الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة اليسار

عذري مازغ

2014 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في الأيام الأخيرة ابتعت كثيرا عن الكتابة لسبب ذاتي يتلخص في أني حين أعيد قراءة ما كتبت أكتشف منطلقات خاطئة ومنزلقات قاتلة فيما أكتب بشكل أصبحت الكتابة مخيفة لي بشكل كبير، فالكتابة بهذا الخوف تجعلك حريصا أن تكون أفكارك مقبولة على اقل تقدير، وفي مجال السياسة، بالشكل الذي تبدو الممارسة منهجا قابلا للخطأ، وبالشكل الذي أيضا تتفتح انفاسك لفهم وجهات النظر المختلفة سواء كانت تلك الوجهات غارقة في التنميق الإيديولوجي تبقى المسافة المنطقية في قراءتها هي ملامسة الخلفية الإيديولوجية لتلك المواقف وهنا فقط يعلن المرء عن تحديد الفواصل الطبيعية لتلك المواقف وإقامة الحد الفاصل بينك وبينها، لكن ما يشمت في الممارسة السياسية، في اليسار الماركسي بالتحديد هي هذه الخلفية القصوى في التميز بين شتات اليسار، وهو تميز وصل في بعض الأحيان إلى إعلان حرب عنصرية فاشية وطاحنة تقتل أي مبادرة حقيقية في النضال الطبقي الشرس بشكل تبقى ساحة الهيمنة السياسية في وضع دولة معينة لصالح اليمين الرأسمالي بشكل يمكن التجرء ببلاغة فائقة بالقول بأن اليسار تتنازعه القيم الطائفية على الرغم من شساعة التحديد بين الطائفية ذات الجذور العرقية أو الدينية والطائفية الحزبية.
تخضع جميع أحزاب اليسار إلى نفس التركيبة الهيكلية، إلى نفس البنية الحيضية في سلوكها السياسي، تتبنى بكل إخلاص أمانتها للطبقة العاملة، تتبنى جميع الطروحات التقدمية فيما يتعلق بكثير من الأمور، المرأة، المدرسة أو التعليم، الحقوق المدنية، المواطنة، الجهوية، نفس المواقف من الثقافة بشكل عام، نفس المواقف في الإقتصاد..إلخ. يخضع القرار فيها بالنمطية نفسها في كل التيارات، وهي بكل هذه القيامة الهيكلية والتركيبية تنزع دوما للتميز برغم كل تماثلها الإيديولوجي،تماثلها البنيوي والهيكلي وكل تماثلها في التبني بشكل صارت أضحوكة الشتات بشكل هي تنزع في تميزها فقط إلى تميز قادتها، كل القيادات محنكة ما شاء الله، بشكل لم يتركوا للجماهير سوى هذا الإصطفاف المبلد وراء كل تيار، كل القيادات اليسارية ديكتاتوريات برغم التشبث الأعمى بالديموقراطية وهذا يبدوا استنادا إلى هيكلية أحزابها ومنظماتها وكلها في ممارستها الحزبية أو التنظيمية تمارس نفس الديموقراطية اللبرالية التي هم من منطلق إيديولوجي يرفضونها لأن شكل وجودها كقيادات معلومة يتنافى مع شكل دمقرطتها من موقع الفكر المناقض، أي الفكر الذي به ننتقد شكل الديموقراطية اللبرالية: من العيب والعار أن ننتقد شكلا من الديموقراطية نحن نتواجد في صلبه أو به تتم مراقبة الحزب أو هو من يتيح لنا التميز كقيادات، لأن التميز هذا ينزع أساسا للتوريث والتوريث هذا بالطبع ليس أسريا بل ميزيا بين القيادات وخلفائهم.. والإستدلال على هذا ربما سيصلح فيه النموذج الغربي أكثر لوضوح الممارسة اللبرالية فيه برغم أن الممارسة هذه واضحة حتى لدى الأحزاب السياسية عندنا، وحين يتعذر التوريث، في ممارسات عديدة، يحصل الإنشقاق أو تفريخ أحزاب أخرى.. إنه النزوع الطائفي الحزبي، إنها الأنا السياسية بكل خرافاتها في الوقت الذي، هذه الممارسة من التوريث لا تمت بصلة إلى الديموقراطية اليسارية التي يجب أن تكون قذوة للجماهير، ولعل هذا ما ينزع لوجود نفور الجماهير من الأحزاب، فبرامجها برامج القيادات وإن توافقت مع الطموح الجماهيري مع أنها برامج تبقى في الممارسة الحقيقية حبرا على ورق انطلاقا من تفحص المعادلات الأخرى المهيمنة في سوق السياسة. الجماهير تنزع إلى حل أزماتها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، والقيادات تنزع إلى تبرير مسلكياتها السياسية وفقا لخرافة موازين القوى زائد الإكراهات الدولية والجهوية، لا أحد من الجماهير تهمه ترسانات الإقناع بوجود إكراهات، فالناس حين تنتخب (وهذا على الأقل يفترض موضوعيا) تنتخب برنامجا سياسيا وليس تنتخب إكراهات وقناعات بخلفية منمقة، ثم إن الأحزاب التي لا تحدوها رغبة القوة ولا تعمل على تجاوز تشتتها البئيس هي بالتأكيد احزاب كارتونية حتى وإن سعت إيديولوجيا لنفخ ريشها بالإنتفاخ بالشعارات الرنانة، فواقع اليسار يبعث على البؤس، وتجاوز هذا البؤس في الظروف الحالية من تصادم المواقف، من انعدام وضوح الشكل الديموقراطي لهذا اليسار، من وجود قيادات سلطانية هو تجاوز محال التحقق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا