الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين ماضٍ قضى ومستقبلٍ مهموم

فاروق الجنابي

2014 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بعد كل هذا العمر الذي انقضى ، اراجع نفسي وانظر الى الماضي لأفتش عن الاعمال التي قمت بها او ساهمت فيها في تغيير
الوضع الحضاري او الاجتماعي او العلمي في بلدي،وانتهى بنتيجة تفكير تساوي صفرا" على الشمال ، ثم استدرك وامعن النظر في ماضي الحياة فأجد انني قد ظلمت نفسي بهذا التقييم ،لانه بحقيقة الامر ،انا لست الوحيد الذي يشعر بهكذا شعور بل هناك الكثيرون الذين اجهدوا انفسهم في الحياة الماضيه ولكن اصبحوا في قائمة المنسيين. تم نسيانهم من قبل شعبهم الذي لم يُعير اي انتباهٍ الى نشاطات المبدعين ،بسبب الظلم المتراكم عليهم طوال السنين المنصرمه ،مما جعلهم لايبالون بما يحدث من تغيرات في هذه الحياة، واصبح الشعب يعيش ليومه دون التفكير في مستقبلٍ آتٍ. الجميع مشغولون في تهيأة لُقمة العيش اوالحفاظ على عوائلهم من القتله والسُراق، لان فقدان الأمان والعَوَز المادي يجعلان الانسان يعيش في دوامة الخوف والمآسي حتى لو كان في ارقى دول العالم.
اذا راجعنا الخمسين سنه الماضيه من تاريخ العراق ،فسوف نجد الكثير من الابداعات التي صنعت من قبل محترفين في مجال عملهم،واقصد هنا الابداع الثقافي والعلمي والاعمار،ولكن هذا الابداع لم يتم له التوثيق الصحيح ليستفاد منه شباب اليوم، ولأن من استلم دفة الحكم لايهمه ماضٍ او حاضرٍ او مستقبل للعراق ،بل همه الوحيد هو استغلال المنصب للاستفاده الشخصيه قبل فوات الاوان ،لانه سيترك البلد باقرب فرصه محملا" بما سنحت له الظروف من سرقات واستغلال المال العام. اضافة الى ذلك إعتَبر هؤلاء اللُئماء، ان كل ماتم انجازه من اعمال هي نتاج العهد البائد ويجب ان يتلف ويُدمَر ،سواء كان مكتوبا" او مشيدا" لأن بقاء هذه الاعمال ستجلب النقمة عليهم بسبب عدم امكانيتهم تقديم ما هو راق ويدخل في باب الابداع، اضافة الى ذلك تراهم يحورون ثقافتنا ويحشرون الافكار الهدامه حشرا" للتأكد من تلف ثقافة الماضي وترسيخ جهلهم في عقول الشباب، والشواهد على ذلك كثيره.
ومما يزيد من الم القلب،هو هجرة العقول النَيِره من مثقفين واطباء وباحثين أجِلاء، والتي اصبحت قصتهم معروفه للقاصي والداني ،ولاتدري هل تَعتِب عليهم ام تتفق مع عملهم هذا،ولربما يتمنى اي فرد اللحاق بهم، عندما لا يرى اي تغيير في المنظور القريب وخاصة بعد الصبر الطويل لسنين القهر والاذلال. ما الحل لهذا الوضع المزري في العراق؟ هل نقاتل الاوباش بتكوين الميليشيات الوطنيه والتي قد تجر البلد الى ما لايحمد عقباه اذا استغلت بشكل خاطئ ؟ هل نعود الى زمن الثورات ،ولكن اين الجيش الذي يُعتمد عليه؟ هل نستعين بالاجنبي مرة ثانيه ليخلصنا مما نحن فيه؟ اسئله كثيره لتجاوز مشاكل عقيمه وصعبة الحل تحتاج الى وعي وادراك عاليين مغمسين بنكران الذات وحب الوطن ،بالاضافة الى تضحيات من رجال عاهدوا انفسهم خدمة الوطن ورِفعتِه.
ان الحل الامثل في الوقت الحاضر، وبعد ان خسرنا الكثير،هو الانتقال الى الحكم المدني كمرحله اولى نحو ترسيخ الديمقراطيه والعداله الاجتماعيه ونبذ الطائفيه. وبالرغم من عدم التمكن من الحصول على المقاعد الكافيه في مجلس النواب من قبل دعاة الحكم المدني الديمقراطي، لكنني ارى انها بادره مباركه يمكن تطويرها ،وخاصة في الوقت الحاضر الذي نرى فيه ان اغلب الكتل السياسيه تنادى بمضمونه ،ولو ان نداءاتهم للحكم المدني خجوله تركز على ضرورة الخلاص من اسلوب الحكم الطائفي الحالي ومنعه من قنص ثلاثية الحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف