الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس ... بلا لباس

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2014 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


حماس ... بلا لباس
من حق كل منا أن يتساءل ، ماذا حصل ، وكيف وافقت حماس على ما سمي " حكومة الوفاق " وكيف استطاع الرئيس عباس فرض تلك الحكومة ، وماذا يمكن أن نطلق عليه من تسمية لتلك الحكومة ، فهل هي حكومة وفاق ، أم هي حالة مصالحة مصطنعه تبعها عناق مفتعل ، أم أنها تنفيذ لأمر واقع وسيناريو مرسوم ، أم أنها أبعد من كل ذلك .. اسئلة كثيرة تبعث الحيرة مع متابعة ما جرى على صعيد علاقة عباس – حماس ،، فحماس تبدو كمن فقدت حجاب رأسها وهي تهمس قهراً وبصوت مخنوق لقد فقدت حجابي ولا تستطيع حتى رفع صوتها محتجة ، فهل ما فعلته كان عن قناعة أم هي عملية إنحناء في الرأس حتى تمر العاصفة التي عصفت أو تكاد تعصف بتنظيم الإخوان المسلمين على الساحة العربية.
كنا كما كافة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ، نترقب المصالحة الفلسطينية لأهميتها في عملية لم الشمل الفلسطيني ، بعدما سببه الانقسام من ضرر مادي ومعنوي كبيرين على القضية الفلسطينية وما خلفه من أضرار على الشعب الفلسطيني ، فكان الأمر يتطلب من الفلسطينيين تعزيز لحمتهم وهم يواجهون أبشع أنواع الاستعمار والاستغلال والاستهداف ، وليثبتوا للعالم أجمع انهم اصحاب قضية لا قضيتين وأنهم شعب واحد لا شعبين على الرغم من الأمر الواقع الذي فرض حكم السلطتين ، فلا فرق بين قاطني المخيم في غزة وقاطنيه في الضفة ولا فرق بين فلسطينيي غزة وفلسطينيي الضفة فحالهما واحد كحال أي فرد من الشعب الفلسطيني في كافة أصقاع الأرض ، وكان من نتيجة الإنقسام التخلي عن المطالبة بالحقوق إلى أن وصل إلى خجل كل فلسطيني مما يتم ممارسته ممن تحزبوا لفتح أو لحماس ، للسلطة أم للامارة ، فقد بدأت الأصوات تعلو وتقول ان ما يحصل من حالة انقسام أمر يندى له الجبين .. فهل أدرك الطرفان أن " ثوب العيرة لا يدفي" وأن الثوب المستعار لا يبعث الدفء في الجسد المرهق ، فكانت المصالحة ، أم أن ماجرى ماهو إلا محاولة للخروج من الأزمة التي يعاني منها كلا التنظيمين على اختلاف المسببات عند كل منهما .
إن الحكومة التي تم الإعلان عنها اي " حكومة الوفاق " لا تحتلف في شيء عن حكومة سابقتها حكومة رام الله بوجوهها وبتوجهاتهم وكأنها تنطق بصوت مرتفع أنا من شكلني الرئيس عباس ولا شأن لأحد بذلك ، فالرئيس عباس هو الأقوى وهو من شكل وقرر وفرض فيما حاولت حماس على استحياء اصطناع خلاف حول حقيبة الخارجية فتم تثبيت وزيرها السابق وسمعنا طنطنة عن حكومة الأسرى وتم تثبيتها استجابة للصوت الفلسطيني المخنوق والأسير الذي يعاني وليس استجابة لصوت تهاليل وتواشيح حماس .
نعم ، حكومة واحدة خير من حكومتين ن وسلطة واحدة خير من سلطتين ، ولكن من حقنا ومن حق كل عربي ان يتساءل ما هو الثمن لكل ذلك ، ربما أقول أن عباس قد خرج منتصراً على معارضيه واستطاع أن يثبت للعالم أنه ما زال الرجل الذي يمكن الاعتماد عليه ، في الوقت الذي لا يخلو الأمر من تململ الكيان الصهيوني وما نسمعه من تصريحات حول عدم قبولهم بحكومة تشارك بها حماس ، حكومة يشارك بها ارهابيون ، فيما " صدح الصوت الأمريكي مغرداً " حين قال بأن بأمكان أمريكا أن تتعامل مع الحكومة الجديدة ، فهل كان تشكيل الحكومة قد جاء من خلال سيناريو متفق عليه سلفاً مع الراعي الأكبر للسلام ، وهل يعني ذلك رضوخ حماس لكل قرارات عباس وشروطه حتى ولو نتج عن ذلك جلوس حماس وممثليها حول طاولة المفاوضات لإحياء روح اوسلو ، آخذين بعين الاعتبار أن حماس قد سبق وأن ارتضت أصلاً المشاركة في العملية الانتخابية بعد اتفاق اوسلو وعلى قاعدة اوسلو في الوقت الذي كانت تلبس فيه عباءة المقاومة وتتلحف بها ، أما الآن وقد ابتعدت عن معكسر المقاومة وتنكرت لكل ما قدم لها من دعم وبعد أن راهنت على التنظيم العالمي للإخوان المسلمين حين وصول لحكم مصر الأمر الذي لم تتمكن معه من العودة لمعسكر المقاومة خاصة بعد الهزيمة النكراء والرفض الشعبي لحكم الإخوان في مصر بل واعتبار تنظيمهم وحركتهم تنظيمات ارهابية يجب محاربتها ، فموافقة حماس على تشكيلة """ حكومة الوفاق """ يحمل دلالة واحدة وهي أن حركة الإخوان أصبحت في موقف الذي يبحث عن القشة التي تنقذ الغريق ، فما قامت به حماس ممثلة ً للإخوان بموافقتها على حكومة " الوفاق والعناق " يتنافى مع اسلوبهم في عشق السلطة والتفرد بها في كافة المواقع التي وصلوا اليها وعلى كل صعيد.
واقول هنا .. هل مصلحة التنظيم وتثبيت وجوده على الساحة الفلسطينية أكثر أهمية لدى حماس وتنظيم الإخوان من تثبيت مبدأ المقاومة والتمسك بالحقوق والنضال من أجلها أم ان تلك الشعارات ما كانت إلا برقعاً وغطاء لوجه ليس به من الجمال شيء أم كانت حجاباً لتجميل رأس أصلع يخلو من الشعر، أم أنها كانت لباساً جاء الوقت لخلعه .

ابراهيم ابوعتيله
عمان - الأردن
5/6/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي