الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صاحب الربطة الصفراء

محمد علي مزهر شعبان

2014 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ظهر بربطته الصفراء الدكتور فلان ، والناطق علان : ان المباحاثات مستمره في التحالف الوطني ، وان الائتلاف الوطني يؤكد ويصر على سحب مرشح دولة القانون . وكأن الموقف الثابت من الكتلة الاكبر في ترشيح ممثلهم ، لتسهيل امر الخيار وضمن كل خيارات التحالف ، سواء بطرح مجموعة الثمان او اللجوء الى الاغلبية في حصد المقاعد ، او الانتخاب المفتوح لكل مرشحي التحالف ، اتوهم من حيث شاءت الحسبة وفق المعايير الدستوريه والاخلاقيه . لكن الاخوة في دوامة التباحث والى مدى يطول البحث عن مخارج في غنيمة دسمة ، دون الالتفات لما يجري في البلد ، من اختراقات في سامراء والانبار والموصل .
البلد تتناوشه وحوش داعش ، وان حوصرت في جهة فتحت جبهات في ذات المواقع والحواضن . وقد تعقدت اساليبها وتنوعت عدتها، تخرج من قماقمها ، وتضرب ضربتها الموجعة في المواطن الامنة ، في جامعة وسوق ، وتحتل موطيء قدم هنا او هناك ، بعد حصاد لاجساد ابرياء ، يمرون علينا في نشرة الاخبار ، خبرا عابرا ، لا يركد ولو لبرهة في ذاكرة صاحب الربطة الصفراء ولم يشكل له امتعاضا ما جرى هذا اليوم ، ما وقع في حي العامل والكرادة والشعب والبياع والموصل والانبار . انما اكد الرجل ان الائتلاف الوطني اجتمع ، وسرد علينا ازمة الاليات والتوافقات ، وما جرى من حوارات ، وتصادم الاجندات ، منوها ليس مهما ما رشحت الصناديق ، انما ما يقوله السادة الوارثون للقرار الجاهزون للاستئثار ، المترقبون لنتائج ما يحدث ويثار .
اثناء حديث هذا الداهية على التلفاز ، اهتزت البياع على وقع انفجار وفي تجمع للشباب والبيوت ، هرعنا لنؤسس في انفسنا امتداد خارطة الدم ، والتي كانها ثورة " لداعش " التي قيل انها تحتضر تحت ضربات جنود ، يركضون بكل الاتجاهات ، صدور عارية يقع عليها الردى فلا تابه ، وعنوان رجولة عيت المفردات واحتبست الثناءات في الحلوق ان تسجل لماثرهم في ساحات المطاردة والتصدي . الا ان بيوض حيات تفقس في جحور الحاضنات ، وتصطاد الغفلة حين تأمن الى جار واخو وطن .
كنا عند موطن الاحتراق والموت والسبايا في انفجار البياع، نار بقايا الاحتراق تضيء المشهد الذي اختلط فيه رمام جسد ودخان ودماء . الاسعافات تنقل الاكياس السوداء ، دون ملامح هوية ، ودلالة شخصية ، رجل في نهاية العشرينات ينوح بحرقة لم أألفها في اي مشهد مماثل لهذا . الرجل يهرول دون اتجاه ، صراخ لا تعرف اهو نوع بكاء لم نألفه ؟ نحن معتادون على البكاء وكل شجى ولوعة تصاحبه . سئلت ابني الذي سبقني الى الحادث : من هذا الرجل ؟ اجابني ولم ادرك غاشية البكاء والحزن التي اصابت ابني ، وبخليط المفردة الممزوجة بالدموع ، قال لي : هذا لؤي صديقي ، وقد استشهد في حادث اليوم ابوه وابنه وزوجته بعد احتراق البيت ، ولكن اكثر ما لوعه هو مقتل ابن اخيه. أخوه الذي قتله بعض انفسنا ايام الطائفية ، وخلف طفلا ورباه لؤي وكان يعشقه وعوضه يتمه ان هذا الطفل اسمه " زين " قتل في حضن جده اليوم فمقتل زين انساه من قتل من ذويه وجننه حبه ل " زين ".
وفي خلجات النفس التي اعتادت الحزن ، كان النداء : اه يا لؤي يبدو انك ليس الوحيد قد استفردت بهذه المناحة . وبالخوف العميم ، تحنو الابوة على الوليد : وانت بني هل تأتي لان هناك المزودجه تنفلق حين تجمع ؟ فرد الابن : احتفظ انت بحياتك ، فلا قيمة للحياة عندي ، دعني ألملم بعض الاشلاء واشارك مشاريع الموت القادمه .
المرء رهن الرجوع ولسماع البقية من نزال لا ينفك تصادمه ، كنت قبالة التلفاز ، وفي دوامة الذهول وانا اشاهد قناة اخرى ، وبعد ان ظهر بطل المصادمة في الموصل " مهدي صبيح الغراوي " اذ يقول كنا اطاردهم في الصحراء ، وهاهم الان في الديار ، الزموا دياركم يا اهل الموصل ، وسأريهم كيف يهلكون . اثيل النجيفي يستنجد ويثني على القوات ، عجبا قيل يومين كنت تقول اهل " برطايه : امتداد وتوسع ايراني ، فاستجاب لك الاصدقاء من داعش بضربها بسيارتين حصدت ما يرضي ما اختبيء من سرور في نفسك ، اذن ماذا حدى ايها المحافظ غير الامين ، ان تسنجد الان بالقوات الحكومية ؟ هل وصلت نار الاصدقاء الدواعش لتحرق مملكتك ؟
لا زلت مصدوما متسائلا ماذا يجري على الارض ، القوات تخلي الطلاب من جامعة الانبار وتحاصر القتله ، مقتل مائة ارهابي في الجانب الايسر والايمن من الموصل ، عمليات سامراء تلاحق البقايا ممن دخل من الغزاة ، ديالى تتاهب لصد هجمة مرتقبه ، انفجارات في بغداد ، ثم يطل صاحب الربطة الصفراء : ان المحادثات لازالت جاريه ،وعلى دولة القانون ان تسحب مرشحها . يا ابن التي ..... لو قدر لي ان الزمك ان تكون جنديا في اللطيفية او النعيمية او في الزيدان ، والله سوف تخرط الربطة وربما حتى السروال . دعوا الرجل يسلمها لكم بامان ، ياحملان القدرة ، يا من تعتاشون على المؤامره . دعوا الرجل مع جيشه ، لان الامر ليس شخصيا ، انما قريش لا تقبل بمحمد نبيا . انما انت خادما وذليلا ولطاما ابديا . انما الامر انت اتيت بالصدفة ، فتبا لهكذا صدفة . ان الامور تخضع لمعايير القدرة ، الممتده وفق قياس منذ قرون حدد أمره . انما انت راقص ينفض قهره ، وجندي منزوع منه عمره ، ومأمور خانع لا يعصي أمره ، من انت لا تتباهى ايها النكره ، اعرف مقامك صاحب الربطة الصفره ، انت منتهاك حفر ومقبره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته