرى الكثيرة التي انكشفت على حقيقتها كانظمة تسعى إلى الدكتاتورية وإلى هيمنة فئة على اخرى. اما النماذج التي تفضلت بذكرها بانها مستقاة من مقالي فإنني في الحقيقة كنت افتش عن نماذج نصية وليس عن مصطلحات وردت ضمن النص . وهناك فرق كبير على ما اعتقد بين المفهومين . مع التحية


47 - حول العلمانية
سعيد مضيه ( 2014 / 6 / 12 - 04:54 )
العلمانية والربيع العربي مفهومان اختلقا من اجل الشكل ،ربما ينطبقان على واقع غير ما جرى في أقطار العرب. العلمانية لا ترادف العقلانية والموضوعية. حقا تقتضي الأخذ بالواقع الموضوعي كي تأتي النتائج مطابقة للمقصود والغاية. النجار على سبيل المثال ملزم بأخذ طبيعة الخشب الذي يعالجة والمواد الأخرى المدخلة كي ينتج فطعة الأثات المرغوبة . كل حرفي وكل مهني يتقن صنعته بناء على إدراك موضوعي للمادة التي يتعامل بها. وكذلك العاملين في مبدان المجتمع، هناك نواميس وقوانين تدرس كعلوم لابد من إدراكها . المعلم المبدع والباحث الاجتماعي والباحث في علم النفس وكل علوم المجتمع تنطلق من مدركات حسية واثعية وموضوعية .
قد يستطيع أحدهم الإلمام بنواميس الصنعة فيبدع ويصل الغاية ؛ وهناك -علمانيون- يعجزون فيفشلون وليس هذا عيبا في العلمانية إنما العيب في القصور الذاتي.
اما اللجوء إلى الدين فإنه قد يكون وسيلة للصدق أو الاستقامة او الأمانة ؛ لكنه بأي حال لا يقدم إدراكا للواقع الملموس المراد معالجته وتغييره وصولا للغاية المقصودة . الفقه لم يقدم مدركا حسيا لوقائع موضوعية ، ولذا ألح الفقهاء الموضوعيونامثال أبو حنيفة النعمان والشاطبي والمعز بن عبد السلام وغيرهم على وجوب إدراك معارف العصر وتطوير الاجتهاد الديني في كل حالة اجتماعية . لنرجع إلى الشاطبيالذي دعا لتطوير الاجتهاد في كل عصر ، أو أبي حنيفة النعمان الذي قال بالاستحسان العقلي ، أي إعمال العقل في كل ما يراد إعطاء حكم . الحث على إعمال العقل غير التفكير والتعقل . وقد يفشل الطبيب في تشخيص المرض او العلاج ، وقد يفشل في إجراء عملية وهذا لا يقدح في ثيمة الطب.
العلمانية لا تتطابق مع العقلانية وقد ينفذ مع المفهوم بهض الشطط والانحراف عن الموضوعية والعقلانية.


48 - رد الى: سعيد مضيه
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 12 - 10:11 )
شكراً جزيلاً للأستاذ سعيد مضيه على مداخلته التي تضمنت كثيراً من المعلومات القيمة ، مع التحية


49 - إيضاح لابد منه
علي زغير ( 2014 / 6 / 12 - 10:43 )
سيد صادق مرة أخرى تتعمد إساءة فهم تعليقنا عد الى التعليق وإقرأه جيدا إقرأه بروح أﻹ-;-نفتاح والتواصل لا يعقلية الغلبة والصراع عزيزي إن الجاهل هو من يطابق بين مفهوم العلمانية وبين وصف العلمانيين وهو خطأ ﻻ-;-يقع فية ابسط ألمبتدئين في مجالات العلوم السياسية واللاهوت والإجتماع ولو صح ماذهبت إلية من المطابقة بين الإثنين إذا لجاز لنا أن نقييم العلمانية ونحكم عليها وفقا لتجارب العلمانيين وهذا ما ﻻ-;- يرتضية أي باحث موضوعي يدرك الفارق المفهومي بين ما ينتمي الى مجال النظرية وما ينتمي الى مجال التطبيق المملوء باﻹ-;-نحرافات واﻷ-;-خطاء!!!!!!!!! عد الى تعليقنا وإقرأه جيدا قلنا العلمانيين ولم نأتي على ذكر العلمانية!!!!!!!كتبت لك ردين بنفس العنوان إيضاح لابد منه وذلك ﻷ-;-نني عندما ارسلت الرد الأول لم أشعر من قبل الموقع بإستلامة كالعادة لذلك أعدت كتابته وإرساله مرة أخرى


50 - رد الى: علي زغير
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 12 - 12:11 )
السيد علي زغير المحترم، شكراً على ردك وارجو ان اجيبك إلى طلبك بقراءة ما تكتبه من تعليقات بروح الإنفتاح لا بعقلية الغلبة البدوية التي ارفضها تماماً. النقاش حول العلمانية والعلمانيين لا تستوعبه هذه المداخلات والظاهر اننا نختلف في تناول هذا الموضوع منهجياً وفكرياً. لذلك ادعوك وبكل رغبة إلى مواصلة النقاش بعمق اكثر على صفحاتنا الخاصة . وإن رغبت في ذلك ، وهذا ما يسرني، فلديك عنواني الألكتروني الذي يمكنك مراسلتي عليه. اما ما تفضلت به حول الإسلاميين فهذا يصب في صلب الموضوع الذي تطرقت إليه والذي يثبت فيه الإسلاميون تسلقهم على الدين وبالتالي التجارة به من خلال عرضه كبضاعة يسمونها الدولة الإسلامية تارة أو ولاية الفقيه تارة اخرى او الخلافة الإسلامية في موضع آخر وهكذا كل هذه النماذج التي اعتبرتها في مقالتي نماذج فاشلة في الوقت الذي لم تتفق معي في هذا الطرح. ارجو ان يكون وصفك هذا للإسلاميين منطلقاً من القناعة بعدم تطابق هذا النهج مع المعطيات العلمية الحديثة في نشوء الدولة المدنية الحديثة وعمل مؤسساتها وكيفية التعامل مع مواطنيها. مع التحية


51 - ok
sokratt ( 2014 / 6 / 12 - 22:52 )
سقراط من المغرب ؛ استاذي الكريم؛ ما هو النظام السياسي الذي يصلح لنا كعرب؛ وهل يمكن للعلمانيين والإسلاميين التحاور الجاد والتوافق التام لصياغة مشروع سياسي يخدم اوطاننا بدل الصراعات الفارغة وتبادل الإتهامات بين الإسلاميين و اليساريين؛ مع التحية لكم ولأهل العراق الشرفاء وكل العرب والأكراد والأمازيغ؛


52 - رد الى: sokratt
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 13 - 10:50 )
السيد سقراط المحترم، شكراً جزيلاً على السؤال الذي تفضلت به . إنني اعتقد بأن هذا السؤال هو اهم سؤال يواجهنا في الوقت الحاضر، لا بل استطيع القول بانه السؤال الذي تطرحه الحياة بالحاح على مجتمعاتنا ولابد من التعامل معه بكل موضوعية وصدق. إن الجواب على هذا السؤال ، سيدي الكريم، يشمل على كثير من التشعبات السياسية والتاريخية والإجتماعية ـ الدينية. إلا انني احاول الإختصار بإبداء وجهة نظري كمحاولة للإجابة على هذا السؤال إنطلاقاً من وجهة النظر الخاصة هذه.
جميع الشعوب على الأرض ومنذ بدء الخليقة نظمت حياتها بالشكل الذي يتفق والمعطيات المحيطة بها في جميع المجالات وذلك منذ الإنتقال من الحياة الفردية للإنسان إلى طور الحياة الإجتماعية ، حيث فرضت العلاقات الإجتماعية نوعاً من تنظيم العلاقة بين افراد المجتمع . إلا ان هذه العلاقة لم تنتظم على شكل هرمي ينحدر منه توزيع المسؤليات في هذا المجتمع حسب الموقع الذي يحتله الفرد في هذا الهرم .وحينما دعت ضرورات الحياة إلى هذا النوع الهرمي من العلاقات الإجتماعية اصبحت قمة الهرم تمثل قيادة المجتمع ومن ثم ما يلي هذه القمة من توزيع تبلور من خلاله نظام الطبقات الإجتماعية التي اخذ كل منها دوره في هذا المجتمع. وحينما تبلورت هذه المجتمعات عبر حقب تاريخية طويلة إلى نظام الدولة المؤسساتية فكان لابد من وجود سلطة لقيادة هذه الدولة تمثلت برأس الهرم الإجتماعي. وحينما ارتبطت هذه الدولة بممارسات اجتماعية إختلفت باختلاف الطبقات التي يشكلها هرم الدولة وارتبط هذا الإختلاف باستغلال الطبقات العليا للطبقات الدنيا في الهرم الإجتماعي اصبح من الضرورة لدى اكثر المنتفعين من هذا النظام الإجتماعي وجود سلطة تحافظ على هذا التقسيم والإختلاف في المجتمع. وحتى تكون هذه السلطة مُطاعة وقوبة ومتنفذه اصبح من الضروري ايضاً ربطها بعاملين اساسيين الأول مادي تجلى من خلال القوة والسطوة التي اصبحت تمارسها هذه الدولة والثاني روحي معنوي تجلى ببروز حالة ربط هذه السلطة بالمقدس الذي لا تجوز مخالفته. وإن اول من ابتكر وجود هذا المقدس الذي تحول بعدئذ إلى دين هو الفرعون اخناتون في مصر حينما اسس لنظرية وحدانية السلطة وربط هذه الوحدانية بشخصه باعتباره الإله الأوحد . واستمر الحال على هذا المنوال الذي مورست فيه السلطة الساسية باسم القدسية الدينية إضافة إلى العنف الذي واجهت فيه الدولة مخالفيها.وأقرب مثل في التاريخ يمكننا ان نسوقه هنا هو ما عاشته اوربا في القرون الوسطى من خلال سيطرة الكنيسة على سياسات الأمراء والملوك والقياصرة. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو كيف تخلصت اوربا إذن من هذا الإرتباط بين الكنيسة والحاكم حتى توصلت كثير من الدول الأوربية الآن إلى الوضع الذي هي عليه الآن؟ الجواب على هذا السؤال يكمن بالإجراء الشجاع الذي إتخذته شعوب هذه الدول والقاضي بفصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية المتمثلة بالدولة والتأسيس للدولة المدنية الديمقراطية . وهنا يجب التأكيد على نقطتين اساسيتين. ألأولى هي ان إستقلالية الدولة عن الدين لا يعني رفض الدين بتاتاً ولا يعني ايضاً ان رجل الدين لا يحق له العمل بالسياسة . إن هذا الفصل يعني بأن الدولة باعتبارها مؤسسة إجتماعية عامة لا يجب ان تلتزم بدين معين ، إلا انها يجب ان تحافظ على جميع الأديان وتوفر الحرية الكافية لمنتسبي هذه الأديان من ممارسة إعتقاداتهم الدينية واللادينية ايضاً. المسألة تتعلق بفصل الدين عن الدولة وليس عن السياسة. فرجل الدين يحق له كأي مواطن آخر من ممارسة العمل السياسي. إلا انه والحالة هذه يجب ان لا يطلب من المجتمع ان يتعامل مع افكاره السياسية كمقدسات دينية. اما النقطة الثانية فتتعلق بمفهوم الدولة المدنية الديمقراطية. إن ذلك يعني ان هذه الدولة يجب ان تنظر إلى الفرد كإنسان اولاً وكمواطن ثانياً بغض النظر عن جميع الإنتماءات الأخرى مهما كانت اهميتها سواءً كانت هذه الإنتماءات قومية او دينية او عشائرية او مناطقية او اية إنتماءات اخرى . اي ان الإنسان وكل حقوقه الدينية والقومية والثقافية والسياسية والإقتصادية هو الأساس في عمل هذه الدولة التي لا دين لها إلا انها تحافظ على كل الأديان ولا قومية لها إلا انها ترعى القوميات المختلفة لمواطينها. وإن هذه الدولة المدنية الديمقراطية لابد لها من ان تتبنى نظاماً إقتصادياً يسعى إلى العدالة في توزيع الثروات وفرص العمل ويحقق للإنسان حياة لا مجال فيها لإنتهاك اي حق من حقوق الإنسان التي نصت عليها بروتوكولات المنظمات الدولية لحقوق الإنسان. هذا هو بشكل عام ما ينبغي تحقيقه في مجتمعاتنا اليوم ولا بديل لنا عن هذه الدولة المدنية الديمقراطية، مع تحياتي واعتذاري على الإطالة.


53 - الاسلامموية
محمد علي محيي الدين ( 2014 / 6 / 14 - 13:58 )
الاستاذ صادق اطمش المحترم
تحية المودة والتقدير
لعلي تأخرت في المداخلة في هذا الحوار لاسباب في مقدمتها انشغالي بامور الهتني عن المتابعة لما يصدر من مقالات وحوارات ومشاغل اخرى وقد قرات الموضوع ومناقشاته وما اثار من اسئلة ومناكفات وتعليقات اتسم بعضها بالموضوعية في حين انحدر بعضها لاساليب لا علاقة لها بمفهوم الحوار.
وبداية انا معك في كافة النقاط التي تطرقت اليها والمواضيع التي اثرتها فالاسلاموية او الاسلام السياسية او التجارب الاسلامية المعاصرة هي خارج العصر ولا تتوائم وما وصل اليه العالم من تقدم في المجالات المختلفة بل هي مشاريع تحاول اعادة الانسان الى اصله الاول واشاعة القتل والارهاب والدمار والتاريخ الاسلامي عبر اللقرون الماضية بني على اساس القتل والغزو والاعتداء تحت شعار فرض الدين وكل شيء مفروض هو مبغوض لذلك نرى حكام المسلمين عبر تاريخهم قتلة ومنحرفين وعلينا مراجعة حكام العصور الاموية والعباسية وحكام الترك والمماليك فتاريخ هؤلاء مليء بكل ما يشين وهو لا يصلح مثالا للحكم الرشيد او العادل اما الاسلام السياسي الذي وجد له مكانا في خارطة السياسة هذه الايام فهو اساء للكثير من المباديء التي جاء الاسلام من اجلها ويمثل اراء الحاكمين ومدى تعلقهم بالسلطة فهؤلاء بكل التاييد الذين يحضون به من العمامة السياسية لا يمثلون الاسلام والمباديء التي جاء بها انهم يمثلون مطامعهم وتكالبهم للهيمنة والغاء الاخر تحت اسم الدين فليس القاعدة ولا طالبان ولا ايران ولا حزب الله ولا اخوان المسلمين يمثلون في الواقع خطا اسلاميا مبدئيا انهم رجال سياس ارتدوا الدين فاساءوا اليه اكثر مما نفعوه والاسلام في جوهره لا يمتلك نظرية معينة في الحكم فقد جاء بافكار اجتماعية كانت من صميم العصر الذي جاء فيها ولا تنططبق على غيره من العصور والاسلام دين عبادي لا سياسي وعلى المتاسلمون ان كانوا اسلاما الالتجاء لدور العبادة وترك الناس لحياتهم فقد اضافوا اعباء جديدة على المجتمعات وفرضوا انماط معينة من السلوك السياسي لم تكن مالوفة او معروفة بين السياسيين فليس في العمل السياسي تفجير وقتل وابادة واعتداء على الحرمات وهذا النهب المنظم للمال العام وليس في الفكر السياسي استعمال السيف لجلب الانصار والاجبار على اعتناق هذا المبدأ او ذاك لذلك فان تجربة الاسلام السياسي ثبت عقمها وفشلها وهي جزء من الامبريالية العالمية واداة من ادواتها اوجدتها لتنفيذ ماربها واغراضها تحت واجهة جديدة هي الاسلام ولو نقبنا في التاريخ لوجدنا ان وراء تشكيل الاحزاب الاسلامية ايادي المخابرات الغربية وهي صناعة غربية بامتياز وسوط جديد يلهب اقفية الشعوب تحت اسم الاسلام


54 - رد الى: محمد علي محيي الدين
صادق إطيمش ( 2014 / 6 / 14 - 15:24 )
اخي الأستاذ محمد علي المحترم، تحياتي لك مع جزيل الشكر على مداخلتك هذه التي اضفت على موضوع الحوار وللمتحاورين افكاراً جديدة جديرة بالدرس والتعمق. إننا امام ظاهرة خطرة تتوضح ابعادها التخريبية على المجتمعات العربية الإسلامية يوماً بعد يوم ولا اعتقد بأن هناك من يسعى للتأسيس للدولة المدنية الحديثة العابرة لكل الطوائف والأديان والقوميات والعشائر والمناطق لا يسعى بكل جد وواقعية وعلمية إلى فضح ما يريد تحقيقه الإسلاميون باسم الدين او المذهب او اي سبيل آخر من سبل التسلق على الدين والتجارة به على حساب الجماهير. شكراً لك مرة اخرى مع المودة.