الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الحوار ... الوجه الآخر للبعث !

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2005 / 7 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يستطع صالح المطلك ان يخفي رغبته وطموحه في تغيير الحكومة ، وعودة البعث ، المنحل ، مجددا للسلطة ، حين قرأ على الصحفيين ، وبنبرة استعراضية ، بيان رقم ( 1 ) لمجلس الحوار الوطني !
ولم يكن هذا مفاجئاً ، لي شخصياً على الاقل . فالنهج والاسلوب الذي تمارسه مجموعة مجلس الحوار في بيان رقم 1 أو غيره من المواقف ، لا يختلف بشيء عن نهج واسلوب البعث ، بل هو ذاته . فكما اعتمد البعث ، ولا يزال ، على الدعاية الديماغوجية والمغالطة والتضليل ، فالمجلس كذلك . فبالله عليكم كيف يتحول المقاطعون للانتخابات ، والذين ارادوا افشالها ، الى مغيبين ، كما يروج ويشيع اعضاء المجلس ؟ فمن الذي غيبهم ؟ ألم يفعلوا ذلك بأنفسهم ؟ ألم يعترف أكثر من شخص من المقاطعين ، بتصريحات علنية بأنهم ارتكبوا خطأ بمقاطعتهم ؟ هذه المغالطة المتعمدة تتحول الى فضيحة ، لو كان في الساحة العراقية شيء من قيم ومواقف واضحة وصلبة ، فيذّكر اعضاء مجلس الحوار (المغيبون) بأنهم ، ومن بينهم فهران حواس الصديد (اخو القيادي البعثي عيادة حواس الصديد) ، قد قاموا بدعاية انتخابية حتى في التلفزيون ، حين شاركوا في الانتخابات بالقائمة 288 المسماة الجبهة الديمقراطية العربية ، التي حصلت على 1907 أصوات لا أكثر ، فلماذا المغالطة ؟ التي يذهبون فيها بعيدا ، خاصة عندما يبالغون في حجمهم ، كالبعث تماما ، فيجيرون كل الذين قاطعوا الانتخابات ، بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم ، ونسبتهم 42% من الشعب العراقي ، لصالحهم ويدعون تمثيلهم . والمجلس الذي يدعم الارهاب البعثي/السلفي ويروج له ، بل يطمح الى تمثيله في اللقاءات مع الاميركان ، يقلب الصورة ببراعة بعثية ، حين يحمل الحكومة العاجزة عن حماية نفسها ، من هذا الارهاب ، قبل ان تحمي المواطنين ، مسؤولية مصرع احد اعضاءه الذي ذهب ضحية ( للمقاومة ) التي يدعمها المجلس نفسه ! ويستمر في نهج البعث ، ولكن بممارسة أخرى اشتهروا بها بأمتياز ، أدت الى مجازر وحروب ، فيتعامل بعنجهية وتعنت ومغامرة وموقف ابتزازي لا مسؤول ، محاولا قلب الطاولة وتخريب عملية كتابة الدستور ، أو الحصول على اكبر قدر من المكاسب والتنازلات من الاطراف الاخرى ، حين يعلن عن تعليق عضويته أو انسحابه من لجنة كتابة الدستور بحجة عملية الاغتيال هذه . واذا رجعنا قليلا الى الوراء ، نجد مدى الصلافة التي يتصرفون بها ، عندما ُطلب منهم ترشيح عدد من الاشخاص لضمهم الى لجنة كتابة الدستور ، رشحوا منذر الشاوي ، الذي كان وزيرا للعدل في نظام البعث ، الذي لم يعرف معنى العدالة ، والذي قتل وشرد الآلاف وهتك حرمات الناس ، والقانون يكتبه ويشرعه الطاغية بنفسه بجرة قلم . لو ان اي طرف عراقي آخر ، غير مجلس/البعث هذا ، الذي ينطبق عليه المثل العراقي ( هم نزل هم يدبج ) ، توفرت له فرصة المشاركة في كتابة الدستور ، لأظهر شيئا من الانفتاح وحسن النية والايجابية وأبدى حرصا ومسؤولية أكبر أزاء ما يمر به العراق والعراقيين ، ولكن الطبع يغلب التطبع .
والمشكلة لا تكمن في هذه الواجهة البعثية والألاعيب الخبيثة والبهلوانيات المفضوحة التي تمارسها ، بل في سذاجة السياسيين والمسؤولين والاعلام ، العراقي والعربي (بنية سيئة) ، الذين منحوا هؤلاء المفلسين فرصة مجانية وحيزا ومساحة اكبر ، بما لايقاس ، من رصيدهم الفعلي . ولكن مالعمل ؟ فالساحة العراقية الآن ، حقل تجارب لسياسات اميركا الفاشلة ، ومرتع خصب لكل أفاق وطامع من كل شكل ولون .... والمواطن الذي تستنزفه الازمات ، يلطم ويهتف بالروح بالدم !
ولكن طالما اننا في شهر تموز ! يظل يراودنا الأمل بأن تراجع الحركة السياسية العراقية المواقف والاحداث التي ادت للكارثة التي نمر بها اليوم ، وان ترتقي في ادائها السياسي ، فتقطع الطريق على الفاشية السوداء ، التي خرجت من الباب لتفاجىء البعض حين تخلع ثياب الحوار وتدخل من الشباك . وان تنتهي بيانات المطلك عند هذا الحد فلا نسمع منه ، في غفلة من الزمن .... بيان رقم 13 !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا