الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدارة الإلكترونية والادارة السورية التناقض والتعارض ولابد من الحميمية والانسجام

عبد الرحمن تيشوري

2014 / 6 / 7
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الإدارة الإلكترونية" نمط جديد من الفكر والممارسة الإدارية يتبنى معطيات عصر المتغيرات السريعة ، ويستوعب تقنياته المتجددة ، ويطبق آلياته الفاعلة ويعكس المعاني الحقيقية لعصر المعرفة والمعلومات ، عصر العولمة والإنترنت كما تشمل كل عناصر المنظمة الهيكلية والمادية والبشرية والمعنوية ، وهي تحاكي تقنيات المعلومات والاتصالات في سرعتها وحركيتها وشمولها وتجذرها حيثما وجدت لتصل إلى أعماق المنظمات وليس فقط أسطحها وأطرها الظاهرية .
- فلسفة الإدارة الإلكترونية
تتبنى " الإدارة الإلكترونية " مفاهيم وأسس "الإدارة الإستراتيجية" من حيث وضوح الرؤية والرسالة الأساسية للمنظمة والتعامل الإيجابي مع المناخ المحيط الداخلي والخارجي ، وتحديد الأهداف الإستراتيجية لاستثمار الفرص المتاحة والتعامل مع المهددات والمخاطر في المناخ الخارجي ، وتفعيل الموارد والإمكانيات وتحييد القيود والمعوقات في المناخ الداخلي . وتعتبر "الحركية" و"الديناميكية" و"الفورية" من أسس فلسفة الإدارة الإلكترونية حيث تقبل التغيير وتتعامل مع المتغيرات فور حدوثها من جانب ، كما تعمل على التنبوء بالتغيير وتعد له ، وفوق ذلك فإن الإدارة الإلكترونية تقوم على صنع التغيير والسبق في التأثير على الأحداث . وتقوم الإدارة الإلكترونية على أساس الارتباط الإيجابي والمستمر بالسوق ، واتخاذ متغيرات السوق نقطة الارتكاز ومعيار التقييم لكل ما تقوم به الإدارة من فعاليات وما تتخذه من قرارات .
كذلك تقوم فلسفة الإدارة الإلكترونية على تأكيد السعي إلى التميز باعتباره المستوى الوحيد المقبول للأداء والإنجاز والمفهوم المتكامل الذي يجمع العناصر الأساسية لبناء إداري متميز يحقق إنجازات ونتائج متميزة ويسمح للمنظمة بالتفوق على المنافسين والوصول إلى مراكز تنافسية متقدمة . ويأتي في قمة فلسفة الإدارة الإلكترونية الإيمان الراسخ بالإنسان وقدراته وأهمية استثمار طاقاته الفكرية والذهنية ، ومن ثم يكون الإبداع البشري والقدرة على الابتكار والتطوير من أسس تفعيل الإدارة الإلكترونية والاقتراب بها من حدها الأقصى وهو الإدارة في الزمن الحقيقي أو الإدارة الآنية .
- توجهات الإدارة الإلكترونية
التوجه للمستقبل ، إذ تعمل الإدارة الإلكترونية في المستقبل بمعنى الكشف عن الفرص الجديدة والعمل على استثمارها بتقديم منتجات وخدمات جديدة ومبتكرات غير مسبوقة في أساليب العرض والتواصل مع الزبائن
التوجه للتكامل ، فالإدارة الإلكترونية تقوم على تنمية علاقات التشابك والتكامل سواء بين وحدات ومستويات المنظمة ذاتها ، أو فيما بين المنظمة وغيرها من مؤسسات المجتمع ذات العلاقة من موردين وزبائن وحتى المنافسين .
التوجه للتطوير المستمر، وذلك في المنتجات والآليات والهياكل والموارد والتقنيات على كافة المستويات .
التوجه التقني ، حيث تستوعب الإدارة الإلكترونية التقنية كعنصر رئيسي في البناء الإداري وليست مجرد عامل خارجي مضاف . التقنية في مفهوم الإدارة الإلكترونية عنصر مندمج في نسيج المنظمة وبناءها الإدارية والإنتاجي ، ومن ثم تصبح إدارة التقنية مسئولية أساسية للإدارة المعاصرة .
- آليات الإدارة الإلكترونية
تعتمد الإدارة الإلكترونية على آليات العصر الأساسية وهي :
- الحاسب الآلي .
- تقنيات المعلومات .
- تقنيات الاتصالات .
- البريد الإلكتروني .
- شبكة الإنترنت .
- كذلك تعتمد الإدارة الإلكترونية مجموعة آليات إدارية من أهمها :
- إعادة الهندسة .
- القياس المرجعي .
- التخطيط الاستراتيجي .
- التقييم المتوازن .
- تخطيط موارد المشروع .
- تخطيط الجودة لمنع الخطأ .
ويبدو التجديد في استخدام هذه الآليات ضمن منظومة الإدارة الإلكترونية في أمرين أساسيين :
الأول : أن هذه الآليات تستخدم كمجموعة متكاملة ومترابطة وبصفة مستمرة ، وذلك على خلاف ما درجت عليه الإدارة التقليدية من استخدام مجزأ ومتباعد لتلك الآليات أو بعضها .
الثاني: ابتكار برامج على الحاسب الآلي لتطبيق تلك الآليات إلكترونياً بدرجة متزايدة باستمرار من جانب وإدماجها في صلب عمليات المنظمة من جانب آخر .
ومن ثم تتميز الإدارة الإلكترونية بمجموعة من السمات الأساسية التي تعكس الخصائص النابعة من ارتباطها بتقنيات المعلومات والاتصالات بالدرجة الأولى ، كما توضح المحتوى التقني الفائق الجودة لهذا النموذج الإداري المستحدث . وتعتبر المرونة الفائقة والتحرر البالغ من قيود الزمان والمكان هي السمة الأولى والرئيسية للإدارة الإلكترونية والتي تسهم في تكوين باقي السمات المميزة لها . والمعنى أن الإدارة الإلكترونية تتعامل في كل وقت ومن أي مكان ، وتتخذ القرارات في مختلف مجالات النشاط متحررة من قيود الوقت والمسافة . وتتمثل أهم السمات الأخرى للإدارة الإلكترونية في السرعة ، التشابكية ، التنويع ، تجاوز الوسطاء ، التصميم حسب الطلب مع الإنتاج الكبير ، التكيف السريع ، التكامل ، التطور المستمر ، التحرر من القوالب والهياكل الجامدة ، التحرر من المعاملات الورقية ، العمل من بعد .
ويؤدي تطبيق " الإدارة الإلكترونية " إلى إحداث تغييرات تنظيمية تتوافق تماماً مع متطلبات نماذج التميز التنظيمي من أهمها ما يلي :
- التوسع في الأتمتة بما يؤدي إلى تخفيض أعداد العاملين حتى في المستويات الإدارية خاصة الإدارة الوسطى والوظائف الإشرافية .
- إعادة تصميم الأعمال باستبعاد الأنشطة والمهام التي يتم أتمتتها ، وإدخال عناصر التكامل والتمكين في الاعتبار.
- إعادة تصميم نظم التخطيط بإضفاء عناصر المرونة واستشعار التغييرات من خلال الربط الآني بنظم رقابة وقياس الأداء .
- تبسيط الهيكل التنظيمي بتقسيم المنظمة إلى مجموعة من الوحدات الإستراتيجية وفرق العمل ذاتية الإدارة وفي نفس الوقت تنمية الفاعلية وسرعة الأداء واتخاذ القرارات عند نقاط التنفيذ .
- استثمار فرق العمل الطارئة بدلاً من التكوينات والتقسيمات التنظيمية الدائمة ، ومن ثم يتم التحول إلى التنظيم الشبكي حيث يكون الربط آنياً بين الوحدات الإستراتيجية وفرق العمل المختلفة بوسائط إلكترونية تسمح بالتواصل والتفاعل والتنسيق المستمر والعمل المشترك وتبادل المعلومات بينها جميعا ً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. قطط مجمدة في حاوية للقمامة! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. موريتانيا: مع تزايد حضور روسيا بالساحل.. أوكرانيا تفتتح سفار




.. إسرائيل تحذر من تصعيد خطير له -عواقب مدمرة- بسبب -تزايد اعتد


.. هدوء نسبي مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن -هدنة تكتيكية- انتقده




.. البيان الختامي لقمة سويسرا يحث على -إشراك جميع الأطراف- لإنه