الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاشتراكية يبنيها الحزب الطليعي القائد ... وليس الديمقراطيات الخاوية

جاسم محمد كاظم

2014 / 6 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ارتاع القطيع المنبهر بالديمقراطية حين وجد نفسه يفقد تباعا المكتسبات التي نالها من العهد القديم و اخذ يطالب بتحقيق مجانيات وإصلاحات الاشتراكية من دعاة الديمقراطية الحديثة .

وبما أن القطيع لا يعرف شيئا التاريخ فأنة يجهل أن اليمقراطيات الوافدة لا تبني البلاد التي ابتلت بها بل هي على العكس تقوم بتجريد تلك البلدان وسكانها من كل خيراتها ومواردها الأولية عبر تصدير الريع والمواد الألوية لأسيادهم في الدول الصناعية الكبرى .

وان هذه الحكومات الديمقراطية ما هي في حقيقتها سوى مجموعة من الموظفين العاملين لكبرى الشركات الاستثمارية تمارس عملها بطرق متعددة من اجل كسب ثقة الثبات والحصول على الشرعية من أقطاب النظام العالمي الجديد مثل :-
1- الاشتراك مع رؤوس الأموال القادمة من الخارج .
2- الحصول على الكومشنات .
3- أعطاء الشرعية للشركات الاستثمارية للعمل بحرية داخل بلدانها .
4- حماية هذه الشركات من قوانين الضرائب .
5- تتطور هذه الشركات وتتضخم حتى تتحكم بعد ذلك بأسلوب الحكم .

وشيئا فشيئا تتحول هذه السلطات إلى شركات مالية ضخمة تضمن بقائها في محيط السلطة عبر شراء الأصوات في كل دورة انتخابية .

قامت الاشتراكيات الضخمة عن طريق ثورات شعبية تزعمها حزب طليعي تعرف كوادره مسبقا حجم النهب الاستعماري لبلدانها وأنها لم تجني من ديمقراطيات الغرب سوى فراغ الكلمات المهلهلة .

واختصرت هذه الاشتراكيات مسافات الزمن واستطاعت في فترة زمنية قياسية من القفز على حبال التاريخ والتقدم على أصحاب النظريات الديمقراطية بفك لغز التاريخ وسر المادة .

وجد البلاشفة بعد انتصار أكتوبر روسيا عبارة عن خربة يحرث أرضها محراث بدائي يجره ثور يعيش أكثر سكانها كأقنان مثلما صورهم الروائي " تورغنيف " في " مذكرات صياد ".
واستهل لينين باكورة أعمالة بكهربة وإضاءة كل روسيا من فلاديفوستك حتى الاورال والبدء بتأسيس صناعة مولدة للصناعة وتوزيع الخبز واللحم بالمجان على سكان روسيا .
ثورة يقول عنها غورباتشوف في البيروسترويكا بأنها اختصرت التاريخ وقدمت للبشرية في غضون 70 سنة ما عجزت البشرية عن تقديمه في 700 سنة .

40 سنة بعد انتصار أكتوبر صعد كاكارين نحو الفضاء واكتشف بان الله لم يخلق السماء زرقاء كما صورها في كتبة المقدسة .
وما اختلفت ثورة ماوتسي تونغ عن ثورة لينين عندما وجد الصين دولة يستبعد الغرب سكانها يبيع عليهم تجار الديمقراطية الأفيون والسموم و يسلب خيراتها نحو مصانع مانجستر وليفربول .

تقوم الاشتراكيات على بناء بنية تحية قوية للنهوض بالواقع المعاشي وبناء صناعة قوية تستطيع توفير كل ما يحتاجه الفرد وتصبح الدولة أشبة بخلية نحل يعرف الكل واجبة ومكانة في حيز العمل .
ينتفي في البلدان الاشتراكية كل أشكال المثاليات وصور الرب لأنها لا مكان لها في حيز العمل الإنتاجي وينتفي الشيخ ورجل الدين يتطور القانون كثيرا وتتقدم الحياة الاجتماعية والثقافية أشواطا بعيدة يصل الإنسان في هذه الدول إلى معرفة ذاته الحقيقية بدل أن يكون عبدا مأجورا لأتباع المثال أو خادما لأصحاب الديمقراطيات الخاوية .
قد ينبهر القطيع من التطور الخلاق في الدول الرأسمالية لأنة لا يعرف أن هذا التطور في حقيقته ليس لعموم الشعب العامل الذي يتحمل التكاليف الباهظة ودفع الأجر لأجل العلاج من الإمراض القاتلة أو أجور الماء والكهرباء وان أساطين السياسة وعرابيها يعرفون مقدما أن ما يحصل علية هذا الساكن بيده اليمنى يدفعه مرغما بيده اليسرى حين تشفر حتى القنوات الناقلة لمباريات الكأس والدوري وتصبح تذكرة "الكامب نو" "وستاد البرنابيو " 1000 دولار لأبخس المقاعد من اجل مشاهدة ليونيل مسي ورونالدو فقط بالعين المجردة عن بعد .

ذنب القطيع أنة لا يعرف شيئا من التاريخ بعد أن عاد التاريخ إلى منطق أرسطو الظاهري لذلك تساوت في فهمة الأنوار والظلم ولم يعد يفرق مابين ديمقراطيات اللصوص ويطلب منها تحقيق المنجزات الخالدة التي أقامتها الأحزاب الطليعية بثوراتها الاشتراكية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ


.. اقتصاد فرنسا رهين نتائج الانتخابات.. و-اليمين المتطرف- يتصدر




.. كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة الس


.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من




.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ