الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة كان اسمها الكرادة

هادي حسين الموسوي

2014 / 6 / 4
سيرة ذاتية


(الاسماء لاتعني احدا بالتحديد )
شلة من الصبيه يلعبون في الساحة الترابيه.. المكان : منطقة المطيريه في حي كرادة مريم ... الزمان: صيف 1958...
الشلة تكونت عفويا من دون اختيار مسبق .. يتزعمهم عبد الله فتى في الخامسة عشرة من عمره (سني) اصله من سامراء .. يليه كاظم ابن السيد (شيعي) مولود في قرية من محافظة ديالى لكن اسرته كربلائية بالاساس .. وضياء من العمارة (صبي... يعني صابئي)والدته مدبرة بيت عقيد في الجيش ... وغزوان من سكنة الكرادة الاصليين شيعي ابوه سيء السمعه لا يحبه ابناء المنطقة ... عبد الرحمن (سني) اصول اسرته من بيجي .. صليوه يوخنا (مسيحي) ابوه مدقق حسابات في ديوان احدى الوزارات... عبد السادة من منطقة الشاكرية(منطقه مخصصه لسكان اهل الجنوب بيوتهم من سعف النخيل بعد ان نزحوا من مساكنهم لتعرضهم لاستغلال الاقطاعيين وسلبهم ابسط الحقوق خصصها نوري السعيد لهم) ابوه في سلك الشرطه... سامان كردي (سني) ابوه يعمل بالشورجة... حمود ابو فلس كرادي ابوه سائق (سكس ويل... شاحنة) .......... كانت لعبتهم المفضله هي (فات الثعلب فات ...وبذيله سبع لفات ) او لعبة الدعبل .. او استعراض احدهم لبطولات ابيه... كل صباح اثناء ذهابهم الى المرسة يشاهدون الباشا (نوري السعيد) بسيارته السوداء تتهادى ببطيء في شارع السدة المعانق لنهر دجلة.. وكثير منهم من راى فيصل الثاني (ملك العراق) بسيارته الانكليزية الصغيرة. كانت الكرادة منطقة هادئه تحتضن الاغنياء وزعماء البلد الى جانب سكانها الاصليين ....... البيوت فيها من هو شامخ ظاهر الترف وفيها بيوت مبنية من الطابوق والجص وفيها الاكواخ الطينيه كان سكانها من عشاق دجلة .. كان صباح ابن نوري السعيد يسكن مع ابيه في الكرادة ... نزهته في عصر ايام الصيف جولة بمركب صغير مزين بمصابيح ملونه يشق مياه النهر الجميل .. يمتلك سيارة (رولز رايس) خضراء تحمل رقم 41بغداد.. وغالبا ما يلاحظ الفتيه سيارات رجال الدوله متجهة الى بيت الباشا نوري ... منهم صالح جبر وخليل كنه وبهجت العطيه وووو...
هواية نوري السعيد السير صباح كل يوم من بيته الى بستان العزاوي ..... من دون اية حراسة.. احتضنت الكرادة الكثير من الوزراء وشيوخ العشائر ووالتجار والطبقة المرفهة ... حدودها من جسر الجمهورية وساحة الشواف ثم تمتد مع انسياب دجله فمنطقة الثعالبه والعباسيه والمطيريه حيث بيت نوري السعيد ثم الكاورية والقصر الملكي (القصر الجمهوري حاليا) والسفارة الامريكية وتتميز بمساحتها الشاسعة... ثم (الجسر الخشبي ابو الدوب) حل محله الجسر المعلق ( جسر 14 تموز)فيما بعد .واخيرا ام العظام المتاخمه لمنطقة الحارثيه... كانت ضفاف دجله تداعب اقدام عاشقيها وتطفيء نار صيفهم القاسي ... وفي كل ليلة الجمعة تتراقص شموع (الخضر) وهي سابحة(( على قطع كرب النخيل))تتهادى بين الضفتين.......... وصبايا المنطقة يتوجهن صبحا لضفاف النهر لغسل الاواني وملابس الاسرة... والـــ (بلم البغدادي )يزهو وهو عائد بسمك وفير ... منطقة كريمه تكسوها مربعات النخيل فتكسبها منظرا شاعريا تحسده عليها سائر مناطق بغداد..لم تكن الكرادة تتوقع ان يحصل لها ما حصل في الاتي من الايام
لم يسعف الحظ مجموعة الصبيان تلك التنعم بمنطقتهم ... بدد ـــ صدام شملهم ــاذ اصدر اوامره بإخلاء المنطقة بكاملها من السكان وتفرقت اسرهم ولم يعد جمعهم الا في خزين الذاكرة ... بعد ثلاثة عقود ذهب صدام وورثه رجال صدقوا ما عاهدوا الامريكان عليه..رجال العهد الجديداحتلوهاوربضوا فيها . كرادة مريم بعد فقدان سكانها فقدت اسمها... نزعوا عنها انتماؤها والبسوها الحلة الخضراء فغدا اسمها بعد 2003(المنطقة الخضراء )... حجبت عن محيطها وسائر المناطق بكتل كونكريتيه هائلة وزرعوا الالة العسكرية لدرء اي هجوم عليها ... ولا يمكن الدخول اليها باية حال من الاحوال انها محصنة يخضع البشر والعصافير للتفتيش والتدقيق قبل الولوج الى منطقة الرعب والهلع !!!!!! كرادة مريم كانت تضم ابن الجنوب والوسط والشمال الشيعي والسني والمسيحي والصابئي الكردي والعربي والتركماني والكلداني لم تعد تضم الان الا مجموعة استنزفت خيرات البلاد وانشبت اظفارها بشعب طيب بسيط ادعت انها في خدمته ... الحكام السابقون في العراق لم يكونوادعاة وطنيه انهم بقدر ضمائرهم كان عملهم ... ان ما يميزهم عن ساسة ما بعد 2003 لم تكن لهم اساطيل من السيارات تحيط بموكبهم او رجال بشوارب بعثية لتصد عنهم خطر الذي ينوب عنهم فيه شعبهم المكتوب عليه الفداء قربانا لقادته ...او حسابات ببنوك اجنبيه او قصور خارج اسوار الوطن ليلجأ اليها هو اسرته وحاشيته سلامتهم ورفاههم اكثر اهمية .. الموت للشعب وليحيا رجال الخضراء!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خدام الاجنبي
طارق من الشاكريه ( 2014 / 6 / 4 - 06:07 )
هؤلاء الذين يسكنون المنطقه الخضراء كلهم وبدون استثناء
خدام لامريكا ولا يحملون ذره من الغيره الوطنيه والمطلوب من كل
الشرفاء الوطنيين عدم الاقتراب من هذا المكان الموبوء ولو كان الشهيد
الاكاديمي الاعلامي الفذ محمد بديوي لم يقترب من هذه البؤره لما آل
لهذا المصير المفجع .وسيأتي اليوم الذي يقدم فيه كل هؤلاء الذين
سرقوا اموال الشعب العراقي وحولوها للخارج للمحاكمه العادله, إننا
في انتظار محكمة الشعب العادله

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة