الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شليله وضايع راسها

فاروق الجنابي

2014 / 6 / 6
كتابات ساخرة


في كل منطقه من مناطق بغداد القديمه ،كانت علاقة الاطفال بين عمر (9-13) سنه حميمه ، و متحابين فيما بينهم . من بين هؤلاء الاطفال تلاحظ ان طفل واحد هو الذي يدير الامور لجماعته ، فمثلا" ينظم لهم مباراة في كرة القدم او لعبة المحيبس المشهوره، مع الفرق الاخرى للاطفال في المناطق المجاوره . لم يتم اختيار هذا الطفل ، بل انه يفرض نفسه عليهم اما لانه مشاكس اي(سبع) كما يقال، اوانه مؤدب وعنده ادراك افضل من الباقين ،فيتبعه اطفال المنطقه بدون حساسيه تذكر. كنا نسمي مجموعة الاطفال (العصابه)، كلمه مستوحات من الافلام الامريكيه ،وهذه هي فعلا" تسميه تنطبق على الامريكان لانهم مازالوا عصابه ولكن بمستوى ارقى في احتلالهم دول العالم الثالث . اذن كان اطفالنا يختارون رئيسهم دون تخبطات او تآمر،المهم انهم متآلفين يدافع بعضهم عن بعض وهمهم المنطقه واحترام اهلها.
في غابر الزمان ،كان يعيش في امريكا شعب بدائي اطلق عليه اسم (الهنود الحمر) وهؤلاء هم اهل امريكا الاصليين وهذا معروف لمن يقرأ التاريخ . دافع الهنود عن ارضهم ضد النازحين من اوربا، الذين كانوا بالاساس سجناء ومجرمين ، ولكن الهنود لم يكونوا متفقين فيما بينهم في قيادة جهادهم هذا،وكان كل شخص منهم يريد ان يكون هو الرئيس على قبيلته، لدرجة ان الامريكان لحد هذا التاريخ عندهم مَثَل بهذا الخصوص ،نصّه ( too many chiefs and no indians ) وترجمته (رؤساء كثيرون ولايوجد هنود حمر لقيادتهم) ويستخدمه الامريكان لانتقاد قادتهم عندما لايتم الاتفاق بينهم على موضوع معين يهم حياة المواطن اليوميه .
وبمراره اقول لكم ان قادتنا المحترمين لم يأخذوا طريقة اطفالنا في اختيار من يقودهم في حكم هذا البلد، لشكوك بعضهم ببعض،بل اختاروا طريقة الهنود الحمر التي عاشوها من خلال افلام(فلاش كوردن) او (ابن الحداد)، افلام امريكيه كانت مشهوره في صالات السينما في حينها. نعم ترى اكثرهم ينادون بالرئاسه ولايهمهم ان الشعب العراقي ينتظر منهم التظافر لخلاص هذا الشعب الذي يعاني الأمرّين من سوء الخدمات والحياة الصعبه التي ابتلى بها منذ الغزو الغاشم على العراق والذي هم انفسهم يسَّروا له مدخلا" لدمار البلد.
سياسيوا الغفله لم يرضى بعضهم عن بعض لانهم يعرفون احدهم الآخر بماضيه وحاضره والذي يجعل كل فرد منهم يشعر انه افضل من غيره ويجب ان يكون هو القائد وليس المقاد، لان له ريشه على رأسه كريشة الهنود الحمر الامريكان. ترى الان الكتل النيابيه تتصارع مع بعضها لنيل قطعة من الكيكه الاكثر دسما"،ويتقاذفون الاتهامات بدل ان يجلسوا ويفكروا بطريقه يخرجون بها العراق المهجوم من مستنقع الرذيله والحرمان. اما الحرب القائمه في الانبار ، فقد تركها ابطالنا تسير نحو المجهول بدون محاوله لحل يرضي الجميع، لماذا ؟ لانهم انشغلوا بالانتخابات ونسوا مصائبها وغَرَقَ اهل بغداد والانبار. سيبقى الطفل العراقي يبكي ويستجدي ويتخلف لكي يتمتع اصحاب البدلات الفارهة ويطلوا علينا في الفضائيات لتخديرنا بكلام مسعول لايشبع جائع ولا يحمي محروم.

انها كما يقول العراقيين (شليله وضايع راسها)،والان نحن ننتظر متى يجدون هذا الرأس المفقود بعد الانتخابات ويحوكوا لنا غطاء يلم العراقيين جميعا" ويوحدهم وان يأخذوا العبره من اطفالنا ايام زمان ....أم سيبقون هنود لا يفهمون العربيه؟!!!!!

فاروق الجنابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبيه الفنان دريد لحام ضيف صباح العربية


.. اللوحة الأخيرة لأشهر فنانة برازيلية تظهر فجأة .. والتحقيق سي




.. إلغاء حفل -هولوغرام- للفنانة الراحلة ذكرى في تونس.. ما السبب


.. موجة من ردود الفعل على رسالة حكومية مُسربة تؤيد ترشيح وزير ا




.. محمد الأخرس: الرواية التي قدمتها المقاومة الفلسطينية حول عمل