الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوح ٌ في جدليات – 4 – امتداد الوعي الكوني، فرضية.

نضال الربضي

2014 / 6 / 4
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


بوح ٌ في جدليات – 4 – امتداد الوعي الكوني، فرضية.

سيبدو هذا المقال ضربا ً من الخيال، أو أشبه بمقتطفات ٍ من رواية ٍ علمية. أعترف أنني لا أملك دليلا ً على ما سأقول، لكنه يبقى تفكيرا ً و إعمالا ً للعقل في أرجاء المُمكن قياسا ً. لذلك عزيزي القارئ(ة)، اضحك إن شئت، أعرض عن كلامي إن شئت، فكر في الأمرِ أشجِّعُك! و تذكر أنني لا أطلب منك تبني كلماتي أو تصديقها، لكنها ممكن لا يمكن دحضه بنفس القدر التي هي فيه مستحيل ٌ لا يمكن إثباته. لذلك فهي بوح ٌ في "جدليات".

أغمض عيني المألوف، و اقرأ معي:

العلاقة بين الإلوهة و شيطانها علاقة غريبة، فالثاني تحت سيطرة الأول لكنه يتحداه و يبدو أنه ينجح في العصيان ثم في إفساد صنع الأول، دون أن يُظهر الأول القدر الكافي من الحزم لإنهاء فعل الثاني، أو الثاني نفسه. و توحي العلاقة بينهما بواسطة الطرف الثالث الإنساني أنهما يتسابقان للفوز برضى هذا الكائن و تبعيته لهما بفعل إرادته، في عملية ٍ شبيهة بالتسويق السياسي.

لو تقدمنا في التاريخ من نقطة الصدام الإلهي الشيطاني نحو بدايات تكوين المجتمع البشري سنلاحظ ظهور "أبناء الله" فجأة ً و بدون مقدمات، و الذين يتزوجون من "بنات البشر"، لينجبوا نسلا ً من "العمالقة" أو "الجبابرة"، و يتم تدوين هذا بصورته البدئية عند السومرين و البابلين بخلق الإنسان من دم الآلهة المذبوحة، و عند اليهود في التوارة القانونية في سفر التكوين، و في الأسفار غير القانونية مثل سفر "رؤيا أخنوخ".

هل تتحدث هذه القصص القديمة الأسطورية عن جنس ٍ من الكائنات الفضائية التي ظهرت على كوكب الأرض في بدايات الوعي عند الكائن البشري، و التي اعتقد الإنسان أمامها أنه يعاين "الألوهة"؟

هل تزوج هؤلاء فعليا ً من بنات البشر و أنجبوا منهن كما توحي حكاية أبناء الله و بنات البشر؟ أم كان الأمر ُ تلقيحا ً مختبريا ً و هندسة ً و راثية ً كما توحي حكاية ذبح الإله و خلق الإنسان من دمه؟

لو كان هذا صحيحا ً سيترتب عليه 1.تبعات 2. و أسئلة.

1. أما التبعات فكثيرة أتناول منها مثلاً: التطور الطبيعي للكائنات، و هو علم ٌ مُثبت لا يحتمل ُ النقض، لكنه في حالة الكائنات الفضائية سيتخذ بُعدا ً جديدا ً إذ نبدأ ُ بالنظر ِ إلى هندسة ٍ وراثية ٍ مقصودة، و أرجو من أنصار نظرية التصميم الذكي أن ينتبهوا أنني لا أقصد أبدا ً إلى تصميم ٍ ذكي هنا لأن التطور ينفيها جملة ً و تفصيلا ً لكني أقصد ُ إلى بذرة ٍ بدئية ٍ بثَّت روح الحركة في الآلية و أمضت بدايتها في الانسياب.

2.أما الأسئلة فأكثر، فمثلا ً: أين هم هؤلاء الفضائيون الآن؟ لم لم يعودوا؟ هل "أنتجونا" ثم تركوا إنتاجهم؟ أم هل يراقبون من بعيد بشكل "خفي"؟ هل هم من يملك مقاليد الحكم للكرة الأرضية في مجالس إدارات ٍ تكتنفها الغموض و لا يُعلم عن أسرارها شئ؟ أليست هذه النظرية تشبه الدين من حيث استحالة إثباتها و غياب حضور و إلحاحها على عناصر الإثارة و الغموض و التعلق بالغيبيات ممثلين وحيدين لتسهيل قبولها لدى الفرد؟ أليست في سذاجة ِ المنظومة الدينية لم تخرج عنها؟

بالمقابل، كيف لنا أن نقبل َ أننا الوحيدون في هذا الكون الشاسع باطمئنان؟ ملياراتُ مليارات ٍ من النجوم، أليس لبعضها (و بعضها هنا كثير ٌ كثير ٌ كثير) أن تكون لها كواكب ٌ تُشبه كوكبنا و تقبل ُ الحياة؟ ثم َّ من قال أن الحياة َ يجب أن تشبه الحياة َ على الأرض، لم لا تكون هناك "حيوات ٌ" مختلفة عنا؟ من قال أننا المعيار و المقياس؟

ألا يخبرنا العلم أن المرئي في الكون هو فقط 5% بينما 22% من الكون مادة غير مرئية و 73% من الكون طاقة داكنة؟ فإذا ً ما المانع من وجود كائنات "طاقوية" أو "طيفية" أو "موجية" تتسم بالوعي و الإدراك و الإرادة و القدرة على الفعل؟ ما المانع من وجود "حيوات" تفهم أبعاد الكون التي نجهلها و تستطيع "ثني" الزمان و المكان للـ "قفز" من النقطة أ نحو النقطة ب، قاطعة ً المسافات في "لا وقت"؟

حين بدأ الإنفجار ُ الكبير (بيج بانج Big Bang) أين كانت تلك النقطة البدئية متناهية الصغر، أليس معنى وجودها تأكيدا ً لوجود ٍ آخر كوني له قوانينه الخاصة و التي لم ندركها بعد؟ هذا الوجود الذي هو في خارج النقطة و الذي سيكون أيضا ً في خارج كوننا، و الذي سيعني أن قوانيننا خاصة بنقطتنا التي أصبحت كوننا صحيحة فقط عندنا؟ و أن كل ما نعرفه لا شأن له بكل وجود ٍ آخر خارج هذه النقطة البدئية التي هي الكون!

ما المانع من وجود ِ بوابات ٍ كونية تسافرُ من خلالها كينونات ٌ من كون ٍ لآخر؟

إن منتهى الغرور أن نعتقد بِفرِادتنا و تميزنا كبشر أمام هذا الكون الكبير، فنحن لا شئ، و يجب أن نتواضع جدا ً أمام الوجود، و ننظر إليه بعين الإعجاب و الحب، و بوافر ِ التوق لاستكشافِه و حل ألغازه، و يجب أن نرتقي بنوعنا بعيدا ً عن كل تفاهات الاختصام إلى المستوى الأعلى من الوعي، حين ننطلق َ بين النجوم، كم هو قدرنا، و هذا هو القدر الوحيد الذي أؤمن به، التطور!

سأعد للثلاثة و عندما أفرقع بأصابعي استفق عزيزي القاري(ة):
واحد
اثنين
ثلاثة
(صوت فرقعة أصابع)
أهلا ً بكم من جديد إلى الواقع.

معا ً نحو الحب، معا ً نحو الإنسان!

-----------------
ملاحظة: سأضطر ُ للغياب عنكم حتى منتصف الأسبوع القادم أو بعده، أستميحكم عذرا. و سأردُّ على تعليقاتكم عندها. مع الشكر الجزيل لوقتكم و تفاعلكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 4 - 20:51 )
1- تتعجب من تمرد الشيطان على الله!... الرد عليك عبر (حرية الإراده) , فأنت تتعجب من تمرد الشيطان , و لا تتعجب من تمرد الملحد , المسأله , هي (حرية الإراده) , فلو لم تكن هناك (حرية إراده) لما كان هناك ثواب و عقاب .
2- يا رجل , نظرية (التطور) رجم بالغيب , أنا أتحدى أي عالم تطوري (أن يقوم بعملية تطوير) , قلنا : التطور كلام (ميتافيزيقي) 100% .
3- أتعجب من اللادينيين!... يتمسك بـ(كائنات فضائيه) ؛ بينما ينكر (الملائكه و الجن)!... أليس الكلام عن وجود (كائنات فضائيه) كلام (ميتافيزيقي)؟ .

يتبع


2 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 4 - 20:52 )
4- يجب أن تعلم أنه لا توجد وسيلة نستمد منا معلوماتنا عما هو خارج المجموعة الشمسية إلا جسيمات الضوء الـ(quanta of light) وهذه في أي لحظة يمكن أن تُحول جميع معلوماتنا عن الفلك من حولنا إلى وهم كبير , كما قال (ستيفن هاوكنج) .
هنالك نظريات فيزيائيه ترى أن كوكب الأرض هو مركز الكون , ما رأيك؟ .
يرى الفيزيائي | (ديفيد بوهم) أن (مجموعتنا الشمسية مُحاطة بهولوغرام كوني عملاق... المجرات حولنا مجرد هولوغرام) .
حديثا قام الفيزيائي (رافائيل بوزو raphael bousso) بـ(جامعة ستافورد) بطرح فكرته المدهشة والتي تعتبر الأفلاك والمجرات الأخرى أشبه ما يكون بظلال لمجرتنا وما داخل مجرتنا أشبه ما يكون بظلال لمجموعتنا الشمسية ....
http://www.cosmolearning.com/videos/...as-a-hologram/
خرج (ليونارد سسكايند) -العالِم الأبرز حاليا في ميكانيكا الكم- بمفاجأته الكبري لقد أثبت المبدأ الهولوغرامي في كل ما يسود حولنا من مجرات .

يتبع


3 - تعليق3
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 4 - 20:54 )
(ليونارد سسكايند) أستاذ الفيزياء النظرية بـ(جامعة ستافورد) ؛ كان مُلحدا وله كتاب (وهم التصميم الذكي ) صدر عام2005 لكن بعد أبحاثه الأخيرة أعترف أنه يستحيل أن ينشأ الكون إلا من خلال تصميم ذكي وتَرك سسكايند الإلحاد جانبـا وهو مدافع شرس الآن عن أنه لابد لهذا الكون من خالق (فبداهة يستحيل أن ينشأ الهولوغرام الكوني من تطور أو انفجار كبير أو صدفة) .

الهولوغرام الكوني ؛ يحل المشكلة القديمة التي طرحها (ستيفن هاوكنج) في أحد كتبه والتي تقول (أن الأرض علميا من خلال بعض التجارب الفيزيائية البسيطة هي مركز الكون) .

يتبع


4 - تعليق4
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 4 - 20:54 )
لكن هذا لا يتسق بالمرة مع المشاهدات التلسكوبية المتتابعة والتي تبين الأرض حبة رمل في صحراء الكون, قال (ستيفن هاوكنج) في كتابه (تاريخ أكثر إيجازا للزمن) ص68 :- ( الكون متماثل بالفعل في كل الإتجاهات تقريبا بشرط ملاحظته على المستوى الأكبر بالنسبة للمسافات بين المجرات , وعندما يتم توجيه مجسات دقيقة إلى الكون في أي اتجاه في أي يوم من أيام السنه فإنك ستحصل على نفس مستوى الضجيج , مع العلم انه بدوران الأرض حول الشمس فإن اتجاه المجسات يخترق كل زوايا الكون , و بالفعل فقد حصل العالمان (بنزياس) و (ويلسون) على جائزة (نوبل للفيزياء) في تجربة تطبيقية مماثلة , وهي تجربة : إثبات الأشعة الميكروية الناتجة عن ابتعاد كل المجرات عنا بنفس مستوى الإزاحة في جميع الإتجاهات بالنسبة للمسافات بين المجرات , وللوهلة الأولى فإن كل هذه الدلائل على أن العالم يبدو متماثلا في جميع الاتجاهات قد تؤدي إلى فكرة أن موقعنا في العالم له مزية خاصة وعلى وجه الخصوص قد يبدو أننا في مركز العالم إذا اكتشفنا أن كل المجرات تتحرك مبتعدة عنا لكن هذه الفرضية لا يمكن اثباتها أو نفيها). انتهى كلامه

تحياتي المخلصه


5 - تصميم ذكي
ماجدة منصور ( 2014 / 6 / 4 - 23:54 )
نعم..هناك تصميم ذكي..بل غاية في الذكاء..لكنني قطعا..أستبعد الإله الإبراهيمي من الحكاية كلها.0
من الجائز أن تكون القوانيين المعقدة التي تحكم الكون...هي آلهة ذكية!!!!!0
كم أود تأنيث الآلهة!!!0 فقد سئمت من ذكورية الإله الإبراهيمي.0
احترامي أستاذ


6 - يجب أن نرتقي بنوعنا بعيدا ً عن كل تفاهات الاختصام
nasha ( 2014 / 6 / 5 - 03:29 )
يجب أن نرتقي بنوعنا بعيدا ً عن كل تفاهات الاختصام
تخيل على راحتك وكل واحد مننا من حقه ان يتخيل كما يحب والمتدين من حقه ان يؤمن بما شاء ايضاً. بشرط ان لا نفرض تخيلنا او ايماننا على الاخرين ونعتبره هو الصحيح المطلق.
احترام وتحية للاخ نضال


7 - استاذ نضال المحترم
امال طعمه ( 2014 / 6 / 5 - 07:56 )
صباح الخير
تركت لك تعليقا على مقالك قبل الاخير على ما اظن وانتبهت بعدها الى التعليقات حيث كتبت انك عانيت كثيرا حتى ايضا من الالم الجسدي اتمنى ان يكون قد زال المك تماما
من رحم المعاناة تولد الافكار المبدعة

لا مانع من الخيال فلولا الخيال لما توصلنا لاشياء كثيرة

اتمنى لك عطلة عائلية سعيدة اذا كان غيابك من اجل ذلك....


8 - النقط ا وبعدها ب والى الانهاية
مروان سعيد ( 2014 / 6 / 5 - 21:44 )
تحيتي استاذ نضال الربضي وتحية للجميع
ان الانسان كلما تقدم خطوة بالعلم ييجد نفسه امام طرق اخرى وهاكذا الى ما لانهاية
ومثال كان متوجه نظرنا في بادء الامر لمعرفة كوكبنا وبعدها المجموعة الشمسية فقلنا ما اكبر هذه الدنيا وما عظمها وبالكاد انتهينا من المعرفة السطحية لها اكتشفنا انه هناك مجموعات اخرى وبعدها اكتشفنا المجرة والمجرات وتوسع الكون واعترف العلم ان لابداية له ولا نهاية حيث يكرر نفسه اي يتوسع لحد ما ثم ينكمش ويعيد الانفجار الكوني من جديد وهذا كله معرض للتعديل والنفي
ولكن لماذا الانسان دائم التطلع للسماء لماذا يحب معرفتها وله اشتياق بالمزيد والمزيد اهو البحث عن اصله وجزوره ام عن خالقه
ويوجد عنده اشتياق اخر وهو للتراب تجده عندما يجلس على شاطئ البحر او على الارض لااراديا يمسك التراب ويفركه ويتحسسه
واعتقد بان بحثه بالفضاء هو اشتياقه لمنشئه والى التراب هو الى نهايته
واتمنى نهاية سعيدة للجميع


9 - من اين اتى الانسان
بلبل عبد النهد ( 2014 / 6 / 6 - 22:04 )
غالبا ما راودتني مثل هذه الافكار ومن بينها ان الانسان كان يسكن في كوكب اخر غير الارض وكان قد بلغ من التقدم ما لم يبلغه اليوم وكان كما يفعل الان يبحث عن كواكب اخرى صالحة لحياته في حالة انتهاء الحيات على الكوكب الذي كان يسكنه و بالفعل اكتشف الارض االتي كانت تبعد عن كوكبه بملايير الكلمترات واتى اليها على شكل ازواج بمراكب فضائية جد متقدمة ولسبب من الاسباب استقر على كوكب الارض وبدء من جديد حياة بدائية وهاهو الان يستعيد تقدمه الذي كان عليه ومن المحتمل ان يقوم بنفس التجربة فوق كوكب اخر كالمريخ مثلا
ان من يفكر مثلك استاد نضال له عقل حي يبحث عن حقيقة الوجود بعقله وليس كمن يعتمد على النقل


10 - إلى الأستاذ عبدالله حلف
نضال الربضي ( 2014 / 6 / 10 - 08:13 )
تحية طيبة أستاذ عبدالله و شكرا ً لمشاركتك في الحوار،

أرى أنك تميل نحو اعتبار علوم الفلك و ما توصل له الإنسان مجرد -مُعطيات- أو -مشاهدات- يمكن أن تتغير بالكـُـلــِّية (أرجو التركيز على كلمة بالكلية)، بانيا ً رؤيتك على مقتطفات من كلام علماء، فيكون َ استنتاجُك النهائي بمعنى أننا لا نعلم شيئا ً و كل ما نعلمه وهم و بالتالي فالدين لا شك صحيح.

بداية ً:

- نحن نعلم الكثير :-)))))))))))))))))
هناك علوم الفضاء، و علوم الصواريخ التي تُرسل مركبات ٍ إلى المريخ و القمر، علوم الفيزياء التي نعيشها كل يوم، هناك علوم الحفريات، علوم الجينات، علوم الأجنة، لذلك فنحن نعلم و لسنا نعيش في -أوهام- و إلا فلنغلق جامعات العالم، ما حاجتها؟

- إثبات صحة الدين يجب ان يكون من الدين نفسه، من طروحاته، من تطبيقاته العملية الصحية في المجتمع، من سلامة بنيته، من اتساق أفكاره، من -منتوجه- الأخير، و لا يتم إثباته بمحاولة دحض نظرية علمية (على فرض أنه يمكن أو تم دحضها).

الدين شئ، و العلم شئ آخر، و البوح في الجدليات هو صوت النفس و الشعور و العقل، و هو شئ ٌ إنساني ٌ يجمعها و يعرفها و لا يعرفها، في ذات الوقت.

أهلا ً بك.


11 - إلى الأستاذة ماجدة منصور
نضال الربضي ( 2014 / 6 / 10 - 08:23 )
تحية طيبة أستاذة ماجدة،

يوحي التعقيد في الكون بوجود -تصميم ذكي- لكن الحقيقة تبقى أن ما -يظهر- أنه تصميم هو مجرد -تراكمات تطورية تفاعليه- لا تتبع تصميما ً أوليا ً. هذه -التراكمات- يفسرها عقلنا الذي يبحث عن تفسير أنها -مقصودة- أن تكون هكذا.

العقل البشري يبحث عن -معنى- للأشياء، و عن -هدف- لها، و هذا مرده إلى تكوينه البيولوجي المتطور عن المملكة الحيوانية، فغريزة البقاء عن الإنسان تسأل نفسها دوما ً: -كيف أستفيد من هذه الشئ الذي أمامي؟- -ما هو هدف هذا الشئ الذي أمامي؟- -ما علاقتي بهذا الشئ الذي أمامي؟-

كما أن تربيتنا كبشر و منذ الطفولة تعلمنا أن -الباب- هو للعبور من غرفة لغرفة، و أن -زر الكهرباء- هو لتشغيل الإنارة، و أن -الريموت- من أجل تشغيل التلفاز و هكذا.

لا يوجد تصميم ذكي أستاذة ماجدة.

بالنسبة للإله الإبراهيمي، من الواضح أننا أمام معتقدات قبائل مُرتحلة توارثت قصصها التي بقوة إيحائها جابهت الحياة نحو استقرار ٍ و بقاء لا أكثر.

هل يوجد إله؟

الجواب على السؤال: و هل هذا مهم؟

إن كان موجودا ً و يريد، فليكشف عن نفسه.

إن كان موجودا ً و لا يريد فلم ننشغل به؟

ما رأيك؟

أهلا ً بكِ.


12 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 6 / 10 - 08:30 )
تحية طيبة أستاذ ناشا،

طبعا ً أخي ناشا لكل إنسان حريته في الاعتقاد، و لا حق لأحد ٍ أن يفرض نفسه على الآخرين، هذا من بديهيات العلاقات بين الناس و انعكاس ٌ للحق الإنساني و استحقاقاته.

أقدم في مقالات -البوح- أفكارا ً تعتمل ُ في عقلي و إنني مصيب ٌ إن قلت ُ أن كثيرين يفكرون فيها أيضا ً، و لذلك أطرحها للمشاركة بالدرجة الأولى، و للحوار بالدرجة الثانية، دون أن يكون القصد منها إقرار صحتها من عدمه، أو أن تقلل من شأن أي معتقد.

فأنا كما تعلم أخي أضع الإنسان فوق كل شئ، و أحترم الجميع عن قناعة أصيلة و شعور حقيقي بأننا من ذات الجوهر البشري متمتعين بذات الكرامة الإنسانية.

أهلا ً بك.


13 - إلى الأستاذة آمال طعمة
نضال الربضي ( 2014 / 6 / 10 - 08:37 )
تحية طيية أستاذة آمال،

قرأت ُ تعليقك ِ السابق، نعم كل منا يحاول أن يجد اتزانه و سلامه، بعضنا في الدين، البعض الآخر في اللادينية، البعض يمزجهما، و ربما أن هذا ما يميز العقل البشري الذي أعتقد أن له بصمة ً فريدة أكثر ُ تميزا ً من بصمة أصابع اليد.

أشكر ُ لك مشاعرك ِ النبيلة، بعض تلك الآلام زالت، بعضها سيبقى موجودا ً للنهاية، لكنني تعودت ُ عليها و أجد أنها أصبحت دافعا ً لي للاستمرار و لتقدير الوجود بشكل ٍ أعمق و أفضل.

عدت ُ من الرحلة البارحة لكنني ما زلت ُ في الإجازة حتى نهاية الأسبوع :-))))))))))) الإجازة تعيد تسليط الضوء على جوانب نفسية يعتقد الإنسان أنها لم تعد موجودة أو على الأقل تم تجاوزها أو تم -إتقانها- لكنه يكتشف أنها -ما زالت هنا- :-))))))))))))

أهلا ً بك دوما ً.


14 - إلى الأستاذ مروان سعيد
نضال الربضي ( 2014 / 6 / 10 - 08:45 )
تحية طيبة أخي مروان،

يشتاق الإنسان إلى أن -يعرف-، لأن المعرفة هي وسيلته لتحديد علاقته بمحيطه، و هذه العلاقة هي القناة التي من خلالها يحدد مكانه و يصل لسلامه و يستطيع أن -يبقى-، فالمعرفة هنا هي استجابة لغريزة البقاء البيولوجية لديه.

نحن نعرف عن الكون ما تخبرنا عنه علومنا، و ينتظرنا المزيد X 10 مرفوعة للانهاية، بلغة الرياضيات.

نحن نفكر، نتساءل، نميز بين الأشياء، نحدد موقفنا ننطلق نحو فهم ٍ أفضل، و أكثر.

أهلا ً بك.


15 - إلى الأستاذ بلبل عبد النهد
نضال الربضي ( 2014 / 6 / 10 - 09:01 )
تحية طيبة أستاذ بلبل،

طالما شغلتني جملة -أبناء الله و بنات الناس- و الإشارات مثل -ارتفاع أخنوخ- و -ارتفاع إيليا- و -كائنات حزقيال- و التي هي بالمناسبة غريبة جدا ً في وصفها و كأنها مركبات طائرة، ثم بعض الوصوفات في سفر الرؤيا. فإذا ما جمعنا هذا مع بعض توصيفات الكتب الهندوسية لمراكب الآلهة، يجتمع لدينا مزيج يستحق التفكير.

لا يوجد دليل على هذا، لا يوجد -حضور حالي- أو -تأثير مباشر- أو -دعائم علمية- و يصبح الموضوع في النهاية يتطلب -إيماناً- مثل الإيمان بالدين، و يبقى مجرد فكرة لا أكثر حتى يأتينا العلم بجديد ٍ في هذا المجال.

تؤمن طائفة الرأئلين بقصة الكائنات الفضائية و يعتقدون أنها اتصلت بمُنشئهم -رائيل- و كشفت له أنها -الآلهة- التي التقت بالبشر أول مرة و أنها من صنع الديانات، إلخ.

أنها محاولات لتفسير الحياة و هي مثيرة مُدرَّة للأدرينالين لكنها تبقى -دينا موازياً- ضمن المنظومة الفكرية الدينية.

يبقى العلم هو الأساس الصلب الذي يجب اللجوء إليه للتفسير دوما ً.

هل يوجد كائنات آخرى في الكون: ربما، لكن لا نعلم أكثر من هذا، و لا مانع أن نفكر دون أن -نؤمن- و دون أن -نتدين فضائيا ً-

أهلا ً بك.


16 - سلامتك اخ نضال الف سلامة
nasha ( 2014 / 6 / 10 - 09:17 )
سلامتك اخ نضال الف سلامة


17 - إلى الأخ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 6 / 10 - 09:45 )
شكرا ً لكي أخي الحبيب و أتمنى لك دوام الصحة و العافية و السعادة!

اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال