الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفدرالية احد اشكال النضال

جورج حزبون

2014 / 6 / 7
القضية الفلسطينية




الصراع بين الفصائل الفلسطينية ، والانشقاقات و الانقسامات كذلك ظاهرة لازمت الثورة الفلسطينية ، فقد تقسمت الجهة الشعبية مبكرا ثم حركة فتح بشكل دوري، ولعبت الأنظمة العربية دورا مهما في هذا الخلافات و الاختلافات ، وتشكلت اطر موازية متعددة ، الا انها جميعا بقيت ملتزمة بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا ، وان الخلاف على أساليب العمل والنهج السياسي غالبا ، واحيانا مناكفة بين الانظمة العربية ، وحتى صراعات مسلحة بالوكالة .
ومع ظهور الحركات السياسية الاسلامية ، أخذت تطرح نفسها بديلا للمنظمة مع برنامج اخر مختلف مبني على قاعدة / الاسلام هو الحل/ وبروز حركة الاسلام السياسي في فلسطين ، ذات برنامج إسلاموي أممي ، ويعتبر الوطنية حالة دخيلة وافرازا استعماري ، فكان الاختلاف واسع بين حركة تحرر وطني وحركة تحرر إسلامي ، ورغم محاولات التوفيق و التوافق التي سبقت اتفاق أوسلو ، وتشكيل لجنة حوار عاصرت احداها حيث قادها المرحوم هاني الحسن ، ويوم سئلته في عمان بعد احدى الجلسات التفاوضية عن الحوار ، قال : ان المطلب الاساس هو 40 بالمئة من عضوية منظمة التحرير !!وفي خضم الانتفاضة بدأت تصدر بيانات موازية لبيان القيادة الوطنية الموحدة ، عارضت حركة حماس اتفاقات أوسلو ، واستمرت في العمل العسكري ، ومع هذا جرت محاولة للوصول الى قاعدة مشتركة ، فتشكلت عام 2006 حكومة وحدة وطنية واستمرت تسعة أشهر لم تستطع النجاح ، حتى كانت ما سمي عام 2007 حسب (حماس) الحسم العسكري وحسب (فتح) الانقسام ، وهكذا قامت في الارض المحتلة إطارين سياسين ، صحيح ان قطاع غزة انسحب منها الإسرائيليون وهو ما شجع حركة حماس على التوجه نحو إمارة إسلامية ، سواء بالنظام العام وشكل الحكم وأسلوب الحياة الذي فرض على المواطنين ، وارتباطاتها بالتنظيم الدولي والسياسي لحركة الاخوان المسلمين ، لكن الجوهر كما بداء من حوارات قبل اوسلوا وفيما بعد ، ان الصراع على المواقع ، وان الطرفين يتصارعان على الغاء الاخر .
جرت محاولات كثيرة لرأب الصدع ، فكان لقاء مكة ، واتفاق القاهرة ، واتفاق الدوحة ، ، وجميعها لم تنجح ، ليس فقط لان الشيطان في التفاصيل ، بل لان القرار ليس فلسطينيا ، وهكذا استمر الانقسام وتعطل المجلس التشريعي ، واستغل من الإسرائيليين و الأمريكيين باعتبار ان اي اتفاق سيكون مجزوءا طالما الفلسطينيين لهم كيانين ، واحد من هذه الكيانات إسلاموي عسكري الحرب معه مستمرة عبر إطلاق القذائف او الحروب المباشرة ، وعارضت دخول السلطة في مفاوضات لمدة تسعة أشهر بواسطة وزير خارجية أميركا .
وانفجرت الأزمات العربية ، ورغم نجاح الإسلامين في ركوب تلك الحركات الا انها أظهرت عدم قدرتهم على تنفيذ برنامجها لعدم الواقعية ولاغترابه عن التطورات الموضوعية ، وكونه لا يقدم جديدا، ثارت الجماهير وقدمت تضحيات في سبيله ، فسقطت تجربة مصر وخرجت حماس من سوريا واختلفت مع ايران ، وفشلت المفاوضات مع كيري واستمر الاستيطان وتأزم الموقف ، في الكيانين ، فعادوا الكرة الى التفاوض وأعلنت (مصالحة) دون اي مضمون سياسي ، عدا عن إقامة حكومة موحدة من تكنوقراط ، وإعلان انتخابات خلال ستة أسهر ، وهذا بالطبع مضمون تحدي وليس اتفاق سياسي ، لعل احد القطبين يفوز بالأغلبية ويكون الانقسام انتهى ديمقراطيا ، وهذا مرة اخرى مخالف لمطالب الجمهور الفلسطيني الذي يحتاج الى وحدة شاملة وليست تقاسمية على قاعدة برنامج سياسي يواجه الأزمة الراهنة ، وعربدة حكومة نتنياهو ، واتساع قاعدة اليمين الاسرائيلي وتقول المستوطنين وعربدتهم، وقد بداءت اولى مؤشرات عدم جدية واكتمال الاتفاق ، في الاسبوع الاول ، عند صرف الرواتب، فحركة حماس تطالب بصرف رواتب من عينتهم فترة الخلاف ، وفتح والحكومة تجد ان ذلك غير واقعي وغير ملزم ، ويبدو انه كان احد صعوبات حركة حماس في الاونة الاخيرة ، فقد ردت على عدم الصرف بعدوانية وغلاق البنوك .
خلال سنوات الانقسام ، أقامت حركة حماس قوات أمن وجيش مسلح ضمن مليشيات القسام ،والتي يصل تعدادها الى ما يقرب الأربعون ألفا ، وهي تملك أسلحة متطورة ، لا تسمح بالاطلاع عليها وعلى اسرار التنظيم ، وبذلك تكون كيانا ميلشيا منفصلا في حالك تشابه وضعية حزب الله اللبناني ، ويكون هذا الإطار العسكري جاهزا بما يمتلك من قوة ضاربة لإعادة فرض رؤيته ان لم تقل اعادة الانقسام ، وهنا فان الذي تحكم بما دعي مصالحة هي مصلحة الطرفين السياسية ،وليست صحوة وطنية او عقيدة سياسية ، ومع تطور الأحوال في المنطقة وتغير التحالفات ، نعود للوضعية الاولى ان لم يكن لما هو أقسى وأفظع، ناهيك عن وجود اجهزة أمنية عند كلا الحركتين ، خاصة المخابرات ومن في عدادها، وهي لن تسمح باي اختراق ، إذن نحن اما كتلتين ، يملكان ما هو خاص وما هو عام ، يتشابك الخاص والعام في مرحلة ويتفقان في اخرى ، دون ان يتخلى اي منهما عن سياسته وعقيدته ومعلوماته وقيادته وأجهزته ، وهي حال حتى ان وصلت الى الحسم الديمقراطي الانتخابي، لن تستطيع تغير وضعيتها ، وبذلك فان المصالحة حالة مرحلية ، لا تملك القدرة للوصول الى حالة الاندماج ، لاختلاف الأسلوب والمنهج ، وان الطرفين يملكان الرغبة في قيادة او إدارة موحدة ، لكن كل لذاته ، مع غياب ملحوظ لدور القوى الاخرى ، بغض النظر عن رغبتها في مسمياتها ، وتستخدم غطاء احتفاليات مهرجانيا قد تنال منه المديح على الجهد لكنها لا تنال اية درجة لدى الجمهور الفلسطيني الذي يعرف بالضبط حركة وإيقاع كل تنظيم، قدرة وروية وقاعدة وفلسفة وعلاقات عامة وخاصة !؟ .
ان الوحدة الوطنية الفلسطينية ، مطلب مطلق ويجب ان يتحقق ، وللتلائم مع الممكن والراهن، فان الخيار المتاح هو إقامة كيان فيدرالي ، يترك لكل منطقة بما فيها القطاع والضفة والخارج ، ما هو مقتنعون به من طرق التحرير ، على ان تبقى منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد والأطار المؤهل والمفوض لإدارة إدارة شؤون الشعب الفلسطيني والعلاقات الدبلوماسية، لتأكيد الاعتراف الدولي بفلسطين دولة تحت الاحتلال ، وتكون لكل موقع صلاحياته في إدارة أموره حسب الظروف الخاصة بالشعب الفلسطيني ،مع الالتزام بالقواعد الإجماعية المتفق عليها والقرارات التي تصدر عن المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره الهيئة الجامعة لكل فصائل وإطارات الشعب الفلسطيني ، دون اي تعارض بين الكيانات والوصول بالتأكيد الى وثيقة أساسية تلزم الجميع .
ان اجراء الانتخابات خيار يلتقي الجميع عنده ، لكنه في الظروف الفلسطينية ، ودون الاعاقات الاحتلالية ، صعب التحقق بفعل صعوبة التواجد ، واختلافات الجغرافيا السياسية والموقعية ، اخذا بالاعتبار الواقع العربي الراهن ، ولهذا تكون الفدرلة خيارا ديمقراطيا حتى تتوفر معطيات المقرطة بالانتخابات والتحرر والوطن المستقل ، وبالتالي فان الحالة الفلسطينية بحاجة الى حلول ابداعية جديدة دون تكرار تجارب لم تنجح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح