الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة مبهرة في مشوار صعب !!!

يحيى رباح

2014 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لحظة مبهرة في مشوار صعب !!!
يحيى رباح

وهكذا انتصرت الارادة الفلسطينية ونجح التوافق ، وادت حكومة التوافق الوطني ، حكومة الوحدة الوطنية ، اليمين الدستوري امام الرئيس الفلسطيني ابو مازن ، لتكون الحكومة السابعة عشر منذ تاسيس السلطة الفلسطينية قبل عشرين عاما ، وها نحن الان رسميا نصبح لاول مرة منذ سبع سنوات تحت عنوان الوحدة بدلا من عنوان الانقسام ، وحكومة واحدة بدلا من حكومتين ، وصورة طبيعية جميلة للشعب الفلسطيني بدلا من الصورة المشوهة الظالمة التي كان يرسلها عنا الانقسام الاسود .
انها لحظة مبهرة ، وخطوة اولى خارقة في مشوار بالغ الصعوبة هو مشوار الاستقلال الفلسطيني ،والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
منذ الثالث والعشرين من نيسان الماضي وحتى يوم الاثنين الثاني من حزيران الحالي ، كنت اتابع التفاصيل في الطريق التي تتقدم فيها المصالحة ، وكنت الاحظ ان الضرورات الوطنية الملحة التي تفرض حتمية النجاح كثيرة وحاسمة ، من بينها اننا بلغنا ذروة الاشتباك السياسي مع الاحتلال الاسرائيلي ، وهو ابشع احتلال من نوعه ، بل هو النموذج الوحيد الباقي من زمن الاستعمار ، نموذج يناضل من اجل البقاء في زمن ليس زمانه ، فيخترع من اجل ذلك مقولات هي اقرب الى الجنون ، ويستند الى نكران غبي بوجود شعب هو اذكى نماذج الحضور في القرن الحادي والعشرين وهو الشعب الفلسطيني ، ولقد اصبح من الصعب الى حد المستحيل ان يظل احد متمسكا بلغة الانقسام الشاذة بينما اشتباكنا مع الاحتلال يصل الى الذروة .
ومن بين الضرورات الوطنية الملحة ان هناك حالة واسعة من الانتباه واعادة الحسابات تعم المنطقة كلها ، بعد ان انكشفت الى حد السقوط الاوهام القديمة التي كانت تراهن على غموض الشعارات الدينية بديلا عن حقائق الوطن والدولة الوطنية ، وفي حالة الانتباه هذه كان من المستحيل على الشعب الفلسطيني –وهو صاحب مشروع الاحياء الوطني – ان يبقى في التيه وهو الذي اعتاد منذ انطلاق ثورته المعاصرة ان تكون قضيته الفلسطينية هي بوصلة الطريق التي يهتدي بها الجميع
ثم ان العدو الصهيوني الذي صنع نكبتنا وماساتنا يسابق الزمن بنوع من الاحتشاد غير المسبوق للخرافة والعنصرية معا ، ليفرض على الارض حقائقه المعادية للتاريخ والجغرافيا ،وكان لا بد من لحظة شجاعة وطنية تصل الى مستوى "الصوفية الوطنية "للاعتراض الكبير على الجنون الصهيوني العنصري ، ولم يكن هناك عنوان قادر ععلى تجسيد هذا الاعتراض وتجسيد هذه الصوفية الوطنية سوى اسقاط الانقسام وتصعيد المصالحة الوطنية .
ولكن الساحة لم تكن خالية من الصعوبات والمتربصين وتجار الانقسام من قوى محلية ليست سوى ابواق وادوات لمنظموات اقليمية ودولية ، يساندها صوت التهديد ااسرائيلي فاصبحت تبحث في كل نص للمصالحة عن ثغرات ونواقص وعلامات استفزاز واشارات تحريض، لدرجة اننا سمعنا بكاءا على وزارة الاسرى ، لم نسمع واحد في المئة منه عن القدس ومسجدها الاقصى !!! واصبحنا نسمع عن وزارة في حكومة مؤقتة عمرها محدد بستة شهور مالا نسمعه عن جنون الاستيطان !!! وظلت هذه الجوقات تلاحق فكرة المصالحة حتى اللحظات الاخيرة ، حتى وهم يسمعون نغمة التهديد الاسرائيلي التي تتعالى ، والاجراءات الاسرائيلية التي منعت عددا من الوزراء من الوصول الى الضفة لاداء اليمين الدستوري ، وظل الرهان الخائب قائما حتى هذه اللحظات .
الحكومة الواحدة هي الخطوة الاولى ،هي القاطرة التي تجعلنا مبدئيا نتحرك الى افق جديد ، ونتعامل مع كل الملفات وكلها من الوزن الثقيل ، ملفات صعبة ولكن الضرورات الوطنية تضغط باتجاه الانجاز والمضي قدما والطلاق النهائي مع الانقسام .
الانقسام سقط لانه ما كان يجب ان يكون اصلا ، ومشوارنا طويل ، ولكن الامل الوطني فوق كل الصعوبات .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل