الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكن الكاميرا سقطت

رضا كارم
باحث

2014 / 6 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قلة قليلة من الذين يكتبون لبشّار. قلّة فقط من بينهم، ينالون الاحترام و التقدير .
قلّة فقط صادقة في رفضها لاستعمار آخر يبدأ من الشام.
قلة تحسب أنّ تصفية بشار، مدخل لتصفية نهائيّة لفلسطين.
أن تختلف مع صادق مؤمن بقضيّة ، أمر تقبله الذّائقة.
مصيبتي في آلاف مؤلّفة من مرتزقة العبارة و مرتزقة المرحلة . مصيبتي أن غالب البشاريين في تونس، ارتادوا 23أكتوبر 2011، و يستعدون لانتخابات أخرى قادمة...
كيف يفعل هؤلاء القوّادة المخبرون ؟
كيف تريد لك "ديمقراطية" و "حرية"، كما تتصورهما ، و ترفضهما واقعا للإنسان في سوريا ؟
نعود الى المربّع الأوّل: مربّع الهزيمة الأخلاقية للذات الإنسانية.
بشار او داعش؟
تصيح مرتبطة ما ، مرابطة ببرنامج تلفزيوني للإثارة، انتخاب بشار خير من سيادة النصرة و داعش. إنّها إحدى "فطاحلة البرهان " في إعلام تونس الرديء كثيرا.
تمكنت من مناقضة كل المستبدين و فشلت في تمثل استبداد بشار.
هكذا هم الليبراليون في شعوب الإرادة المنكسرة ذاتيا. يرون الصالح عندهم فاسدا لغيرهم،
و الصالح عند غيرهم متروكا عندهم.
بشار مثل داعش و الدساترة و الخوانجية و الجبهة الشعبية و بوتفليقة و بنكيران و محمد السادس و أوباما، ومثل طيف واسع من التبريريين المناشدين للباجي ، كومبارس لصناعة مشاهد تلاحقها كاميرات المصورين و تلهّف الشعوب المنكسرة طبيعيا.
بعيدا عن الصخب المعمّم كالخبز المطلي انكسارا بعد التصميم و الإصرار، الشركات متعددة الجنسيات العابرة لتفاصيل الدول الأدوات، و البوليس و الجزرة و "الأنتلجنسيا الثورية "...
بضعة من المصطافين على مرافئ السكينة . يسأل أحدهم:
_ماذا يحصل قرب آبارنا ؟
تتحول الكاميرا الى الجزيرة العربية، تراقب آلام المنكسرين ذاتيا، تصوّر ذويلا تنبت لهم.
يسأل ثان:
-و مرّاكش؟ ماذا عن مراكش؟
الكاميرا تنقل صور البوليس يتخلى عن جزرته و عصاه و يكتفي بالرصاص بعد أن أعيته الملاحقة السريعة لغزلان 20فبراير .
ثمّ يتفاجؤون بالحوض المنجمي، يعلو صورة الكاميرا الكاف ، تالة الشّهيدة تقصف البوليس بوابل من الحجارة، و سيدي بوزيد يطارد كوكاكولا في شوارع تونس...
من حمص و حلب ، بعد كاميرا التمويه و الجريمة، حركة ثورية تواصل الصّمود.
اليمن مازال سعيدا رغم النفط الأعجمي و العربي و الدولار...
دير الزور و درعا المناضلة و القابون تعزف أيضا ضدّ المشهد العامّ.
يصنع رأس المال مشاهده، و تصنع المقاومة واقعها. و الحرب الطبقية متواصلة. الحرب الطبقية دائمة ، الجرب الطبقية أيضا. ليس منا خاسرون، إننا منتصرون سلفا، منتصرون في قرار المحاربة . الحجر مزيى بالرصاص المقبل ، الرصاص مندفعا منا مزروعا على رؤوس القوادة، و الجزرة هاوية على أرض التحرير.
سيسقط بشار، لسنوات طويلة، سيخلفه من هو أسوأ في عيون الظاهراتيين، و مجرد خائن آخر كما نرى...لكن ذلك لن يتجاوز سنوات قليلة...
النار ستشتعل في كاليفورنيا و وول ستريت، النار ستلتهم شال و ميكروسوفت و آبل...
تويوتا محترقة بالكامل، وقبر هتلر و عظام موسوليني و بقايا ستالين...
إننا منتصرون سلفا، و ننتصر دائما. رغم الكاميرا و المصوّر و الجزرة.
داعش أو بشار، هذا ما توصل إليه العقل التجزيئي المخرّب، و يتجاهلون الإنسان.
لكن الكاميرا سقطت، شواطئ الطمأنينة تشاهد رملها ينسحب إلى الأمواج الهادرة في البحر القادم. الجزرة أنبتت شوكا على خوذتها، و الرصاص يرسم على طريق فرارها طريق انتحارها.
قريبا تسافر رمادة إلى استثمارات شال لترديها بلا شفقة على مقصلة النسيج الثوري.
الشبكة تزداد عقدا، و الكاميرا تتساقط يا 17ديسمبر.
يسقط بشار ، تسقط الدولة، يسقط رأس المال
_______________________________
رضا كارم -قلعة سنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة