الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاكم القوى

راغب الركابي

2014 / 6 / 6
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في خضم هذا الصراع وبين ثنايا هذه الفتنة الجوالة ، يضيق صدرنا بكل أولئك المتحذلقين والباحثين عن مغانم في ظل الإنقسام وهذه الفوضى وهذا الموت الذي يطوف بالبلاد ، ولقد كنت مستبشراً في تغيير ثقافة وفلسفة ومسار الحكم في العراق بعد الإنتخابات ، ليكون حكماً وطنياً غير منحاز وغير مُدنس بأوزار الطائفية البغيضة والمحاصصة السقيمة ، وكنت أقول : ان العراقي سينهض من جديد وسيفتح أبواب المدينة ويحطم كل أصنام الجهل والتخلف ، ويُنهي بإرادته نزعات ما قبل التاريخ وما قبل البداية ، وكنت مع الدعوة إلى أغلبية سياسية تتكون فيها وتتآلف على أساسها وحدة المنهج ووحدة البرنامج لما ينفع البلاد والعباد ، وذلك لأن هذا الإنتفاخ في جسد العراق قد مزق أوصاله ، وأني أعترف إنه بفضل أولئك البعض من طلاب المغانم والمناصب قد أصابنا الكثير من الهزات والعواصف الإجتماعية والثقافية والإقتصادية ، كما ويؤلمني جداً أن يتدخل بعض أدعياء الدين لكي يفرملوا وعلى طريقتهم كل ما يمكن ان يكون فيه صلاحاً ، يتنابزون ويترافسون ويكأنهم من صنع المعجزة أو غير الطاغوت وحطم الصنم ، متناسين أن فعل التغيير كله كان من طرف أخر ومن وحي أخر ، وكنا نحن ندعم ذلك لظن غالب فينا بأن شعب العراق يمكنه صنع الحياة وصنع المستقبل ، وظننا هذا كانت تدعمه رغبة إجتماعية في صلاح الحال ، وكذا الإنفتاح على العالم المتمدن في ظل تطور مباني الحكم والحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية وسيادة القانون ، ولكن حين سُمح لهذا البعض في المشاركة حين تكسرت قيود الصنم ، تنادوا من مكان بعيد ومن بطون العفن التاريخي عن الحق المسلوب ، جاعلين من الفوضى هي الحكم وهي الدستور ، ولم يسلم في ذلك الشرف الرفيع من الأذى حتى سالت منه أودية من الدم .
ولقد كنا وقبل ثلاث أو أربع من السنيين نلهج وننادي بحكومة قوية لا تتهاون ولا تنظر إلاَّ لمصلحة الوطن ومصلحة الشعب ، وكنا ندعوا لكبح جماح المفرَطّين من أية جهة ولون وعنوان ، لأننا نشعر بأن التحدي الحقيقي الذي يواجهه العراق هو تحدي الإرهاب بكل صنوفه وأشكاله ، وهذا التحدي لازمه صرامة في الفعل الذي يؤدي إلى أستتباب الأمن وحماية الناس وممتلكاتهم وشوارعهم وأزقتهم ، بحيث يأمنوا جميعاً على حاضرهم ومستقبلهم فلا يخافون من المجهول ومن الرصد ومن العبث .
واليوم نجدد الدعوة ونقول : لكل الفرقاء أو الطامحين بهيكل السلطان دعوا ذلك لمن هو أحق به منكم ، وساعدوه ليضرب بيد من حديد قوى الإرهاب والرجعية والتخلف الذي يعشش ويبني له في حاراتكم بنيانا ، دعوا رئيس الوزراء يشكل الحكومة وساعدوه ليقضي على هذه الفوضى التي تسحق الأمل والكرامة ، ودعوا عنكم تلك الشخوص المعروضة مع كل أحترامنا لها ، فالعراق يجب ان يُدار الآن بقوة لا تسمح به وفيه للمتاجرين بدماء الناس ، أن الدواعش والجهات المخفية تعمل على تخريب العراق ، وأنتم غارقون في نزق المراهقة ومنشغلون في أيكم يحكم العراق ؟ ، إن هذه المتاهة ستطول أن أردتموها كذلك ، ولذلك نقول : ليكن فيكم ضمير وحياء من هذا الموت الذي يطوف بالبلاد التي صارت سخرية يتندر بها شذاذ ومارقين ، وأظن أن رئيس الوزراء لاتعوزه التجربة وهو بحسب مراقبتي أقدر من غيره ، ومن الوجوه التي تعرض بين الفينة والأخرى في سوق المنافسة .
نحن الشعب يريد الأمن والأمان والعدالة والحرية والسلام ، نحن الشعب يرفض التلهي والمراوغة والخداع ، نحن الشعب يطلب ان يكون الحاكم قوياً غير مهزوز وغير ضعيف وغير مُبالغ فيه ، نحن نُريده أن يمسح من أعين العراقيين حزن السنيين ويمحو خيبة الأمل في الحاضر ، نريده رجل المرحلة عزيزاً مُهاباً ، وعليه أن لا ينظر لكثرة الناعقين حوله فوجودهم كقلتهم ، والحاكم القوي هو إرادة الشعب وضميره وحلمه الذي بنى عليه والذي من أجله قدم الكثير ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح