الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصافير تحضر ليلة الزفاف

صباح راهي العبود

2014 / 6 / 4
الطب , والعلوم


الصيد هو إقتناص الحيوانات المختلفة ومن ضمنها الأسماك والطيور.ويُعد الصيد من الأنشطة الإنسانية التي واكبت نشوء البشرية على سطح الأرض. وهو يعني لدى اللغويين إثبات اليد على الحيوان الممتنع ,وربما يعني إزهاق روحه بآلة ما,وأخذ الحيوان خلسة وحيلة سواء أكان ذلك الحيوان مأكولاً أم غير مأكول.والصيد غير القنص, فالأول يخص البر والبحر,أما القنص فهو صيد البر لوحده. والإنسان القديم بدأ تلك النشاطات بعد أن راقب الحيوانات تقتل حيوانات أخرى أضعف منها لتقتات عليها ,ثم تطور موضوع الصيد بمرور العصور والدهور حتى أصبحت له أصوله وشروطه وأعرافه وقوانينه وطقوسه.ووُضعت تعاليم لحماية الصيادين من المخاطر المحتملة والتي قد تواجههم في أثناء الصيد .وكان الأقدمون يُعلِمون أولادهم ويدربونهم على فنون الصيد لمختلف الحيوانات التي يعتاشون على لحومها ويستفيدون من جلودها وما ينبت على الجلود من وبر وشعر وصوف وفراء وغيره. ثم تطورت آلات الصيد وطرقه ووسائله ما مكٌن الإنسان من سهولة الحصول على الطريدة مصابة أو حية, فكانت بدءاً إستعمال العصا الغليظة والحجر المهذب والفخاخ البسيطة,وهذا ما دلت عليه الإستكشافات الأثرية بما فيها نصوص وردت في ملحمة كلكامش السومرية في الألفية الثانية قبل الميلاد,ثم تطور الحال الى المطاردة على الجياد وبعدها أستعمل القوس والنشاب (السهم) ,وفي زمن متقدم أستعملت الخراطيش بعد إختراع البارود عام 1882. وبموازاة ذلك تطورت آلات صيد الأسماك . وقد يتميز حيوان ما بآلة خاصة تستعمل لإصطياده تصمم حسب نوعه وحجمه ومقدار ما يصدر منه من محاولات للإفلات أو مخاطرفي أثناء عملية صيده, فالصقر مثلاً يتم صيده حياً بطريقة معينة ليتدرب على صيد بعض الحيوانات مثل الغزلان بعد مطاردتها من قبله ,والى جانب ذلك فإن عمليات الصيد بحد ذاتها تُعد بمثابة هواية تجلب لممارسيها متعة ما بعدها متعة. أما صيد الأسماك فقد مارسها البشر منذ فترة العصر الحجري التي بدأت قبل 40000 عام قبل الميلاد على وفق ما أشارت إليه بقايا الهياكل العظمية إذ كانت الأسماك تمثل الغذاء الرئيس للسكان القاطنين قرب مصادر المياه.ولقد تطورت وسائل صيد الأسماك هي الأخرى من بسيطة الى وسائل ميكانيكية ثم إلكترونية أستطاع الإنسان من خلالها من تطويرعملية صيد الأسماك كماً ونوعاً وذلك بإستعمال الموجات فوق الصوتية للكشف عن التجمعات السمكية وأسرابها الهائلة. وكان من ضمن الوسائل التي أستعملت لصيد الأسماك ما هو ضار ولا يخلو من مخاطر مثل إستعمال القنابل والسموم والكهربائية ذات الفولطية الفائقة مما إضطر الحكومات في جميع البلدان الى تحريم تلك الطرق ومحاسبة ممارسيها. أما إستعمال الشِباك في صيد الأسماك فهي الطريقة العامة الأكثر أماناً وسلامة .
ولغاية نرمي الوصول إليها (سيتعرف عليها القاريء الكريم في نهاية المقال هذا) سيكون موضوع حديثنا عن صيد الطيورحصرياً. فوسائل صيدها تطورت هي الأخرى مع مرور الزمن من بدائية بسيطة الى متطورة حديثة .فهناك طيور الزينة التي يجب إصطيادها حية مثل طيور الحب والبلابل والهداهد والببغاوات وغيرها فهي لا تؤكل ,وبعضها الآخر يمكن إصطياده حياً أو مصاباً ,ولعل من أشهرطرق صيدها هي الفخاخ التي تنوعت أشكالها وأنواعها ,فهي تستعمل للإحتيال على الطيور وإصطيادها. كما أن بعض الصيادين يستعملون فخاً ذا شِباك متحركة يحوي الأطعمة لجلب الطيور ومن ثم يتم قفل هذاالفخ على الطيوربوسائل مختلفة أحدثها إستعمال(الريموت كونترول) من على بُعد,وبهذه الطريقة يمكن الحصول على صيد وفير من طيور حية بعد حصرها داخل الفخ. كما إستعمل الإنسان خراطيش الرصاص في البنادق( الكسرية ) إذ أنها تنفجر في الجو بعد إطلاقها لتتناثر منها مئات الكرات المعدنية الصغيرة والتي بدورها تصيب ما يمكن إصابته من الطيور المستهدفة وهي طائرة أو حاطة.
ومن طرفنا نحن وعندما كنا صبياناً فقد كانت إحدى متعنا وهواياتنا هي صيد الطيور وبالأخص العصافيرالتي نصطادها بطريقة سهلة جداً إذ لا يتطلب الأمر منا سوى إنتظار الليل وإضاءة مصابيح الغرفة وشبابيكها المطلة على حديقة الدار ثم نقوم بهز الأشجار,فتطير الطيور فزعة خائفة من خطر مفترض يداهمها ,وبسبب الظلام فإن هذه الطيورلا تستطيع الإهتداء والعودة الى أوكارها فتضطر الى التوجه نحو المكان المضيء وهو الغرفة حيث يتم حصرها هناك ليتم إصطيادها بسهولة.أما نهاراً فإن إستعمال (المصيادة) يكون مجلبة للسعادة لما نجده من متعة في إستعمالها لصيد الطيور. والمصيادة لمن لا يعرفها هي عبارة عن غصن شجرة صلب على شكل علامة النصر المعروفة لدى الجميع (أو حرف واي بالإنكليزية) طوله بحدود 20 سم ,يتم ربط كل من نهايتيه العلويتين بأحد طرفي شريط مطاط (آستيك) ,وعند إستعماله للصيد توضع (حصوة) صغيرة في منتصف الشريط المطاط ثم يُشد بقوة بأحد اليدين بينما تكون الحصوة محصورة بين السبابة والإبهام لليد الأخرى, وعندما تترك الحصوة فإنها وبفعل تحول طاقة المط الكامنة الى طاقة حركية ستنطلق حرة بإتجاه الهدف ,فعملها مشابه لعمل القوس والنشاب. وكم هي كبيرة فرحتنا عندما يستطيع أحد منا إصابة عصفور أو أي طير آخر .
لهذه المصيادة أهمية كبيرة لدى فتى مصاب بلوثة عقلية,وهذا المسكين يصر على ممارسة الصيد بهذه الآلة ليل نهار ويسبب بذلك (دون عمد طبعاً) الأذى الجسدي للناس من حوله الى جانب تسببه في تكسير زجاج النوافذ للجيران وزجاج السيارات المارة أوالمصطفة على جانبي الطريق .وعندما كثرت الحوادث والإصابات التي يسببها هذا الفتى وزاد معها خوف الناس على أولادهم الى جانب المخاطرالأخرى التي أخذت تتفاقم هي الأخرى مع تقدم عمره,فإن ذلك أضحى مدعاة لإدخاله وحجزه في المستشفى الخاصة بمعالجة المرضى من أمثاله درءاً للمشاكل التي قد يسببها وحماية له من مخاطر مؤكدة . ولقد قضى هذا الفتى فترة من الزمن في هذه المستشفى التي كان من عادة إدارتها إجراء إختبارات دورية للمرضى الراقدين فيها من قبل لجنة أطباء للتأكد من تحسن صحة أي منهم ليتسنى إخراجه ليعود الى أحضان الأهل.لكن اللجنة وبعد كل إختبار لهذا الفتى توصي بإبقائه في المستشفى لإستكمال الشفاء لأنها حين تسأله عما سيفعله فيما إذا غادر المستشفى فإنه يخبرها بنيته في صنع مصيادة يصطاد بها العصافير !!!وكان هذا الجواب مؤشراً واضحاً على عدم حصول التحسن المطلوب في حالته الصحية مما يتوجب معه البقاء لفترة أخرى إضافية تحت الرعاية الصحية المباشرة. وتكرار هذا الأمر أزعج أهل الفتى مما جعلهم يتوسلون بولدهم ( وقبيل إجراء أحد الإختبارات ) لترك هذه الإجابة ,وأخذوا يغذونه بأفكار وآراء يتقدم بها الى اللجنة ليتسنى لها إخراجه من المستشفى, فوعدهم خيراً. ولقد كان الفتى عند حسن الظن إذ وفى بوعده عندما غير إجابته على سؤال اللجنة فكانت الآتي:- (بعد مغادرتي المستشفى سأذهب على الفور لأستحم !! ثم الذهاب الى الحلاق لحلق شعررأسي وتجميل وجهي!!) . إستبشرت اللجنة الطبية خيراً وساد الغرفة فرح عارم بهذه النتيجة ,وزاد فرحهم أكثر عندما أخبرهم بأنه سيعتني بهندامه ويهتم بوضع العطور والقيام بالتنزه في الحدائق العامة والأسواق . ثم سأله رئيس اللجنة :- (وماذا بعد أيها الفتى الرائع)؟.فأجاب بثقة عالية وهومطرق يبتسم خجلاً :- (إذا صادف أن رأيت فتاة جميلة وبادلتني الإبتسام فسأحاول التقرب منها وأكوٌن معها علاقة شريفة نظيفة ثم أقنعها بعد حين بفكرة الزواج مني ). شجعته اللجنة وطلبت منه الإستمرار في الحديث والإفصاح عن أحلامه فإستطرد قائلاً :- (سأرسل أهلي لزيارة أهلها ليخطونها لي ,وسأقضي ليلة عرسي في أحد الفنادق الراقية في المدينة , وعندما أختلي بحبيبتي مساءاً وتظهر الحاجة لإستبدال ملابسنا بملابس النوم سأناولها (البيجامة) الجميلة التي سأحضرهاهدية لها ,وقبيل ذلك سأستل من سروال البيجامة الشريط المطاط (الآستيك) وأعود به مهرولاً الى البيت لأصنع منه مصيادة أصطاد بها العصافير!!!!!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بروفايل| أوبنهايمر مخترع أول قنبلة نووية في العالم.. هل يشفع


.. أصوات من غزة| استمرار معاناة الحصول على الأدوية بالتزامن مع




.. يا رب ننجح .. فرحة طلاب الشهادة الإعدادية بالبحيرة بعد أداء


.. ما حجم انعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية؟




.. -قرطاج يجب تدميرها-.. مؤسس فيسبوك يثير غضب التونسيين بسبب عب