الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نتعلم ثقافة الشريك ونبني معآ الوطن

فضيلة مرتضى

2014 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



التعايش الحضاري والثقافي في المجتمع الانساني ومسح مفهوم الأنا والأنسجام مع الآخرين وأعتبار الآخر شريك له حق وعليه واجبات كما هو لنا وعلينا في اطار مجتمعي متحضر هو الطريق الأسلم لبناء مجتمع آمن مستقر مزدهر يسوده السلام في ظل حكم مدني ديمقراطي دستوري هدفه مصلحة جميع المواطنين ومشاركة الجميع في بناء البلد والمجتمع ونشر العدالة والمساواة.ماأريد طرحه هو أشكالية تقبل الواقع الخاطئ دون أختيار التغير نحو علاج المجتمع عن طريق نشر الثقافة وزرع الأيمان بأن الجميع شركاء في البقعة الجغرافية التي تجمعهم للتعايش مع بعض ومشاركتهم في العمل والكسب المادي وفي بناء الحضارة وخلق حضارة حديثة لفائدة الجميع بعيدآ عن الأنانية واستحواذ فئة على حقوق الأخرين بدون وجه حق وممارسة الأنا المقيتة.
لماذا لانتعلم من تجارب الشعوب الأخرى معنى التعايش الحضاري والثقافي الذي وصلهم الى الرقي والبناء والتفرغ للأكتشافات المهولة بعيدآ عن الصراعات ,وتمتع شعوبهم بالخيرات والأنسجام الأنساني.أي نعم تحدث لديهم بين حين وآخر مشاكل اقتصادية أو حتى أجتماعية ولكنهم يتعاونوا فيما بينهم لأيجاد السبل لحل معضلاتهم بصيغ حضارية وبعقول لديها الكفاءة والمقدرة بغض النظر عن من يكون ,المهم هو مواطن وشريك ولديه جنسية البلد والأنتماء ويعمل بجد ونشاط في مجال عمله.
الصمت ومجارات القوي لدرجة الأنصهار في اطار مفهوم {القوي هو من يملك حق أصدار القرارات والتحكم بمصائر الناس} معناه وضعت نفسك وشعبك في مأزق ,ولغيت موقعك كشريك وبذلك لاتستطيع المواجهه أبدآ في الضروف الصعبة والمصيرية .في الدول العربية يقدسون الحاكم ورجال الدولة أي الذين يمسكون كل مرافق الدولة الحيوية وينصهرون في بودقة القوي ويصنعون الدكتاتوريات وبعد ذلك يجدون أنفسهم في وضع صعب ومعضلة يصعب حلها. ومن الطبيعي جدآ تكون في هكذا مجتمعات صراعات سياسية وأزمات مستمرة لان القوي والدكتاتوري يلغي الآخر الذي هو شريك بحكم الوجود والتعايش, ويتفرد بالقرارات ويخلق الأزمات وعدم التوازن هو سيد الموقف. وهنا ندرك كبر حجم الكارثة في مجتمعاتنا المنصهرة في سياسة الغاء الأخر والمستسلمة لواقعه المرير بسلبية كبيرة وبهدر الكرامة الأنسانية من قاموسه, وعذر هكذا مجتمعات هو{ انه من الصعوبة تغير الواقع الموجود لأن الشريك القوي لديه المال والقوة والدعم} ,يفوتهم بأنه عندما يكون كل شئ سهل يصبح المرء غبيآ حسب قول{ مكسيم غوركي}وهنا ليس القصد استعمال القوة للتغير ولا الثورات كما كان يحصل في الماضي فلذلك مردود عكسي وأنتقال من أزمة الى أزمة أكبر, والأصح يكون التغير بنشر الثقافة في صفوف الناس لتقوية الوعي والأدراك وفهم الواقع بنظرة كبيرة لمعنى ثقافة المشاركة في تسيير أمور الدولة بطريقة علمية وحضارية وعادلة لكي لاتكون هناك ثغرات للأزمات السياسية والشعور بالأقصاء والألغاء كما يحصل الآن والنتيجة معروفة لدى الجميع. فلنقترب من الحقيقة التي تطهر الروح وتخفف من عبء الأنا بالأنسجام مع الأنت ليتم التعايش الحضاري والثقافي في اطار المشترك الأنساني. وهنا نجد من غير المعقول ان نغلق عقولنا وعيوننا عن حقيقة المشاركة مع الآخر في وضع القرارات وتنفيذها وفق قانون العدالة الأنسانية , وأن لانبلع السنتنا ونسكت , يقتضي قول الحق بصراحة وعدم الغاء الآ خر تحت مسمى وفكرة الأنا.وكل مشروع يبدأ من نقطة الصفر وبقوة الأرادة والتصميم والعزم يتقدم المشروع وينجح , ولذلك الذي لايملك قوة الأرادة يكون سلبيآ وضعيفآ ولايستطيع مواجهة الخصم القوى. ولاننسى بأن الذي يسكت أمام المخطئ والمسئ يجعله يتمادى في نشر خطأه وبالتالي يجعل الناس يتمرضون ويعتقدون الخطأ هو الصواب ويكون الساكت شيطان أخرس. لنتعلم ثقافة وجود الشريك ونتعالج من مرض الأنا لأنه من أخطر الأمراض في المجتمع والمسبب القوي لتفليش والدمار, ولنتعلم أن نصغي للرأي الآخر بشفافية وعقلانية وننسى الأنانية الذاتية لأنها تدمرنا قبل أن تدمر الآخرين.
2014/06/01








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |