الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العباية

كاظم الشاهري

2002 / 12 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


               

                                                                         

هذه ( العباية ) كانت  ( صوغة ) قدمتها الحاجة فخرية لزوجة شنيشل بعد قدومها من الحج والحاجة فخرية تقول انها اشترتها من تاجر بحريني وعلامة ( العبايه انكريزية ) وزوجة شنيشل لاترتديها الا في المناسبات المهمة وكانت قد ( زورتها )  في النجف الامام علي ( باب الحوايج ) وفي كربلاء ( ابو الشهداء الامام الحسين وابو الفضل العباس ابو راس الحار ) وفي بغداد زارت  ( العباية ) موسى الكاظم ( ابو الجوادين ) ونامت ليلة في صحن ( سبع الدجيل ) بعد ان زارت ( الحسن العسكري  وسرداب الحجة ) ومرت العباية ايضا على خطوة ( المنصور ابو الحسن في الناصرية وام العباس في سوق الشيوخ ) .
وكانت ( ام سمرة ) زوجة شنيشل تضع العباية بعد الزيارات في كيس  ( نايلون ) وكانت ( تبخرها ببخور اهل البيت وتضع ايصا " حرمل وهيل " وترشها بماء الورد . وتضعها في الخانة الوسط من الكنتور وكان الكنتور ( ابو ثلث طلاليك ) *
وكانت كل يوم تعد الغداء لزوجها شنيشل . ترتدي عباية عادية وتحمل ( الصفرطاس ) الى شارع ( النيل ) حيث دكان زوجها شنيشل هناك يعرض بضاعته على الرصيف وفي المحل ايضا من ( الخردوات ) وخردة شنيشل تجمع كل شئ من ( خردة السيارات وحتى " المقطاطات " ) .
وكانت ( تلبس العباية ) في اوقات خاصة جدا فلم تخذلها ( العباية ) لانها ( عباية مزورة ) في ( الخوطوبات ) الناس يقولون ( ام سمرة ) لم تخب عندها ( خطوبة ) وهي ترجع الفضل الى ( العباية )
وكان في شباط من عام 1991 والحرب قائمة بين صدام والعالم وكان في ايام تلك الحرب ان فقدت المدينة الماء والكهرباء والسيارات والقطارات والغذاء والمستشفيات وكانت المدينة لاتهتم بالرعد القادم من السماء ، رعد تخلفه مئات الطائرات ، لان الطائرات كانت تجوب سماء المدينة وكانت ( ام سمرة . زوجة شنيشل ) تقول صارت السماء ( خري مري ) ولم تكن تكترث لرعودها .
وكانت مهمومة ببنتها في ( الصوب ) الثاني من المدينة فاحضرت خبزا وتمرا وسكرا وصرته في قطعة قماش واخرجت عباءتها من ( الكنتور ) ووضعتها على رأ سها وكانت تشم فيها عطر( ال البيت )  وابحرت الى الجسر وكانت دعامات الجسر خضراء .  بناه الزعيم عبدالكريم قاسم وسماه (  جسر النصر )  وكان مئات الناس يعبرون الجسر الى ضفتيه ورعد السماء لم ينقطع من الطائرات وكانت لاتعتقد مثلها مثل المئات الذين يجوبون الجسر بين غاد وقادم ان الرعد سوف يصل الى تراث الزعيم وكانت تعتقد ان الجسر تحميه روح الزعيم وانها محروسة بالعباءة المعطرة بعبق (  ال البيت ) .
وانها سوف تصل ( بالصرة ) الى ابنتها في الصوب الثاني تحمل خبزا وتمرا وسكرا .
والرعد اقترب وصار فوق قبة الجسر .
والجسر انقسم الى نصفين . نصف غار في النهر ونصف شهق الى السماء. وبقيت عباءة ( ام سمرة . زوجة شنيشل ) معلقة على الجانب الشاهق الى السماء . عباءة سوداء متلاصفة تخفق مع الريح . كل القادمين الى المدينة والخارجين منها يشاهدون ( العباءة )  وكانها علما اسود للزمن الذي ولدت فيه ( زوجة شنيشل ) .
&&&&&&&&&&
* اكثر من باب او دور
بعد دخول الجيش الى مدينة الناصرية تم اعدام  ( شنيشل بتهمة التعاون مع الانتفاضة ) وزوجته قتلت في قصف جسر الناصرية .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ