الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا خطوات متّجهة لإسقاط الأسد إعلاميّاً وتوحيد معارضيه أحد أشراطها -ولاية ثالثة-

طلال الصالحي

2014 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



رغيف الخبز في سوريا لا زال على تسعيرته ثابتاً رغم مرور 3 سنوات ونصف السنة تقريباً استنزاف هائل لسوريّا دماءً ومالاً ومع ذلك ثبت الرغيف على سعره لم يطرأ عليه تغيير , "15" ليرة سوريّة لحزمة خبز "8" قطع خبز كبيرة الحجم في الحزمة الواحدة أي ما يعادل "15" سنتاً أي كلّ رغيف حجم كبير 2 ليرة سوريّة ! وهذه الأسعار عايشتها وحتّى لقبل بضعة أسابيع ! يعني معايشة ملموسة وعن قرب , وبذا يعتبر حاليّاً أرخص رغيف خبز في العالم كتسعيرة حكوميّة ! يذكّرنا بالرخص الّذي كان عليه العراق قبل الاحتلال , ومع ذلك تشير بعض المؤشّرات المتسرّبة من داخل الخريطة السياسيّة البيضاويّة أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة نيّتها الاتّجاه لإنهاء الصراع المسلّح الدائر داخل سوريّا لصالحها , وذلك عبر مجموعة خطوات لا رجعة عنها بالنسبة إليها في خطوها , كما تخطّط , ولعدّة اعتبارات تمسّ كيان الولايات المتّحدة الاميركيّة نفسه ويمسّ هيبتها الّتي يصعب ترميمها بعد سلسلة هزائمها على أكثر من صعيد وفي عدّة مناطق من العالم أبرزها العراق وأفغانستان ومن ثمّ سوريّا وأخيراً أوكرانيا وليس آخراً لربّما .. ولربّما هنالك , وبحسب بعض التوقّعات اتّفاق جرى حول "صفقة" سياسيّة عقدت بين واشنطن وموسكو , جرت من خلف المشهد الأوكراني ـ السوري المعلن , ويبدو أنّ الصفقة استخلصت على خلفيّة ضمّ القرم إلى روسيا , فكلّنا يعلم أنّ أحداث أوكرانيا جاءت عقب الفشل الأميركي في سوريّا فحرّكت مياه أوكرانيا "الخابطة" من أساسها كنوع من الانتقام من روسيا الّتي كانت السبب الرئيسي وراء فشلها في سوريّة بعدما لمست الرفض الروسي بشكل ملموس ! هذا الفشل دفع بالبيت الأبيض "للهروب" إلى أمام وعبر إجراءات جادّة على ما يبدو من بينها تركها شؤون العراق لإيران تفعل به ما تشاء ومنها لعبة إيرانيّة جديدة لأبقاء السيّد المالكي في منصبه بحجّة تشكيل الحكومة لربّما تمتد لعامين مقبلين , ولكن هيهات تستطيع فقد سقط المالكي شعبيّاً وبشكل كامل ومن المحال عودته لرئاسة الحكومة , فالشعب وحده كما يبدو قد أسقطه في ظاهرة عالميّة متفرّدة , كما وتركت مصر "تنضج" لحالها حتّى وإن ساهمت روسيا في عمليّة التنضيج و فسوريا في نظر أميركا أهمّ ! , وهدّأت جبهة الجزائر , كما ولم تعر اهتماماً لما يجري في ليبيا وسلّمت أمرها لقيادة "حفتر" كي تتفرّغ لسوريّا وتتفرّغ لتوحيد صفوف "المعارضة" فيها ودعمها وتسليحها بتسليح كافي يضمن لها الانتقال داخل دمشق فإسقاطها , وهنلك تحرّكات سرّيّة محمومة لتنفيذ ما يمكن تنفيذه , ولربّما في رأيي اختفاء بندر بن سلطان من المشهد الإعلامي من ضمن التكتّم على ما سيجري وقيل أنّه يعاني من أورام سرطانيّة , ولعلّ أهمّ ما ستتّخذه الولايات المتّحدة تجاه سوريّا من خطوات , هو تشويه صورة سوريّا عبر آلتها الاعلاميّة الضخمة الّتي لا زالت محافظة على ترابطها رغم أعاصير الإفلاس الّتي ضربت الغرب عموماً وأميركا خصوصاً , إذ , وكما ملاحظ لم يرق الاعلام المناوئ "روسيا وحلفائها" لمستوى إعلامي مؤثّر من استغلال التراجع الاقتصادي الغربي ليثبّت أقدامه بأولى سلالم التحوّل الإعلامي , فالنيّة الأميركيّة عازمة على إسقاط السيّد بشّار الأسد إعلاميّاً قبل إسقاط نظامه وذلك عبر أساليبها المعروفة في الخداع ولها في ذلك تجارب سابقة ناجحة , تزويد المعارضة بأسلحة نوعيّة تقلّل فارق التفوّق بينها وبين الجيش السوري والعمل على تحييد الطيران السوري بمحاولات تطويق وتضييق المسافات على القواعد الجوّيّة السوريّة
كل هذه الخطوات , وبحسب المؤشّرات , تعتمد في المباشرة بتنفيذها على نتائج خارطة عمل شاملة تُدرس من جميع الأوجه الاقتصاديّة أوّلاً , وأزاء كلّ هذه الخطوات الأميركيّة المتوقّعة ماذا سيتغيّر في الأيّام القادمة في المنطقة ولربّما ستنعكس بعض آثارها على العالم بحسب ما متوقّع عقب التخلّي الأميركي "المؤقّت" عن المنطقة :
التخلّي التدريجي الإيراني عن النظام السوري الحالي "بعد ضمان بقاء مصالحها" المرتبطة ببقاء حزب الله في جنوب لبنان
مفهوم "شرطي الخليج" يعود ثانيةً مع ضمّ العراق تتولّى إيران ذلك , فليس المهمّ "تاج" فالعمامة تشبه التاج , وقد بدأت أولى ملامح ما قاله سليماني قبل أيّام أنّ الأنبار إيرانيّة ..
وأهمّ الخطوات هو ضمان أمن إسرائيل , فهي وراء التشجيع على ما يُخطّط له حاليّاً في واشنطن وبحماس خليجي .. بالنسبة لي وللكثيرين بالطبع لا نتمنّى ان يكون الحلّ أميركيّاً , الحلّ سوري سوري أفضل و فالشعب السوري لا يستاهل العبث بمقدّراته , فتجاربنا مع حلول هذه الدولة الاميركيّة المركّبة الرغبات تعيسة وكارثيّة للغاية , إذ هنالك اتّجاهات لتحويل سوريّا إلى هيكل اقتصادي مأزوم دوماً يصعب فيه الحصول على رغيف الخبز , او السكن اللائق , أو العمل الكريم , ممّا يعني ارتفاعات للأسعار لا تُعقل مقبل عليها الشعب السوري لا تتناسب وواقع مردوداته الاقتصاديّة المحدودة قياساً بالدول المنتجة للنفط , وذلك ما ستتوقّف عليه نتائج دراسة الجدوى الاقتصاديّة من إسقاط سوريّا من دراسة خارطة خطط اسقاط سوريّا المقبلة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى