الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج المقاطعة الشعبية , والثورة الى اين ؟

جمال عبد الفتاح

2014 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



سقط السيسى سقوطا شعبيا مدويا . . . تحت ضربات المقاطعة الشعبية المفاجاْة لكل اعداء الثورة . . . وسينعكس ذلك على نظام حكمة بتشققات وتفكك عميق اكثر من اى وقت مضى , وعلى الثورة وقطاعات واسعة من الشعب بمزيد من الوعى والثقة بالنفس , والاندفاع بموجة ثورية عنيفة وعاتية تتجاوز طموحات وحدود الموجات السابقة , ولن يجدى معها حيل والاعيب الموجات السابقة التى اغرقوا فيها الثورة . . ولن يتبقى امام الحكم القائم المازوم من مخرج الا الانقلاب العسكرى , او الحرب الاهلية المحكومة كما يراها السيسى ورجالة , لقطع الطريق على الثورة وانهيار نظامهم بعد الهزيمة الساحقة فى معركة "التتويج الرئاسى" .

ان المقاطعة الشعبية لانتخابات رئاسة الثورة المضادة الحالية جاءت تعبيرا عن نقلة نوعية فى الوعى الثورى لدى الغالبية الساحقة من الطبقات الكادحة والمفقرين . فلم تكن مجرد مقاطعة سلبية من الجمهور الواسع لعملية انتخابية فى ظروف عادية , ناتجة من تجربة طويلة , ادت لقناعة راسخة بعدم جدوى اى عملية انتخابية , والياْس من امكانية تغيير الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الكارثية المعاشة فى ظل نظام حكم اسنبدادى جاسم على صدر الجميع من خلال لعبة الصناديق المفضوحة كما ايام حكم مبارك , فقد ولى زمانها , وزمان الديموقراطية التمثيلة بكل مؤسساتها فى البلدان الراسمالية المتقدمة والمتخلفة على حد سواء منذ سنين عددا , والتى لم تعد تولد غير الفقر والبطالة والجوع والحروب بالنسبة للغالبية الساحقة من البشرية . بل وتقدمت المقاطعة الشعبية الحالية , كحلقة فى العملية الثورية , موجهة بالاساس ضد الديكتاتور المتوج تزويرا والذى خبرتة الجماهير كحاكم , وخبرت سياساتة المدمرة والاجرامية منذ 30 / 6 /2013 , ورفضا لدولة العسكر وارهابها اليومى , وضد كل الاغنياء المؤيدين لحكمة , وضد محاولات خدم العسكر من لبراليين وناصرجية ويسارتية المستميتة فى تسويق جزار الثورة , وضد اعلامهم المضلل والمرتزق , وابتزازة اوسع الناس باقزع الشتائم والاهانات , لمقاطعنهم لتلك المسرحية المبتذلة , وارهابهم بالغرامة وسحب الجنسية من فرط الاحساس بالهزيمة.
كما فضحت المقاطعة الشعبية مازق الطبقة الراسمالية الراهن , والصراعات داخلها بين قطاع من رجال اعمال فترة مبارك وراسمالية الكاكى التى تعمل الان على الاستحواز على كل مصر, كمشروع اقتصادى لها , وترك الفتات لباقى الطبقة , لذا لم تصطف هذة القطاعات المضارة خلف الزعيم الجديد للطبقة , وحاولت ابتزازة اثناء عملية التصويت التى تمسك بالكثير من خيوطها , قبل ان تسير وراءة . خاصة ان هذة القطاعات تستطيع الهروب بما تبقى من رؤوس اموالها الى الخارج باسرع مما نتصور , وما فعلة سويرس ايام حكم الاخوان مازال ماثلا فى الاذهان . وما يفاقم مازق حكم السيسى وطبقة الاغنياء , استمرار الصراع بين السيسى ودولة العسكر وبين وجماعة الاخوان والعصابات الارهابية المتحالفة معها وداعميها الدوليين فى ظل ثورة شعبية يتصلب عودها وتترصد جميع اعدائها .
وقد نجم عن تلك المعركة الهامة , والوعى والتجربة الثورية المتحصلة عبر سنوات الثورة مزيدا من الفرز والاصطفاف الواضح بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة . باستثناء محاولات جماعة الاخوان الرجعية الفاشلة خلط الاوراق من جديد , بينها وبين قوى الثورة والشعب , المعاديان لها بحزم بعد تجربة حكمهم المرة , بقصد الاستخدام الواسع فى صراعها مع السيسى ودولة العسكر على شرعية الصناديق المزعومة , وسلطة القمع والاكراة , وعلى الثروة . ولكن الجماعة اصبحت مرفوضة من غالبية الجماهير الشعبية بشكل حازم , ولن يكن هناك مجال للخديعة وخلط الاوراق ثانية .
والنتيجة ان المقاطعة الشعبية الواسعة للاستفتاء على دستور الثورة المضادة . وثانية فى الاستفتاء على الديكتاتور الجديد قد اصاب المسار الشرعى برمتة فى مقتل . . ووضعته فيما يشبة حالة موت سريرى , فافقد حكم العسكر وكل قوى الثورة المضادة احد اهم اسلحتهم فى تصفية الثورة ودفنها على مدى اكثر من ثلاث سنوات , وسيظهر ذلك جليا لمدعى الثورية والانتهازيين والعجزة وضعاف البصر من كل صنف ولون فى مقاطعة شعبية واسعة لانتخابات برلمان الثورة المضادة القادم لعلهم ينتحرون , حال حدوثها اصلا !. . .
وعلى وقع تنفيذ برنامج التقشف المميت للفقراء والكادحين فى الايام القادمة , وعجز السيسى وداعمية من امراء النفط عن حلحلة جبال المشاكل الحياتية للاغلبية الساحقة من الشعب المصرى , ستشرع الثورة المنتصرة فى معركة تتويج الديكتاتور الجديد فى الايام القادمة الى الدخول لمعركة الاطاحة بالسيسى وبعسكرة , وكل نظام مبارك , اجهزة ومؤسسات وسياسات , ومعها ستطيح بكل قوى الثورة المضادة . ستكون معركة صعبة وطويلة مليئة بالعنف الثورى , على طريقة يوم جمعة الغضب العظيم فى 28 يناير 2011 , معركة تكسير عظام واسعة , حيث لن تسلم راسمالية الكاكى ودولتهم القمعية بسهولة , فهم يحاربون معاركهم الاخيرة , لذلك علينا ان نستعد لها , بالوعى الثورى باهداف الثورة ـ والتنظيم الثورى ـ وفى مقدمتها , مصادرة كل الثروات المنهوبة من قبل اسرة مبارك ورجال حكمة ورجال اعمالة وراسمالية العسكر وراسمالية الاخوان , واستعادة كل الاراضى المسروقة وشركات القطاع العام المخصخصة , وتشكيل محاكم ثورية لقتلة شهداء ثورة يناير من الشرطة والجيش ومليشيات الاخوان , وفاسدى دولة مبارك وناهبى الثروات , والافراج عن اسرى الثورة , والغاء اتفاقية كامب ديفيد , واسقاط الديون الاجنبية , وبناء دولة العدالة الاجتماعية فى الارض والعمل والاجور والسكن والغذاء والتعليم والصحة والثقافة , دولة الكادحين والفقراء , العمال وفقراء الفلاحين والحرفيين والمهنيين وفقراء المدن والارياف . دولة ثورية تقوم على الديموقراطية المباشرة واوسع الحريات الخاصة والعامة للطبقات الشعبية , واذا لم نعى جيدا درس ال18 يوم الاولى للثورة . فى من هم قوى الثورة الشعبية , ومن هم اعداء الثورة , عسكر ورجال دولة مبارك والاخوان المسلمين , وخدمهم من اللبراليين والقومجية واليسارتية الذين فرزتهم الثورة جيدا , والا ستدفع الثورة ثمنا غاليا , وربما الهزيمة . ان اسقاط النظام لا يعنى الاطاحة براْس النظام الحالى , السيسى , فقط كما فعلنا مع مبارك ومرسى , وانما يعنى بالتحديد الاستيلاء على كل اجهزة ومؤسسات الدولة من قبل الثوار , وتغيير الدولة بشكل جذرى , واقامة دولة ثورية لها قوانينها الثورية وعلى راسها حكومة ثورية مؤقتة , تقود معارك الثورة ضد قوى الثورة المضادة التى لن تسلم مصالحها وسرقاتها وحياتها المترفة بسهولة , وحتما ستخوض معارك حياة او موت من اجل هزيمة الثورة , واغراقها فى بحر من الدماء والصراعات الطائفية والجهوية والقبلية , حتى تطمس الطابع الاجتماعى للثورة . وفى مثل هذة الظروف الصعبة نتوقع ان يعود التحالف بين قطبى الثورة المضادة , العسكر ورجال دولة مبارك والاخوان , دفاعا عن مصالحهم المشتركة , مصالح كل طبقة الاغنياء الفاسدة , ونظام حكمهم الذى على وشك الانهيار تحت وقع ضربات الشعب والثورة الملهمة , والتى فاجاْت كل اعدائها المحليين والخارجيين وعلى راسهم الاستعمار الامريكى مفاجآت مدوية ثلاث مرات قبل المقاطعة الساحقة فى انتخابات رئاسة الثورة المضادة الحالية : 1 ـ الاطاحة بالطاغية مبارك , 2 ـ وابعاد مجلس طنطاوى ـ السيسى العسكرى من مقدمة المشهد السياسى 3 ـ ثم الاطاحة بحكم جماعة الاخوان فاشية الطابع من الحكم خلال عام . وهنا من الضرورى توضيح وضع الاخوان المسلمين الان , كقوى ثورة مضادة لمعرفة الاوزان الحقيقية لهذة القوى , حتى تكون حسابات قوى الثورة واقعية خلال معارك الثورة القادمة , وهى اصعب المعارك واكثرها دموية .
الاخوان المسلمون هزموا هزيمة ساحقة على يد الثورة والشعب فى 30 / 6, ولن تقوم لهم قائمة الا بعد سنولت طويلة مع فرض تغييرات عميقة داخلهم . . لن تسمح لهم ان يعودوا لوضعهم القديم باى حال من الاحوال , فلا تخشو عودتهم حتى ولو تحت حراب السيسى والعسكر فى لحظة من الصراع القادم , فلن تتكرر اخطاء الفترة الاولى من الثورة حيث ان وعى قوى الثورة كان ضعيفا واغلبة اصلاحى , فمرت خدعة ان الاخوان المسلميين برغم انهم قوى رجعية , لكنهم جزء من الثورة لوجودهم فى الميدان . الثورة ستتقدم الى الامام بخطوات واسعة . . . وستزيح من طريقها كل قوى الثورة المضادة . . .عسكر اخوان رجال دولة مبارك , وكل الخدم من اللبراليين والناصرجية واليسارتية . وهذا ليس تهوينا من حجم الاخوان الذى تراجع كثيرا , ولكنة يعبر عن حجم عداء الثورة والشعب للجماعة , ومقاطعة معاركهم مع العسكر والشرطة طوال الفترة الماضية على السلطة حتى ينهك كل منهما الاخر , واكتشاف الشعب استخدام العسكر هذة المعارك تحت زعم مكافحة الارهاب كفزاعة للثورة حتى يتمكن من القضاء عليها , ولكن هذة المعارك اضعفت الطرفين , وفضحت حقيقة معادتهما للثورة امام قطاعات واسعة من الشعب , وقوت الثورة , ووضعتها امام بدايات موجة ثورية جديدة تتسلح بمزيد من الوعى الاجتماعى الثورى , والتجربة الثورية الخلاقة التى كانت تحتاج لعشرات من السنين من التطور الطبيعى , وهذا مالم يدركة كثير من الثوريين القدامى , والمرعوبين من الثورة اصلا , والمنتظرين للثورة العمالية العالمية فى البلدان الراسمالية المتقدمة حتى يكون للثورة المصرية الشعبية حظا من النجاح قى اعرافهم الثورية ؟ كما جاءت بها كتبهم الصفراء , وهو ماستكذبة الايام القادمة لثورتنا . . التى فتحت ابوابا جديدة فى علوم الثورات والتنظيم , فى عصر ثورة المعلومات وتطور قوى الانتاج عالميا بشكل غير مسبوق . والمؤكد باعتراف اعداء الثورة الدوليين والمحليين ان المقاطعة الشعبية الواسعة هى بداية ثورة ثالثة , تعمل امريكا واسرائيل ودولة العسكر حسابها من الان . المجد للشهداء . . والنصر للفقراء والكادحين . . وانها لثورة حتى النصر . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟