الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش مهزلة الانتخابات العراقية الأخيرة

يسار الوردي

2014 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


من دولة الرعب و الخوف
إلى دولة الاحتلال و السفالة و الفساد و الخرافة

(على هامش مهزلة الانتخابات الأخيرة)

سقطت دولة صدام حسين للرعب و الخوف التي جاءت بعد سلسلة من التاريخ القذر بالعمالة لحزب البعث و المليء بالجرائم و الزيف. لقد عملت الدول المستعمِرة أو الامبريالية (بريطانيا, فرنسا و أخيراً أمريكا) على طول تاريخها المشين بدعم الأنظمة المنحطة في العالم.ة

كانت الأنظمة العربية و لا تزال تمثل أبشع الأنظمة التي أوجدها الاستعمار الغربي من ممالك وإمارات و دكتاتوريات عميلة بعد الغزو الذي دشنته بريطانيا و فرنسا للدول العربية, بما دعي بمؤامرة ( سايكس _ بيكو ) التي فضحها لينين بثورته البلشفية فلازالت المملكة العربية السعودية و الأردن و الكويت أحد المعالم لذلك التاريخ الدامي و المنحط لوجه بريطانيا العظمى التي لا تغيب الشمس على مستعمراتها!

أن سفالة الدكتاتورية العربية لا محال تمثل و تجسد سفالة الدول الغربية و أمريكا و نفاقها في التعامل اللا شريف مع الشعوب العربية التي تجسدت في تمكين الدكتاتور صدام حسين على الشعب العراقي طوال وجوده سواء في حزب البعث أم في تمسكه في السلطة الغاشمة و الحروب البربرية التي خاضها ضد الشعب العراقي و جيرانه.

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي, تم ظهور القطب الأوحد أمريكا ليتجلى غزو العولمة و العصر الأمريكي الذي بدأ بموجة من الزيف و الحروب البربرية الدموية و بدعوى تحرير الشعوب و الأقوام. فكانت الحصيلة الهجوم على أفغانستان و غزو العراق و المحاولة لتحطيم مصر و ليبيا تدمير سوريا في الشرق و أخيراً الهجوم على أُوكرانيا في الغرب و في قلب الاتحاد السوفيتي.

أن نظرة خاطفة على دول ما دعي الربيع العربي تعكس زيف التسمية التي أطلقها الغرب و أمريكا على هذا الحراك من اجل تمرير المؤامرة الدنيئة للعصر الأمريكي الذي بدأ بأكذوبة 11 سبتمبر, بسقوط برجي التجارة العالمية في أمريكا الذي سقط ليس بالطائرات المخترقة لهما بل بوجود العبوات الامبريالية و الصهيونية الناسفة ليتم غزو أفغانستان و من ثم أكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق ليتم غزو العراق و تحطيمه, ليكون فاتحة للعهد الأمريكي و حروبها البربرية في الشرق الأوسط.

ماذا جرى و يجري في كل الدول العربية و العالم بعد مرحلة سقوط الاتحاد السوفيتي و صعود أمريكا كقوة امبريالية بربرية تجتاح العالم بحروب مزيفة و بنذالة استعمارية حديثة جداً, وبما عرف بغزو العولمة لنهب ثروات الشعوب.
فلم تتحرر أفغانستان و لم يصبح العراق دولة ديمقراطية نموذجية في المنطقة كما وعدت أمريكا و لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه بل تم و يتم تدمير شعوب العالم و قتل البشر و نهبها, لتمتد يد أمريكا اليوم إلى اوكرانيا!

إنها البربرية الأمريكية في حربها الامبريالية للسيطرة على الشرق الأوسط و نهب ثرواته و بمسميات تحرير الشعب العراقي من الدكتاتورية إذ جرت أبشع الجرائم من القصف باليورانيوم و قتل العلماء و السياسيين و أساتذة الجامعات وتشريد و قتل بشر أبرياء من النساء و الأطفال و الشيوخ. فكان لأمريكا هذه المرة أجندات جديدة. من أمثال أحمد الجلبي وأياد علاوي و بعض الشخصيات الإسلامية الرجعية و تواطأ اليسار التعبان و الليبرالية المتوحشة العراقية, و هرب صدام حسين و حزبه في الحفر و أحضان السعودية والخليج و قطر, و مع سكوت قيادة الحزب الشيوعي اليمينية.

دعمت أمريكا كل سفلة التاريخ فكان نظام الدكتاتور صدام حسين أحد أركان السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط حين كان هناك وجود للاتحاد السوفيتي و بسقوط السوفيت تم التخلي عن صدام حسين و جمهورية الرعب و الخوف في العراق, لتشن أمريكا غزو العولمة فكان من مفرداتها الفوضى الخلاق و نشر الديمقراطية النموذجية في العراق و أخيراً ظهور مصطلح بلدان الربيع العربي الذي تتوج بقصف الدكتاتور العربي و تحطيم البنى التحتية و تخريب الاقتصاد والأمان و نشر العنف و التفجير و الموت عبر تسريب جهاز القاعدة (الصنيعة الأمريكية) و أخواتها و أفراخها (داعش و النصرة) إلى العراق و مصر و ليبيا و سوريا.

كان العراق البداية المأساوية للدكتاتورية العربية و الشعوب العربية على السواء. لقد تم تحطيم نظام الدكتاتور صدام حسين, و ليتم معه تدمير الشعب العراقي و نضاله من اجل دولة حرة ديمقراطية متقدمة. فهذا هو الوجه البشع للامبريالية الأمريكية و عصرها البربري في غزو العولمة.

أن البلدان المستعمِرة (فرنسا و بريطانيا) قامت بجملة من السفالات في العالم تجسدت بنهب و قتل البشر في الهند وأفريقيا وآسيا, ثم لتظهر أمريكا بعد الحرب العالمية كقوة بربرية صاعدة بعد ضرب اليابان بالقنابل الذرية و قصف الفيتنام بقنابل النابالم لمدة 20 عام و بسلسلة من الأعمال الإجرامية في إيران و كمبوديا وهايتي و كوبا و أنغولا و بنما.

ليكون العراق دولة مستعمَرة في عام 2003 (بأكذوبة العراق المحرر من صدام حسين)!

فشكل الدولة العراقية اليوم يعكس البربرية الغربية و الامبريالية الأمريكية و من خلال كل الكتل و الأحزاب و القوى السياسية. ففساد الأحزاب السياسية العراقية يعبر عن الوجه الكالح للامبريالية الأمريكية فبعد التخلي عن المجرم صدام حسين, قامت أمريكا على دعم العملية السياسية في العراق بالاعتماد على الأحزاب و القوى الفاسدة و على دعم الإرهاب من اجل استمرار حالة الفوضى الخلاقة ( أنها الفوضى الخلاقة التي تتيح لأمريكا نهب العراق). إذ تخلت أمريكا عن نظام صدام حسين الخالي من الحرية لكن الذي يسوده الأمان و القانون, ليتم انجاز دولة بلا قانون و لا أمان ولا حرية.

أن كل الأحزاب السياسية العراقية المشاركة في العملية السياسية بعد الغزو الأمريكي البربري تتحمل المسؤولية الكاملة رغم كل الادعاءات للقيادة اليمينية للحزب الشيةعي, بأنه أدان الغزو!

إذ أن العمل مع الشخصيات العميلة ( أياد علاوي وأحمد جلبي) والأحزاب الإسلامية و الكردية التي باركت الغزو الأمريكي. إذ كل هذه القوى تمثل الأحزاب الانتهازية و البربرية العراقية التي تعاملت مع الجريمة و الزيف الأمريكي وبالعمل لتبيض وجه أمريكا الكالح, بخديعة نشر أمريكا للحرية و الديمقراطية في العراق و الشرق الأوسط.

هكذا أنجزت أمريكا عبر اكبر أكذوبة الحرية و الديمقراطية للعراق, أول دولة في الفساد و الجريمة و القتل و الخرافة.

فأن المشاركة بهذه الجمهورية الفاسدة لا شك يفرز شكل الزيف لكل الأحزاب التي طبلت للديمقراطية التي جاءت بها أمريكا للشعب العراقي, و التي لا محال تسترت على أبشع الجرائم في العراق من القصف بقنابل اليورانيوم إلى أنشاء دولة محاصصة الطائفية و الفساد و الخرافة و بدولة بلا قانون للأحزاب, لينتشر فيها القتل و الفساد والتفجير اليومي على مدى 12 عام مع أختفاء 40 مليارد دولار من خزينة العراق في زمن بريمر و مع هروب الساسة المجرمين و السارقين من دولة العراقية.

الشكل المأساوي للعراق الحالي بعد سقوط جمهورية الخوف و الرعب, هو ظهور و طغيان المد الإسلامي وظهور الساسة النصابين و القتلة و المشعوذين و المزورين و مع شكل من الدولة الهلامية حيث لا جيش و لا شرطة و لا مخابرات و يعبث فيها الموساد و ال ( سي آي آ) و جهاز القاعدة و تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام( داعش) مع و تسليم أمريكا العراق كي تتصارع فيه القوى الإقليمية و الدولية من اجل مصالحها في العراق.

فحقيقة الدولة العراقية!

هي دولة منحطة بلا جيش و قوى أمن و لا قيم و لا مستقبل و لا أي أمل للتطور, أنها دولة الفوضى الخلابة للتخريب للبنى التحتية و القتل للعلماء والأستاذة والأطفال والنساء والزيف و النهب, و بلا أي مشروع زراعي أم صناعي و لا تعليم عالي راقي أنتجتها الامبريالية الأمريكية لتكون المثال المقتدى للتخريب في دول الجوار العربي.

الدولة العراقية بلا قوانين و لا حماية للإنسان و البشر, و تعمل فيه الأحزاب الإسلامية على نشر القيم البربرية لتغييب بشر العراق, من خلال الزيارات الخرافية المليونية للعتبات المقدسة و المواكب الحسينية للطم, و مع التهام الأغذية في الشوارع بطريقة وحشية ( إذ بلغة تكاليف الأغذية 300 مليون دينار في ذكرى وفاة موسى الكاظم الأخيرة من 23 إلى 25 مايس من هذا العام مع تعطيل للحياة الاقتصادية و الاجتماعية و الإنسانية بقطع الطرق و السفر من و إلى بغداد ) تشجعها المرجعية الدينية و الإسلام السياسي مع محاولات تدمير القوانين المدنية و تمرير القوانين الدينية من زواج متعة و قانون جعفري لنكاح الفتيات بعمر 12 عام ,و في ظل التفجيرات الإرهابية و غياب الطاقة الكهربائية و فيضان مجاري الصرف الآسنة في العاصمة بغداد, و لتصبح بغداد أقذر عاصمة و أول دولة فساد في العالم.

الدولة العراقية يتصارع فيها كل الأحزاب و القوى من اجل تكريس الفوضى و التخلف وعدم البناء و التطور الاقتصادي و الخدمات الإنسانية, و يتصارع فيها المركز والإقليم من اجل اللا اتفاق و من اجل السرقة و النهب للمال العام و أهانت الإنسان العراقي من الشمال إلى الجنوب و العمالة لدول الجوار من السعودية و تركيا و إيران والخضوع لإسرائيل و أمريكا.

الدولة العراقية صار فيها كل السياسيين أبطال سفلة و مرتزقة من أمثال مشعان الجبوري و محمود المشهداني و أسامة النجيفي وطارق الهاشمي و صالح المطلك و مسعود البرازاني و جلال الطالباني و نوري المالكي و مقتدى الصدر وكل الشخصيات الدينية من قزويني و حائري و بربري و خرافي. برواتب تقاعدية خيالية (40 مليون دينار) المشهداني مثال. مع تكريس النظام الطائفي و استمرار صارع الإقليم و المركز( بتصديره النفط عبر تركيا ) و افتعال أزمة كركوك والابتزاز السياسي وقت الانتخابات. مع وجود تزوير للانتخابات وشراء الأصوات بملايين الدولارات للأحزاب الكبيرة المتسلطة على جهاز دولة المحاصصة الطائفية في المركز واستفحال نعرة القومجيين الأكراد في الإقليم.

لكن في هذه الدولة يوجد حزب شيوعي بقيادة يمينية خوزقت نفسها لا إكراه و لا بطيخ, فقد صرح هذا الحزب انه لا يوجد قانون للأحزاب وشارك في دولة بريمر المحررة للعهر السياسي و القتل للبشر و التخريب الاقتصادي وشارك في الدورة السابقة بدولة المحاصصة للقتل الطائفي و لم يحض بكرسي واحد, لكن بجلف بقى في مستنقع الدولة الطائفية و بمحض اختياره شارك في الانتخابات الحالية.

ففي هذا العام و في شهر مايس شارك الحزب الشيوعي مع كل هؤلاء الأوغاد من شخصيات سياسية دينية و سلفيين وليبراليين متوحشين و أحزاب كارتونية منحطة, و رغم كل هذا الخراب و على مدى عقد و نيف شاركت القيادة اليمينية في الانتخابات الكسيحة لتضفي شكل الديمقراطية على السلطة الرقيعة التي جاءت بها أمريكا للعراق. فجاءت الخيبة كبيرة إذ لا كرسي و لا بطيخ. عمر و تعدى الثمانين, لك يا فلان!

تساؤل مشروع يطرح نفسه بقوة؟

1. ألم يشارك الحزب الشيوعي بإضفاء الشرعية على الغزو الأمريكي للعراق و تأسيس دولة الفوضى الخلابة!
ألم يشارك الحزب الشيوعي بإعطاء الشرعية للقوانين الجائرة لتحطيم العملية السياسية في العراق تحت مسميات الانتخاب الديمقراطية وفي ظل دولة الصهيوني بريمر و غياب قانون الأحزاب و تغَول الأحزاب الإسلامية و نفوذ حزب البعث في مرافق السلطة من اجل التخريب والعمالة للسعودية و أمريكا و تركيا و إسرائيل .
2. الم يتخلى الحزب الشيوعي عن النضال الجماهيري المطلبي اليومي من اجل فقراء الشعب و كادحيه المُهمشين.
3. الم يتخلى الحزب الشيوعي عن القيم و المبادئ المعادية للامبريالية الأمريكية وغزو العولمة لقتل البشر ونهب ثروات الشعب العراقي من خلال أجندات أمريكا الجديدة من أحمد الجلبي و أياد علاوي (ممثل البعث الحديث) وأحزاب الإسلام السياسي و كل الشخصيات المرتزقة و المسخ أعلاه.
4. كم هي المبالغ التي ترصدها الدولة العراقية لقيادة الحزب الشيوعي اليميني تحت مسميات دعم مؤسسات المجتمع المدني, و كيف يعمل الحزب الشيوعي في ظل هكذا معادلات؟
فهل تكون هذه المبالغ المرصودة للقيادة اليمينية عائق و ثمناً لعدم التصدي لزيف و نهب الأحزاب القومجية في الإقليم الكردستاني أم الأحزاب الإسلاموية في المركز الشيعي و في بغداد؟
5. كم ستخسر قيادة الحزب الشيوعي اليمينية من المال في حال فضح دولة الفساد بأحزابها و رموزها السياسية من خلال عدم المشاركة في الانتخابات المنحطة؟
6. هل سيعمل الحزب الشيوعي العراقي يوما على زج الجماهير من اجل الإطاحة بدولة اللا قانون و الفوضى الأمريكية و الصهيونية في العراق التي أنجبت دولة المحاصصة الطائفية و العمالة و الزيف والنهب و القتل و الخرافة, كما حشد اليسار المصري الشريف 20 مليون إنسان لإسقاط دولة الأخوان الشرعية التي حضت بدعم أمريكا و الغرب؟

جواب حكيم لامرأة عراقية عجوز عن سؤال صحفي!

س : ما رأيك بالنظام السابق؟
ج : النظام السابق جرت فيه كل السفالات و الحروب و القتل و السجن و التشريد للبشر العراقي!
س : ما رأيك بالنظام الحالي؟
ج : النظام الحالي بيض وجه النظام السابق!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية