الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنبدد معاً سوء الفهم

ماجد رشيد العويد

2005 / 7 / 25
الصحافة والاعلام


أود أولاً أن أحيي السيد السوري من أهلنا في اللاذقية، وأن يسمح لي ليس بالدفاع عن نفسي، فلست في وضع المتهم، وإنما بتوضيح ما أردت الذهاب إليه. ففي الرقة، ألقى السيد وزير الإعلام محاضرة بثّنا خلالها مواعظه على الطريقة البعثية بالطبع، وذهب على هيئة المتحدثين عن الإنجازات، وما أكثرها!!، إلى أن أفضال البعثيين هي على الجميع بمن فيهم الكتاب والمفكرون. ولقد أغاظ بمحاضرته الغالبية، ولكن لأن الخوف ما يزال يعمل في النفوس فقد حجب الكثيرون ردة فعلهم من الظهور وحبسوها في داخلهم. فالسيد وزير الإعلام يشير بوضوح خانق أنهم يصرفون على الكتاب وعلى المفكرين، فإذا ما جاء برهان غليون، والذي في حدود علمي لم تنجب مؤسسات البعث رجلاً في مثل قدرته الفكرية والبحثية، لإلقاء محاضرة فإنه سوف يعمل على إلقائها في مركز منار بكهرباء بعثية، وسوف يجلس المستمعون إلى المحاضرة على مقاعد بعثية!!!. فكيف يتأتى لوزير يُفترض أنه من خلال عمله في وزارة كوزارة الإعلام يقوم على بناء العقل، وعلى توجيه الناس إلى ما فيه صالح هذا البلد، على طريقة ما يحب السوريون لا على طريقة هؤلاء الذي دمّروا البلد ونهبوه.
أما الحال بالنسبة إلى اللاذقية فهي المدينة الأحب إلى قلبي، وأزورها بشكل سنوي ومنذ العام 1990 . وكانت أول زيارة لي إليها بعد خمسة عشر يوماً من غزو العراق للكويت. أذكر يومها أني كنت في صحبة بعض الأصدقاء وقضينا أوقاتنا على شاطئها الأزرق، ندرس أسباب الغزو، ونسينا زيارتنا إلى اللاذقية وأنها لأجل الراحة والاستجمام، وما إليه. وأما المقارنة بينها وبين الرقة فلم تكن على أسس " مذهبية أو مناطقية " كما ذهبت أيها الأخ العزيز، وإنما هي للإشارة إلى التلاعب بالمال العام. فالرقة على سبيل المثال تنتج أكثر من عشرين بالمائة من ميزانية الدولة وهي مع ذلك محرومة من أبسط حقوقها.. من بنية تحتية تحمي الرقة شتاء من وحل شوارعها. ليس في الرقة على سبيل المثال شارع واحد مريح ونظيف، بل حتى طريق عام حلب الرقة الذي مات بسبب أنه باتجاه واحد الألوف من الناس، والذي هو طريق حيوي، وشريان هام يربط حلب بالمنطقة الشرقية وبالجزيرة، لم " تتكرم " القيادة البعثية بتخصيص ما يلزم من المال لجعله باتجاهين إلا منذ زمن قريب. هذا في الوقت الذي تقوم فيه ببناء المدن الرياضية في مدن سورية عديدة، ويا ليتنا أفلحنا في الرياضة، بل على العكس نحن فيها كما في كل نشاط.. في المؤخرة، لأن، على ما يبدو، البعثيين لا يحبون أن يكونوا في المقدمة. الرقة هذه لا تحصل إلا على القليل مما تنتج، ومن حقها أن تحصل على الجزء الهام مما تنتج، ثم تخيل رعاك الله أن مدينة تعوم على بحيرة ماء بفعل انهيار شبكة الصرف الصحي القديمة، وتخيل أنه إلى اليوم لم تستطع الدولة البعثية إنجاز شبكة الصرف الجديدة؟ تخيل وأجب. ثم لم أذهب في مقالي إلى عقد مقارنة بين إنسان الرقة وإنسان اللاذقية، وأنا أدرى من غيري بإنسان هذه المدينة الجميلة، وأعرف جيداً حجم الفاقة الذي يهيمن عليها وعلى أناسها. ولكن هذا لا يمنع أيضاً أنه، ولأجل أن تقام دورة رياضية صرفت المليارات على المدينة التي أقيمت على تراب لاذقية العرب وكما قلت لك بغير فائدة، فالرياضة في سوريا مخجلة ومجلبة للعار. واسمح لي أخيراً أن أبدد سوء الفهم هذا بيني وبينك بأن أحييك تحية طيبة وأن أدعوك إلى التروي، فنحن جميعاً في هذا البلد إخوة نتقاسم أفراحه وأحزانه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا