الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد الديمقراطي مخيباً للعالم الافتراضي

فرهاد شامي

2014 / 6 / 5
الصحافة والاعلام


أدهش موقف وتعامل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD من اجراء انتخابات الرئاسة السورية معظم الصحف العربية الدولية والعالمية، فيما خيّب آمال نشطاء العالم الافتراضي بما يتضمنه من شخصيات وأحزاب كردية وأخرى عربية شوفينية تحتل الفراغ الافتراضي، وتتخندق دعائياً ضد كلّ من لا ينجر خلف أجنداتها المدمرة.
فمنذ أن قرر النظام البعثي اجراء انتخابات الرئاسة في سورية بدأ روّاد العالم الافتراضي بالتهجّم على حزب الاتحاد الديمقراطي واختلاق الأخبار الكاذبة بصدد موقفه من تلك الانتخابات، على الرغم من علانية ووضوح موقف الأخير منذ البداية، وهو أن الانتخابات لن تجرى في المناطق التي تقع تحت سيطرة الادارة الذاتية الديمقراطية في روجآفا، ولن يتم السماح بوضع الصناديق الانتخابية فيها، وسبق قرار المنع هذا قرار آخر بمنع الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة، إلا أن ما يسمى بالفراغ الكردي ومن خلفه بعض القوى العروبية الشوفينية واصل تهجمه، متناسياً آلاف الصناديق التي وُضعت في عاصمة الثورة حمص، وبوابتها ادلب، ومهدها درعا، وقلعتها المتلاشية حلب، وعقر دار فرسانها "حماه" الاخوان المسلمين، فيما لم تكن روجآفا والمحسوبة على الـ PYD إلا خنجراً في خاصرة الثورة بحسب ذاك الفراغ.
فمنع الاتحاد الديمقراطي وسلطته اجراء تلك الانتخابات في مناطق سيطرته، وصادرت قوات الأساييش المحسوبة عليه العشرات من الصناديق الانتخابية التي وضعت سراً في منازل بعض أزلام النظام في القامشلي، في الوقت الذي كان الفراغ الكردي وفقاعاته يجولون شوارع روجآفا لتسجيل أي شيء يدين الاتحاد الديمقراطي بخصوص تلك الانتخابات، كان أعضاء الحزب من النساء والرجال يسيّرون دوريات مدنية لكشف المنازل التي استخدمها أزلام النظام للتصويت خشية من سلطة الحزب، فيما كانت قوات الأساييش تقوم بحماية عدد من الوقفات الاحتجاجية ضد انتخابات بشار قام بها أكثر الناس تهجماً على قوات الأساييش بحجة انها تابعة للـ PYD، ومدعومة من النظام.
على الرغم من الموقف الوحيد والتاريخي على المستوى السوري الذي أبداه الـ PYD والأجهزة الأمنية المحسوبة عليه، إلا أن أبطال العالم الافتراضي ومقاتلوا ما وراء الشاشات الالكترونية واصلوا تهجمهم على الحزب، واتهموه بتهمهم التقليدية، إلا إن عدسة المراسلين الأجانب التي كانت حاضرة في روجآفا خيبت آمال ذاك الفراغ، ونقلت بحيادية عملية افشال العملية الانتخابية في روجآفا من قبل الحزب على الرغم من تهديدات مسؤولي النظام وفي مقدمتهم وزير الخارجية وليد المعلم، ليدهش الحزب ومنظوماته مرة أخرى الصحافة العربية والعالمية جراء موقفه الأخير، بعد أكثر من جولة تناولت فيه تلك الصحف والوسائل الاعلامية مقاومة المنظومات المتعددة المحسوبة عليه للمجموعات المرتزقة كداعش وجلاوزة النظام في أكثر من منطقة وكانت آخرها مقاومة الحسكة ضد مرتزقة النظام البعثي السوري.
خلاصة القول: حزب الاتحاد الديمقراطي لم يكن بحاجة إلى شهادة حسن وطنية من أحد، ولن يكون، وخاصة من الذين ورّطوا الشعب السوري بصفقاتهم مع النظام والقوى المتحالفة معه، دون رادع وطني وأخلاقي، وباعوا كلّ شيء يخص الثورة، بدءً من شعاراتها ورموزها ولحظاتها الأولى وصولاً إلى دماء شهداءها، فيما يبقى للفراغ الكردي من ظلال الائتلاف العروبي مساحة عار كافية ليلهو بها طيلة أيامه المتبقية من عمره في ميدان العالم الافتراضي بانتظار حدث الانتحار الذي لن ينشغل به سوى المستفيدين من وجوده.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة