الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهمات الشبكة التجسسية العالمية : إيشلون

ماجدة تامر

2005 / 7 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ما تزال أوروبا تعيش هاجس العمليات التجسسية التي تنتهكها الدول العظمى ضد شركاتها ومصانعها وبنوكها ومراكز أبحاثها و أبرز مظاهرها تلك التي تقوم بها شبكة التجسس الأمريكية " إيشلون " .
هذا النظام التجسسي الذي تم استخدامه زمن الحرب الباردة قد رأى النور بموجب اتفاقية " أوكازا " عام 1947 ، التي ضمت كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واستراليا وكندا ونيوزيلاندا .
وكان الأمر يتعلق آنذاك بتبادل المعلومات وتنسيقها بين عناصر الأنغلو- ساكسون وذلك لمواجهة خطر الاتحاد السوفييتي السابق وتهديداته .
إلا أن نشاط هذه الشبكة لم يتوقف بعد إنتهاء الحرب الباردة ولا حتى بسقوط جدار برلين ، بل تطور وتعددت أهدافه بحماية مباشرة من كلتي الوكالتين الأمن القومي والاستخبارات المركزية الأمريكية.
ولكن ما حصل في الواقع هو أنه تم إدخال العديد من التحسينات عليها فأصبحت قادرة على إلتقاط وجمع أكثر من 100 مليون إتصال شهريا في كافة أرجاء المعمورة .
ووضعت لخدمة أهداف تجسسية صناعية واقتصادية وتكنولوجية وغيرها .
إحدى قواعدها العسكرية هذه أقيمت في منطقة " موروتينوس " والأخرى في منطقة " مين ويزهيل " ويرمز إليها بالمحطة " إف 38 " وفيها تتم عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية منذ عام 1980 بإسم قانون " ستيل بوش " .
لقد كانت هذه القاعدة تضم أربع محطات تجسس إلكترونية ويعمل فيها حوالي 400 شخص أمريكي ، أما اليوم فقد أصبح عددهم حوالي 1600 شخص يديرون 25 محطة تجسس ويعملون جميعهم لصالح وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " التي تقوم بمهمات التشفير وفك الرموز وجمع المعلومات الأساسية ومن ثم تحويلها مباشرة الى مقر القيادة الأمريكية العامة .
إن شبكة إيشلون تغطي الكرة الأرضية بأكملها وما تقوم به من جمع للمعلومات لايقتصر فقط على محاربة المخدرات والجريمة والارهاب وإنما لخدمة أهداف تجسسية أخرى صناعية وإقتصادية وتكنولوجية وتجارية أيضا .
وتثير هذه الشبكة حفيظة العديد من الدول الأوروبية وتتزايد الاحتجاجات وخاصة في فرنسا . فقد طالب الأوروبيون مرات عديدة من الأمم المتحدة بإصدار قانون دولي يحذر من إساءة استخدام بعض الأجهزة الإلكترونية لأعمال تجسسية ووضع حد لتجاوزاتها .
وبعد أن كشفت كل من صحيفتي " لوموندو " الايطالية و " الفيغارو " الفرنسية في العاشر من نيسان من عام 1997 حقيقة هذه الأعمال ، انتظر النواب الأوروبيون نشر تقرير رسمي مفصل من اللجنة الأوروبية من أجل إعادة النظر في المسائل التكنولوجية وتحذير المسؤولين من الأخطار التي قد تتعرض لها حرية المواطنين وخاصة فيما يتعلق بالنشاطات الاقتصادية والتجارية .
إن اشتراك بريطانيا في هذه الشبكة لصالح الولايات المتحدة يثير قلقا شرعيا لدى الأوروبيين ، لأنها تزيد من حدة النزاع داخل الاتحاد الأوروبي وخاصة فيما يتعلق بالمصالح المشتركة فيما بينها
فالوضع الحالي لايرضيهم .
إذ أنهم يرون في هذه الشبكة الأمريكية – الإنكليزية وسيلة لتزييف التنافس العالمي على حساب أوروبا وقد قالوا بصراحة : " تلك هي أعمال قرصنة يقوم بها النظام الأنغلو- ساكسوني . ولكن كيف يمكن للأوروبيين أن يتصرفوا من الناحية القانونية ؟ " .
لذلك قرر بعض النواب الفرنسيين ، بعد أن إنضم إليهم " آلان بومبيدو " رئيس اللجنة العلمية والتكنولوجية التي يطلق عليها " ستويا "دراسة أعمال وأساليب شبكة التنصت الأمريكية " إيشلون " التي تمر دون عقاب .
لقد أجاب " دافيد ناتال " أحد القضاة المختصين بجرائم المعلوماتية حول إمكانية فرض عقوبات وماشابه بقوله : " في حال غياب احتجاجات الشركات التجارية التي كانت الضحية الأولى للقرصنة ، تبقى هذه المسالة بالغة الصعوبة " فالقانون الدولي الذي يدين قرصنة الاتصالات الأرضية ، لم يتعرض بعد الى ما يتعلق بالاتصالات عبرالأقمار الصناعية " .
وفي تقرير أعده الباحث " دانكان كامبل " إلى القيادة العامة للدراسات الاستراتيجية الأوروبية حول أعمال القرصنة التي تصب في مصلحة السياسات الأمريكية ، ذكر فيه بأن هناك عقودا قد وقعت في عام 1994 خفية عن فرنسا ، ألحقت الخسارة بشركات فرنسية قدرت ب30 مليون فرنك فرنسي ، مما أعطى الفرصة للشركة الأمريكية الشهيرة " ماكدونالد دوغلاس" لتغزو الأسواق وتحتكر الصناعات وذلك بما توفر لديها من أسرار حصلت عليها من " إيشلون" .
وقد خسرت شركة " تومسون " الفرنسية عقدا بمقدار 2 مليون دولار تقريبا ، بسبب الشروط المالية الصعبة التي وضعتها أمامها الولايات المتحدة وذلك لصالح صناعة رادارات أمريكية من طراز " رايثون " .
وهنا يؤكد " جاك بو " وهو أحد الخبراء السويسريين بأن شبكات التجسس الأمريكية بلغت قدرا كبيرا من الأهمية حتى أصبحت اليوم فوق سلطة الدول وتهدد الأمن والاستقرار العالميين وتفجر أزمة ثقة بين كافة الأطراف وهي ماتزال بعيدة عن أنظار الأنظمة الديموقراطية ، وأصبح من الصعوبة بمكان مراقبتها والحد من نشاطاتها .
لذلك بدأ النواب الأوروبيون يعمدون في هذه الظروف إلى إدخال تعديلات هامة على الأجهزة الالكترونية التابعة لمعظم القطاعات ، لمنع تسرب المعلومات والأسرار إلى شبكات التجسس بكافة أنواعها والوقوف بقوة وحزم أما م القرصنات التي باتت تهدد أمن البلاد وتؤثر سلبا على إقتصادها وتضر بالمصالح الوطنية والصناعات المحلية المختلفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل