الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس و عبر

كفاح حسن

2014 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في الذكرى الثلاثين لمعركة سفين حزيران 1984
تعطينا الحياة دروس و عبر غنية تعيننا و تعين الأجيال القادمة. و إن إستخلاص هذه الدروس و إيصالها للأجيال القادمة واجب في أعناقنا لا يحق لنا التهرب منه.
لقد كان تفكيرنا فيما بعد آيار 1983 منحصر بالرغبة العارمة بالثأر و الإنتقام لشهداء أعزاء فقدناهم في معارك غير متكافئة. و أثر هذا التفكير علينا كتأثير الأفيون على شاربه. و عجزنا عن النظر للأحداث أبعد من الرغبة بالإنتقام. و تغلغل في صفوف حزبنا و الأحزاب الأخرى أشخاص إنتفعوا من هلوسة الإنتقام. و أصبحنا متخندقين فيما بيننا بدلا من التخندق ضد عدونا المشترك..
و صلنا منطقة بارزان في تشرين الأول 1983. و تجمعت هناك معظم فصائل أنصارنا في قاطع أربيل. و قد إكتضت المنطقة بنا. و كانت الطرق أمامنا مسدودة للعمل في مناطق عملنا المعتادة في مدن و قرى أربيل بسبب من الإقتتال الداخلي بين فصائل البيشمركه و الأنصار.
فتم جمع قوة من المفارز الموجودة في منطقة بارزان لتتوجه إلى قرى و أرياف أربيل. و كان للقوة هيئة قيادية ( عسكرية و سياسية) و لكنها كانت تفتقد القدرة على قيادة القوة. حيث كانت كل مفرزة ضمن القوة تتصرف بشكل مستقل, حتى و إن كان ذلك يتضارب مع الهدف من تشكيل القوة. و رغم ذلك, إستطاعت القوة من النجاح في فك حصار الجيش لها في قرية هناره عند مصيف سه ري ره ش. ففي معركة شرسة من بيت إلى بيت , قادها القائد الفلاحي و الأنصاري علي حاجي نادر. تسلل الأنصار من القرية. و قد إستشهد في هذه المعركة صديقي النصير الشجاع أبو شهدي (عطيه البهادلي) و هو يقاوم الهجوم المعادي و يغطي على إنسحاب رفاقه.
و بعد معركة هناره, بات متعذرا على القوة محاربة السلطة و قوتها العسكرية في الوقت نفسه يمنعها فصيل آخر من البيشمركه من التواجد في المنطقة. كما أضعف القوة هشاشة قيادتها. و هذا أجبر المفرزة على العودة إلى قواعدنا في بارزان.
و في بارزان..عدنا مجددا إلى الجديث عن الثأر و الإنتقام للشهداء. رغم إن مبدأ الثأر و الإنتقام بعود لثقافة القبيلة و عصر العصبيات القبلية المتعارضة مع الوعي و الثقافة المدنية. لقد كان عدد غير قليل من السياسيين وراء إذكاء نار العصبيات القبلية للحفاظ على مواقعهم التي وصلوا إليها في غفلة من الزمان. و ساد في بارزان - نتيجة لذلك - جو متوتر أدى ألى خطر إنتقال عدوى الإحتراب و الإقتتال إلى داخل فصائلنا المتجمعة في بارزان.
و كان من الحلول السريعة المعروضة آنذاك..تشكيل قوة كبيرة عدديا متكونة من سرايا قاطع أربيل. و إرسالها مجددا إلى ريف أربيل. و تكرر نفس الخطأ, بتشكيل مكتب يقود القوة يفتقر للصلاحيات.
تركنا بارزان في مطلع شهر حزيران 1984. و إنحدرنا مع جريان الزاب الأعلى نحو الجنوب. و مررنا قرب كهوف شاندري, حيث عثر هناك الآثاريون على إنسان شاندري, أقدم إنسان مكتشف في العراق. ثم عبرنا الزاب خوضا نحو ضفته الأخرى, و تسلقنا المرتفعات نحو قرية قنديل. ووصلناها منهكين ليلا. و قام أهل القرية بمساعدتنا لعبور الزاب مرة أخرى عند مضيق بخمه. حيث قمنا بإستخدام إطارات النركترات المغطاة بأغصان الأشجار كواسطة لعبور الزاب الهائج. و بعد العبور كان علينا الإسراع بالمسير للوصول إلى الجهة الأخرى من هضبة حرير قبل شروق الشمس.
و قبل وصولنا المنطقة, إنتشر خبرنا بين أوساط سكان المنطقة و السلطة. و أعتمدت السلطة على الإقتتال الداخلي بين فصائل البيسمركة لضرب تحركنا و إعادتنا إلى النقطة التي إنطلقنا منها. و نظرا لكثرة عدد القوة و تحركها سبه المكشوف, فقد كان سهلا على أعدائها تتبع حركتها و ضربها. فجرت عدد من المواجهات التجريبية معنا, هدفت إلى التحقق من جاهزيتنا القتالية. و حققنا في هذه المناوشات بعض النجاحات التي خدعتنا. و تم إجبار قوتنا على السير نحو الموقع المناسب لتوجيه ضربة موجعة لقوتنا. فكانت معركة زيباروك, حيث إستشهد فيها نصيرين من سرية الكوي, صديقي ناظم و نصير آخر لا يحضرني إسمه الآن. لقد كانت معركة خاطفة و سريعة. دامت بضع دقائق. و مرة أخرى قادتنا الأمزجة و روح الإنتقام و الثأر إلى الإنجرار نحو المصيدة.
حيث تركنا منطقة رزكه الآمنة, و تحركنا ليلا نحو سفح سفين القريب من شقلاوه. و كان العدو ينتظرنا هناك بإستعداد و جاهزية عالية نفتقرها. و بينما كنا جالسين في إستراحة قصيرة وسط الظلام. كنا دون أن ندري في قبضة القوة المعادية. و تلعلل أزيز الرصاص سالبا منا فرصة الرد. فتشتت القوة . و كان على كل نصير العثور على منفذ ينقذه من من سيل الرصاص. فقسم مننا عاد ألى جهة رزكه, و قسم آخر إختار مواصلة المسير نحو سفح سفين.
أنا كنت ضمن الأنصار الذين إختاروا العودة نحو رزكه, و تجمعنا فيما بعد خارج مرمى النار. كنا من سرايا مختلفة. و لكننا خرجنا سالمين. كان من بيننا الأنصار الفقيد حاجي جمال, منعم, أبو أحلام و صادق و آخرين.
لكن قسم كبير من القوة أجبر تحت مرمى النيران الى المسير نحو سفح سفين. و هناك تم حصرهم في منطقة صخرية تلهبها أشعة شمس حزيران الحارقة. و كان نهارا طويلا و لاهبا. و قام العدو بتصفية أي نصير إقترب من عين الماء . فهكذا إستشهد الأنصار مهدي من الديوانية, أبو ليلى من النجف,جبار من أربيل, و النصير المسن لاله حمه من منطقة شوان و النصير ئازاد من بغداد زوج الرفيقة أماني التي عملت معها في صحيفة طريق الشعب العلنية . و إستشهد النصير ئازاد هاوليري بين صخور سفين.
و حدثت المعركة و الحصار أمام أنظار أهالي مدينة شقلاوة. و هبوا بشجاعة بالغة لإنقاذ الأنصار المحاصرين. و تسهيل إنسحابهم عبر شقلاوه نحو منطقه رزكه.
و تجمعنا في رزكه..
مرة أخرى عدنا إلى منطقة بارزان..
رغم صعوبة المعركة ..إلا إن أنصارنا أبدوا شجاعة و مقاومة باسلة..و بها إنتصروا على عدوهم :








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز