الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الى اعضاء اللجنة التفاوضية بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية

مؤيد عبد الستار

2014 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


السادة اعضاء اللجنة التفاوضية لاقليم كردستان المحترمون
تحية طيبة
تناقلت وسائل الاعلام القرار الذي اصدره السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كوردستان المرقم 3 لسنة 2014 والذي شكل بموجبه لجنتكم ، من ممثلي الاحزاب الكردستانية ، للتفاوض مع القوى السياسية ببغداد
حول تشكيل الحكومة والقضايا الخلافية مثل قضية تصدير النفط وحصة الاقليم من الموازنة وغير ذلك من الامور العالقة بين المركز والاقليم والتي لم يستطع الطرفان ايجاد الحلول العملية لها من خلال الدستور او مجلس النواب او المحكمة الاتحادية .
نرحب بهذا القرار الحكيم وتشكيل لجنتكم لمعرفتنا بدوركم الفعال في الحياة السياسية العراقية والكردستانية ، ولما تتمتعون به من صلاحيات قد تساعد في حل الازمات المستعصية بين الاطراف المختلفة على الاسس السياسية والقانونية التي يتحتم ايجاد طرق الاتفاق عليها والوصول الى حلول يسيرة لها .
ورغم اني لا امثل حزبا او كتلة سياسية الا اني استطيع ان ازعم اني امثل شريحة من المواطنين الذين يهمهم استقرار العراق بشكل عام واستقرار كردستان بشكل خاص وعدم تعريض التجربة العراقية الحديثة بعد زوال نظام صدام الى اية مخاطر قد تؤدي بالتجربة الفتية الى زوال مثلما تعرضت التجربة الفتية لثورة الرابع عشر من تموز الى الانهيار الذي ادى بدوره الى خسارة الكرد وكردستان جميع المكتسبات التي اتت بها ثورة الرابع عشر من تموز ولم تكن قليلة ، باعتراف السيد مسعود البرزاني .
اليوم وبمناسبة قرار السيد مسعود البرزاني تشكيل لجنتكم التي ستتفاوض مع بغداد ، ستتحملون نتائج مرحلة حرجة يمر بها العراق وكردستان ، واصبح مصير كردستان في رقابكم ، فان نجحتم في تجنيب العراق وكردستان النزاع الدامي ، ستحصلون على وسام الفوز ، اما اذا اخفقتم وهو ما لا نتمناه ، فانكم ستجعلون شعبنا بعربه وكرده يدفع اضعاف الدماء التي خسرها بعد انهيار ثورة الرابع عشر من تموز .
نحن الكرد الفيليين نعرف ما جرى لنا اثر انهيار ثورة الرابع عشر من تموز ، وكيف استباح الحرس اللاقومي بيوتنا وانتهك حرماتها واستولى على ثرواتنا ، وفيما بعد انتقم منا في التهجير والتسفير القسري وتغييب الالاف من شبابنا الذين استشهدوا بالتجارب الكيمياوية والبايلوجية ، وقضى اهلنا اعمارهم في المنافي ، ومازال معظمهم مشردا في معسكرات ايران ، ودول العالم .
ان التاريخ سيكون شاهدا على ما تقومون به من افعال وما تنجزوه من اعمال ، لذلك وصيتنا لكم ان تضعوا الحق نصب اعينكم ، ومصلحة شعبنا العراقي بعربه وكرده وتركمانه ، امام انظاركم .
ونأمل ان تأخذوا بالملاحظات التالية :
اولا / ان الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه لا يرغب بالحروب التي عاثت في البلاد فسادا ، فالحرب التي اشعلها الطاغية صدام مع ايران والغزو الذي نفذه على الكويت ، اصبح سبة وعارا على النظام لما اصاب شعبنا من كوارث بسببه ، على الصعد الاقتصادية والبيئية والسياسية والاجتماعية ، لذلك نتمنى عليكم تجنب وضع بلدنا وشعبنا في مواجهة عسكرية جديدة ، فلا طاقة لشعبنا على مزيد من المآسي والحروب والنكبات .
ثانيا / بصفتكم وفدا مفاوضا مع حكومة الدولة الاتحادية / المركز ، نتمنى ان تفتحوا صفحة جديدة في العلاقات ، وتتناولوا مع الحكومة قضايا تساعد على رأب الصدع في العلاقات الاخوية بين العرب والكرد والتركمان ، والبحث عن القواسم المشتركة التي تساعد على تحقيق الرفاه لشعبنا بكافة مكوناته ، وعلى الاخص ايجاد سبل حديثة لتطوير اقتصاد البلاد من خلال السياحة والزراعة والتجارة .
ثالثا / لو دققنا في الوفود الشهيرة المفاوضة لوجدنا اقرب وفد مفاوض دخل اصعب مفاوضات في منطقة الشرق الاوسط ، هو الوفد الفلسطيني الذي دخل في مفاوضات مع اسرائيل ، فبالرغم من ضعف الوفد الفلسطيني وعدم وجود موطئ قدم له في بلاده فلسطين الا انه استطاع انتزاع مكاسب هامة من اسرائيل ، اولها واعظمها الاعتراف الاسرائيلي بمنظمة التحرير الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ، لذلك من الاولى لوفد كردستان المفاوض الذي سيجلس مع رفاق واصدقاء وحلفاء من القوى السياسية العراقية التي كانت على الدوام الى جانب الكرد ، سواء في النضال السياسي اليومي ، او في الفقه الذي افتت مرجعياته بحرمة قتال الكرد في احلك الظروف ، مما يسهل مهمة التفاهم مع المفاوضين والتوصل الى حلول وسط مقبولة من جميع الاطراف .
رابعا / اي نجاح في المفاوضات ، مقابل القبول بالحلول الوسط ، هو فوز للطرفين ، فتجنب النزاع ، والتوصل الى اتفاق هو نجاح كبير ، رغم اية خسارة تبدو في الوقت الحاضر كبيرة ، فلا الاموال ، ولا الميزانية ، ولا موارد النفط ، هي الاساس، وانما الاساس نشر السلم والسلام والامن والامان بين ربوع البلاد وبين ابناء شعبنا .
في الختام نتمنى لوفدكم النجاح ونتمنى على القوى السياسية في بغداد والعراق عموما وكردستان خصوصا ان تساندكم وتعمل على انجاح مساعيكم الخيرة ونأمل ان تتحلوا بالصبر وطول النفس وعدم الانجرار لما يريده الاعداء من سوء لشعبنا ووطننا .
نشد على اياديكم وسنكون الى جانبكم دوما فيما ستختاروه من قرارات تصب في صالح شعبنا وامتنا .
د. مؤيد عبد الستار
رئيس الهيئة التنفيذية
للبرلمان الكردي الفيلي العراقي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الديمقراطية هي الأساس في حل المشاكل القومية/1
محمد علي الشبيبي ( 2014 / 6 / 5 - 13:32 )
آمل أن يكون هذا الموضوع منطلقا لمساهمة المهتمين بالوضع في أبداء آرائهم. وبالنسبة لي أحببت أن أضف نقطة مهمة وأعتبرها هي الأساس في أن تخدم هذه المفاوضات القضية الوطنية. أن أساس الاشكال في الوضع العراقي المتعلق بعلاقة المركز بالإقليم هي المنطلقات الخاطئة والاولويات التي وجهة الأكراد أضف الى ذلك الموقف المتشنج والشوفيني من بعض الكتل السياسية العربية. كان الأولى بالكرد أن يواصلوا خارطة الطريق التي طالما تشدقوا بها وهي (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان) في اعتقادي وهذا ما تؤكده سياستهم الداخلية أن القوى الكردية المتنفذة تخلت عن هذا الشعار الى حد ما واختاروا بدله أولويات هي ذات نفع وقتي وضيقة ولها أضرار على القضية الوطنية العراقية ومنها طبعا القضية الكردية ... فالقوى الكردية رغم ما مثلته من قوة في الوضع السياسي فأنهم ساهموا في استمرار حالة القلق وعدم التوازن والحسم، ولم يعملوا على تقوية أسس البناء الديمقراطي بل وجدناهم يغضوا النظر عن كثير من التجاوزات في العراق وحتى في كردستان والأمثلة كثيرة.
يتبع رجاء


2 - الديمقراطية هي الأساس في حل المشاكل القومية/2
محمد علي الشبيبي ( 2014 / 6 / 5 - 13:34 )
تكملة (الديمقراطية هي الأساس في حل المشاكل القومية
ونرى أن معظم إشكالاتهم لا تتعلق بالديمقراطية ومسارها بقدر ما تتعلق بمطامح قومية ضيقة (اقتصادية وإدارية) تزيد من تحفظ الكتل والقوى الأخرى. لذلك أرى أن على الوفد أن يركز على أهمية الأسس لبناء عراق ديمقراطي، وأن يشخص الخلل في العملية الديمقراطية التي هي أساس العملية السياسية، وان تكون العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان، وقانون الأحزاب، وسلم الرواتب، والامتيازات المليونية، ومكافحة الفساد وغيرها ..... كل هذه المهمات لا تخص الوضع العراقي عامة وإنما هي أيضا تخص الوضع الكردستاني مع تفاوت في درجاتها. يجب أن يفهم الاكراد أن أية حقوق يحصلوا عليها ستكون معرضة للخطر إذا لم تستتب الديمقراطية في العراق وإذا لم يساهموا في بنائها بعيدا عن ضيق الأفق القومي والمكاسب القومية الضيقة، وأن يضعوا أمامهم هدف بناء عراق ديمقراطي مدني


3 - ملاحظات
اّلان ( 2014 / 6 / 5 - 15:23 )
ألاخ الكاتب كيف يجوز من حيث المبدأ ومن حيث البرتوكول والاصول المعهودة ان يكون نائب رئيس الحكومة عضوا في الوفد الذي يتفاوض مع الحكومة وهل يعتبر الحكومة خصما له وهو نائب رئيس الحكومة الاتحادية او انه يفاوض نفسه ؟! ولا أدري اذا كان الكرد يجهلون هذه الامور الادارية والبرتوكولية فكيف بديوان رئاسة الحكومة لا تعرف ذلك ورئيس الحكومة نفسه لم يلتفت الى هذا الجانب واذا كان التبرير ان نائب رئيس الوزراء يمثل حزبه في هذه الجلسات التفاوضية كان من الواجب ترشيح احد القيادين في ذلك الحزب ممن لا يحملون او يتبوأون منصبا حكوميا رسميا ..ام انه ليس له دور في الحكومة الاتحادية وهذا الامر يشكل نقطة سلبية لكلا الطرفين ..وقد تذكرت هنا ما كتبه الكاتب الفلسطيني الناصري ( ناصر الدين النشاشيبي ) عن زيارته للصين الشيوعية في الستينات من القرن الماضي واراد الالتقاء باحد رجال الدين المسلمين هناك واخذوه مضيّفيه الصينيين الى احد الجوامع وهناك تحدث مع امام الجامع وتبين انه يحمل بطاقة العضوية في الحزب الشيوعي عنئذ قال الكاتب مع نفسه ان هذا الامام اما شيوعيته غير صادقة او اسلامه غير صادق يعني واحد من الاحتمالين !!

اخر الافلام

.. غالانت: لدينا مزيد من المفاجآت لحزب الله.. ماذا تجهز إسرائيل


.. مظاهرات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان




.. مروحية إسرائيلية تستهدف بصواريخ مواقع على الحدود مع لبنان


.. سعيد زياد: الحرب لن تنتهي عند حدود غزة أولبنان بل ستمتد إلى




.. قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية على شقة في بطرابلس شمال لبنان