الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كلما زادت إجراءات الأمن تراجعت الحرية والعكس صحيح
عبدالله هاشم
2005 / 7 / 25حقوق الانسان
الأمن والحرية صنوان متلازمان.. فلا أمن بدون حرية، ولا حرية بدون أمن.. لكن أحياناً تتعاكس المعادلة وتتنافر، فبدلاً من أن تكون الحرية مرادفة للأمن، تكون خطراً على الأمن، وكذلك بالنسبة للأمن فأحياناً يحد من مساحة الحرية ويقلصها، خاصة في الأنظمة الشمولية الدكتاتورية.حول جدلية هذه المعادلة نتحاور مع اثنين من قيادات الجمعيات السياسية عندنا في البحرين لنتعرف على رؤاهما حول مفهومي الأمن والحرية. عبدالله هاشم رئيس جمعية التجمع الوطني الديمقراطي يرى أن الجدلية ليست بين الأمن والحرية بقدر ما هي بين الأمن والعدالة.. لكن يحدث أحياناً أنه كلما زادت إجراءات الأمن وقيمه وقيوده تتأثر الحرية بطبيعة الحال.. وكلما قلت هذه القيود الأمنية اتسعت مساحة الحرية.. فمفاهيم المجتمع تلعب دوراً أساسياً في اتساع مساحتها وتعميقها.. كما أن هناك ضريبة يقدمها المجتمع في سياق تنامي الحريات، وهي أنه في ظل مفاهيم معينة تتنامى الجريمة.. وهذه ضريبة لازمة محتمة لتنامي الحريات إلى أن تستقيم الأمور في بعض ميادين الحرية وليس جميعها.. فمثلاً جرائم النشر تتزايد مع تنامي الحرية في المجتمعات.. فالبعض يعتقد أن الحرية هي في تجريح الآخرين.. كما أن هناك من الجرائم الأخرى ما تنمو وتتسع بحيث لا تستطيع القيم الأمنية الامساك بها في ظل قيم الحرية مثل جرائم الاعتداء والسرقات وغيرها.
ثقافة المواطن البحريني
ويؤكد عبدالله هاشم أن المواطن البحريني في الأساس هو مواطن مسالم.. وحالة السلام التي يتمتع بها المواطن البحريني جاءت من صغر المجتمع البحريني وتآلفه.. وزيادة قيم القرية على قيم المدينة. لكن هناك مفهوم للأمن ساد في الفترة الماضية بأن كل من يبلغ عن جريمة فهو رجل مخابرات ورجل أمن، ورجل الأمن في تلك الفترة كان مكروهاً آنذاك اجتماعياً، ولكن أساساً ودستورياً على كل مواطن صالح أن يبلغ عن أي فعل يؤدي إلى جريمة.. لكن هذه المفاهيم لا تعزز إلاّ في ظل مناخ صحي.. ونحن الآن في البحرين نعيش مرحلة مخاض لتحديد مثل هذه المفاهيم.
تقلص دور الأمن
ورداً على سؤال حول ما إذا كان المشروع الإصلاحي قد قلص دور الأمن في البلاد يوضح رئيس التجمع الوطني الديمقراطي بأن ذلك هو ما حدث بالفعل.. فعندما اتسعت مساحة الحرية بالمشروع الإصلاحي قل الأمن والأمان لدى المواطن.. فازدادت جرائم الشرف والاعتداء والسرقات والنشر والرأي والجرائم المالية وغيرها.. فمناخ الحرية أدى إلى كشف الكثير من هذه الجرائم.. فهو ليس مناخاً خالقاً لهذه الجرائم ولكنه كاشف لها.. وهذه الجدلية بين الحرية والأمن يجب أن يحسن التعامل معها الانسان، فهي عملية توازن، فكلما زاد وعي الانسان استطاع أن يحفظ هذا التوازن بين الأمن والحرية، وكلما انحدر وعيه يخفق في ذلك.
ويؤكد عبدالله هاشم أن استخدام القوة من الناحية القانونية يجب أن يكون في حدود الفعل، فإذا ما تجاوزت ذلك أصبحت قوة غاشمة ويكون عنفها غير مبرر.. فاستخدام القوة مسألة لازمة ولكن في إطار الفعل الأساسي، فإذا كانت هناك مقاومة ضد انفاذ القانون فإن على الأمن مسئولية شل هذه المقاومة وليس بدرجة تكسير العظام والبطش والجبروت.
دور المواطن في نشر الأمن
وحول دور المواطن في نشر الأمن في البلاد، يؤكد رئيس التجمع الوطني الديمقراطي أن الأمن والأمان مصلحة وحاجة لجميع أفراد المجتمع، ويجب على المواطن أن يحفظ أمن بلده وجاره.. فهذه ليست مسألة وطنية فقط وانما هي انسانية الشعور، فعلى المواطن دور في التبليغ عن أي فعل يؤدي إلى ارتكاب جريمة.. وهذا واجب دستوري.. وقد تجاوزنا ما يعتقد في السابق بأن هذا الدور الأمني للمواطن هو دور مكروه.
أما بالنسبة لدور رجل الأمن في تعميق مفاهيم الحرية ففي اعتقادي أن أجهزة المخدرات ومقاومتها في وزارة الداخلية تقوم بمهمة وطنية متقدمة جداً وعالية السقف.. فالحرية في هذا المجال ليست مطلقة، فالتدخين مثلاً قد يؤدي في النهاية إلى تعاطي المخدرات.. وهذه عملية تدمير مجتمعي لذلك فإن على رجل الأمن أن يوازن بين عملية إعطاء الحرية للمواطن وقمعها إذا كانت تؤدي إلى الاضرار بالمجتمع ككل.
قانون الجمعيات والتجمعات وتقلــيص مساحـة الحريـة
وحول رأيه كرئيس لجمعية سياسية في قانون الجمعيات والتجمعات اللذين طرحا مؤخراً في مجلس النواب أكد عبدالله هاشم أن هذين القانونين فيهما حد للحرية.. وأن قانون التجمعات بالذات مقيد للحرية، وأن على مجلس النواب أن لا يوافق عليه في صورته الحالية لأنه سيؤدي إلى اجهاض الحق الدستوري في حرية التعبير عن طريق المسيرات والاعتصامات.. ولذلك فإننا كتجمع وطني ديمقراطي دعونا منذ البداية إلى تشكيل جبهة لمقاومته، وحتى إذا مامر في مجلس النواب بصورته الحالية فإننا سوف نقف ضده وندعو إلى تغييره في المستقبل.. وفي نفس الوقت فإننا سنقاوم مفهوم (الهياج) لممارسة هذا الحق.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس
.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على
.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل
.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو
.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين