الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُغلقت المحكمة

تغريد الكردي

2014 / 6 / 7
الادب والفن


صوب مسدسهِ في وجه زوجتهِ..ترجوه ان يسمعها..يضغط ببطء على الزناد, تصرخ فيهِ انها مظلومة.. تسأله ان يمهلها دقيقة تُعطيه أثبات برائتها من الخيانة...صوت القاضيّ يُرجعهُ الصدى..المتهم برئ أُغلقت المحكمة... حُضن والدتهِ يستقبله لاتحزن عَروسكَ القادمة حورية...أصوات و اصوات بلا ملامح تَزرع فيه وجودها..أغسل عارك...لايكاد يراها او يسمعها أستحالت بديهية لابد منها...أفاق على طرق الباب و اصوات الجيران.. أعاد لها النظر جثة بثوبها الزهريّ..لطالما أحبتهُ...دماء تركع تحت قدميه...يسود صمتٌ غريب ألا من همسٍ غير مفهوم .... عيناه تدور بين الحاضرين ..من هم..؟...’’ هو برئ ’’... تدور به الارض و يعود يُخبر نَفسهُ ’’ هو برئ ’’ ... أُي شفاعة يطلب الانسان..؟..أُي ذَنبٍ نَرجو البراءة منه و نحن بين يديّ الرحمن..أحساس اننا نِتاج الخطيئة و لا ذنب لنا ..هو السجن الابدي... مَضت ايام التحقيق كأنها فضاءات فارغة لا حساب للوقت فيها و حتى كلمة ’’ انا برئ ’’ صَمتْ فكرهُ عن تكرارها.. حين جلس خَلف القضبان ليأذن القاضيّ للمحامي بسرّد القصة.. أستمعَ كأنهُ أحد الحضور... سيادة القاضيّ ها نحن اليوم نُؤرخ انتصاراً جديداً للتقاليد..لشريعة نِسائكم أّمّائكم... شاب تربى.. كل النساء عَورة و ليس لها حق الاختيار ألا والدته و التي بجهلها لم تغير هذة الافكار و ربما ساعدت بزرعها.. فآخر ماتتمنى ان عَروس أبنها لها صوت يعلو عليها... يُحب فتاة كل مافيها نَقيض أفكارهِ... تَعشق الحياة.. تَطير فرحاً لرؤية فراشه.. تَقع في غرامهِ..لانه الآخر الذي تتمنى.. رجل مكتمل الصفات..كأنهُ آخر حين يراها ... خلال اعوام زواجهما الثلاث لم تكن الغيرة سببا عاديا... كانت جِداراً من أسمنت بلا فواصل يُشيد يوماً بعد أخر... مَن كلمتي على الهاتف..؟..لاخروج دوني.. ثيابكِ..ألوانكِ ليّ وحديّ... كانت تلوذ ساعات النهار وحيدة في البيت لريشتها و اوراق تملئ بها جدران غرفة فارغة تتمنى لو يوماً تسمع صوت طفلها ينادي منها... قَدرُها الاحمق أو هو قدرها الاحق..جعل صديقتها تقترح عرض لوحاتها في معرض... بعد رجاء أيام وافق الزوج على ان تأتي صديقتها تأخذ اللوحات...ذات ليلة و كعادتهِ يستمع لها و هي تتكلم على الهاتف تُبارك لها صديقتها.. جميع اللوحات بيعت و الكل يتمنون رؤيتكِ..ربما يَزوركِ صاحب المعرض..ترفض بشدة و تكرر صديقتها الطلب يوماً بعد آخر حتى توافق ان تكلمهُ على الهاتف فقط... .
يصمت المحامي..يُقلب أوراقهُ و يغلق الملف...أعتذر سيدي القاضيّ لكَ الحكم.... بعد مداولة القضية لمدة ساعة يُعلن القاضي.. السجن عشر سنوات مع النفاذ.... أُغلقت المحكمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان