الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبودية في الاسلام

أكرم رشاد هواش
كاتب وباحث

(Akram Hawwash)

2014 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ظهور الاسلام قي القرن السابع الميلادي كانت العبودية هي النظام السائد في كل العالم، كما هو اليوم نظاماً رأسمالياً عالمياً. وكانت كل المجتمعات وخصوصاً في بلاد الشام والجزيرة العربية وبلاد فارس تمارس بها العبودية في كل شؤون الحياة، أي أن الأسس التي بني عليها المجتمع كان مقسوم الى طبقتين طبقة العبيد وطبقة الأسياد. وكانت المدن والأرياف مكتظة بالعبيد، وطبقة العبيد كانت هي المنتجة الرئيسية لكل السلع المستخدمة في المجتمع من صهر الحديد والمعادن وصناعة الأسلحة للدولة وتصنيع ملابس وأحذية الجنود وكانت هي المنتجة الزراعية في الريف. وأيضاً كان هناك طبقة أسياد يملكون العبيد وكان نفوذهم كبير في تأييد الحاكم والسلطان، وهم أصحاب الجاه والجاهة في قصور السلطان، سوق النخاسة وشراء العبيد بالمزاد العلني كان هوايتهم الرئيسيية وأيضاً كانوا يملكون ورشات عمل يُشغلون فيها عبيدهم فيها لجني المال. وكانت هناك طبقة منفصلة من الحرفيين الأحرار ينتجون سلع ويملكون محلات تجارية هذه الطبقة كانت هامشية ولكنها جزءاً لا يتجزء من المجتمع العبودي. أما الطبقة التي اعتدنا على معرفتها فهي طبقة التجار التي كانت تنقل البضائع الى كل أماكن العالم المعروفة في العصور الجائرة.
في الجزيرة العربية كانت طبقة التجار هي الطبقة المسيطرة على كل مرافق الحياة فكانت قوافل التجارة مكونة من جنود محترفين، ربما قسم منهم خدموا في الجيش البيزنطي في بلاد الشام أو في الجيوش الفارسية، وكانوا يعرفون لعبة الحروب وحروب الكر والفر. وكانت مهمتهم ضمان وأمان القوافل التجارية في رحلات الصيف والشتاء التي كانت تتعرض دائماً الى السطو والغزو من قبائل العرب في الجزيرة العربية، وهذه القوافل كانت أولاً تملك عدداً كبيراً من العبيد الذين يقودون الجمال ويضمنون سلامة البضائع، وثانياً: وكانت القوافل التجارية تحمل العديد من سلع العبيد ذكوراً واناثاً وغلماناً، مهمة القافلة التجارية أن تصل البضاعة الى موقع صاحبها السيد، أو الى سوق النخاسة المنشود مرماه، كسوق عكاظ في مكة أو أسواق اليمن (وهذه كانت محطة أو مركزاً رئيسياً لوصول العبيد من أفريقيا) وكانت البضائع تصل دمشق وحلب وحماة ومدن بلاد فارس وأيضاً مدن مصر.
نظام الدين الاسلامي في عصر محمد كان امتداد للمجتمع العبودي الذي سبقه، (عصر الجاهلية)، وكان دين الاسلام هو امتداداً لقوانين وشرائع المجتمع العبودي السابق وجزئ لا يتجزاء من المجتمع العبودي في بلاد فارس وبيزنطة. عبد المطلب جد الرسول كان تاجراً وقائداً لقبائل قريش وكان أبنائه العشرة يعملون بالتجارة ومنهم والد الرسول محمد (عبد الله) كان أيضاً تاجراً يتبادل وينقل البضائع من بلاد الشام الى مكة وبالعكس وقد توفي في غزة، وأيضاً كان عم الرسول أبو لهب، ومن الصحابة أبو بكر الصديق الذي أعتق العبد بلال الحبشي الذي كان في حوزته وملكه. وعثمان بن عفان من عشيرة بني أمية كان أيضاً من كبار تجار مكةً وأغناهم وكان هو وعشيرته يتعاملون في شراء وبيع وتبادل العبيد في أسواق النخاسة. ويروي ابن اسحق أن الرسول محمد سافر مع جده في رحلة تجارية الى بلاد فارس والتقى في طريقه بالراهب بحيرة. وتزوج محمد من التاجرة القريشية خديجة عندما كان في الخامس والعشرون من عمره وأرسلته مرات كثيرة على رأس قوافلها التجارية ليكون مسئولاً عن بضائعها ومسئولاً عن البيع والشراء ولا شك كان يشتري العبيد ويبيعهم ويساوم على شرائهم. وتروي السيرة النبوية أن خديجة أهدت الرسول عبداً وهو القائد الاسلامي المشهور زيد بن حارثة كان في سن السادسة من عمره زيد لاقى حتفه في معركة مؤته في سنة 628م وقد بقي عبداً مطيعاً حتى وفاته.
ملك اليمين، أو ما ملكت أيمانهم
في الاسلام، بعد الزواج من أربعة نساء، يحق للمسلم إقتناء ما ملكت أيمانه من النساء والذكور العبيد . ويطلق على الانثى المملوكة اسم الأمة أو السبية أو السرية، وكان عند الرسول محمد ثلاثة سريات ، مريا القبطية وزليخة القرظية وآخرة كانت هدية من زوجته زينب بنت جحش التي أجبر محمد ابنه زيد بن حارثة على طلاقها وبالتالي زواجه منها. أما علي ابن أبي طالب فكان عنده 19 سرية (السبية) بالاضافة الى زوجاته الأربعة، أما الخليفة العباسي المتوكل على الله فكان بملكه 4000 من سراياه . أما في القرن العشرين فكان الملك سعود الفيصل يقتني في قصره أكثر من 300 جارية ينكحهن متى يشاء ويفعل بهن ما يشاء، وهذه هي ما ملكت أيمانهم وما تسمح لهم شريعة الاسلام في أرض الأسلام. واذا لم تسري أو تسبي فيحق لك شراء ما تستطيع شراءه من النساء والغلمان من سوق النخاسة وسوق النخاسة كان من أهم الاسواق المربحة في المدن المزدهرة عبر العصور في تاريخ الاسلام.
أكبر حادثة في تاريخ الخلفاء الراشدين كانت حادثة مقتل خليفة رسول الله عمر ابن الخطاب على يد العبد الأسير من بلاد فارس أبو لولو هذا الأخير سيق للعبودية وهو في سن الرابعة من عمره على أثر احتلال بيزنطه لبلده "نهوان" . وعندما دخل المسلمون أخذوه معهم الى المدينة واشتراه أحد الصحابة ولم تتغير أحواله الشخصية لا في بلده ولا في بلاد الاسلام، وقد اجتمع أبو لولو واستغاث وشكى الى الخليفة عمر وشرح له حالته وكيف أنه دخل الاسلام وهو يستحق العتق والحرية من عبوديته، عمر تحقق من أمر أبو لولو ووجد أنه كانت له خبرة حرفية بالنجارة والدهان وكان يدفع درهمين في اليوم لسيده الذي عينه عمر كوالي للبصره. بعد تمعن عمر ابن الخطاب في قضية أبو لولو قررعمر خليفة الاسلام على أن تبقى أحوال أبو لولو كما هي أي أن يبقى عبداً وبدون تغيير على وضعه الاجتماعي، مما أثار حقد وغضب أبو لولو على عمر، وخطت لقتله فكان أول الواصلين الى الجامع وضَمن لنفسه مكانا في الصف الأول للمصلين وفور سجود عمر انقض عليه وغرس الخنجر في جسده أكثر من ستة مرات حتى قتله شر قتلًا وكانت هذه أول جريمة سياسية طبقية عرفها التاريخ الاسلامي ناتجة ولا شك عن استبداد البشر لعبيدهم.
أكبر الحركات التي ثارت ضد العبودية في الدولة الاسلامية هي ثورة الزنج والتي بدأت في جنوب العراق من البصرة في نهاية القرن التاسع الميلادي. كلمة زنج في العربية تعني العبد الاسود أو الافريقي ولكن ثورة الزنج كانت تحتوي على أكثر من هوية لتوصف باللون فقط، بل كنت تشمل جنسيات من كل البلدان الذي استعمرها الاسلام، فكان هناك العربي من الجزيرة العربية أو من بادية الشام وكان لا شك الأفارقة من القرن الافريقي ومن شمال افريقيا الأمازيغ وكل ما هب ودب من السبايا الآسيويين وكان العبيد أيضاً يحتوون على كل الأديان المسلم والمسيحي والهندوسي والزارادوتشي والصابئي والكثير من المذاهب الدينية. الدولة العباسية ورجال الدين وقفوا لثورة الزنج بالمرصاد والفتاوي ووصفوهم بالهرطقة وحرق المساجد وقتل المسلمين الابرياء وحرق المصاحف. ثورة الزنج كانت ضد الأسياد وضد أوضاعهم المعيشية القاسية التي لا مخرج منها الا بالثورة ووجهوا ضرباتهم في آن واحد الى مضطهديهم كبار الملاك العقاريين وضد رجال الدين الذين كانوا يغللوهم بالافكار الدينية الغيبية ليقبلوا استبدادهم في غطاء ديني يوعدهم الخلاص ليس في هذه الدنيا بل في الجنة الموعودة، وعندما حصدت الثورة على بعض النجاحات أثار رجال الدين الشعب ضدهم، ويحدثنا المؤرخون أن الصراع بين الزنج والقوات الحكومية اتخذ فعلاً شكل الحرب الدينية. فقد كان جيش الخليفة "الموفق" عدده خمسين ألفاً من الجيش النظامي وآلافاً من المتطوعين ممن استنفرهم أئمة المساجد كي يهبوا لنصرة الاسلام ولجهاد الكفرة. انهزم الزنج وحلفائهم من خدم المنازل والعمال والفلاحين والبدو وقمعت ثورتهم في أنهار من الدم.
الدين الاسلامي نصف وينصف أغنياء المجتمع (لمُلك اليمين)، فالغني قادر أن يشتري عبيداً جواري وغلماناً وأيضاً قادراً على اهداءهن لضيوفه لتمتع بهن أو بيعهم. الفقير العامل والمسكين ممكن اذا اقتدر أن يتزوج واحدة فقط، أما ملك اليمين فكان ولا يزال بعيداً عن طالته. الغني كان قادراً أن يأخذ عبيده لخدمته والذهاب الى الحج ليوفروا له كل الراحة في رحلته لمكة، الغني قادر أن يدفع جزء من أمواله كزكاة ويوعد بالجنة. في أواخر الدولة العباسية أغلبية الجيش والحرس للخليفة كانوا عبيداً من جنسيات أخرى ولا يتكلمون العربية، وقيل أن الخليفة كان يسير وخلفه مجموعة من المترجمين لعدة للغات كي يتواصل مع قادة جيشه وحرسه. صلاح الدين الايوبي خرج من جيش العبيد العباسي والذي عرفوا بالمماليك وقد حكموا بلاد الشام ومصر لمدة طويلة حتى ظهور الدولة العثمانية. العبودية في الاسلام تقلصت كثيراً في بلاد الاسلام بسبب القوانين الدولية المضادة للعبودية وبسبب سيطرة الاستعمار البريطاني والفرنسي اللتين أنهىتا نظام العبيد في بلادهم في القرن التاسع عشر. والعبودية اليوم لا تزال تمارس في الشرق العربي وفي موريتانيا والسعودية وبلاد الخليج وقد أخذت احياناً شكل خبيث في ممارستها فالخادمات الذين ياتون من بلاد فقيرة يعاملن كالعبيد والجواري من قبل أسيادهن. لا يزال في عالمنا العربي اليوم أصواتاً دينية تطالب بعودة العبودية واقتناء الإماء والجواري كما فعل رسولهم وكما فعل الخلفاء الراشدين والغير الراشدين من الخلافة الاسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تاريخ مخزي وواقع مؤلم !!
يحيى توتي ( 2014 / 6 / 3 - 13:08 )
شكرا للكاتب على هذا التقرير المؤلم بتاريخ مخزي واجرامي بحق الاخرين والمصيبة بمن يطبلون له ويعتبروه امجاد وفخرا لهم!! سئلوا الحجش - من هو قدوتك وما هي امنيتك ؟ قال -قدوتي ابي الحمار وامنيتي ان اتزوج فرس لانجب بغال !! والعاقل يفهم - شكراللكاتب ولموقع الحوار المتمدن -


2 - العبودية
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 6 / 3 - 18:14 )
إذا كان ما يحكيه الكاتب صحيحا فإن الأمور ساءت من جراء الموروث الثقافي الذي تغول في نفوسنا
لحد عدم إيجاد الحلول التي غير العرب حققوها . فنحن حسب ما تراكم في أذهاننا من قصص تحكي
محاربة الإسلام للعبودية مثل قولة عمر بن الخطاب - متى إستعبدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارا -
في حين الكاتب يقول بأن عمر بن الخطاب كان يملك عبيدا . فتضارب الأفكار في تأويل الإسلام هي من أنتجت لنا هذه الفوضى العارمة وهذه اللهفة الجنونية على امتلاك السلطة واحتلال مواقع النفوذ .
لكن العبودية في الحقيقة لا زالت قائمة بشكل أو بآخر . فالفقر يجعل من الناس عبيدا . والثراء يجعل من بعضهم أسيادا . ولهذا فالعدالة لم تكن موجودة من قبل ولا هي موجودة في الوقت الحاضر ولن تكون موجودة مستقبلا . ولهذا السبب ذاته كان المجتمع البشري مجتمعا حيوانيا لا يختلف عن الغابة والمحيطات
حيث الكائنات يأكل قويها أضعفها .


3 - اصلاح الاسلام هو الحل
أكرم رشاد هواش ( 2014 / 6 / 3 - 21:27 )
شكراً أخ يحيى على ملاحظتك الكريمة . أذهلني يوماً عندما مررت على احدى الصفحات الدينية على الانترنت ووجدت ملاحظة كتبها مسلم اصولي ، وقال فيها أن الغرب خرب عليهم دينهم فكان المسلمون يسبون ويقتنون جواري واليوم أصبح الأمر صعباً على كل مسلم. ويجب على كل المسلمون أن يعيدوا الحقبة الذهبية في تاريخ الاسلام، الرق كان مسموح ويجب اعادته لانه جزء من الاسلام..
2 - ناس حدهوم أحمد : اذا لم يصلح المسلمين هذا الاسلام فان حياة الملايين من البشر في ارض الاسلام سوف تنحدر حياتهم الى الحضيض. الاسلام ليس قوة خير بل هو مصدر شر وعبث بحياة الآخرين، الاسلام المكي كان اسلام مسالم يسعى للتعايش بين المذاهب والملل، الاسلام المديني هو اسلام العنف، والقتل ، والرق، واتضهاد المرأة، واستبداد الامم. ودفع البسطاء نحو الجهاد والارهاب. أما أن نختار السلام واما أن نختار الفناء.


4 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:54 )
عن د. هيثم طلعت -حفظه الله- :
أولا : العبودية هي مرحلة أساسية في تاريخ الجنس البشري ومن مقتضيات عصور بشرية أصيلة .
ثانيا : لا يوجد في تاريخ البشرية ديانة ولا فلسفة ولا مذهبا ولا فِرقة إلا وأجازت الرق واعتبرته بديهة وجودية .
ثالثا : اختفاء الرق في القرن الماضي كان فقط لظهور المكائن – الآلات التي حلت محل البشر – وإلا فالرق كان وسيظل موجودا ما وُجد الإنسان .
رابعا : لا يوجد مانع ديني ولا أخلاقي ولا مادي ولا علمي ولا فلسفي ولا إلحادي يمنع من ممارسة الرِق . والذي يزعم أنه يوجد مانع يتفضل بطرحه بالأدلة .
خامسا : لم يتوقف الرق فجأة لضجر العبيد أو لرهافة إحساس الأسياد , ولكن فقط نتيجة استغناء مباشر عن العبيد بالمكائن التي ظهرت في القرن الماضي .
سادسا : لم يعرف التاريخ ناقدا للعبودية على طول الخط وانتهاء العبودية لم يكن عن وعي العبيد ولم يكن عن شفقة الأسياد وإنما جاء كنتيجة بديهية لعدم الحاجة إليهم كما قلنا فقد حلت المكائن محل العبيد , ولذا يقول نيتشه (لو أمطرت السماء حرية لأمسك العبيد مظلات) .

يتبع


5 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:55 )
سابعاً : فلاسفة الدنيا كلها أطبقوا على أن مفهوم الرق مفهوم صحيح أخلاقيا , وسنذكر بعض الأمثلة :
- كان أرسطو يرى أن العبودية أمر بديهي وكان من أشد المؤيدين لها والحريصين عليها .
- قال أرسطو : (الذي يخضع للقانون هو أيضا عند مستوى ما من العبودية) .
- جمهورية أفلاطون الفاضلة لا تخلو من العبيد .
- يؤيد هيجل العبودية بشدة ويرى أن العبد يحقق متعته في خدمة سيده .
- يقول كارل ماركس (بدون عبيد لا وجود لأمريكا الشمالية) .
http://www.marxists.org/.works/1846/letters/46_12_28.htm

يتبع


6 - تعليق3
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:55 )
ثامنا : يرى هيجل أن الغريزة الأساسية في الإنسان هي الرغبة في نيل الإعتراف وفي هذا الإطار فالعبد يحقق غايته تماما فالعبد يحقق متعته في خدمة سيده وهو في ذلك يسعى إلى الرغبة في الاعتراف والعبد لا يتمرد على سيده أبدا لأنه أصلا لا يعرف أنه ينقصه شيء فهو رغباته المادية يحققها من أموال سيده ورغباته فوق المادية مثل الرغبة في الاعتراف يحققها ببراعته في عمله بل وكلما كان أكثر اخلاصا لسيده كان اكثر تحقيقا لهذه الرغبة لذا فالعبد لا يشعر أنه عبد بل يتحرك في إطار عقلاني يستوعبه ويستوعب سيده لذا لم يتمرد العبيد فالعبد في البداية والنهاية مسوق إلى الدور المطلوب منه - كالسيد تماما - .


7 - تعليق4
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:55 )
تاسعا : يقول جون لوك : (الملوك في أمريكا القديمة والذين كانوا يملكون أراضي شاسعة هم أفقر ماديا من عامل انجليزي في ورش مانشستر) , فهذا صحيح على المستوى المادي ومستوى المتع التي يحصل عليها العامل لكن الملك لديه من يعترف به فتزداد سعادته فالسعادة قيمة نسبية لا علاقة لها بالوسائل المادية المتاحة .
عاشرا : في لحظة ما عندما نحتاج للعبيد سيعود العبيد خاصة وأنه بعد اختراع الأسلحة النووية ظهرت في الأدب العالمي فكرة احتمالية أنه في أي لحظة يمكن أن يخسر العالم كل التكنولوجيا الحديثة ونعود للخيل والجمال مرة أخرى وفي فيلم محارب الطريق the road warrior للمنتج الاسترالي (جورج ميلر) نرى حضارة مستقبلية قائمة على الخيل والعربات التي تجرها الحيوانات .
المصدر : نهـاية التاريخ وخاتم البشر ... فرانسيس فوكوياما .... ترجمة : حسين أحمد أمين الطبعة الأولى 1993 مركز الأهرام للترجمة والنشر .ص 86

يتبع


8 - تعليق5
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:55 )
أيضاً : الذي ينتقد العبودية الآن هو حتما سينتقد عمليات السمسرة التي تجري للاعبين في كل أندية العالم وهو يستسيغ عملية سمسرة اللاعبين ولا يستسيغ مسألة الرق فقط بسبب المعاصرة – فهو معاصر لسمسرة اللاعبين ولم يعاصر مسألة الرق - ولذا لم تتبين له كل جوانب المسألة وظن أن الرق كما يحاول أن يصور الأدب الغربي خاصة مع الصورة القاتمة لمعاملة العبيد التي كانت تجري في الدولة الرومانية فظن أن هذا هو الرق وهذه هي حقيقته .
إذن الرق أمر بديهي عبر التاريخ وعبر الجغرافيا , والحفاظ على حقوق الرقيق هو الوصية العاشرة من الوصايا العشر في التوراة (سفر التثنية 5-21) .
والحفاظ على حقوق الأسياد ووجوب طاعتهم مِن قبل العبيد هو وصية الإنجيل (الرسالة إلى أفسس 6:5) .

يتبع


9 - تعليق6
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:55 )
ولم يكن الإسلام بِدعا من الأديان ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- بِدعا من الرسل , فقد جائت الوصية مباشرة بحفظ حقوق الرقيق في الإسلام .
حفظ حقوق الرقيق في الإسلام :
- {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} ﴿-;-٣-;-٦-;-﴾-;- سورة النساء .
- { فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف } ﴿-;-٢-;-٥-;-﴾-;- سورة النساء .
فأمر سبحانه مَن أراد أن يتزوج من أمته أن ينكحهـا بإذن أهلهـا وأن يعطيهـا مهرهـا كاملا!! .
- لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي , (صحيح مسلم) .
- إنّ إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممّا يأكل وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم , (متفق عليه) .

يتبع


10 - تعليق7
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:55 )
ولذا صار الرقيق في الدولة الإسلامية ملوكا وحُكـاما وأصبحت فترات تاريخية كاملة في حُكم بعض الدول حِكرا على الرقيق – دولة المماليك في مصر - .
المماليك حكموا مصر قرابة 600 عام , منذ عام 1240إلى 1811 ميلادية .
يعني نصف تاريخ مصر والشام في الإسلام كان تحت سيادة المماليك .
ولولا خيانة محمد علي وجريمته الشنعاء حين قام بذبحهم في مذبحة القلعة الشهيرة لظل المماليك سادة الدنيا .
وفي عهدهم كانت جميع المقاطعات والولايات يحكمها مماليك , بالفعل تاريخ المماليك تاريخ عملاق .
الشاهد الآن أن الإسلام لا يمنع الرقيق أن يكونوا سادة الدنيا , وفي الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (أُوصيكم بتقوى الله .. والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا) ,أُمرنا بالسمع والطاعة للرقيق حين يحكمون بلادنا .

يتبع


11 - تعليق8
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:55 )
بل إن (قطز) و (بيبرس) حين وصلوا لحكم مصر كانوا رقيقا وظلوا رقيقا زمنا طويلا , إلى أن قدم التتار إلى بلاد الشام فاجتمع (قطز) بالأعيان والقضاة والأمراء وطلب منهم جمع المال لتكوين جيش مصري عملاق فقام الإمام (العز ابن عبد السلام) وطالبهم أن يكاتبوا أنفسهم حتى يقتدي بهم باقي المماليك ففدوا أنفسهم بأموال عظيمة – والمكاتبة في الشريعة الإسلامية هي أن يدفع العبد مبلغا من المال لسيده مقابل حريته وهذا حق جوهري من حقوق الرقيق في الإسلام – وبالفعل ظهر الجيش المصري العملاق , لكن السؤال هنا ما قيمة المكاتبة في دولة الإسلام وارفة الظلال والخير والعدل والأمان؟ .
وكان المماليك سادة الدنيا وكان جيش المماليك من أعظم جيوش الدنيا وقد هزم المغول في معركة (عين جالوت) عام 1260 .
أيضا السلطان المملوكي (قنصوه الغوري) الذي حكم مصر والشام والحجاز انتصر على البرتغال التي تريد تطويق أفريقيا في موقعة (مالابار) عام 1508 ودافع عن عدن وعن ديار الإسلام من هجمة المستعمر الجديد .

يتبع


12 - تعليق9
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:55 )
وكان للمماليك جهود عظيمة في شق الترع ومشاريع عملاقة ولم يكن في الدنيا جيش يضاهي جيش المماليك إلا جيش الخلافة العثمانية ... ولولا خيانة محمد علي وجريمته النكراء في حق المماليك ربما ما تجرأ المستعمر الغربي العفن على ديار الإسلام وعلى استعمارها ولله الأمر من قبل ومن بعد .
(بلال ابن رباح) و (عمار ابن ياسر) و (زيد ابن حارثة) و (أم أيمن) و (سمية بنت خياط) كلهم رقيق وكلهم عظماء الصحابة رضي الله عنهم , وما قلل رِقهم من قيمتهم شيئا , وفي التابعين من العلماء الرقيق جلة كاثرة منهم المحدث العظيم (نافع مولى ابن عمر) و (عكرمة مولى ابن عباس) و (مجاهد) و (عطاء) و (مكحول) و (ابن سيرين) و(الحسن البصري) و (سعيد ابن جبير) , أئمتنا وسادتنا رضي الله عنهم أجمعين .
ولا يعرف تاريخ الإنسانية دينـا أشد حرصا على الرقيق من الإسلام , يكفي أن تعلم أن هناك ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين يوم القيامة :-
- رجل آمن بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، ثم أدركني فآمن بي .
- رجل كانت له أمة فأعتقها وتزوجها .
- عبد أدى حق الله وحق مواليه .
إذن الرجل لو أعتق جاريته وتزوجها له أجره مرتين .
والعبد الذي يطيع سيده له أجره مرتين .

يتبع


13 - تعليق10
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:56 )
ولذا قال أبو هريرة -رضي الله عنه- في الحديث المتفق عليه (والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك) .
إذن لا تختلط عليك الصورة النمطية التي رسمها الغرب عن الرقيق – العربدة الرومانية - والصورة التي حددت لنـا أُطرهـا الآيـات والأحـاديث .
أخيراً : الإسلام جفف منابع الرِق والنبي -صلى الله عليه وسلم- حرر الرقيق الذين كانوا تحت يده وأمر أصحابه بذلك وكان أبو بكر الصديق يشتري الرقيق من الكفار ويحررهم وجعل القرآن تحرير الرقيق غاية عظمى وتكفيرا للذنوب وكفارة للحدود وانتهت في الإسلام جميع صور الرق اللهم إلا الذين يؤخذون من ساحة المعارك فكاكا للاسرى المُسلمين .