الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعدي المالح ... لما العجلة

حسين رشيد

2014 / 6 / 4
الادب والفن



لم يكن ذاك امساء الا سوط جلد الثقافة العراقية والسريانية بعنف، حين اختطف القدر الدكتور سعدي المالح، الى رحيل ابدي لم يكن توقيته مناسب ابدا. كنت قبل يوم قد اتصلت به وتبادلنا وجهات النظر حول الحلقة النقاشية المقبلة، وعن لجنة فحص النصوص والمحاور والاسماء وتفاصيل اخرى، كم كان حريصا على ظهور الحلقة المقبلة بحلة جديدة وافضل كي لا يقال ان مرض المالح قد اثر على الحلقة.
كانت احلامه كثير ومتعددة وثقافية عراقية خالصة نابعة من ذات ونفس وطني رفيع ينتمي الى هوبته الفرعية بصدق وهوية الوطنية بعمق واخلاص. وكان من بين مشاريعه حلقة خاصة عن الثقافة العراقية بشكل عام تكون اكبر واوسع واشمل، حيث تتعدد محاورها الا ان يد القدر كانت اسرع من كل تلك الاحلام والمنى ..
"إن الثقافة السريانية، وإلى فترة قريبة، كانت منزوية في الكنائس والأديرة وبين بطون المخطوطات بسبب الحصار المفروض عليها من قبل الحكومات السابقة، من خلال فرض ثقافة قومية وحيدة، ومتعالية، على جميع ثقافات الشعب العراقي الأخرى، وأيضا بسبب إهمال تدريس اللغة السريانية في المدارس والجامعات حتى بين أبنائها. لكن هذه الثقافة العراقية العريقة تمكنت، في السنوات الأخيرة، من أن تنهض من كبوتها وتستعيد بعض العافية، لاسيّما في إقليم كردستان حيث بدأ تدريس السريانية في المدارس منذ ثمانية عشر عامًا، وكذلك نشر الكتب والمجلات منذ أكثر من عقد، ثم في عموم العراق بعد التحولات التي حدثت في عام 2003. لكن لا يزال هذا النهوض، في كثير من الأحيان، خجولا وفي حاجة إلى دعم كبير وقرارات جريئة في فتح أقسام تدريس اللغة السريانية في الجامعات والمعاهد، وأيضا فتح كليات خاصة بالدراسات السريانية من فلسفة وتاريخ وعلوم وغيرها، إنْ في كردستان أو في عموم العراق. ولتحقيق الاندماج في الثقافة العراقية، نحن في حاجة، بوصفنا عراقيين، إلى تدريس السريانية كلغة ثانية في جميع أقسام اللغة العربية في الكليات والجامعات، لأنها لغة سامية، وهي والشقيقة الكبرى للعربية، وتشترك معها في الكثير من المفردات والصيغ الصرفية، والبنية النحوية، والفضاء الثقافي، وهذا ما يراعى بالفعل في معظم الجامعات العالمية حيث تدرس العربية واللغات السامية الأخرى كالعبرية والسريانية؛ بعضها إلى جانب بعض؛ بما في ذلك الجامعات السورية واللبنانية، في حين تدرس الفارسية كلغة ثانية في الجامعات العراقية، برغم أنها لا تنتمي إلى اللغات السامية، ولا تشترك مع العربية إلا في بعض المفردات المستعارة منها."
كان هذا جوابه على سوالي ضمن حوار نشر في العام الماضي في ثقافية العالم: بصفتك مدير عام دائرة الثقافة السريانية والتي تعدّ واحدة من أعرق وأقدم ثقافات وادي الرافدين؛ ألا تعتقد أنها ما زالت بعيدة، بعض الشيء، عن الاندماج في الثقافة العراقية. لو عدنا وتمعن بالجواب وكيف بفكر هذا الانسان بعقلية عراقية خالصة، وكيف يعمل لتقديم الثقافة السريانية وتزينها وتاطيرها بروح عراقية وانتماء عراقي، حتى حين اختار مفردة الشقيقة الكبرى للغة العربية كم من السمو والتفاني يملك... ليس هذا فحسب فقد عمل المالح اي ايجاد وشائج وروابط بين كل مثقفي العراق والسريان، خصوصا في قترة اخذ النسيج الوطني والاجتماعي العراقي يتفكك شيء فشيء، لكنه ومن خلال عمله الدؤوب والمثابر نجح في ذلك كثيرا، ليس هذا فحسب بل ان الحلقة جمعت كل ادباء ومثقفي العراق في "عمكا" عينكاوا ، وهو ما لم يحدث في كل المهرجانات والملتقيات التي اقيمت بالعراق بعد التغيير النيساني 2003. الحديث طويل وشاق ومتعب جدا عن الروائي والمترجم والمثف العضوي والاداري الناجح والانسان البشوش د. سعدي المالح لكن لوعة الحديث وسرد الاحداث والذريات تدمي القلب وتدمع العين ... ابا شربل كم كان يحب ان ينادى به فقد جزع من كلمات الاستاذ والدكتور وووو . ابا شربل لما العجلة وكيف استطعت ترك روحك الصغرى شربل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟