الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مرثية الحياة .. او الرفيق فهد : ما بقي من الحياة الطائرة
سعدي عباس العبد
2014 / 6 / 4الادب والفن
مرثية الحياة .. او الرفيق فهد ..
___________________
مقطع من مقال او نص طويل : ما بقي من الحياة الطائرة
• عشرات الدروب المعبّد بالاكاذيب تؤدي إلى حضائر البعران .. او فصائل الحكومة ...
• عشرات الوشايات تفضي إلى مكاتب الوزراء الغجر ,او الاسطبلات ..
• كنت فيما مضى . ملكا .. قبل انّ تجيّ حكومة المالكي .. وتبني في بيتي حدائق
• من الاكاذيب .. وورودا من الاوهام .. وتمثالا هزيلا للسيد موسى النبي
• لا ادري كيف حدث الأمر ... او كيف جائوا بموسى .. الموسى الذي اعرفه ,
• كان راعيا لقطعان من البرص والخلاسيين والعميان والمجذومين .......
• ثم تطور واصبح لاحقا رئيس وزراء في جمهورية الله الثالثة .. ادهشني الأمر
• كما لو أنّ هناك موسى آخر .. او عدد لا يحصى من نسخته .. في حين كان موسى الذي اعرفه
• واحدا.. واحدا بعدد فقراء الوطن
• الحياة يوم طويل .. طويل اكثر مما يلزم الامر .. كان موسى , قصيرا جدا ,..
• لا يدري كيف يتناغم مع يومه الطويل .. كان اقصر من لحظة طويلة جدا
• اقصد موسى المصلوب على حجر التمثال ..التمثال الذي اقامته بلدية الشعب
• في فناء بيتي ... الذي جعل من موسى قصيرا, العمارات الشاهقة المسرفة في الطول ..عمارات
• الوزراء وابناء وبنات واحفاد واقرباء الوزراء
• ولسان الوزراء الطويل ..كل الوزراء كانوا يتكلمون بلسان واحد وفي آن واحد
• ويسكتون جميعا في آن واحد .. وكلّهم بكنية واسم وصفة واحدة .. وكلّهم ينامون في سرير
• واحد وكلّهم يضاجعون إمرأة واحدة .. هي زوجتهم جميعا .. حيث القانون يبيح للمرأة تعدد الازواج
• او تعدد القوادين ...
• موسى الذي اعرفه لم يكن سمسارا .. وما كان يوما نبيا او وزيرا او نائبا عن الشعب الغارق في
• السكوت او الخوف او الخرافة او شيء من هذا القبيل ,.. وما كان لصا او واشيا او مرتشيا
• او مزورا في مجالس الشعب .. او الانتخابات العمومية .. لم يكن قوادا في اروقة وصالات بيروت
• ما سرق يوما مالا , وما رغب ان يكون وزيرا غير منتخب ..
• موسى الذي اعرفه , كان يساريا ..اعُدم عشرات المرات .. لكنه لم يمت .. اعُدم في عام 1963
• واغلب الاعوام التي تلت ذلك العام المشؤم والاعوام التي سبقته , اعُدم للمرة الاوّلى عام 1949
• بيد انه لم يمت .. في كلّ موتٍ كان ينهض من رماده .. ينهض من موته , اكثر القا واشراقا
• ......... موسى الذي اعرفه , كان وطنا يسع الجميع .. كانت تغفو على اصابعه العصافير
• كانت روحه مأوى للمطاردين والباحثين عن وطن او عن غياب .. يرخي اصابع الحزن في يديه
• كي يبقى متسعا لمرور الفرح الشحيح .. كان الفرح مهنته ..
• موسى الذي اقصده عثروا عليه يجر حبال الابدية .. يجرّها بصوتهِ , .. وهو يتدلى كأي صقر حر
• منذ ذلك الفجر , تسمّمت حياتنا .. منذ سقوطه مضرّجا بحبال القنص
• من اجلنا سقط موسى من على شاهق ملكي ....... سقط على مقربة من الحياة ..
• ........ في الحقيقة لم اكن اقصد بتوطئتي هذه , موسى الاشتراكي ..بقدر ما كنت اعني , الحياة ,
• في تحولات الزمان والجمال .. قضيت خمسين عاما افكّر بجدوى الحياة . فيما كانت الحياة تتسرب
• كخيط نمل ناعم , وعمري يتآكل عاما اثر عام .. في الحقيقة تغيّرت حياتي . في زمن الاحتلال
• الاميركي . اصابها التحوّل ..كأنما آلاف الاعوام من الغزو مرّت على مقربة من حياتي
• حياتي التي افتقدتها في زمن حكومة الاحتلال .. كأنها تقاعدت في غفلة من الشيخوخة
• او بمعنى اكثر وضوحا : كأنها طارت .. هل الحياة تطير ؟ ولكنها كألفيل ثقيلة لاتقوى على السباحة
• في الفضاء ..
• موسى الذي تقصده حكومة الاحتلال , كان يتقن الطيران .. او كان يمتهن الطيران
• ولكنه كان مقيدا بحبال من القصف .. كم مرة قصف موسى بغداد ..
• كان يوحى اليه , : والقي قذائفك ياموسى ... , .. فابتلعت الجسور .. حدث ذلك قبل انّ تحلّق
• فوق مباني الحكومة او القصور الرئاسية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة
.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا
.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم
.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا
.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07