الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارادة شعب ... وفن اللعب

محمد علي مزهر شعبان

2014 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ارادة شعب ... وفن اللعب

محمد علي مزهر شعبان
تشهد الساحة السياسية ، حراكا حذرا ، الجعجعة فيه انخفضت وتيرتها عما سبق من ايقاعات رنانة ، وامال وارقام كأنها ثوابت رسختها الخيالات بالنجاح هيمانه ، وقصر النظر الذي يدغدغ كبد السماء . حراك يمشي خفيا ، بعد ان سجلت الارقام واقعا ، واتجهت أهواء الجمهور حيث مالت بوصلة الاتجاه في ان تكتب صفحة لعلها صفعت لمن اخذته الخيلاء في ساحة التمنيات والتوقعات دون ادراك الواقع .
الحراك الان وكأنه يمشي على ايقاع بعض خراطيم الناطقين من الدرجة التي ليس عليها ماخذ المسؤولية ، حين التسائل عن المواقف ، فتجده يهد هديره ، ولا يدرك انه في لجة الصراع ام لا . وخوض البعض بمقذع سبابه وان خفت وتيرته فالامر اضحى في واجهة ان تكشف اوراقك الجديدة ، لان الاغلب الاعم يريد ان يقضم جزء من كعكة وطن ، دسمها دماء مواطنين وعجينتها اشلاء اجساد . اذن ليكشف كل حزب عن مراميه وما حديث رفض الولاية امست تخرس ألسنة المكابرة والجدال ، ولعلها اضحت في تغريدة ارخص مما تطلب الانفس لمطلب ثمين . هي ذي الساحة الان ، حين تبددت قوى اغوتها مواقفها المتصيدة حتى على حساب دماء ناخبيها ، فكانوا هم في وادي الادعاء ، ومواطنيها في اشكالية التمرد الذي قادهم الى ما هدر منهم من دماء . فانفكت الشراكة بين الاثنين ، فتشرذم من ادعى انه يمثل هذا المكون بعد ان بانت مراميه ، بأن الارب الشخصي هو الغاية ،وتفتت بشير المنى بان يكونوا سادة هذه الطائفة ، ونالوا من الضألة بحجم ما عملوا ولم يبلغوا ما يشتهون ، وهم في ذهول وكان ذلك الحلم الكبير خفقة سراب .
ان الانشودة التي اطربت الشعب باغلبه هي حكومة الاغلبية ، الا قليله ممن تراود دخيلة نفسه وبات فكره في ان تكون الطائفية متنفسه ، وقدرته على تسنم هذا الدست من السلطة او ذاك المنصب من خلال دخيلة في متعرجات الانفس المعتاشة في غورها العميق ، فطفح على لسان حالها المفلس . انشودة بدأ يرتل على ايقاعها ، من كان في الامس القريب يضرب على اوتارها ، فوجد ان نغمتها من النشاز اوقعت كبار عازفيها ... ومن الحكمة والاشفاق على نفسك ، ان ترى موئل رهانك ذهب بالاخرين الى حيث ما ألوا . فنهض تشكيل وان لم يودع بعض ماضيه ، حين يرفع لافتة المكون كديمغرافية ومناطقيه ، ولكن باريحية الانفتاح على الاخر .. انهم اتحاد القوى الوطنية ، برنامجهم حقوق محافظاتنا ، وهذه الحقوق وفق حسبة ذكية ، انطلقت من تراكمات الامس القريب ، حين ضاعت الاصوات في اخفاق مجلس نواب لا يعرف سوى الاختلاف بين الكتلة ذاتها ، واختلط حابلها بنابلها ، حتى ضاع عليها ما تريد سواء على مستوى الطائفة لمن تبناها ، والمأرب وتحقيق اهدافها ، والتعطيل في انجاز القرارات الذي كان مردوده هذا التخبط من القرارات المهجنة والمرتبكة . فانطلق يفكر هذا التشكيل الجديد لينسجم مع كتلة قوية ، تنطلق من البرلمان لتسجل حضورا يحقق لها الهدف الذي انطلقت منه ، برؤى دون الزعامات التقليدية ، وسحب البساط من تحتها كما حدث مع متحدون ، وترقب للقوي القادم من التحالف ..
ان حكاية ما يفرزه التحالف من مرشح ، فتت تلك العقبة الكئداء ، والخطوط الحمراء ، للمومى اليه ، بعد ان كانت اللازمة الموسيقيه لانشودة الرفض . الملفت للنظر ان الكثير بدأ يتحدث بهذه النغمة ، وهي انتظار " كودو " الذي ربما لم يأت في حسبة خبيئات الانفس . ورغم ان هذا سيشعل فتيل الحرب على ضوء تقارب الارقام ، فينبري " ابو زيد " وعنترة ، الحاوي والخابي ، ليكون في المقدمة . لكن المومى اليه كان عارفا فن اللعبة وبخلجات انفس الخصوم فهو قد رسخ قواعده على بناء متين اساسه ، وجعل ما اعتمر في انفسهم من لواء سيلتفوا حوله ، فوزعه الى دون الافواج ، حين بويع كارادة شعبية ، وكتلته اقوى الكتل تماسكا ، وترشيحهم اياه دون ان تلعب في صدورهم غاشية تارجح المواقف ، وكاريزما هذا الرجل ، التي اضحت تداعب الانفس ، حين كان حكيما في التعامل مع الازمات ، والقدرة على قراءة ما يخطط له الاخرون .
حين اعلنت المرجعية موقفها من الحكومة .. ان تكون للاغلبية السياسيه .. وشراكة كل الاطياف .. وان تكون الارجحية للكفاءة والاختصاص . فقدم ورقته لمفهوم الاغلبية وفق هذه المواصفات . لا خط احمر على احد . ليفاوض من يريد باسم اي مكون وان يكون ممثل له ، ولكننا ملزمون في ان نضع كل في محله وقدرته في الوزارات ذات الاختصاص ، فلا اضع طبيبا بيطريا في وزارة المالية وهكذا النفط والتخطيط والصحة ، ولكن هناك وزرات يستوعب فيها السياسي المشارك في العملية السياسيه . حذق حين ينفي ان الاغلبية تخص جهة دون اخرى ، وفطنة حين يسئل عن المشترطين واصحاب المقدمات ، فيمر عليهم مرور المتمكن العارف فيما يفكرون فيقول : لو انتخبت للمرة العشرين لا اغير في سياستي الملتزمه بالدستور كركوك ليست منحة حتى اعطيها الا وفق سياقات الدستور ، وامرها شان برلماني والمادة 140 اختلف في امرها الكثير وهم ادرى من اختلف . وبرد الواثق فيما يتعلق بقطع الرواتب عن موظفي الاقليم ، حين تسائل هل في الدستور هناك فقرة اسمها رواتب الاقليم ، هناك مادة اسمها حصة الاقليم . وكل ما يرتبط خارج الاقليم من رواتب للاكراد هو بذمة المركز ، ليسئلوا من عطل الميزانية ، وما ترتب على تعطيلها من الاف المشاريع ؟ وحين يجيب عن التهديد بالانفصال ، يحاججهم بمنطق العقل المدرك والحجة الدامغة ويذكرهم ان لهم اليد الطولى في كتابة الدستور ، وان المادة الاولى ان جمهورية العراق دولة اتحادية واحده ، ويتحداهم ان توجد فقرة تقرير المصير في الدستور . وحين يناغي حق الشعب في محافظاته الحلوب التي تدفع 17 % للاقليم يتسائل علام ادفع حصة الشعب وانت لا تدفع ما عليك لموظفيك من رواتب ولا حق الشعب العراقي بثروته ، بما تصدر من نفط ووراده لخزائن اصحاب الشان .. اليس ما تفعله سرقة ؟
اذن الرجل في رهان ليس خاسر سواء ان حظي بالوزارة وهو حق واستحقاق انتخابي ، واوراق واجندة واضحة المعالم ، يقترب اليها كل من يريد ان ينهض بقواعده وبرضيها ، ومن يريد ان يتجاوز الاخفاق والنكوص ، لتجربة مريرة على مستوى السلطة التنفيذية واخفاقات السلطة التشريعية .. اما اذا اجهز الاخرون وهو ليس بغريب ولكنه بلغة الارقام بعيد ، فان منالهم رهن موجة تلاطمها اعتى ومن ذات البحر وسيكون الجميع في متاهة العوم حين تضرب اعاصير المنافع والتدافع على السلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل| إصابات في عملية طعن داخل مجمع تجاري في مدينة كرمئيل شم


.. طالبة نظم ومعلومات سودانية تروي مأساة نزوحها من الفاشر وتحول




.. واصف عريقات: الاحتلال غير قادر على رسم المرحلة المقبلة لا عس


.. مراسل صباح العربية يروي تجربته كمراسل وأب رزق بطفلته حديثا




.. صباح العربية | البطيخ.. نجم المطبخ الصيفي بامتياز مع الشيف د