الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت جدارية بقايا جسدها

هيفار حسن

2014 / 6 / 1
العلاقات الجنسية والاسرية


حينما اُغتصبت فتاة فرنسية مِنْ قِبل مجموعة شباب مُسلحين في القطار امام انظار الجالسين، أطلقَ الرئيس الفرنسي صرخته (إننا نعاني أزمة اخلاقية)، لَم يقصد الرئيس فِعلة السفلة قدر صمت الجبناء.
المشهد يتكرر وبشكل أبشع، وصمت أقبح في مدينة دهوك الكوردستانية، فبعد ان قطع سليمان نهد زوجته الطفلة دنيا والظاهر من فرجها، قام بــسحلها بالسيارة في شوارع المدينة، ثم أطلق عليها النار مرارا ورمى جثتها في الشارع دون ان يتعقبه أحد.
من يمتلك الجرأة في جنوب كوردستان ويعلن بكل وضوح أننا نعاني أازمة أخلاقية؟
مَنْ يصرخ في وجوه الذين احتفلوا صمتاً بين نشوة رؤية جسدها الطري الذي سُحِلَ ورغبتهم بالمشاركة في اغتصابها؟ انكم قتلة، وقطيع في ازمة اخلاق.
مَنْ يقرأ ترددات فضائية كوردستان TV بوضوح شجاعة دنيا، ويعلن بانها تُبرر الفِعلة، وتدفع عن القاتل الجُرم، وعنه تدافع، بتقريرها، ولقائها ببعض مَن وصف الجريمة بانها دفاع عن الشرف، لتختزل الفضائية تاريخ وعيٍ مشوه وأزمة اخلاق يخشى الجميع الاعلان عنها.
تناولوا جهازك الانثوي ونهديك أيتها الطفلة، ولم يسألوا عن سيكولوجية المجرم والجموع الذين صرخوا صمتاً كما الدواعش: ببسملة جزهم للرؤوس مع التكبير بأن الله أكبر.
ارهاب الدين السياسي يخاف الفكر، يرفع الرؤوس فوق الحراب خوفاً من منابعه و الإرهاب الجنسي يخشى جسد الانثى، ينتهكها، يحاصرها، يقطعها خوفاً من هزيمته امامها.
دنيا، طفلة كوردستانية، أُغتصبت فُرادى وجمعاً، صوتاً وصمتاً. الاب الذي زَوجها وهي بعمر 11 عام، وباعها للقاتل سليمان وهي بعمر 14 عام بثلاثة الاف دولار، الام التي لم تصرخ، السياسية التي كانت تُكرز الكلام، وتطرز أكاذيب حزبها عن حقوق النساء، الشيخ الذي عقد قران الجريمة، الجار الذي لم يُبلغ عن قصة صبية مَسبية، الذين احتفلوا وهي تسحل في شوارع مدن كوردستان، الفضائية التي اختصرت الكلام كي يشعر القطيع بان صمته يتناغم مع الاخلاق.
جريمة اغتصاب وقتل الطفلة دنيا حركت المجتمع الكردي من سباته الذكوري، طرحت أسئلة الطفولة المُغتصبة، وان بقيت ضمن ردود الأفعال الآنية دون الارتقاء بها الى فعل يمنع جرائم أخرى في الطريق.
هل يخرج رئيس الإقليم كما الرئيس الفرنسي ويعلن بكل وضوح اننا نشهد ازمة أخلاقية ويجب اشراك الجميع لمواجهتها.
هل يُعلَن وبكل وضوح في الفضائيات، وفي خُطب الجمعة في المساجد، وساحات المدراس، إن الكشف عن الآباء الذين يقدمون الصبايا سبايا لمن يدفع، والشيوخ الذي يعقدون قران الجريمة، والمحاكم التي تسجل جرائم أنفلة النساء هو واجب الجميع.
هل تعلن حكومة الإقليم عن تشكيل وزارة المرأة وتبادر نسوة كردستان الى انشاء منظمة نسوية تراجع وتدقق عقود الشيوخ وسجلات المحاكم؟
تُرى كم دنيا ما تزال تنتظر مصير دنيا الطفلة وتكشف للدنيا عن جريمة ما في مكان و زمان ما في الطريق؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شجاعة
حمودي عبد محسن ( 2014 / 6 / 2 - 00:25 )
السيدة هيفار حسن ...تحية طيبة، وطابت أوقاتك،،إذ يسرني أن أشيد بشجاعتك الفكرية والسياسية للدفاع عن المرأة المظلومة في مجتمعها، حيث أحيانا تتحول إلى جسد العبودية ليرضي الشهوة الذكورية في المجتمع الذكوري، خاصة ونحن ننتمي إلى مجتمعات استبدادية أبوية ، هذه المجتمعات التي تستعبد المرأة ، والتي تبتغي من الأنوثة الإنجاب، وتلبية رغبات الرجل، وقد دام هذا أكثر من ألف وأربعمئة سنة، ،وللأسف أن المرأة لم تع لحد الآن حقوقها لتهب في إرساء منظمات نضالية للدفاع عن حقوقها كما تشير إلى ذلك التجارب الأوربية والأمريكية، وهذا يعني أن تنزل المرأة إلى الشارع للدفاع عن نفسها ، وأنت ترتفعين على صمت ومهادنة الأحزاب اليسارية عما تعانيه المرأة في العالم الثالث المنكوب، ..أكرر تقديري واحترامي لما تكتبينه عن المرأة المظلومة..ودمتي للابداع


2 - الصبايا : سبايا لمنْ يدفع
ليندا كبرييل ( 2014 / 6 / 2 - 05:17 )
الأستاذة هيفار حسن المحترمة

القانون المدني في بلاد الغرب ربّى الأخلاق وهذّب الطبيعة البشرية المتوحشة، وردّ الحقوق لأصحابها ، وبناء عليها سيحاسب المجرمين والخارجين عن القانون

هل لدينا ما يهذب الرجال بائعي بناتهم والشيوخ موثّقي جرائمهم؟
الدين يسند كل انحرافاتهم تحت غطاء المقدس

في أرضنا ولدت الأديان السماوية الثلاثة ولم تستطع أن تربي الأخلاق والضمير فينا
أصلاً أرسل الله كل هذا العدد من الأنبياء والأديان لأنه يعلم أننا بلا أخلاق.. ولو ولد في ديارنا مئة دين فإن الضمير أعوج أعوج، والرجل العربي يرعى توحشّه الذكوري جملة من القيم التي لا تمتّ للإنسانية بصلة

رجلنا العربي الذي لم يغادر عقله كهوف إنسان الغاب، لا يخيفه إلا المرأة الجرئية الشجاعة،
الأمل في أمثالك من النساء

تفضلي التحية والاحترام


3 - الاستاذة ليندا غبرييل المحترمة
ماجدة منصور ( 2014 / 6 / 2 - 07:19 )
إن الأديان السماوية الثلاث و التي نزلت في أرضنا المدنسة..قد نزلت في المكان الصح و المظبوط تماما لأننا قوم بلا أخلاق و إلا ما معنى أن تنزل الأديان في ارضنا النجسة؟؟؟
لم لم نسمع عن نبي نزل في سويسرا أو فرنسا مثلا؟؟
أمة محمد لن يهدأ لها بال و خاطر..ما لم تسحل جميع أناثها في الشوارع و ليذهب العالم المتحضر الى ستين جهنم.0
للأستاذة الكاتبة إحترامي


4 - الحكومة مسؤولة اولا واخيرا
مكارم ابراهيم ( 2014 / 6 / 2 - 18:26 )
تحية طيبة للجميع وللاستاذة هيفار
الحكومة مسؤولة اولا عن هذه الجريمة وكل جريمة بحق النساء في الدول العربية وثانيا التعليم في المدارس المعلم ووزارة التعلم بمناهججها مسؤولة عن تربية الاطفال وتهذيب سلوكهم ابتداءا من الحضانة والروضة والمدارس والجامعة ثم الاسرة تربية الام والاب مسؤولين عن تربية اطفالهم وهم من باع بناته لرجل كبير امي متخلف وتبقى الحكومة وقوانين الدولة المسؤول الاكبر عن هذه الجريمة لانه يجب ان لافلت من العقاب من يقتل او يضطهد امراة او طفلة او اي انسان
احترامي للجميع

اخر الافلام

.. المشاركة تيجان شلهوب


.. المشاركة أمل المدور




.. المشاركة في الاحتجاج نجمة حطوم


.. المشاركة تفريد الباسط




.. -بالزهور وسنابل القمح مستمرون في حراكنا السلمي-