الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقديس الإتحاد الأوربى

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مقالى الأخير عن طرد وفد الإتحاد الأوربى من جانب الدكتورة ميرفت التلاوى وهو الحدث الذى نال إستحسان بعض النقاد والكتاب والسخرية والغضب من البعض الآخر، يؤسفنى كثيراً تمادى البعض فى أفكاره السلبية تجاه ردود أفعال محبى الوطن وحقهم فى التعبير، بينما تتحول أفكار هذا البعض إلى إيجابية تصل إلى درجة تأليه وتقديس دول الأتحاد الأوربى وأمريكا بعد طرد رئيسة وفد الأتحاد الأوربى، ويخافون بسذاجة حسابية أن تفقد مصر السياح الأوربيون وأن يحجموا عن الأستثمار على أرض مصر، ويحسبونها بالورقة والقلم أقصد يحسبونها بالكمبيوتر بأعتبار مصر دولة مثقلة بالديون وعليها أن تخجل حيث يستحوذ الأتحاد الأوربى على أكثر من أربعة وعشرون بالمائة من الديون الخارجية المستحقة على مصر، ناهيك عن حركة الأستيراد والتصدير من وإلى دول الإتحاد الأوربى، وغيرها الكثير من الأفكار المالية والأقتصادية والسياحية التى يريد أصحابها أن يقولوا لشعب مصر: الأفضل أن تشعر بالمذلة وتمشى وتطأطأ رأسك أمام أفراد ومسؤلى دول الأتحاد الأوربى، وأن تضع كرامتك فى جيبك الصغير بل الأفضل أن تنسى كرامتك ولا تفعل مثل الدكتورة ميرفت التلاوى التى حسب أفكارهم أنها كفرت وأرتكبت الخطأ الجسيم بطردها رئيس وفد الأتحاد الأوربى لمراقبة الأنتخابات، حتى لا يغضبوا علينا وتقوم قيامة الأتحاد الأوربى وأمريكا الذين هم فى الواقع مجرد عملاء مصلحة مع تنظيم المحظورة وبقية الجماعات الإرهابية.

البعض من هؤلاء الذين يخافون غضب ونقمة الاوربيين والأمريكيين علينا، نجدهم جالسين يضربون أخماساً فى أسداساً ويستخدمون حساباتهم وعلوم المستقبليات وما يمكن أن يصيب شعب مصر من خراب وتدمير للأقتصاد المنهار أصلاً، حيث أصابهم الذعر والهلع من تجرؤ الدكتورة ميرفت التلاوى وثورتها لكرامتها المصرية وقامت بطرد زعيمة وفد الإتحاد الأوربى الذى كان مدعواً فقط لمراقبة الأنتخابات الرئاسية، هذه المواطنة المصرية أكدت للجميع أننا نعيش عهد جديد هو عهد ثورة يونيو الذى لا وجود فيه للخوف المريض وعدم الإحساس بمكانة المواطن المصرى فى العالم، وما يؤكد كلامى هذا نجد أن الأتحاد الأوربى الذى هو كيان سياسى كبير يضم دولاً مختلفة، أصدر بياناً الخميس هنأ فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى المنتخب وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في البيان إن "الإتحاد الأوروبي يهنئ عبدالفتاح السيسي بصفته رئيساً جديداً لمصر ويأمل في أن ينهض بالتحديات الكبرى التي تواجهها البلاد وبينها الوضع الاقتصادي الصعب والإنقسامات العميقة داخل المجتمع والإطار الأمني واحترام حقوق الإنسان".

لم تخجل وزيرة خارجية الأتحاد الأوربى آشتون وتحاول تصوير وجود إنقسامات عميقة داخل المجتمع المصرى، وهذا الكذب الدبلوماسى تقوله لخدمة تنظيم المحظورة، وقال بيان الإتحاد الأوروبى، إن إجراء الانتخابات الرئاسية فى مصر يعد خطوة هامة فى تفعيل خارطة الطريق الذى يقرها الدستور نحو الانتقال نحو الديمقراطية، معرباً عن عزمه العمل مع السلطات المصرية الجديدة فى شراكة بناءة تعزز العلاقات الثنائية"، ونأتى إلى المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد التى هنأت الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي، وأكدت له رغبة المؤسسة "الأكيدة" في مساعدة بلاده، كما أعلن الصندوق الجمعة.

أقول عن هؤلاء الاوربيين والأمريكيين والكل يعرف أنهم حاولوا بإستماتة تمكين تنظيم المحظورة من حكم مصر، وبكل الوسائل والسبل ساندوا الإعتصامات والمظاهرات المسلحة الإسلامية التى قتلت أفراد الشرطة وأشاعت الفوضى وفقدان الأمن فى المجتمع المصرى، وعندما حظرت الحكومة المصرية المؤقتة تنظيم المرشد ومرسى سارعت الدول الأوربية إلى إستضافتهم على أراضيها ووفرت لهم المأوى والسكن والأموال، وفوق كل هذا الحرية فى العمل والتنقل لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية ضد مصر ليستعيدوا كرسى الحكم كما يحلمون ويشاطرهم هذا الحلم اللذيذ الأتحاد الأوربى والأمريكيين، وما زالوا حتى اللحظة يحلمون بالضغط على النظام الجديد بعد فوز الرئيس السيسى بمحاولات إدماج تنظيم المحظورة فى الحياة السياسية مرة أخرى، أى إدماج مرتكبى الجرائم والقتل والتفجيرات فى المجتمع المصرى وإطلاق سراحهم!!!!

كان إهتمام المراقبين الأوربيين يتركز فى الحديث عن وجود بعض التحرش الجنسى وعدم وجود دور للمرأة حيث كان وجود المرأة نادرأ فى طوابير الأنتخابات كما يقولوا ولا توجد حرية فى السماح بالمظاهرات، كل هذا يؤكد على إنعدام مصداقية التقارير التى قام بكتابتها أعضاء وفد الإتحاد الأوربى، الذى لم يلتزم بالأعراف والقيم الدبلوماسية وقام بتصعيد حرباً شرسة ضد شعب مصر ومؤسساتها الأمنية من أجل عيون تنظيم الجماعة المحظورة، لذلك نحن فى وقت تحتاج أوربا أن تقوم بتحسين صورتها السلبية التى رسمتها لسياساتها العدوانية ضد ثورة يونيو، وواضح جداً أن قرار الدكتورة ميرفت التلاوى بطرد الوفد من الندوة كان منطقياً ويدافع عن كرامة كل مصرى ومصرية، لذلك لم يصدر عن وزيرة خارجية الأتحاد الأوربى آشتون أى تعليق على قرار الدكتورة التلاوى، إذن لماذا يحاول البعض أن ينال من كرامة مصر ويطالب بالخنوع والخضوع لتلك الدول العميلة للإرهاب وتنظيماته التى يقدمون لها الدعم بختلف أنواعه بل وأن نحترمهم بعد كل جرائمهم ضدنا؟

ليس على مصر والمصريين أن يبرروا قراراتهم للآخرين مما يشجعهم على التدخل فى شئوننا الداخلية، وكما قال وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى فى لقائه بسفراء الدول الأعضاء فى الأتحاد الأوربى بحضور سفير اليونان، الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للإتحاد ، وسفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، حيث ألقى كلمة مختصرة تناول فيها التطورات الأخيرة التى شهدتها مصر وما تحقق من إستحقاقات خريطة المستقبل من إستفتاء على الدستور وأنتخابات رئاسية، فضلاً على أهمية العلاقات بين مصر والإتحاد الأوروبى بإعتباره شريكاً اقتصادياً وتجارياً وسياسيا وتطوير لهذه العلاقات على أسس الاحترام المتبادل، وأن الهدف الأساسى لهذه العلاقات هو تحقيق المصلحة الوطنية وصيانة الأمن القومى بعيداً عن الإعتبارات الأيديولوجية.
وأضاف نبيل فهمى وزير الخارجية أن "السفراء الأوربيون رحبوا خلال اللقاء بإنجاز الإنتخابات الرئاسية فى مصر وقدموا الشكر للجانب المصرى على تسهيل مهمة بعثة الاتحاد الأوروبى لمتابعتها، وتطلع بلادهم لتطوير العلاقات مع مصر مستقبلاً."

وأختم مقالى بقول زعيمة اليمين الفرنسى المتطرف مارين لوبن" أنها تريد تدمير الأتحاد الأوربى وليس أوربا".

أخيراً أهنئ كل مصرى فى الداخل والخارج بنجاح الأنتخابات الرئاسية وأتمنى أن يعمل الجميع على أن " تحيا مصر".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له