الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة منسية

رضوى فرغلي

2014 / 6 / 4
الادب والفن


العجوز الصامتة، هكذا يطلقون عليها، بعدما استسلمت لأن تعيش في الحياة بلا اسم حقيقي

لا بلد تنتمي إليه، لا أهل يسألون عنها.

تجتر عيناها كل يوم مأساة زوجة وأم أُلقي بها خارج الرحمة، تم الاستغناء عنها لأنها مرضت وفقدت مواصفات الجودة، فأصبحت عبئاً على أولاد منحتهم عمرها

المرأة التي تجاوزت الثمانين، تم إدخالها المصحة منذ سنوات طويلة، بعد أن وجدتها الشرطة في الشارع وقد تساقط شعرها ونحل جسمها، ولم يعرف أحد لها أسرة أو أوراق تثبت هويتها

سألتُ عن اسمها، فأخبروني أنهم ينادونها زهرة

الممرضة التي استقبلتها وتعاطفت معها، منحتها اسمها لتسجله على غلاف الملف، لكنها لم تستطع منحها روح الإسم

تجلس كل صباح وحدها منعزلة صامتة تحدق في الفراغ. وجهها شاحب، خال من الانفعال، مرسوم عليه علامة استفهام

كيف لـ"زهرة" أن تحياة هكذا كامرأة منسية سقطت من حسابات الجميع؟!

في البداية زارها بعض الأشخاص وقالو أنهم أقاربها، وعرّف أحدهم نفسه باعتباره ابنها.

وحين طالبهم الطبيب المتابع لحالتها، بزيارتها مرة واحدة كل شهر على الأقل، غيروا كلامهم وأصروا على أنهم جيرانها فقط

وبعدها توقفت الزيارات ولم تتوقف دهشتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?