الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا انخفضت نسبة نجاح بشار الأسد ؟

مناف الحمد

2014 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا انخفضت نسبة نجاح بشار الأسد؟

تعمد أنظمة الاستبداد إلى تعويض نقص الشرعية بالفيض الإيديولوجي ، هذا ما درج عليه حافظ الأسد طوال فترة حكمه وما تابعه ابنه الوريث للجمهورية والذي احتاج أكثر من سلفه تعويضاً لنقص الشرعية لأنه ورث ما لا يورّث .
ولما كانت القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها ومعضلاتها قائمة وما دام الجولان محتلاً فمن السهل التمترس بهما واتخاذهما زياً تنكرياً يخفي وجه المستبد القبيح ، واستثمار إيديولوجيا المقاومة والممانعة بشكل مفرط وفي السياق المناسب أو خارجه ؛ لأنها الأداة الوحيدة لتعويض نقص الشرعية .
ومن تجليّات الفيض الإيديولوجي المستخدم للتغطية على الشرعية الناقصة أو غير الموجودة أصلاً نسبة السبعة والتسعين في المئة التي كانت تتمخّض عن بيعة بشار الأسد قبل الثورة فالمبالغة تعبير عن أمرين :
الأول: الاستهتار بالشعب والتعامل معه كقطيع أغنام يساق بغريزة القطيع إلى مبايعة راعيه.
والثاني : الإحساس العميق بلا شرعية النظام ورأسه والذي يستدعي مكابرة وإنكاراً يسكتان الهواجس ويصارعان انعدام الثقة.
وكان فيض الشعارات الإيديولوجية دائماً هو أداة التسويق لنسبة نجاح الرئيس الساحقة والبديل المعلن الذي يعمل على إخفاء الأمرين المسكوت عنهما..
وفي ضوء هذا التحليل نستطيع أن نفسر انحدار النسبة إلى الثمانية وثمانين بالمئة في الانتخابات الأخيرة.
فنظن أن المكابرة التي كان يغذيها صمت الشعب واستخذاؤه لم تعد ممكنة بعد الثورة وأصبحت تجد لها منفذاً آخر غير رفع نسبة النجاح وهو العنف الوحشي ، وأما التعامل مع الشعب كقطيع فقد بات أكثر تعذراً وتحول الاستهتار إلى عداء مستحكم لعدو نديّ قادر على المواجهة والمنازعة المغالبة.
ولأن شعارات الممانعة لم تعد كافية كغطاء إيديولوجي ؛ فلم يعد ثمة بدّ لكي يستمر توازن المعادلة من رفع مقدار هذا العامل عن طريق تخفيض الطرف الثاني من المعادلة وهو نسبة النجاح مع إجراء تحوير على العاملين الكامنين المذكورين آنفاً وليس زيادة أو نقصاناً في مقدارهما.
ولأن المعطيات الموضوعية لا تسمح للمستبد مهما بلغت درجة قلة حيائه أن يتجاوز سقفاً معيناً فلم يكن ممكناً رفع مقدار الغطاء الإيديولوجي بدرجة كبيرة وبالتالي لم يكن ممكناً تخفيض النسبة في الطرف الثاني للمعادلة تخفيضاً أكبر.
لا يمكن أن يتغير الفعل بدون أن تتغير البنية بالاستعانة بمصطلحات نظرية بارسونز ، ولأن بنية نظام بشار الأسد لم تتغير فلم يكن ممكناً حدوث فعل مفارق ولم يكن ثمة سبيل غير اللعب ببعض المقادير زيادة هنا ونقصاناً هناك.
وانطلاقاً من حقيقة استعصاء الفعل على التغير ما دامت البنية ثابتة ؛ فإن الدعوات البائسة من قبل دعاة التصالح والحوار مع نظام متكلس كنظام الأسد لا تعبر إلا عن جهل مطبق بالبدهيات ، أو عن انتهازية تحاول أن تظهر نفسها بمظهر فني.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو