الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرواية عالمي المباح

طلال قاسم

2014 / 6 / 1
الادب والفن


في عالم الرواية، في ذلك الواقع الورقي الذي اخلقه وأعيشه، هناك يدهشني أنني أستطيع أن أقترف كل شيء، أن أمارس كل شيء، هناك كل شيء مباح، كل شيء تحت سلطتي وتحت نزواتي الخاصة، أستطيع مثلاً أن أجعل من أشاء يقع تحت سطوة حب سادية تنهي حياته، بل أن أحاول خلق مفهوم مختلف للحب، وللجنس، وللمجون ، وللخير والشر، أستطيع أن أجعل البطل يتحلل، يذوب بعد كل ممارسة للحب او يتحول الى فراشة أو شجرة، أو أجعله يموت في بداية الحكاية، بل أستطيع أن أخفيه تماماً واخرمه من نشوة البطولة تلك، بل ربما سأعبث بمفهوم البطولة بحيث تكون غياباً، فيكون البطل الحقيقي هو الأكثر غياباً.

أستطيع أن أخلق دول ومدن جديدة، وأزمنة مختلفة، وشرائع وأنبياء وشياطين جدد، بل أستطيع أن اخلق عالماً بلا إله، بلا سماء، وربما بلا بشر، ربما أخلق كائنات جديدة بملامح مختلفة ومنطق مختلف، وقوانين مختلفة لا تقوم على السببية مثلاً. ولن أطالبها بتمجيدي، حتى أني لن أجعلها تعرف أو تعترف بجودي، وأني من كتبها، سأجعلها تذوب في عالمها الخاص، بل أستطيع أن أمارس وجودي بينها بخفاء متى بلغت بي شهوة الوجود الى ذلك الحد اللامحتمل، ما أكثر ما يمكنني اقترافه أو خلقه في الرواية، ما أكثر ما يمكنني بعثرته، وانتهاكه، ما أكثر ما يمكنني نفخ روح مخيلتي فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل